محمد مغربي يكتب: الذكاء الاصطناعي.. الجندي المجهول في الأمن السيبراني
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
منذ أسابيع قليلة، وأثناء ترؤسه للمجلس الأعلى للأمن السيبرانى، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن الأمن السيبرانى أصبح جزءاً أساسياً من منظومة الأمن القومى لأى دولة، ولم تكن تلك التصريحات سوى استكمال لتوجهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أكدها أكثر من مرة، والتى شملت تقوية البنية التحتية ورفع المعرفة بتطبيقات ومعايير الأمن السيبرانى.
توجهات السيد الرئيس ورئيس الوزراء ظهرت أهميتها بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة، وتحديداً مع اشتعال الحرب فى منطقة الشرق الأوسط، سواء بين دولة الاحتلال ولبنان وغزة، أو حتى عالمياً مثلما هي الحال فى أوكرانيا وروسيا، وقد شهدت المعارك اختراقات سيبرانية لدرجة دفعت بعض الخبراء العسكريين إلى القول إن الهجوم السيبرانى صار أول رصاصة تُطلق فى الحروب.
كل ذلك، أدى فى النهاية إلى الاهتمام بالأمن السيبرانى، ومع وجود الذكاء الاصطناعى، حدثت طفرة نوعية خلال السنوات الأخيرة، حتى أصبح دور الذكاء الاصطناعى هو الأهم فى حماية الأنظمة والشبكات، ولكن فى الوقت نفسه يجب تذكر أن الذكاء الاصطناعى فى النهاية أداة تحتاج إلى مراقبة دائمة وتطوير مستمر.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعى فى الأمن السيبرانى؟
نبدأ بالكشف التلقائى عن التهديدات «Automatic Threat Detection»، إذ تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعى بمسح الشبكات والبيانات فى الوقت الفعلى «Real-time» ما يمكنها من اكتشاف الأنشطة المشبوهة والتعرف على الأنماط الغريبة التى قد تشير إلى اختراق أمنى، وتستخدم تقنيات مثل التعلم الآلى «Machine Learning» فى هذه العملية، حيث يتعلم النظام من البيانات السابقة توقع التهديدات الجديدة ويتم تنبيه فرق الأمن فوراً.
أيضاً يقوم الذكاء الاصطناعى بالاستجابة السريعة للحوادث «Incident Response»، ففى حالة أى هجمات سيبرانية، يقدم الدعم اللازم والسريع بدلاً من انتظار التدخل البشرى، فبواسطة تحليل البيانات يتم الرد عليه تلقائياً، سواء بإيقاف الوصول غير المصرح به أو عزل الأجهزة المصابة لمنع انتشار الهجوم.
وتشمل أدوار الذكاء الاصطناعى تحليل البيانات الضخمة «Big Data Analysis» وهى أحد أكبر التحديات التى تواجه فرق الأمن السيبرانى، فالكم الهائل من البيانات يحتاج إلى معالجة بدقة وسرعة وهو ما يقوم به الذكاء الاصطناعى، ما يساهم فى اكتشاف الهجمات المحتملة والتعرف على الثغرات الأمنية، وتستخدم هذه التحليلات فى بناء استراتيجيات دفاعية أفضل، إضافة إلى التعليم التكيفى «Adaptive Learning» والمقصود به، أنه مع كل محاولة هجوم جديدة، تتعلم أنظمة الذكاء الاصطناعى كيفية تحسين طرق اكتشاف التهديدات المستقبلية بما يعزز كفاءتها، وأخيراً منع الاحتيال «Fraud Prevention» وذلك يختص أكثر فى المجالات التى تعتمد على المعاملات المالية مثل البنوك، وتعتمد على خوارزميات بواسطتها يتم تحديد الأنشطة الاحتيالية فى الوقت الحقيقى ومنعها من التسرب.
ولتكوين صورة أوضح، علينا ذِكر القطاعات التى تستفيد من الذكاء الاصطناعى، والتى يأتى فى مقدمتها البنوك والمؤسسات المالية، إذ تستخدمه فى تحليل المعاملات المالية وتحديد الأنماط الغريبة لمنع الاحتيالات، فمثلاً، إذ اكتشف النظام أن هناك معاملات غير طبيعية تحدث من حساب معين، يتم تعليق المعاملات تلقائياً لحين التحقيق فيها، وكذلك تستفيد منه الحكومات لحماية بنيتها التحتية الحيوية مثل الشبكات الكهربائية والمطارات، والمستشفيات من الهجمات السيبرانية، كما يمكن للحكومات رصد التهديدات وتحييدها قبل أن تؤدى إلى كوارث كبيرة، وبالطبع تأتى فى المرتبة الثالثة، الشركات التقنية الكبرى، مثل Google وicrosoft، إذ يتم حماية بيانات المستخدمين من الهجمات الإلكترونية.
يتبقى القول، إن الذكاء الاصطناعى كأى أداة أو وسيلة ظهرت عبر التاريخ، لها مميزات، ولها عيوب إن خرجت عن السيطرة، لذلك بات ما يُعرف الآن بـ«تحديات ومخاطر» استخدام الذكاء الاصطناعى فى الأمن السيبرانى، وأول تلك التحديات هو أن المهاجمين يحاولون تطوير التقنيات بشكل مستمر للتغلب على الأنظمة أو حتى استغلالها لصالحهم، وإذا تمكّنوا من ذلك، فقد يستغلون نقاط الضعف لتنفيذ هجمات أكثر تعقيداً من العادية، كما أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعى دون التدخل البشرى الكافى، يخلق فى النهاية تقليل اليقظة لدى فرق الأمن أو عدم تطوير مهاراتهم فى التعامل، أما التحدى الثالث فهو الخصوصية والمراقبة، فمع كل تلك الأجهزة والتقنيات يصبح السؤال: ما الحد الفاصل بين حماية الأمن والاعتداء على خصوصية الأفراد؟
ولأن الذكاء الاصطناعى سيستمر فى لعب دور رئيسى فى تحسين الدفاعات الإلكترونية على مستوى العالم، فالحل من وجهة نظرى تعزيز التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعى فى إدارة الأمن السيبرانى، بحيث يقوم الذكاء الاصطناعى بالمهام الروتينية، بينما يركز البشر على اتخاذ القرارات الأكثر تعقيداً، كما يمكن من خلال تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعى التوضيحية «Explainable AI» شرح كيفية اتخاذ القرارات، لتفهم فرق الأمن طرق التعامل بشكل أفضل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الأمن السيبراني الذکاء الاصطناعى فى الأمن السیبرانى فرق الأمن
إقرأ أيضاً:
آبل تؤجل تحديثات الذكاء الاصطناعي لـ Siri إلى عام 2026
أعلنت شركة آبل Apple، عن خطتها لتأجيل الميزات المحسنة للمساعد الذكي سيري Siri، المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتمكينه من اتخاذ إجراءات عبر التطبيقات الأخرى حتى العام المقبل.
وكان من المقرر أن تطلق آبل هذه الميزات في ربيع هذا العام، بالإضافة إلى ذلك فقد أجلت عملاقة التقنية الأمريكية تحسينا آخر لـ Siri، من شأنه أن يسمح لها بالاستفادة مما تسميه الشركة “السياق الشخصي”، والذي يمنح المساعد الذكي القدرة على ملء النماذج نيابة عن المستخدمين باستخدام معلوماتهم الشخصية.
وكانت آبل قد استعرضت أحدث ميزات المساعد الصوتي سيري مع الإعلان عن ميزات الذكاء الاصطناعي Apple Intelligence، حيث أظهرت قدرات Siri على التنقل بين عدة تطبيقات لمساعدة المستخدم في التخطيط للغداء بعد وصوله من رحلة جوية، لكن أشارت أن تلك القدرات لن تكون متاحة على هواتف آيفون في الوقت القريب.
وقال المتحدث باسم آبل: "لقد كنا نعمل أيضا على جعل سيري أكثر تخصيصا، مما يمنحها وعيا أكبر بسياقك الشخصي، بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ إجراءات نيابة عنك داخل تطبيقاتك وعبرها".
وأضاف: "سيستغرق الأمر وقتا أطول مما كنا نتوقع لتقديم هذه الميزات، ونتوقع طرحها في العام المقبل".
تسلط هذه التأجيلات الضوء على بعض التحديات التي تواجهها آبل في تطوير مساعد صوتي من الجيل التالي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة ليكون أكثر فائدة وقوة في الحوار.
وقد زادت الضغوطات منذ وصول ChatGPT من OpenAI الذي تم إطلاقه في أواخر 2022 وأدى إلى دخول عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وبالإضافة إلى OpenAI، تخاطر آبل بالتأخر عن منافسيها بما في ذلك أمازون التي أعلنت عن تحديث لمساعد أليكسا الشهر الماضي لكنها لم تطلقه بعد، ونظيرتها جوجل التي تطور قدرات مشابهة مع مساعدها Gemini.
وقد تلقت العديد من أجهزة آبل بالفعل بعض الترقيات الخاصة بـ Siri إذا كانت تدعم Apple Intelligence، بما في ذلك قدرات حوارية أكثر، وتصميم جديد يجعل شاشة الهاتف بالكامل تتوهج، ودمج مع ChatGPT.
تشمل ميزات Apple Intelligence، إنشاء نصوص أو صور، تعديل الصور، وتلخيص الإشعارات، ووفقا لـ آبل ستكون هذه الميزات متاحة على أجهزة آيفون الأحدث.
الجدير بالذكر أن شركة آبل أوقفت في وقت سابق من هذا العام، ملخصات Apple Intelligence لتطبيقات الأخبار مثل نيويورك تايمز وبي بي سي بعد أن اكتشف المستخدمون أن نظام الذكاء الاصطناعي قد حرف العناوين لعرض معلومات غير دقيقة.