قال الدكتور عبد المنعم السيد، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن الدولة وضعت قيود لترشيد فاتورة الاستيراد وعدم السماح بدخول أى بضائع إلا طبقا للمعايير الأوروبية منذ مارس 2022، وبالفعل نجحت في تقليص الواردات إلى 83.2 مليار دولار خلال 2023 مقابل 96.2 مليار دولار عام 2022 بتراجع بلغت قيمته 13 مليار دولار، وبنسبة انخفاض قدرها 13.

5%، إلا أن عام 2024 شهد ارتفاع في فاتورة الاستيراد تجاوزت 6 مليار دولار شهريا، وتجاوزت في بعض الشهور لأكثر من 7 مليار دولار بسبب الزيادة السكانية والاتجاه نحو الاستيراد المباشر مما يشكل حملًا ثقيلًا على العملة الأجنبية، وبالتالي تزايد سعرها أمام العملة المحلية.

وأوضح رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن الفاتورة الاستيرادية الضخمة تأتي في الوقت الذي شهدت فيه مصر على مدار السنوات الماضية عدم استقرار لـ "سعر الدولار" الذي تصاعد لحدود الـ 48.5 جنيه في الوقت الراهن.يعاني الميزان التجاري لمصر  بعجز دائم حيث أن  فاتورة  الاستيراد تتجاوز بكثير حجم الصادرات السنوية.


وأضاف رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، أن مصر تعاني  من عشوائية استيراد السلع الترفيهية  والاستفزازية حيث تستورد مصر من 25 إلى 30% من هذه السلع يمكن تصنيعها محليًا بسهولة، فضلًا عن عدم الالتزام بخطة واضحة رسمية في ملف الاستيراد.

وتابع: تسعى مصر لتوفير 25 مليار دولار من فاتورة الاستيراد السنوية، من خلال حصر الفرص الاستثمارية في قطاع الصناعة، وتوطين هذه الفرص، إلى جانب تشغيل المصانع المتعثرة مضيفا أن الترشيد أصبح خيارا استراتيجيا للدولة المصرية،ويجب على الحكومة الإسراع في تنفيذه وإقراره، خاصة فى ظل ما تتعرض له الدولة من أزمات اقتصادية تتطلب اللجوء إلى حلول جريئة.

حلول لتقليص فاتورة الاستيراد

واقترح الدكتور عبد المنعم السيد، حلولًا لتقليل فاتورة الاستيراد حددها في ثلاث نقاط

الأولى: وضع خطة لترشيد الاستيراد من خلال التحول من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي، مما يزيد من قدرة الدولة على المنافسة
و إحلال الواردات وهو يعني أن يتم استبدال المنتجات المستوردة بإنتاج وطني ومحلى، وهنا يتم تنفيذ هذه الخطة من خلال زيادة قدرات الصناعة الوطنية وتوفير احتياجاتها من خامات ومستلزمات الإنتاج، و إفساح الطريق أمامها عبر الحد من الاستيراد العشوائي وضبط منظومة الاستيراد بصفة عامة.

الثانية: ربط برنامج دعم الصادرات، الذي تدعمه الدولة بقيمة 28 مليار جنيه، بزيادة المكون المحلي في المنتج مما يسهم في توطين صناعة المنتجات محليًا في نحو 5 سنوات.

الثالثة: منح المستوردين للسلع الترفيهية فرصه تصنيعها من خلال توفير الأراضي الصناعية المرفقة وتقديم الدعم المالي من خلال حصولهم على التمويل اللازم للإنشاء والتشغيل وتقديم الدعم الفني من خلال مركز تحديث الصناعة، لاسيما أن أغلب السلع الترفيهية التي تستوردها مصر من الخارج يمكن تصنيعها في المصانع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وعرض تسهيلات عديدة على المستثمرين وأصحاب الأعمال لتشجيعهم على توطين صناعة السلع المختلفة.


وأكد رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، أن هناك نتائج إيجابية عديدة يمكن أن تعود على الاقتصاد الوطني من توطين الصناعة المحلية وتعميقها وزيادة المكون المحلي فيها و تقليل فاتورة الاستيراد منها توفير منتجات للسوق الداخلي، وهذا سيقلل الاعتماد على المنتجات المستوردة ومن ثم ضبط الميزان التجارى وأيضا  زيادة معدل التشغيل، وتقليل معدل البطالة خاصة في ظل الزيادة السكانية و دخول مليون شاب  وشابة سنويا لسوق العمل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاستيراد مصر الصادرات ترشيد الاستهلاك البضائع فاتورة الاستیراد ملیار دولار من خلال

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي يكشف المكاسب من القمة المصرية الإسبانية

قال الدكتور أشرف غراب, الخبير الاقتصادي, نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الإسبانية مدريد، لعقد قمة ثنائية مع ملك إسبانيا ورئيس الوزراء الإسباني, إضافه للقائه مع ممثلي بعض الشركات الإسبانية الكبرى من أجل تعزيز الشراكة الثنائية والتعاون الاقتصادي بين البلدين يسهم في جذب مزيد من الاستثمارات الإسبانية إلى مصر خلال الفترة المقبلة.

وأوضح غراب، في تصريحات صحفية، أن زيارة الرئيس السيسي لمدريد وتوقيعه اتفاق ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية, إضافة لتوقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات التعاون المختلفة, ومشاركته في فعالية اقتصادية مع مجتمع الأعمال والشركات الإسبانية وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر, سينتج عنه زيادة في حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر وزيادة في حجم التبادل التجاري بين الدولتين خلال الفترة المقبلة, موضحا أن حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا قد بلغ 3.1 مليار دولار خلال عام 2024 ومن المتوقع أن يزيد خلال الفترة المقبلة .

إيجيبس 2025 يكرم رواد الابتكار وريادة الأعمالالبورصة المصرية تختتم تداولات الأربعاء بأرباح 7 مليارات جنيه

وأشار غراب، إلى أن هناك تعاون اقتصادي بين مصر وإسبانيا كبير حيث تعد إسبانيا ثاني أكبر الدول المستقبلة للصادرات المصرية حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى إسبانيا 1.5 مليار دولار خلال عام 2024، مقابل 1.6 مليار دولار خلال عام 2023, موضحاان هناك تعاون بين مصر وإسبانيا في العديد من المجالات الاقتصادية منها الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وتحلية المياه والنقل والأسمنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة وتربية الأسماك والجلود والأزياء وتجهيز الأغذية .

تحويلات العاملين المصريين في إسبانيا

تابع غراب, أن تحويلات العاملين المصريين في إسبانيا خلال العام المالي الماضي بلغت نحو 21.6 مليون دولار, وبلغت قيمة الاستثمارات الإسبانية في مصر نحو 123 مليون دولار خلال العام المالي الماضي مقابل 161 مليون دولار خلال العام المالي قبل الماضي, موضحا أن الشراكة الاقتصادية بين مصر وإسبانيا تأخد بعدا يعزز من التنمية الاقتصادية في مصر, خاصة وأن مصر تتمتع بإمكانيات كبيرة ومناطق اقتصادية ضخمة وموجع جغرافي متميز ومناخ استثماري جاذب للاستثمارات الأجنبية, موضحا أن كل ذلك يسهم في رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين .

مقالات مشابهة

  • «التعبئة والإحصاء»: ارتفاع الصادرات المصرية إلى السعودية خلال 2024 بنسبة 26%
  • محافظ القاهرة: ندعم كل المعارض ونوفر الأماكن للعارضين بالمجان لتشجيع المنتج المحلي
  • خبير اقتصادي يكشف المكاسب من القمة المصرية الإسبانية
  • خبير اقتصادي: الدين العام بلغ 100% من الناتج المحلي
  • السيسي: نرغب فى مساعدة الشركات الإسبانية لمصر لزيادة المكون المحلي
  • خبير مصرفي: 40 مليار دولار صادرات مصر.. وتحفيز المشاريع الصغيرة ضروري لتعزيز الاقتصاد
  • التجارة: أسواق (الهايبر ماركت) توفر فرصة لدعم المنتج المحلي وتوفير فرص العمل
  • وزير الدولة للإنتاج الحربي: توطين التكنولوجيا وزيادة المكون المحلي أولوية للصناعات الدفاعية
  • وزير الإنتاج الحربي: تعزيز المكون المحلي والقيمة المضافة لدعم الصناعات الدفاعية الوطنية
  • البيض المدبلج يغزو أسواق بغداد: تشويه لصورة المنتج المحلي الوطني