تجمع مصر والسعودية علاقات قوية، كما يحرص الجانبان المصري والسعودي على تعزيز التعاون المشترك وبحث القضايا الإقليمية، وذلك في ضوء متانة العلاقات القوية والاستراتيجية التي تربط القاهرة بالرياض.

مصر والسعودية قوتان إقليميتان

ووصل ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى قصر الاتحادية، لإجراء مباحثات ثنائية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.

في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن زيارة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة تأتي فى وقت مهم ومناسب للغاية فى ظل ما ما يحدث في الإقليم من اضطرابات وحروب، وما يمر به الوطن العربى من تحديات، وبالتالى فإن هذه ستؤتى بثمار على كل الأصعدة والمستويات سواء على مستوى العلاقات المصرية السعودية، وكذلك على مستوى الأمن القومي العربى، خاصة أن هناك توافقًا فى الرؤى والتوافق فى كثير من الملفات، ولأن مصر والسعودية قوتان إقليميتان تتمتعان بمقومات ثابتة تتعلق بعوامل تاريخية وحضارية، وبأبعاد سياسية واقتصادية كبيرة، ويزدهر هذا الدور ويزداد صلابة وقت التغيرات والمستجدات.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن الدور المصرى السعودي يتصاعد، وتزداد الشراکة الاستراتيجية فى ظل الأزمات والمستجدات سعيًا لتحقيق المصالح الوطنية وللحفاظ على الأمن القومى والعربى وإعادة تشکيل موازين القوى الإقليمية، وأعتقد أنه ليس هناك أخطر ممن تمر به المنطقة العربية الآن جراء الصراع المحتدم في كثير من البلدان العربي، وخاصة الحرب العدوانية على غزة ولبنان، ما يعزز من أهمية هذه الزيارة.

وتابع: أن تدشين المجلس التتنسيقى الأعلى للبلدين يعنى بدء صفحة جديدة بين السعودية ومصر، خاصة فى ظل توقيع اتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمارات، ولأن مصر والسعودية تسعيان للتنمية وفقا لرؤية طموحة، ومصر تحرص على جذب الاستثمارات العربية، وبالتالى ستشهد الفترة المقبلة تعاون مصرى سعودى فى مجالات الطاقة المتجددة والربط الكهربائي،  وكذلك فى قطاع السياحة والنقل، والتكنولوجيا، ما يعود بالنفع على اقتصاد البلدين.

ماذا تضمنت الزيارة ؟

كان قد شهد الرئيس السيسي وولي عهد السعودية التوقيع على تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي برئاسة الرئيس وولي العهد السعودي.

وبعث الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودى ، برقية شكر، للرئيس عبدالفتاح السيسي ، إثر مغادرته القاهرة، وفق "واس".

وأعرب ولى العهد عن امتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة فى مصر ، مشيرا إلى أهمية المباحثات التى جرت مع الرئيس السيسى ، وما حملته من تأكيد على متانة العلاقات المصرية السعودية والرغبة المشتركة في تعزيز تلك العلاقات، والعمل على التنسيق المستمر بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البليدين.

وجاء في نص البرقية التالي:

"صاحب الفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسرني وأنا أغادر بلدكم الشقيق أن أعرب لفخامتكم عن بالغ امتناني وتقديري لما لقيته والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة."

"فخامة الرئيس، لقد أكدت هذه الزيارة والمباحثات التي أجريناها مع فخامتكم متانة العلاقات الأخوية بين بلدينا، والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون بينهما في المجالات كافة، والعمل على استمرار التنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفخامتكم، والتي تهدف إلى تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين".

"متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والسعادة، ولشعب جمهورية مصر العربية الشقيق الرخاء والازدهار، وتقبلوا فخامتكم تحياتي وتقديري".

وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن ولي العهد السعودي، غادر العاصمة المصرية القاهرة وفي مقدمة مودعيه رئيس جمهورية مصر العربية، الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكان قد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم بمطار القاهرة الدولى، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، الذى يحل ضيفًا عزيزًا على وطنه الثانى مصر. حيث اصطحب الرئيس ضيف مصر الكريم إلى قصر الاتحادية، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية.

وقد أجرى الزعيمان لقاءً ثنائيًا، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووفدي البلدين، حيث رحب الرئيس بسمو الأمير محمد بن سلمان، معربًا عن أطيب تحياته لأخيه جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، ومشددًا في هذا السياق على عمق ومحورية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، لاسيما في ظل التهديدات التي تواجه المنطقة، ومؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك، لتجاوز المرحلة الدقيقة الحالية التي تمر بها منطقتنا وعالمنا الإسلامي، ومشيرًا إلى الحرص المتبادل على ترجمة العلاقات والروابط التاريخية بين البلدين، من خلال تعزيز الآليات الثنائية المؤسسية، وخاصة من خلال تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي برئاسة الرئيس وولي العهد السعودي، لمتابعة مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها باستمرار.

ليتم تطبيقها خلال الشهرين المقبلين

وكشف الإعلامي أحمد موسى، تفاصيل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية، مشيرا إلى أن «العلاقات قوية والأشقاء كانوا في بيتهم».

وتابع خلال تقديم برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة صدى البلد، أنه تم خلال الزيارة التوقيع على تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي.

ولفت الإعلامي أحمد موسى، إلى أن الاتفاقية تأخذ المسار القانوني في مصر والمملكة العربية السعودية، إذ تعرض على الحكومة ومن ثم على البرلمان لتحظى على الموافقة.

وواصل الإعلامي أحمد موسى، أن الاتفاقية سيكون لها أولوية لتعرض على البرلمان المصري بشكل عاجل ليتم تطبيقها خلال الشهرين المقبلين.

وأكد أن هذه الاتفاقية في الجانب السعودي تعرض على مجلس الوزراء ومن ثم مجلس الشورى وهي الجهة النيابية في المملكة العربية السعودية ومن ثم دخولها حيز التنفيذ.

وقال إن الاتفاقية ستضمن حماية الاستثمارات في جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، موضحا أن الاستثمارات السعودية في مصر تصل حوالي لأكثر من 130 مليار ريال.

وشدد الإعلامي أحمد موسى، أن هناك 14 إشكالية في هذه الاتفاقية ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء تعهد بحلها قبل نهاية العام الجاري.

وأكد أن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أكد تدفق استثمارات سعودية غير مسبوقة إلى مصر خلال الفترة المقبلة وتكون قائمة على الشراكة بين البلدين.

وأشار إلى أن هناك 7500 شركة تعمل في المملكة العربية السعودية تسهم في توفير نحو 80 ألف فرصة عمل، مضيفا أن الدولة المصرية آمنة ومستقرة.

وأضاف أن البيئة المصرية جاذبة للاستثمارات حيث تمتلك بنية تحتية قوية وكل القطاعات المصرية جاذبة مثل الزراعة والصناعة والسياحة والطاقة الجديدة والمتجددة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السعودية مصر مصر والسعودية ولي العهد السعودي الرئيس السيسي الأمیر محمد بن سلمان جمهوریة مصر العربیة الإعلامی أحمد موسى رئیس مجلس الوزراء عبدالفتاح السیسی العربیة السعودیة العهد السعودی مصر والسعودیة سلمان بن عبد الرئیس عبد

إقرأ أيضاً:

رجال أعمال: زيارة حمدان بن محمد إلى الهند تعزز علاقات البلدين الاستراتيجية

مومباي (وام)

أخبار ذات صلة الإمارات.. التزام راسخ بدعم الشعب السوداني تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» يستكشف حلول الحياة الصحية المديدة

أكد عدد من المشاركين ضمن منتدى دبي - الهند للأعمال، الذي نظمته غرف دبي في مدينة مومباي، أن زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، للهند، تعزز العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والهند، والتي تشهد تطوراً لافتاً في جميع المجالات.
وقال يحيى سعيد بن أحمد لوتاه، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سعيد لوتاه الخيرية، إنه تم توقيع اتفاقية تعاون أكاديمي بين جامعة دبي الطبية وجامعة «إيمز» المرموقة في دلهي، في خطوة تهدف إلى تبادل الخبرات والارتقاء بقطاع التعليم الطبي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي.
وأضاف أن الاتفاقية تستند إلى خبرات أكاديمية تراكمية تفوق 100 عام من الجانبين، حيث تعتبر جامعة «إيمز» من أعرق الجامعات الهندية وتحتل المرتبة الأولى في الهند منذ سبع سنوات، في حين كانت كلية دبي الطبية أول كلية طبية في الدولة. وقال: «نطمح من خلال هذا التعاون إلى تطوير قدرات طلابنا في مجالات تشخيص الأمراض، خاصة مع تزايد الأخطاء الطبية عالمياً والتي تودي بحياة أكثر من مليون شخص سنوياً».
ومن جانبه، صرح بطي سعيد الكندي، العضو المنتدب لمجموعة سعيد الكندي للاستثمار، بأن مشاركة المجموعة تأتي تأكيداً على التزامها بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والهند، مشيراً إلى امتلاك المجموعة مكاتب تشغيلية في مدينة بنجلور الهندية تقدم خدمات دعم تقني. وقال: «نبحث فرص التملك الكامل في شركات هندية بما يعزز وجودنا في السوق الهندية ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون».
وأعرب مرشد محمد، مؤسس «درايفر»، عن سعادته بالمشاركة ضمن بعثة غرفة تجارة وصناعة دبي، مشيراً إلى أن الزيارة تمثل فرصة للاطلاع على شركات هندية مبتكرة ومنتجات نوعية قلّما يُتحدث عنها، مؤكداً أهمية التعاون المشترك في ظل عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وأوضح رجل الأعمال خليفة عوض المهيري أن الهند تعد من أقوى الأسواق العالمية، وتتمتع بإمكانيات هائلة في قطاعات التجزئة، والتمويل، والبنية التحتية، لافتاً إلى أن دبي بفضل موقعها الجغرافي تمثل بوابة عبور رئيسية للاستثمارات بين الهند والعالم.
وأشار عيسى عبدالله الغرير، رئيس مجلس إدارة شركة «عيسى الغرير للاستثمار»، إلى أن الإمارات تقدم بيئة استثمارية متطورة تتفوق على العديد من الأسواق العالمية؛ وهو ما يشجع المصنعين الهنود على نقل خطوط إنتاجهم إلى الدولة لتسهيل التصدير إلى أفريقيا والأسواق الأخرى.
وقال توحيد عبدالله، الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي للمجوهرات، إن الإمارات تُعد الشريك الرئيسي للهند في صناعة الذهب والمجوهرات منذ أكثر من 50 عاماً، كاشفاً عن تجاوز صادرات الذهب الإماراتية المصنّفة تحت «UAE Good Delivery» إلى الهند أكثر من 100 طن خلال عام 2024، ما يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها المنتجات الإماراتية في السوق الهندية.
وسلط أديب أحمد، المدير التنفيذي لشركة «لولو القابضة المالية» الضوء على عمق الشراكة بين البلدين، مشيراً إلى أن حجم التجارة الثنائية بلغ نحو 65 مليار دولار العام الماضي، مع توقعات ببلوغه 100 مليار قبل حلول عام 2030، بفضل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة.
ومن الجانب الهندي، أكد معالي جيكومار راوال، وزير المراسم في حكومة ولاية ماهاراشترا، أن العلاقات بين الهند والإمارات ضاربة في القدم وتتجاوز المصالح الاقتصادية إلى الروابط الثقافية والشعبية، مشيداً بالتكامل بين مدينتي دبي ومومباي.

مقالات مشابهة

  • رجال أعمال: زيارة حمدان بن محمد إلى الهند تعزز علاقات البلدين الاستراتيجية
  • مجلس التجديد الإقتصادي يعقد ثاني لقاء مع الرئيس تبون قريبا
  • مدبولي: زيارة الرئيس الفرنسي لمصر خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك وفتح آفاق جديدة تحقق مصالح بلدينا
  • تعليمات فنية مهمة بمران الزمالك الختامي
  • الرئيس عون: تأمين مقومات عيش المواطن بكرامته لا يتحقق الا بقيام دولة تضمن سيادة العدالة
  • العراق يؤكد إكمال استعداداته لعقد القمة العربية في بغداد
  • السيسي وماكرون يوقعان اتفاقية ترقية العلاقات بين مصر وفرنسا
  • الرئيس السيسي: ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خطوة مهمة لتحقيق تطلعات البلدين
  • الرئيس السيسي: ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا خطوة مهمة لتحقيق مصالح البلدين
  • الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي يوقعان اتفاقية لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية