الإدارة الذاتية للأكراد تستقبل العائدين من لبنان ترويجًا لمنجزات دحر الإرهاب.. وأزمة المناهج الدراسية في منبج تكشف زيف الاستقرار الداخلي
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تصاعد الأحداث في لبنان،واتجاه دولة الاحتلال لتنفيذ عمليات أوسع ضد حزب الله، استغلت الإدارة الذاتية للأكراد في إقليم شمال وشرق سوريا، لتروج أمام المجتمع الدولي بعض المنجزات التي حققتها في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التابعة لها، وطالبت في أواخر سبتمبر الماضي، المجتمع الدولي أن يعمل على تسهيل عودة النازحين السوريين في لبنان، لتعاود الحديث مجددا عن استقبالها لنحو 20 ألف مواطن عائد من لبنان.
اتجاه الإدارة الذاتية لهذا النوع من المطالبات جعل المراقبين يشيرون إلى أنها محاولة لاستدعاء النازحين السوريين، وإعلان أمام المجتمع الدولي أنها مستعدة لاحتوائهم وعودتهم، مما يزيدها بريقا أمام الجهات الدولية المختلفة، ومما يزيد من دعمهم لها، لكونها قادرة على تحقيق الاستقرار، والتصدي لخلايا وعصابات تنظيم داعش الإرهابي، خاصة بعد إسقاطه وتحرير المناطق التي سيطر عليها سابقا.
وكانت الإدارة الذاتية، أعلنت الاثنين الماضي، عن استقبالها للعائدين من لبنان منذ بداية العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، والقرى والبلدات الحدودية اللبنانية.
ووفقا لبيان صادر عن الإدارة الذاتية، فقد شكلت الإدارة خلية مختصة لإدارة شئون القادمين من لبنان، والتي أعلنت بدورها عن أن العدد الكلي للداخلين إلى إقليم شمال وشرق سوريا قادمين من لبنان بلغ 19324 شخصًا.
وتوزعت أعداد القادمين على النحو التالي: عدد الرجال: 6967. عدد النساء: 6009. عدد الأطفال: 6260. من الجنسية اللبنانية: 69. عدد الجنازات: 19.
وأفادت الإدارة بحسب بيانها أن العائدين يتوجهون إلى منازلهم أو إلى أقاربهم، أما من ليس لديه مكان للذهاب إليه، فتقوم الإدارة على تخصيص مراكز إيواء لهم.
وتتمتع منطقة الإدارة الذاتية باستقرار نسبي بعد نجاح قوات سوريا الديمقراطية التابع لها والمدعومة من قوات التحالف الدولي من إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي، وإسقاط دولته المزعومة.
وفي نهاية الشهر الماضي، ناشدت الإدارة الذاتية المجتمع الدولي بضرورة تسهيل الأوضاع لعودة السوريين النازحين إلى لبنان، خاصة وأن أمورهم مرشحة للتفاقم بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدات الجنوب اللبناني.
وأكدت أن الإدارة عملت طوال الفترة السابقة على تطهير المنطقة التي تخضع لسيطرتها من عناصر تنظيم داعش الإرهابي لضمان الاستقرار وللعمل على عودة السوريين النازحين.
وشددت الإدارة الذاتية، على أن العودة حق أساسي للسوريين، ويجب على جميع الأطراف العمل على تسهيل هذه العودة بكافة الوسائل الممكنة، وفي ظل هذه الظروف، من الضروري وبشكل عاجل تسهيل عودة أهلنا النازحين إلى وطنهم سوريا، خاصةً لمن يرغب منهم بالعودة إلى المناطق التي نزحوا منها.
وأعلنت استعدادها لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة اللازمة لعودة النازحين، مطالبين دمشق إلى التعاون لتسهيل مرورهم، وأخذ معاناتهم بعين الاعتبار بشكل جدي.
وختمت بيانها بأن الإدارة الذاتية ملتزمة بالعمل على تخفيف معاناة النازحين، وتحقيق عودتهم الآمنة، درءًا لأي مخاطر قد يتعرضون لها في ظل الأوضاع الراهنة.
أزمة المناهج والاستقرار الداخليرغم الاستقرار النسبي الذي تعيش فيه مناطق الإدارة الذاتية، فإن ما توثقه مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان يفيد بأن خلايا وعصابات داعش النائمة والمختفية تعمل باستمرار على تكدير هذا النوع من الاستقرار، بشن هجمات نوعية وبصورة فردية على المزارعين، أو رافضي دفع الإتاوات، ما يجعل من التنظيم الإرهابي رغم ضغوطات قوات سوريا الديمقراطية خطرا قائما.
إلى جانب التهديدات الداعشية القائمة، نشبت أزمة أخرى هي أزمة المناهج الدراسية التابعة للإدارة الذاتية في مدينة منبج، حيث رفض أهالي المدينة هذه المناهج لأنها في نظرهم تخالف الهوية السورية وتخالف قيم الدين الإسلامي، مطالبين بإقرار مناهج النظام السوري أو منظمة اليونسيف بدلا من مناهج الأكراد.
ووفقا لبيان صادر عن المرصد السوري، الاثنين الماضي، فقد خرج العشرات من أبناء مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بمظاهرة أمام مركز لجنة التربية والتعليم في المدينة، احتجاجا على مناهج الإدارة الذاتية، حيث أقدموا على رشق دوريات عسكرية تابعة لعناصر قوى الأمن الداخلي الأسايش بالحجارة لتقوم الأخيرة باعتقال عدد من المتظاهرين وتفرج عنهم بعد ذلك.
ويرفض أهالي مدينة منبج المناهج المعتمدة من قبل الإدارة الذاتية، ويطالبون بدلاً منها منهاج النظام واليونسف.
وقبل قليل أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى استمرار المدارس في مدينة منبج بالإضراب للأسبوع الثالث على التوالي، احتجاجاً على فرض الإدارة الذاتية مناهجها الدراسية بدلا من مناهج النظام واليونسف، حيث تمتنع المؤسسات التعليمية عن استقبال الطلاب، مما يؤدي إلى حرمان آلاف الطلبة من التعليم. ووصف الأهالي مناهج الإدارة الذاتية بأنه يحتوي على مخالفات للقيم الإسلامية. والعادات والأخلاق فضلاً عن أن هذه المخالفات تهدد هوية المجتمع وقيمه.
وفي سياق هذه الاحتجاجات، أغلقت كافة المحلات التجارية أبوابها في سوق المدينة، تعبيرا عن استياء الأهالي من الوضع الحالي، وسط معلومات إلى انتشار دوريات عسكرية في شوارع المدينة، في محاولة لمنع تجمع الأهالي وإقامة مظاهرات احتجاجية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأحداث في لبنان حزب الله النازحين السوريين أزمة المناهج الإدارة الذاتیة المجتمع الدولی من لبنان
إقرأ أيضاً:
صور الأقمار تكشف: ماذا تخطط إسرائيل على حدود سوريا؟
شمسان بوست / سكاي نيوز
اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب “انتهاكات جسيمة” لاتفاقية عمرها 50 عاما مع سوريا، قائلة إنها شاركت في “أنشطة هندسية أساسية” تعتدي على منطقة عازلة رئيسية في مرتفعات الجولان.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية من شركة “بلانت لابس” ووكالة الفضاء الأوروبية، أن قوات إسرائيلية كانت تجري منذ أشهر أنشطة حفر قرب قرية جباتا الخشب السورية الواقعة في هضبة الجولان.
ويتم إنشاء “ساتر ترابي” كبير في المنطقة، يبلغ عرضه حوالي 12 مترا.
وقالت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، إن الأنشطة الهندسية الإسرائيلية واسعة النطاق تجري على طول ما يسمى “خط ألفا” الذي يفصل بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة.
وضمن حلقة برنامج “غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية”، تم التطرق إلى دلالات هذه التحركات الإسرائيلية، وسط مخاوف من تصعيد عسكري محتمل في المنطقة.
ووفقا لتقارير الأمم المتحدة، فقد بدأت هذه الأنشطة منذ يوليو الماضي، وهو ما يطرح تساؤلات حول النوايا الحقيقية لهذه التحركات.
أبعاد عسكرية
استضاف البرنامج الخبير العسكري اللواء حسن حسن من دمشق، الذي رأى أن هذه الأنشطة تمثل مؤشرا على تصعيد إسرائيلي محتمل.
وأشار حسن إلى أن الساتر الترابي قد يهدف إلى منع أي تسلل أو هجمات من الجانب السوري، إلا أنه في الوقت نفسه يعكس استعدادا لتحركات عسكرية محتملة من قبل إسرائيل.
وأضاف أن “هذا السلوك يعكس استراتيجية إسرائيلية أوسع لتعزيز قبضتها الأمنية والعسكرية في الجولان المحتل”.
وناقش حسن خلال الفقرة الادعاءات الإسرائيلية التي تشير إلى أن الهدف من بناء الساتر هو منع تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود السورية، واعتبر أنها تستخدم كغطاء لتحركات عسكرية محتملة، مشيرا إلى أن السواتر الترابية بهذا الحجم “تعكس تحضيرا ميدانيا لعمليات أكبر قد تشمل توغلا عسكريا في حال تطورت الأوضاع”.
استهداف خطوط الإمداد السورية
كما تناول البرنامج الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في دمشق ومحيطها، حيث أكدت إسرائيل أن العمليات استهدفت خطوط إمداد تابعة لحزب الله اللبناني.
واعتبر حسن أن هذه الضربات تأتي ضمن “المعركة بين الحروب” التي تتبعها إسرائيل لشل قدرات حزب الله وحلفاء إيران في سوريا، لكنه لفت إلى أن قدرات الحزب باتت أكثر تطورا، لا سيما فيما يتعلق بالصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، مما يطرح تحديات جديدة لإسرائيل.
رسائل إقليمية وتوازنات القوى
في سياق متصل، أوضح الخبير العسكري أن التحركات الإسرائيلية تهدف إلى إرسال رسائل متعددة إلى خصومها في المنطقة، بدءا من سوريا وحتى حليفتها إيران.
واعتبر أن التصعيد الإسرائيلي في الجولان يحمل رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لن تتوانى عن ضرب أي تهديدات عسكرية تتبلور على حدودها.
تجد الإشارة إلى أن استمرار الأنشطة العسكرية الإسرائيلية على الحدود السورية وتصاعد الضربات الجوية، قد يؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي بشكل أكبر، ما يثير تساؤلات حول قدرة الأطراف المعنية على ضبط النفس أو التوجه نحو تصعيد أوسع.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى المشهد مفتوحا على كل الاحتمالات، من التصعيد العسكري إلى محاولات التهدئة عبر الوساطات الدولية