ندى تستغيث بمحكمة الأسرة بعد 20 عاما من سفر زوجها.. السر في شهادة وفاة مزورة
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
«إنما للصبر حدود؛ وأنا في الصبر كفيت ووفيت».. كلمات يتخللها الحزن تمتمت بها سيدة في مقتبل عقدها الخامس خلال جلوسها أمام باب محكمة الأسرة بزنانيري، وسط مئات النساء اللاتي ينتظرن بين الزحام الساكن، ويحملن في داخلهن قصص المعاناة التي أرَّقت حياتهن ولم يعد لديهن سبيلا سوى الخلاص عبر اللجوء إلى ساحة القضاء، لتحكي «ندى.
على سلالم المحكمة جلست ندى تستريح حتى يخرج الحاجب لينادي على اسمها، وتأتي اللحظة التي تلقي فيها همها على القاضي وتستغيث به وتطلب منه أن يحررها من السجن الذي سرق منها أجمل سنوات عمرها، بعد أن سافر زوجها عقب أسبوعين من زواجهما، ولم يعد حتى اليوم، بل تلاعب بها فقررت بعد مرور 20 عامًا أن تلجأ للمحكمة وتقيم ضده دعوى طلاق للهجر؛ وفقًا لحديثها مع «الوطن».
بعد أن وقعت ندى ضحية لعائلتها وعائلة زوجها تمكنت بعد 20 عامًا أن تهرب من سجن تحكماتهم بمعجزة؛ وكأن سقط عليها طير من السماء بحل لحريتها، وهددتهم بأنها ستنهي حياتها كخادمة بعد أن هجرها زوجها منذ سنوات، ولم يفكر فيها ولو للحظة، ضاربًا بمسؤوليته بها عرض الحائط، ما جعلها تعيش حياتها وحيدة دون زوج ولا ولد بين 4 جدران، وتكمل حياتها مع والدته وهي تتفن في عذابها واستغلالها لها، وفق حديثها.
أسندت ندى رأسها المثقل بالهموم على السلم وعادت بذاكرتها للوراء، وبالتحديد عام 2004 عندما تعلافت على زوجها وبدأت تمتم بكلمات غير مفهومة، وترثي حالها، قائلة: «فاكرة إني خلصت تعليمي وكنت بشتغل وجت جارتنا الجديدة تحكي لأمي على واحد قريبها بيشتغل بره وفضلت تقنعها إنه هيأمن مستقبلي لأنه غني، ومش هلاقي أحسن منه لكن شرطه إني أسيب الشغل والوظيفة، لأن هسافر معاه، وبعد خناقات كتيرة أمي قدرت تقنع والدي وأجبروني أسيب الشغل وأتجوزه من غير حتى ما أقول رأيي».
التقت ندى بالعريس وكان جوابها الرفض لكنها لم تقوَ على ذلك، وفي اللقاء الأول وعدها باصطحابها معه للخارج لتستقر معه، لتجد نفسها بعد 40 يومًا فقط ترتدي فستان الزفاف، وتذهب معه لمنزله مرغمة وهي تحمل غصة بقلبها، وتقول «بعد الفرح عشت 15 يوما في عذاب بسبب أمه»؛ استيقظت ندى من نومها بعد 17 يومًا من زواجهما على خبر سفره، بعد أن قرر عدم سفرها معه لتخدم والدته؛ وبصوت يغلبه القهر، قالت إن والدته تعاملها حتى اليوم كالخادمة.
شهادة وفاة مزورة وقسوة عائلتهالم يرسل لها أي أموال، ليس لها أي حقوق مجرد سيدة ترعى والدته، حبسية زيجة بالإكراه منذ 20 عامًا؛ عائلتها تخشى حديث الناس إذ تركت منزل زوجها خلال غيابه، لم يرحموها بل عنفوها جسديًا ونفسيًَا كلما طلبت منهم الطلاق أو العودة لهم، حتى قررت أن تلجأ لمحكمة لتطالب بنفقتها منه، لكن والدته أخبرته بفعلتها، فحدث ما لا تتوقعه، وفق روايتها.
زوَّر الزوج شهادة وفاة، حتى لا تتمكن من الحصول على نفقة، ولم يكتفِ بتركها وحيدة وعدم إنجابها طوال السنوات الماضية لتخرج عن صمتها للمرة الأولى وتهدد عائلها على مرأى ومسمع الجميع بأنها ستنهي حياتها، وأنها على حافة الانتحار بسبب أسلوب والدة زوجها، فتوجهت لمحكمة الأسرة وأقامت ضده دعوى طلاق للهجر حملت رقم 1294.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محكمة الأسرة طلاق للهجر دعوى طلاق للهجر طلاق خلافات زوجية بعد أن
إقرأ أيضاً:
لبناني يروي شهادة مرعبة لـ18 عاما في سجون الأسد / فيديو
#سواليف
روى اللبناني #معاذ_مرعب، قصصا صادمة ومرعبة لما عاشه خلال 18 عاما في #السجون_السورية قبل تحريره منها عقب سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد وإطلاق سراح آلاف #المعتقلين من أقبية نظامه.
واعتُقل مرعب (50 عاما) الذي وصل إلى بلده الأربعاء، عام 2006 حين كان متزوجا ولديه طفل (5 سنوات) وطفلة (6 سنوات)، وها هو اليوم يعود إلى مدينته طرابلس شمالي لبنان، بعدما أصبح جدا لحفيد.
وأعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، عن وصول 9 مواطنين كانوا معتقلين في السجون السورية إلى البلاد، بعد إطلاق سراحهم إثر سيطرة #فصائل_المعارضة على العاصمة #دمشق.
الدولاب والكبل الرباعي
“الضرب منهج يومي والصلاة بالعينين فقط”.. المعتقل اللبناني معاذ مرعب يروي أهوال 18 عاما قضاها في سجون نظام #بشار_الأسد#الجزيرة_مباشر #سوريا pic.twitter.com/cYlcsVq4qz
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 14, 2024وقال مرعب في مقابلة مع الأناضول إنه اعتُقل عام 2006 في مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق، أثناء عودته من العراق حيث كان يعمل في مجال الصحافة خلال الغزو الأميركي.
ووصف تجربته المؤلمة قائلا: “تعرضنا لأشكال متعددة من #التعذيب على أيدي المحققين والسجانين، بدءا من الضرب والتعرية إلى استخدام أساليب الترهيب والإذلال، إضافة إلى الإهانات والشتائم”.
وأشار إلى أن من بين أدوات التعذيب المستخدمة كان ما يسمى بالكبل الرباعي، وهو كبل كهربائي يتم لفه لتصبح قوته مضاعفة عند ضرب السجناء به، حيث إن كل ضربة منه “كانت تنتزع معها اللحم والدم من أجسادنا”.
وأضاف أن طريقة التعذيب المسماة بالدولاب كانت تُستخدم أيضا، حيث يوضع جسد المعتقل داخل دولاب سيارة كبيرة، وتُرفع قدميه ليبدأ الضرب المبرح عليهما.
وقال إن كل ما يسمعه الناس عن التعذيب في سجون النظام المخلوع حقيقي، حتى إن المعتقل يصل إلى مرحلة يقبل فيها أي تهمة تُوجه إليه بسبب شدة العذاب.
وتحدث مرعب عن مراحل اعتقاله القاسية، مشيرا إلى أنه في بداية اعتقاله نُقل إلى سجن أمن الدولة في منطقة كفر سوسة بدمشق، ثم إلى فرع فلسطين بدمشق أيضا، وهو أحد المراكز الأمنية التابعة للاستخبارات العسكرية السورية، ويشتهر بسمعته السيئة نتيجة التعذيب الوحشي وظروف الاحتجاز غير الإنسانية.
وأضاف أنه تم لاحقا ترحيله إلى سجن صيدنايا بريف دمشق المعروف باسم “المسلخ البشري”، لكونه شهد عمليات تعذيب وإعدام ممنهجة لأعداد كبيرة من المعتقلين، حيث قضى بهذا السجن 5 سنوات.
وأوضح أنه مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تم نقله إلى سجن عدرا المركزي بريف دمشق.
#صيدنايا المسلخ البشري
ووصف مرعب التعذيب في سجن صيدنايا بأنه “وحشي وغير إنساني”، مشبها السجن بمسلخ بشري. وأضاف: في هذا السجن يموت أشخاص يوميا تحت التعذيب، ويتم سلخ جلود بعض المعتقلين من شدة التعذيب.
وكشف مرعب عن إجبار المعتقلين على التوقيع أو البصم على أوراق “اعترافات وتهم” من دون أن يُسمح لهم بقراءتها. وأوضح أن “من يرفض البصم قد يتعرض لقطع إصبعه”.
كما تحدث عن الظروف المأساوية في المهجع، حيث كان يحتجز حوالي 60 شخصا في غرفة لا تتجاوز مساحتها 7 أمتار. وكان الطعام محدودا للغاية، ويقتصر على كميات قليلة من الخبز أو البرغل.
وروى مرعب قصة صادمة من داخل السجن، حيث تكررت حوادث كان يقوم فيها “شاويش” السجن، وهو أحد المعتقلين المدانين بجرائم جنائية، بقتل زملاء له من المعتقلين للاستيلاء على حصصهم من الطعام. وقال إن الضحايا غالبا ما يكونون من الضعفاء أو المرضى.
بعد 18 عاماً قضاها في السجون السورية.. اللبناني #معاذ_مرعب بين اهله في #طرابلس و #الجديد تلتقيه في منزله @rana_abbud pic.twitter.com/w5Ztz64Ikt
— AL Jadeed Tv (@AlJadeed_TV) December 14, 2024وخلال فترة الوجود السوري في لبنان التي استمرت 29 عاما (1976-2005)، اعتُقل مئات اللبنانيين ونُقلوا إلى السجون السورية لأسباب عدة، بينها الانتماء إلى أحزاب معارضة لهذا الوجود، أو الاشتباه في التعاون مع جهات “معادية” للنظام السوري.
إضافة إلى ذلك، تعرّض بعض اللبنانيين للاختفاء القسري من دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء اعتقالهم، لا سيما في فترة الحرب اللبنانية الأهلية (1975-1990).
وخلال فترات سابقة، أفرج النظام السوري عن لبنانيين معتقلين لديه على دفعتين، الأولى عام 1998 شملت 121 لبنانيا، والثانية عام 2000 شملت 54 لبنانيا، لكن جمعيات لبنانية قالت إنه ما زال مئات اللبنانيين موجودين في السجون السورية، في حين نفت دمشق ذلك.
ووفق جمعية “المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية” (غير حكومية)، فإن عدد اللبنانيين المختفين قسرا في السجون السورية يبلغ 622.
وفجر الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق وأعلنت سقوط نظام بشار الأسد الذي فر إلى روسيا لتنتهي فترة حكم آل الأسد للبلاد التي استمرت نحو 55 عاما.