عربي21:
2025-04-29@17:56:57 GMT

مجزرة في حيفا ورعب في تل أبيب

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

ما حدث يومي الأحد والاثنين في حيفا وتل أبيب يشفي صدور قوم مؤمنين؛ فقد سقط عشرات الجنود الصهاينة، وربما المئات، بين قتيل وجريح في معسكر تدريبي لجنود لواء “غولاني” الشهير، بعد أن ضربتهم طائرة مسيّرة انقضاضية أطلقها “حزب الله” وهم مجتمعون لتناول العشاء.

كما هرع أزيد من مليوني صهيوني إلى الملاجئ في تل أبيب و194 بلدة ومستوطنة بالشمال فرارا من ثلاثة صواريخ “باليستية”، بينهم عشرات الجنود الذين رصدتهم الكاميرات وهم يختبئون في قناة للصرف الصحّي!

لا ريب أن هذه الصّور تقضي تماما على شعور نتنياهو وكبار القادة الصهاينة بالنّشوة بعد تحقيق سلسلة نجاحات متتالية ضد “حزب الله” في شهر سبتمبر الماضي، من خلال تفجيرات “البايجر” واللاسلكي واغتيال عدد معتبر من قادة الحزب وفي مقدمتهم أمينه العامّ حسن نصر الله، وربما خليفته المحتمل هاشم صفي الدين.



اليوم بدأ الصهاينة يستفيقون من تلك النشوة العابرة على كابوس فشل قوّاتهم في تحقيق أيّ توغّل برّي حقيقي في جنوب لبنان، مع تسجيل خسائر بشرية ومادية كبيرة هناك خلال أسبوعين من بداية العملية البرية.

وأكثر من ذلك، صعّد “حزب الله” عملياته تدريجيّا، وانتقل من إطلاق عشرات الصواريخ إلى المئات يوميا، ووسّع نطاق المستوطنات والمدن المستهدفة، لتشمل مدينة حيفا الإستراتيجية هذه المرّة، وضرب معسكر “غولاني” في مقتل بطائرة انقضاضية أطلقت صاروخا ثم تهاوت لتتحوّل بدورها إلى صاروخ أتى على الكثير من الجنود، ما جعل جنرالات الاحتلال يعترفون بأنّه “الهجوم الأكثر دموية” منذ بداية الاشتباكات مع “حزب الله” في 8 أكتوبر 2023، وإن فرضت الرقابة العسكرية الصهيونية تعتيما على العدد الحقيقي للقتلى والجرحى.

وبغض النظر عن هذا التعتيم، فإن ما حدث من اختراق للدفاعات الجوية الصهيونية التي عجزت عن رصد المسيّرة، يشكّل ضربة موجعة للاحتلال، وفي الوقت ذاته يؤكد تعافي “حزب الله” سريعا من محنته بعد أن فقد توازنه بفعل سلسلة الضربات التي تلقاها في سبتمبر الماضي.

اليوم خسر المراهنون على انهيار الحزب رهانهم بعد أن لملم جراحه، وأعاد ترتيب صفوفه، واستعاد زمام المبادرة وبدأ يوجّه ضربات موجعة للعدوّ، ويجرّه إلى حزب استنزاف طويلة ودامية في الجنوب سيجعله يدفع فيها ثمنا باهظا، فضلا عن أن الحزب قد ربح تحديا آخر بالغ الأهمية، وهو إفشال رهان نتنياهو ووزير دفاعه غالانت بإعادة مستوطني الشمال إلى “بيوتهم” بالقوّة، بل إنه وسع نطاق استهدافه الصاروخي إلى المزيد من البلدات والمستوطنات وصولا إلى حيفا التي يقطنها نحو نصف مليون يهودي، وهو يدفع مستوطنيها إلى الفرار يوميا نحو الملاجئ، ولن يطول الوقت حتى نراهم يحملون بدورهم متاعهم ويهجرون “بيوتهم” إلى أماكن أخرى بفلسطين المحتلّة، وتتحوّل حيفا إلى كريات شمونة ثانية.

لكن إلى أين المفر، فهاهم مليونا صهيوني يفرّون إلى الملاجئ في تل أبيب نفسها، وجنودهم يختبئون كالجرذان في قناة صرف صحي، والصور متوفرة، فهل مثل هؤلاء الجنود الهاربين المذعورين سيحمون ملايين المستوطنين بفلسطين المحتلة ويوفرون لهم الأمن والحماية والاستقرار؟

لقد مضت سنة كاملة الآن على حرب غزة وجنوب لبنان، وخلالها “هاجر” مئات الآلاف من الصهاينة إلى الخارج هربا من صواريخ المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، والآن تدخل الحرب سنتها الثانية وقد قرّر “حزب الله” تصعيدها تدريجيّا، وأطلق الاثنين 3 صواريخ “باليستية” على تل أبيب نفسها، وبرغم أنّ دفاعات العدوّ أسقطتها، إلا أنها أرعبت مليوني مستعمر يهودي، فماذا لو تواصلت الحرب سنة أخرى أو أكثر وكانت صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب وبقية المدن والبلدات الصهيونية يوميّا؟ كيف سيتعايش المستوطنون الغاصبون مع هذا الجحيم اليومي؟

ألا يوسّع هذا دائرة الهجرة العكسية لتشمل مئات آلاف آخرين؟ وماذا لو توسّعت الحرب أيضا، بفعل تهوّر نتنياهو وجنونه، لتشمل إيران التي تملك أزيد من مليون صاروخ، الكثير منها يفوق سرعة الصوت بـ13 إلى 16 مرة، وعشرات الآلاف من الطائرات المسيّرة؟

في عام 1998، وبمناسبة مرور 50 سنة على قيامها، تنبّأ شيخ المجاهدين والشهداء ومؤسّس “حماس”، أحمد ياسين، رحمه الله، في حصة بقناة “الجزيرة”، بزوال “إسرائيل” في سنة 2027، ونعتقد أن هذه الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 هي بداية نهايتها ولن تكمل عقدها الثامن.

الشرق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله نصر الله لبنان الاحتلال لبنان حزب الله الاحتلال نصر الله مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی تل أبیب حزب الله

إقرأ أيضاً:

احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن

قوي سياسية وناشطون علي السوشل ميديا لا يكفون عن التلاعب بأمن هذه البلاد و امن شعبها وخاصة من يسمون أنفسهم الاخوان الجمهوريون وغيرهم من مجموعات الحرية والتغيير التي تشظت الي مجموعات كلها علي نهج الخيانة والغدر والعمالة للأجانب علي حساب الوطن واستقراره وامنه وسلامة انسانه بعد انقسام تقدم الي صمود و غيرها يدفعهم من وراء المساس بالأمن و الأجهزة الامنية الوطنية سهوة السلطة ولو علي سنابك خيول الغزاة والمرتزقة القادمين من وراء البحار ومن تحت الشمس كأنهم ياجوج وماجوج من شدة فسادهم في الأرض وطغيانهم علي الناس وصولتهم علي أبناء هذه الأمة الصابرة المحتسبة التي كما يقول شاعرها السودان :
همي اشوفك عالي ومتقدم طوالي
وما بخطر علي
بالي غير رفعة شأنك
وتقدم انسانك
بحبك من ما قمت
بحبك يا سودان
بحبك رغم الكان
٢-
لم يكتفي المتربصون بالاجهزة الامنية من جيش وشرطة وجهاز أمن وطني باستهداف هذه الأجهزة بحلها تحت مسمي الديمقراطية والحرية كما حدث مع جهاز الامن القومي عقب الانتفاضة في ٦ ابريل ١٩٨٥م .ولا التامر علي الأجهزة الأمنية عقب ثورة ديسمبر ٢٠١٩م والشعارات المرفوعة ضد الشرطة بقصد تحقيرها والحط من دورها كنداكة جات بوليس جرا .بوليس بحب الجرجرة … معليش معليش ما عندنا جيش وتم تريد هذا الشعار أمام رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في الذكري الاولي للثورة وهو يتبسم لجوقة العابثين .
اما جهاز الأمن الوطني والمخابرات فقد تم تجريده عقب الثورة من صلاحياته وصارت مهمته جمع المعلومات وتحليلها ورفعها للمسئولين .وعندما قام الجهاز برفع المعلومات لا احد يأبه لها حتي تسللت عناصر داعش الي داخل الخرطوم ودفع جهاز الامن والمخابرات ثمنا غاليا في التصدي لها واستشهد أكثر الضباط ذكاءا افضلهم تدريبا في المواجهات مع الإرهابيين داخل الخرطوم التي تمكنوا من الوصول إليها .من غير حياء يتحدث كل من الامين العام للمؤتمر السوداني خالد عمر يوسف والقيادية بحزب الامة مريم الصادق المهدي داعين المجتمع الدولي للتدخل في السودان حماية لنفسه من هذه الرقعة الواسعة ودافعهم الحقيقي هو تعطيل تحرك القوات المسلحة صوب دارفور وكردفان للقضاء علي مليشيا ال دقلو الإرهابية التي يتحالفون معها عبر ميثاق سياسي يمكنهم من تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع المزعومة .
٣ –
بعد اندلاع الحرب التي اشعلوها تحت نير الاتفاق الاطاري والتدخل الدولي والرباعية الدولية والاتحاد الافريقي وما قامت به مليشيا الدعم السريع من احتلال لمنازل المواطنين والانتشار في المدن السودانية وتهديد الولايات الآمنة وعلي رأسها نهر النيل والشمالية .
أمام كل هذه المخاطر والتهديدات وأعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادي الاستنفار العام خرجت المقاومة الشعبية المسلحة لدعم القوات المسلحة عندها ظهر سحرة فرعون من مكونات قحط الذين تحدثوا عن تجييش الشعب وكتائب إسناد القوات المسلحة مثل لواء البراء ابن مالك بانهم كيزان وإرهابيين .
٤-
بعد تحرير الخرطوم علي يد القوات المسلحة الباسلة و عودة قوات الشرطة لاستكمال دورها ووجودها …بدات إدارة الشرطة المجتمعية في التواصل مع المجتمع وهي من الإدارات المعروفة في الشرطة قررت الانطلاق والعودة ولكن سرعان ما ظهر جماعة (( الم اقل لكم)) بأن الكيزان يريدون العودة للسلطة والدليل هو عودة الشرطة المجتمعية والشرطة المجتمعية هي نفسها الشرطة الشعبية و هي شرطة النظام السابق ونسيت عصابة الجمهوريين ا سلاف القراى أن قوات الشرطة الشعبية وأصدقاء الشرطة نشأت بقانون في عهد مايو وكل ما جاءت به الإنقاذ بخصوص الشرطة الشعبية أنها فعلت القانون وظلت الشرطة الشعبية تتبع لقوات الشرطة الموحدة الي ان جاء نظام الحرية والتغيير الذي اختطف ثورة الشباب واستهدفت قحط مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة الشعبية وعمت الجريمة المنظمة وسيطرت تسعة طويلة علي الخرطوم كما سيطر الجنجويد بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م علي الاوضاع في السودان .
٥-
كانت ٩ طويلة عصابات اجرام منظمة لها إمكانات علي رأسها الدراجات النارية والأسلحة ودقة التنظيم والانسحاب المنظم والاعتداء علي رجال الشرطة أنفسهم و تصويرهم الأمر الذي يعتبر مران علي حرب الشوارع والمدن التي انخرطت فيها مليشيا الدعم السريع بموجب الخطة ب بعد المحاولة الانقلابية ومن غير سابق إنذار عادت تسعه طويلة الي ولاية نهر النيل وقد تمكنت قوات المباحث من القبض علي عصابة قامت بنهب مبلغ مالي وهواتف من مواطنين تحت تهديد السلاح في الأيام القليلة الماضية وهذا ما تريده جماعات الفوضي الخلاقة التي تحرك آليات الإجرام عبر هذه المجموعات قبل أن تضع الحرب أوزارها بصورة نهائية وتتسلم قوات الشرطة مقارها وتستجمع قواها وتضع خططها الأمنية والشرطية .
ختاما
الشعب السوداني قادر علي إسناد ودعم قوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات مثلما دعم القوات المسلحة بالمستنفرين ويمكن أن يعود العسس وكان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقوم بالعسس أو العمل الشرطي ليلا لتأمين المدينة المنورة من المجرمين وهو من الأعمال التي تكون مدعاة لدخول الجنة لقوله صلي الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار يوم القيامة عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله .
المرحلة القادمة من تاريخ السودان تستوجب نفرة شعبية واسعة مع قوات الشرطة لتأمين الاحياء السكنية والمنشآت وحماية مراكز البوليس نفسها .
الاحياء السكنية عليها أن تشرع في إعادة مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة المجتمعية والشرطة الشعبية قبل الماء والكهرباء علي أن يتولي أبناء الحي عمليات الحراسة وتلقي البلاغات في المواقع وبقاء الارتكازات الحالية من المستنفرين وقدامي المحاربين وقدامي رجال الشرطة والأجهزة الأمنية والدفاع الشعبي وقوات الاحتياط .
إذا لم يقم السودانيون بهذ ه المهام الأمنية مباشرين لها بأنفسهم فسوف يدفعون الثمن من جديد في شكل اغتيالات وتصفيات وتفجيرات وتدوين مدفعي ومسيرات لأن حرب الإمارات العربية المتحدة لن تنتهي بهزيمة مليشيا الجنجويد والقضاء عليها وسوف تخرج الخلايا النائمة من اجحارها ومعها غاضبون وديسمبر يون بكل ما فيها من شر مستطير .

د.حسن محمد صالح

الاربعاء
٢٣ ابريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة
  • أزمة تعصف بجيش الاحتلال ودعوات للعصيان المدني
  • قبل ضربة الضاحية... هذا ما أبلغته تل أبيب لواشنطن
  • عاجل - إلياس حنا: قرار الجيش الإسرائيلي بإلزام الجنود بالبقاء يعكس عجزه عن حسم الحرب في غزة
  • أزمة عسكرية تعصف بجيش الاحتلال: تمديد خدمة للجنود بلا إجازات
  • معظم الإسرائيليين يريدون إنهاء حرب غزة وإجراءات أميركية لمنع انتقاد تل أبيب
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن