صحيفة البلاد:
2024-10-16@00:18:03 GMT

مكتبة تبيع كتاباً واحداً

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

مكتبة تبيع كتاباً واحداً

يعرض أحد متاجر الكتب في اليابان، وهو متجر موريوكا شوتن (Morioka Shoten)، في واجهته كتابًا واحدًا فقط، ويبيع هذا الكتاب وحده على مدار أسبوع، ثم يغيره إلى كتاب آخر كل ثلاثاء من كل أسبوع. ولا يتكون هذا المتجر، الواقع في مدينة غينزا، إلا من غرفة واحدة، طُليت جدرانها باللون الأبيض، مع ديكور خشبي بسيط، وإضاءة هادئة، في شكل يبدو معه، وكأنه مزيج من معرض صور، ومتجر كتب.

ومن أجل إضافة مزيد من الجاذبية، والتميز على المتجر، فإن مالك المشروع (يوشيوكي موريوكا)، حوّله إلى موقع تفاعلي بين الكتّاب والقراء؛ باستضافته للكتّاب، وإتاحة المجال للقائهم، والحوار معهم، ما حوّل هذا المتجر البسيط، الذي يعد أصغر متجر كتب في العالم، إلى مكان مميّز، يزدحم عليه الزوار من مختلف أنحاء العالم. أما السر في هذه الفكرة، فهو أن موريوكا كان يريد استحداث مشروع مميّز، ومختلف عما سواه، بعرضه كتابًا واحدًا للبيع، مع وجود أنشطة أخرى كحفلات توقيع كتاب، أو لقاء مؤلف. وتتفاوت مواضيع الكتب المعروضة في المتجر: ما بين رواية، وكتاب مانغا، وسيرة ذاتية، أو غيرها. وقد سبق لصاحب المشروع- وهو شخص مهووس بالكتب-، أن عمل في متجر بيع كتب، ثم افتتح مشروعًا خاصًّا به يضم مئتي عنوان، وكان يستضيف الكتّاب؛ حيث لاحظ إقبالًا كبيرًا على ذلك، وكان يبيع نسخًا كثيرة، وهو ما جعله يفكر هل ثمة حاجة إلى بقية الكتب أو لا، فاتخذ قراره بافتتاح المتجر ذي الكتاب الواحد في مايو 2015، معتقدًا أن كتابًا واحدًا فقط سوف يمنح القارئ فهمًا عميقًا للمادة المعروضة جنبًا إلى جنب مع متعةٍ في القراءة. وأخيرًا، يجدر بنا أن نوضح معنى كلمة (Shoten) اليابانية الواردة في اسم المتجر (Morioka Shoten) وأنها تعني متجر الكتب.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: کتاب ا

إقرأ أيضاً:

كتاب أبلة نظيرة.. إرث المصريات في عالم الطبخ

عند الحديث عن تاريخ كتب الطهي العربية، يتبادر إلى الأذهان مباشرة "كتاب أبلة نظيرة" الذي أصبح مرجعا منزليا في مصر والعالم العربي لعقود طويلة.

من المثير للاهتمام أن الكتاب المعروف باسم "أبلة نظيرة" لا يحمل هذا الاسم فعليا، بل عنوانه الحقيقي هو "أصول الطهي". وعلى مدى قرن من الزمان، أصبح هذا الكتاب رمزا أيقونيا في عالم الطبخ المصري، حيث نجح في تقديم فنون الطهي بطريقة "مصرية" بهدف تعليم الفتيات أسس التدبير المنزلي وفنون الطهي، وهو ما جعله مرجعا مهما في المنازل المصرية.

لكن خلف هذا العمل التاريخي تقف شخصية ملهمة هي نظيرة نقولا، المرأة التي أضافت بصمة لا تمحى في تعليم الطهي للفتيات المصريات، ليس فقط كمهارة، بل كفن.

الفتاة الطموحة والبعثة العلمية

وفق ما ذكره الكاتب عمر طاهر في كتابه "صنايعية مصر"، فإن نظيرة نقولا وُلدت في مصر عام 1902، وبدأت حياتها المهنية بالتدريس في كلية التدبير المنزلي. في عام 1926، قررت وزارة المعارف المصرية إرسال بعثات تعليمية لتطوير الكفاءات في مختلف المجالات، واختيرت نظيرة مع 14 فتاة للسفر إلى جامعة غلوستر بإنجلترا لدراسة فنون الطهي وشغل الإبرة. وبعد 3 سنوات من التدريب المكثف، عادت نظيرة إلى مصر محملة بالخبرات الجديدة لتطبقها في مجال التعليم​.

بعد عودتها، انضمت إلى مدرسة السنية للبنات لتدريس مادة التدبير المنزلي، حيث قدمت منهجا مبتكرا يركز على البساطة والجمال في فنون الطهي. بتشجيعها لطالباتها على الإبداع والابتكار، تحولت من مجرد معلمة إلى رائدة في مجال التدبير المنزلي، وتم ترقيتها فيما بعد لتصبح المفتشة العامة للتدبير المنزلي بوزارة المعارف​.

"أصول الطهي"

في الأربعينيات، أطلقت وزارة المعارف المصرية مسابقة لتأليف كتاب للطهي ليكون منهجا تعليميا في المدارس. تقدمت نظيرة نقولا مع زميلتها بهية عثمان، التي تُعد من الشخصيات الرائدة في مجال التدبير المنزلي وتعليم فنون الطهي في مصر. بهية عثمان كانت جزءًا من البعثة التعليمية التي أرسلتها وزارة المعارف إلى إنجلترا، حيث درست في كلية بريدج هاوس بلندن، وتخصصت في فنون الطهي وشغل الإبرة.

بعد عودتها إلى مصر، واصلت بهية عملها في مجال التدبير المنزلي، حيث شغلت منصبًا رفيعا كمفتشة عامة في وزارة المعارف، وكانت تشارك هذا المنصب مع نظيرة. بالإضافة إلى دورها الإداري، كانت بهية معروفة بكتاباتها في مجلة حواء، حيث كانت تقدم نصائح ومقالات حول إدارة المطبخ وفنون الطهي، مما ساعد على تعزيز تأثيرها بين ربات البيوت المصريات وزيادة الوعي بفنون التدبير المنزلي.

ونجحت السيدتان في تأليف "أصول الطهي"، وهو كتاب مكون من أكثر من 800 صفحة. هذا الكتاب لم يقتصر على الوصفات فقط، بل تناول جوانب متعددة تتعلق بإدارة المطبخ وتنظيمه وتخزين الطعام والموازين، بما في ذلك نصائح حول تقديم الطعام بشكل جمالي وصحي.

تحول الكتاب بسرعة إلى أكثر الكتب مبيعا في مصر، حيث تم طباعته عدة مرات ليصل إلى 12 مليون نسخة. كان يتم تحديث الكتاب باستمرار ليتماشى مع التطورات في المقاييس المستخدمة في الطبخ، حيث تحوّل من استخدام الرطل إلى الغرامات، كما أضافت نظيرة وصفات ومكونات جديدة بمرور الوقت​.

الإعلام والراديو: صوت المطبخ المصري

يشير عمر طاهر في كتابه "صنايعية مصر" إلى أن نظيرة نقولا لم تكتف فقط بما تعلمته في إنجلترا خلال بعثتها، بل حرصت على تعلم فنون الطهي الشرقية من الممارسين المحليين في مصر، مما ساعدها على اكتساب مهارات في إعداد الحلويات التقليدية مثل الكنافة والبقلاوة. بعد ذلك، قامت بدمج تلك المهارات مع التقنيات الحديثة التي تعلمتها في لندن لتضع منهجية واضحة ومتكاملة لعمليات الطهي المختلفة.

كما يضيف طاهر أن نظيرة نقولا ورفيقتها بهية عثمان قامتا ببيع حقوق نشر كتاب "أصول الطهي" لوزارة المعارف مقابل 525 جنيهًا فقط. ونتيجة لذلك، قامت الوزارة بطباعة آلاف النسخ التي انتشرت بسرعة في معظم بيوت مصر، حيث أصبح الكتاب مرجعا أساسيا لتعليم الطبخ.

ويذكر طاهر أيضًا أن الإذاعية صفية المهندس كان لها دور كبير في شهرة أبلة نظيرة، حيث طلبت منها تقديم فقرة ثابتة على الراديو، مما جعل نظيرة معروفة في كل بيت مصري. بينما استمرت بهية عثمان في تقديم مقالات ثابتة في مجلة حواء، مما ساهم في انتشار تأثيرهما.

رغم هذا النجاح الكبير، أشار طاهر إلى أن نظيرة تعرضت لنقد ساخر من الممثل الكوميدي سمير غانم في مشهد تناول الملوخية الشهير بمسرحيته "المتزوجون"، حيث سخر من وصفة في الكتاب، مما تسبب في حزن كبير لها.

رغم أن الكتاب بدأ كمنهج تعليمي، فإنه أصبح جزءا لا يتجزأ من الثقافة المصرية والعربية. استمر الكتاب في كونه مرجعا لكل من يهتم بتعلم الطهي في المنازل، وهو إرث يظل حيا، إذ لم تكن نظيرة نقولا فقط مؤلفة، بل مدرسة حقيقية للطهي وملهمة للأجيال​.

مقالات مشابهة

  • بحضور نجوم كرة السلة المصرية.. NBA يفتتح أول متجر خاص بمنتجات الدوري الأمريكي لكرة السلة
  • وزير الإعلام وجّه كتاباً لوسائل الإعلام الغربية.. هذا ما جاء فيه
  • كتاب أبلة نظيرة.. إرث المصريات في عالم الطبخ
  • السفير الروسي بالقاهرة: الدولار الأمريكي لم يذكر في الكتب المقدسة
  • تحديث جديد في متجر Google Play.. يبقي زر التثبيت دائمًا في متناول يديك
  • محافظ الشرقية يُصدر كتابا دوريًا بشأن مواجهة مخاطر السيول وسوء الأحوال الجوية
  • تقديم كتاب “بعد الرحيق”
  • بسبب الحروب.. مدبولي: أصبح الوصول إلى الماء واحدا من أبرز التحديات الإنسانية
  • كتاب من ستريدا جعجع إلى بري.. ماذا فيه؟