تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع تصاعد الأحداث في لبنان،واتجاه دولة الاحتلال لتنفيذ عمليات أوسع ضد حزب الله، استغلت الإدارة الذاتية للأكراد في إقليم شمال وشرق سوريا، لتروج أمام المجتمع الدولي بعض المنجزات التي حققتها في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التابعة لها، وطالبت في أواخر سبتمبر الماضي، المجتمع الدولي أن يعمل على تسهيل عودة النازحين السوريين في لبنان، لتعاود الحديث مجددا عن استقبالها لنحو 20 ألف مواطن عائد من لبنان.

اتجاه الإدارة الذاتية لهذا النوع من المطالبات جعل المراقبين يشيرون إلى أنها محاولة لاستدعاء النازحين السوريين، وإعلان أمام المجتمع الدولي أنها مستعدة لاحتوائهم وعودتهم، مما يزيدها بريقا أمام الجهات الدولية المختلفة، ومما يزيد من دعمهم لها، لكونها قادرة على تحقيق الاستقرار، والتصدي لخلايا وعصابات تنظيم داعش الإرهابي، خاصة بعد إسقاطه وتحرير المناطق التي سيطر عليها سابقا.

وكانت الإدارة الذاتية، أعلنت الاثنين الماضي، عن استقبالها للعائدين من لبنان منذ بداية العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، والقرى والبلدات الحدودية اللبنانية.

ووفقا لبيان صادر عن الإدارة الذاتية، فقد شكلت الإدارة خلية مختصة لإدارة شئون القادمين من لبنان، والتي أعلنت بدورها عن أن العدد الكلي للداخلين إلى إقليم شمال وشرق سوريا قادمين من لبنان بلغ 19324 شخصًا.

وتوزعت أعداد القادمين على النحو التالي: عدد الرجال: 6967. عدد النساء: 6009. عدد الأطفال: 6260. من الجنسية اللبنانية: 69. عدد الجنازات: 19.

وأفادت الإدارة بحسب بيانها أن العائدين يتوجهون إلى منازلهم أو إلى أقاربهم، أما من ليس لديه مكان للذهاب إليه، فتقوم الإدارة على تخصيص مراكز إيواء لهم.

وتتمتع منطقة الإدارة الذاتية باستقرار نسبي بعد نجاح قوات سوريا الديمقراطية التابع لها والمدعومة من قوات التحالف الدولي من إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي، وإسقاط دولته المزعومة.

وفي نهاية الشهر الماضي، ناشدت الإدارة الذاتية المجتمع الدولي بضرورة تسهيل الأوضاع لعودة السوريين النازحين إلى لبنان، خاصة وأن أمورهم مرشحة للتفاقم بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدات الجنوب اللبناني.

وأكدت أن الإدارة عملت طوال الفترة السابقة على تطهير المنطقة التي تخضع لسيطرتها من عناصر تنظيم داعش الإرهابي لضمان الاستقرار وللعمل على عودة السوريين النازحين.

وشددت الإدارة الذاتية، على أن العودة حق أساسي للسوريين، ويجب على جميع الأطراف العمل على تسهيل هذه العودة بكافة الوسائل الممكنة، وفي ظل هذه الظروف، من الضروري وبشكل عاجل تسهيل عودة أهلنا النازحين إلى وطنهم سوريا، خاصةً لمن يرغب منهم بالعودة إلى المناطق التي نزحوا منها.

وأعلنت استعدادها لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة اللازمة لعودة النازحين، مطالبين دمشق إلى التعاون لتسهيل مرورهم، وأخذ معاناتهم بعين الاعتبار بشكل جدي.

وختمت بيانها بأن الإدارة الذاتية ملتزمة بالعمل على تخفيف معاناة النازحين، وتحقيق عودتهم الآمنة، درءًا لأي مخاطر قد يتعرضون لها في ظل الأوضاع الراهنة.

أزمة المناهج والاستقرار الداخلي

رغم الاستقرار النسبي الذي تعيش فيه مناطق الإدارة الذاتية، فإن ما توثقه مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان يفيد بأن خلايا وعصابات داعش النائمة والمختفية تعمل باستمرار على تكدير هذا النوع من الاستقرار، بشن هجمات نوعية وبصورة فردية على المزارعين، أو رافضي دفع الإتاوات، ما يجعل من التنظيم الإرهابي رغم ضغوطات قوات سوريا الديمقراطية خطرا قائما.

إلى جانب التهديدات الداعشية القائمة، نشبت أزمة أخرى هي أزمة المناهج الدراسية التابعة للإدارة الذاتية في مدينة منبج، حيث رفض أهالي المدينة هذه المناهج لأنها في نظرهم تخالف الهوية السورية وتخالف قيم الدين الإسلامي، مطالبين بإقرار مناهج النظام السوري أو منظمة اليونسيف بدلا من مناهج الأكراد.

ووفقا لبيان صادر عن المرصد السوري، الاثنين الماضي، فقد خرج العشرات من أبناء مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بمظاهرة أمام مركز لجنة التربية والتعليم في المدينة، احتجاجا على مناهج الإدارة الذاتية، حيث أقدموا على رشق دوريات عسكرية تابعة لعناصر قوى الأمن الداخلي الأسايش بالحجارة لتقوم الأخيرة باعتقال عدد من المتظاهرين وتفرج عنهم بعد ذلك.

ويرفض أهالي مدينة منبج المناهج المعتمدة من قبل الإدارة الذاتية، ويطالبون بدلاً منها منهاج النظام واليونسف.

وقبل قليل أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى استمرار المدارس في مدينة منبج بالإضراب للأسبوع الثالث على التوالي، احتجاجاً على فرض الإدارة الذاتية مناهجها الدراسية بدلا من مناهج النظام واليونسف، حيث تمتنع المؤسسات التعليمية عن استقبال الطلاب، مما يؤدي إلى حرمان آلاف الطلبة من التعليم. ووصف الأهالي مناهج الإدارة الذاتية بأنه يحتوي على مخالفات للقيم الإسلامية. والعادات والأخلاق فضلاً عن أن هذه المخالفات تهدد هوية المجتمع وقيمه.

وفي سياق هذه الاحتجاجات، أغلقت كافة المحلات التجارية أبوابها في سوق المدينة، تعبيرا عن استياء الأهالي من الوضع الحالي، وسط معلومات إلى انتشار دوريات عسكرية في شوارع المدينة، في محاولة لمنع تجمع الأهالي وإقامة مظاهرات احتجاجية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأحداث في لبنان حزب الله النازحين السوريين أزمة المناهج الإدارة الذاتیة المجتمع الدولی من لبنان

إقرأ أيضاً:

دعم البنك الدولي: هل يكفي التمويل الخارجي لتحقيق الاستقرار بالعراق؟

15 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: يحذر البنك الدولي من أن الدول الأكثر فقراً، التي يتركز فيها نحو 40% من السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر، تواجه انخفاضاً كبيراً في المساعدات الدولية، مع تدهور اقتصادي واجتماعي متسارع.

وأشار تقرير للبنك إلى أن هذه الدول تعاني من أعلى مستويات المديونية منذ عام 2006، مما يزيد من تداعيات التغير المناخي، ويؤجج عدم الاستقرار السياسي والحروب. كما تأثرت هذه الدول بشدة بجائحة كوفيد-19، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 14% في الناتج المحلي الإجمالي للفرد بين عامي 2020 و2024.

ودعا البنك الدولي إلى زيادة الدعم الخارجي لهذه الدول عبر المؤسسة الدولية للتنمية، ولكن المساعدات الثنائية انخفضت بشكل ملحوظ، مما يعمق الأزمة.

ويجب على الدول الفقيرة أن تستثمر 8% من ناتجها المحلي سنوياً لتحقيق أهداف التنمية، وهو تحدي ضخم بالنظر إلى مشكلاتها الهيكلية والنزاعات التي تعرقل السيطرة على أراضيها.

وأشار التقرير إلى أن هذه الدول يمكنها تحسين أوضاعها من خلال تعزيز العائدات الضريبية وتحسين فاعلية الإنفاق العام، إلا أن الأوضاع الاقتصادية الهيكلية والديون تشكل عقبة كبيرة.

وفي الحالة العراقية من حيث تأثير الديون والفساد على اقتصاد الدولة فان العراق يعاني من ديون كبيرة ونظام مالي يعتمد بشكل كبير على العائدات النفطية، مع تدني الدعم الدولي وانخفاض الاستثمارات الأجنبية.

وهناك أيضاً، المشكلات الهيكلية مثل الفساد وانعدام الأمن السياسي تعوق الإصلاحات الاقتصادية الضرورية.

ومع تصاعد التوترات الإقليمية والنزاعات الداخلية، يحتاج العراق إلى استثمارات ضخمة لتحقيق التنمية المستدامة، ولكن بدون دعم دولي قوي، قد يواجه العراق مساراً مشابهاً لهذه الدول الفقيرة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عودة الإرهاب.. تفجيرات "غوزا" تكشف عن تحديات جديدة في مكافحة بوكو حرام
  • مسؤولة أممية: أكثر من 283 ألف شخص فروا من لبنان إلى سوريا وتدفق النازحين مستمر
  • النبي (ص) زار حجة؟!”...”فضيحة تاريخية تهز المناهج الدراسية في صنعاء (صورة)
  • دعم البنك الدولي: هل يكفي التمويل الخارجي لتحقيق الاستقرار بالعراق؟
  • إضراب واحتجاجات في منبج بريف حلب رفضا لمناهج قسد التعليمية
  • حراك غاضب في منبج رفضا لمنهاج تعليمي تفرضه الإدارة الذاتية
  • الإدارة الذاتية للأكراد تعلن استقبالها نحو 20 ألف نازح سوري عائد من لبنان
  • جوميز يتحدى مجلس الزمالك في صفقة السويدي.. وأزمة جديدة في الطريق
  • سوريا.. موجة غلاء إثر قطع إسرائيل الطريق الدولي بين بيروت ودمشق