الفشل الذي لا يعترف به أحد _ #ماهر_أبوطير
يبدو السؤال القديم الجديد متعلقا بشكل واضح بمدى تأثر #إسرائيل بكل #الضغوط_الدولية، والحملات السياسية والدبلوماسية للضغط عليها، لتغيير سياساتها التي نراها دائما.
لا نريد إشاعة الإحباط وكأننا نقول إن أي #ضغوطات_سياسية ودبلوماسية فاشلة مسبقا، ولا فائدة منها، مع الإقرار هنا أن الحرب المستمرة والتي بدأت عامها الثاني تركت أثرا سيئا على إسرائيل وسمعتها، لكن ما هو أهم عدم توقف إسرائيل، وعدم التراجع للوراء حتى الآن.
تقوم إسرائيل قبل أيام فقط، بمصادرة الأرض المقام عليها مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا في القدس من أجل إقامة 144 وحدة سكنية للمستوطنين، والكل يدرك أهمية الأونروا كونها تعبّر عن هوية اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم، وحقهم في العودة، وهو حق لم يعد يتحدث عنه أحد، وهذا الاعتداء يعني طرد الأونروا كليا من مدينة القدس في سياقات شطب هوية القدس، وهوية أهلها، وتركهم بلا غطاء دولي يقدم أي خدمات، ولا أي حماية بالمعنى القانوني الدولي، والأمر ذاته امتد إلى وجود الأونروا في قطاع غزة ومحاولات إسرائيل وقف عملها وقصف مراكزها الصحية، ومدارسها، في التقاء واضح مع وقف التمويل المالي الذي اتخذته إدارة ترامب سابقا، بهدف تجفيف موارد الأونروا وشطب القضية الفلسطينية.
مقالات ذات صلةتطاول إسرائيل على #الأمم_المتحدة، وتصريحات مندوبها في نيويورك، واستعلاء نتنياهو في خطابه الأخير، برغم الانسحابات من القاعة حين دخوله، وإصراره على ذات السردية، وعدم التراجع، والاتهامات التي قيلت بحق الأمين العام للأمم المتحدة، واعتباره شخصيا غير مرغوب به في إسرائيل تصب أيضا في ذات سياق الاعتداء على قوات اليونيفيل في لبنان، ثم إرسال نتنياهو رسالة إلى الشخص غير المرغوب به، أي الأمين العام للأمم المتحدة، مطالبا إياه بإخراج قوات اليونيفيل من جنوب لبنان، تعبر عن ذات سياق التحدي، فهو يهين الأمين العام للأمم المتحدة، وفي الوقت ذاته يبرق برسالة لا تعني أي تراجع، بل تعني البراءة المسبقة من أي مذبحة قد تقع بحق قوات اليونيفيل، تحت عنوان إسرائيلي يقول إننا حذرناكم مسبقا مما هو آت.
كل الضغوط السياسية والدبلوماسية والتصريحات من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، والجنائية الدولية، لم توقف الحرب، لأن إسرائيل أمام مخطط إستراتيجي لن تتراجع عنه تحت وطأة أي ضغط، خصوصا، أن القوى المتنفذة في العالم تؤيدها خصوصا الولايات المتحدة، وأوروبا، فيما بقية دول العالم، إما حيادية، أو لديها مواقف ملتبسة أو توازن بين القاتل والمقتول، أو لا تأبه لكل المنطقة؟
ربما يبدو الكلام هنا محبطا لأولئك الذين يراهنون على أهمية الجهود الدولية والاتصالات والضغوط الدبلوماسية، لكننا نريد أن نقول إن هذه الوصفة ثبت ضعفها، أو فشلها في حالات كثيرة، ونحن أمام نموذج يستند في قوته إلى عناصر بديلة، ولا يتراجع أمام الضغط، خصوصا، مع تورط إسرائيل في الحروب كل هذه الفترة، واستمرار تورطها، بما يعني أن خضوعها لأي ضغط سيعني هزيمتها، وهو ما تتجنب إسرائيل الوصول إليه.
الخلاصة هنا، أن وضعا معقد كهذا، لا يجوز الاستمرار بمعالجته بذات الطريقة، وإعادة تقييم الوسائل التي تم اللجوء إليها، أمر مطلوب وحيوي، حتى لا نواصل زرع الشجر في الهواء، واستسقاء الماء لسقايته من الخيال، ثم نسأل بسذاجة لماذا لا يثمر الشجر، وأين هي ثماره؟.
الاستمرار بالحملات السياسية والدبلوماسية أمر جيد، لكنه ليس كافيا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: إسرائيل الضغوط الدولية الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توسع شبكة طرق في أكبر مستوطنات الضفة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، المصادقة على مشروع شق طريقين جديدين في الضفة الغربية المحتلة، ما يعزز النشاط الاستيطاني في منطقة معاليه أدوميم.
وقال مكتب نتانياهو في بيان: "وافق مجلس الوزراء الأمني الليلة الماضية على اقتراح وزير الدفاع يسرائيل كاتس لبناء طرق بديلة، مما سيؤدي إلى بناء شبكة طرق جديدة في منطقة معاليه أدوميم".
وأضاف أن هذا المشروع "سيحسن تالياً حركة المرور ويعزز البنية التحتية للنقل بين القدس ومعاليه أدوميم، وشرق منطقة بنيامين، مما يسمح باستمرار تطوير المستوطنات في منطقة إي 1".
وتقع المنطقة "إي 1" خارج القدس في الضفة الغربية، ويعيش فيها بدو.
حولتها إلى مستوطنات مستقلة..إسرائيل تفصل 13 حياً استيطانياً في الضفة الغربية - موقع 24أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اليوم الأحد، أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على خطة لفصل 13 حياً استيطانياً يهودياً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل عن المناطق المجاورة لها.
ومن المقرر أن يلتف أحد الطريقين المخطط لهما حول الطريق الحالي، ويسمح للفلسطينيين في المنطقة بالوصول إلى القرى، دون استخدام الطريق الرئيسي.
وأعلنت إسرائيل مراراً مشاريع بناء في هذه المنطقة الواقعة بين القدس والبحر الميت.
وتعد معاليه أدوميم واحدة من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية، إذ يتجاوز عدد سكانها 40 ألفاً.
ويدين الفلسطينيون ومنظمات غير حكومية هذه المشاريع التي تقطع الضفة الغربية إلى قسمين، وتمنع قيام دولة فلسطينية مترابطة جغرافياً.
وقال نتانياهو في البيان: "نواصل تعزيز أمن المواطنين الإسرائيليين، وتوسيع مستوطناتنا".
وأضاف أن "الطريق الجديد سيعود بالنفع على جميع سكان المنطقة، وسيسمح بحركة مرور سلسة، وتحسين الأمن، وإنشاء رابط استراتيجي بين القدس ومعاليه أدوميم وغور الأردن"، وهي 3 مناطق تقوم فيها إسرائيل بتطوير المستوطنات غير القانونية بموجب القانون الدولي.
من جهتها، وصفت منظمة السلام الآن غير الحكومية المناهضة للاستيطان المشروع بأنه "طريق جديد للفصل العنصري".
تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967، ويعيش فيها حوالي 3 ملايين فلسطيني، إلى جانب ما يقرب من نصف مليون مستوطن إسرائيلي.