حزب حريدي يهدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو في حال عدم إعفاء طلبة المدارس الدينية من الخدمة العسكرية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هدد رئيس حزب "يهدوت هتوراة" يتسحاق جولدنبف، أمس الثلاثاء، بالانسحاب من الائتلاف الحاكم في إسرائيل، مشيرًا إلى أن حزبه المُتشدد لن يكون قادرًا على البقاء في هذه الحكومة إذا لم يتم تمرير مشروع قانون يعفي طلاب المدارس الدينية الحريدية من الخدمة العسكرية قبل طرح ميزانية الدولة لعام 2025 للموافقة في الكنيسيت.
وقال يتسحاق جولدنبف الذي يشغل أيضا منصب وزير الإسكان الإسرائيلي، لصحيفة ماكور ريشون: "لا شك أن قانون التجنيد سيتم تمريره قبل أن توافق الحكومة على الميزانية... لكن إذا لم يحدث ذلك، فلن نكون في الحكومة".. وحذر: "لن نكون في الحكومة بدون قانون التجنيد".
وأضاف أنه على عكس العديد من كبار الزعماء الحاخاميين والسياسيين المتشددين، فإنه لن يعارض التحركات الرامية إلى تجنيد اليهود الحريديم الذين هم غير مُسجلين بدوام كامل في المدارس الدينية.
ومضى قائلا: "فليُجنَّدوا، هذا ليس من شأننا ؟؟ قانوننا [الذي سيتم اقتراحه] لا يحمي أولئك الذين لا يدرسون التوراة... أنا أريد قانون تجنيد يجند أولئك (الحريديم) الذين لا يدرسون التوراة".
جدير بالذكر أن خروج حزب "يهدوت هتوراة" من الائتلاف لن يؤدي إلى الإطاحة بالحكومة، لكنه سيجعلها عُرضة للخطر إلى حد كبير مع أغلبية ضئيلة تبلغ 61 مقعدًا في الكنيست المكون من 120 مقعدًا.
وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد أفادت بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طمأن اليهود المتشددين بأن حكومته ستطرح مشروع قانون يسهل الإعفاء الشامل للرجال المتشددين دينيا من الخدمة الإلزامية في الجيش بحلول نهاية الشهر الجاري.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المدارس الدينية الخدمة العسكرية
إقرأ أيضاً:
دعوات إسرائيلية لفرض عقوبات على الحريديم لرفضهم الخدمة العسكرية
ما زالت قضية تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتلال، خاصة مع ظهور مزاعم جديدة للحاخامات مفادها أن العديد القليل من تلاميذ المدارس الدينية الذين يلتحقون بالجيش "يتخلّون" عن الديانة اليهودية وطقوسها بعد انتهاء خدمتهم العسكرية الإلزامية، مما أثار مزيدا من الجدل بين الإسرائيليين.
يائير غباي الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم"، نقل عن "رئيس كتلة حزب يهدوت هتوراة، عضو الكنيست إسحاق بينداروس، مؤخراً عن قلقه الرئيسي بشأن تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال، مدعياً بأن بعضهم يتركون الدين بسبب الخدمة في الجيش، وقبله قال رئيس حزب شاس الحاخام أرييه درعي إن الجنود المتدينين لا يقاتلون الجيش من أجل الدين، وتحدث آخرون من نفس التيار أن كل من ذهب للجيش وهو يرتدي "الكيبا" على رأسه، عاد بدونها".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "من المناسب التعامل مع هذه الادعاءات بشكل تجريبي، ونفحص ما إذا كان الجيش له تأثير روحي سلبي مفرط، وبعبارة أخرى، هل دخول اليهود المتدينين للجيش وهم يرتدون "الكيباه"، وخروجهم بدونها ينبع من الخدمة العسكرية، أم أنه كان ليخلعها حتى بدون الخدمة العسكرية".
وأشار إلى أن "نتائج الدراسات الميدانية أكدت أن مستوى التدين في العائلة اليهودية يشكل ركيزة قوية لمنع تسلل العلمانية الى أفرادها، وبالتالي إذا التحق الشباب من البيوت الحريدية بالجيش الإسرائيلي فإن هناك احتمالية كبيرة أن يظلوا ملتزمين بالتوراة، ولذلك فقد حان الوقت للسياسيين الحريديم لإظهار الشجاعة، والتوضيح للحاخامات أن الواقع مختلف عما اعتادوا على التفكير فيه، ولا يوجد ما يبرر القلق بشأن الخدمة في الجيش".
شلومو فيشر، عالم الاجتماع بمعهد سياسة الشعب اليهودي، أكد أن "السبب الحقيقي وراء معارضة اليهود المتشددين للتجنيد الإجباري في الجيش يعود إلى رغبتهم الأساسية بالانفصال بين الحريديم وبقية المجتمع الإسرائيلي، ما يجعل من مساعي العديد من الإسرائيليين لإيجاد حلول معقولة لمشكلة تجنيد اليهود المتشددين دينياً تبوء بالفشل الذريع، لأن هذه الحلول التي يقترحونها لن تحظى بقبول، جزئي على الأقل، من جانب الجمهور الحريدي وقياداته".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "بعض الحلول المقترحة أخذ قيم دراسة التوراة في الاعتبار داخل المحاضرات العسكرية في الجيش، أو تجنيد الحريديم فقط الذين لا يدرسون، فيما سيتم إعفاء من يدرسون التوراة "بجدية"، وبالتالي يدور الحديث عن إعفاء نصف الحريديم من التجنيد، واقتراح ثالث بإنشاء الجيش لألوية مخصصة للمتدينين الحريديم دون أي وجود للنساء".
وأشار إلى أن "مثل هذه المقترحات كانت مطروحة على الطاولة منذ عقود، ولم تتطور إلى شكل متماسك وعملي، لأن الحريدية ما زالت تعلن معارضتها الشديدة للتجنيد الإجباري، حتى بالنسبة لمن لا يدرسون من تلاميذها، والسبب في ذلك أن الحلول المذكورة أعلاه خاطئة من حيث الأساس، حتى لو أجبر الجيش نفسه على التكيف مع الثقافة الحريدية، لأن الأساس الأيديولوجي لوجود الحريديم هو الانفصال عن باقي اليهود".
وأوضح أن "ظاهرة انفصال اليهود المتدينين عن الآخرين تعود إلى قرون طويلة، وتنبع من أسباب عميقة وجوهرية، وهي تعارض كل التغيرات الجذرية التي طرأت على اليهود مع الحداثة الجارية، وهم يعارضون تبني القومية الحديثة، على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والثقافي أيضًا، بل شعورهم بأنهم يشكلون الشعب الحقيقي والأصيل لإسرائيل، وبالتالي فإن موقفهم تجاه الآخرين سيكون متناقضاً على الدوام، وجاء الرمز الأكثر وضوحاً للانفصال هو تجنب التجنيد في جيش الاحتلال".
وأكد أن "مسألة الانفصال تنتمي لجوهر الهوية الحريدية، ولا مجال للمرونة في التعامل معها، ولتبريرها في الخطاب العام، يتم استخدام كل أنواع الأعذار، لكن الحقيقة البسيطة أن كلها تنبع من الفعل الأولي والمؤسس للانفصال، فأينما بدأ الحريديون فقد بدأوا بالانفصال عن باقي اليهود، وعلى مرّ التاريخ، في أوروبا أو في فلسطين المحتلة، لم تنجح المقترحات المطروحة بشأن التجنيد الإجباري باختراق عمق فكرة الانفصال الحريدي".
وأشار إلى أن "الحريديم ينطلقون من افتراضات خاطئة، ولذلك من أجل أن نكون عمليين، فلا فائدة من الحديث معهم، أو التنازل لهم، بل منح من لا يتطوعون في الجيش وضعية "الفارّ من الخدمة العسكرية"، مع فرض ما يصاحبه من عقوبات اقتصادية، رغم أنها لن تحدث في الحكومة الحالية، لكنها تؤسس لما سيكون في المستقبل".