في كل مرّة أمرّ فيها من ذلك الشارع، في ذاك الحي، تعبرعلى شفاهي ابتسامة خجلة، لا تعرف أي رداء ترتدي: أهي ابتسامة حنين وسعادة، أم ابتسامة فقد وحسرة؟ أراقب المباني من نافذة السيارة، وألاحظ الفروق السبعة التي حلّت بالمكان، فأردِّد بيني وبين نفسي قائلة: هنا كان محلاً لبيع الفواكه، فأصبح متجراً للإلكترونيات، وهنا صاحب البقالة اللطيف، تركها لأبنائه، فحولوها إلى (سوبر ماركت)، بعد أن اتسعت مساحتها، بمساحة جارهم الذي ترك المكان، وانتقل إلى الحي المجاور، وهنا كان المسجد، الذي كان يصدح بالآذان، واسمعه داخل منزلي، فيعلو صوتي بالنداء على أبنائي حتى لا تفوتهم الصلاة، هنا كنت أسير معهم للبحث عن المتعة، متجهين نحو حديقة الحي على الرغم من انها ليست قريبة، لكننا كنّا نعبر الطرقات سعداء، خاصة عندما تكون الأجواء جميلة، أو تحمل قطرات من المطر.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
القصة وما فيها
القصة وما فيها
١. ما كان يُسمى بقوات الدعم السريع قوات تمردت على الدولة وأشعلت حربا شاملة على الشعب السوداني انتهكت فيه منه كل شيء (الارواح والاموال والممتلكات الخاصة والعامة والأعراض..الخ). وكانت تفتخر أنها بحربها كانت تسيطر بالفعل على أغلب ولاية الخرطوم وكامل ولايات الجزيرة وسنار وأجزاء من ولايات نهرالنيل وكردفان ودارفور.. ذلك بقوة صلبة مدربة قوامها عشرات الآلاف من الجنود والآلاف من سيارات الدفع الرباعي وآلاف الأطنان من العتاد الحربي.. كل ذلك كان يتوزع منذ قبيل الحرب في أكثر الأماكن استراتيجية وحساسية داخل وخارج العاصمة الخرطوم حيث كانت بالفعل قبيل الحرب متواجدة ومحتلة لأغلب المراكز الإستراتيجية على مختلف رقعة الوطن.
٢. انتهت هذه المغامرة بفضل الله تعالى أولا.. وبوقفة الشعب السوداني القوية وصمود جنود القوات المسلحة والقوات المساندة لها إلى حقائق مجردة وأرقام لا تكذب.. تتمثل في التدمير الكبير والحاسم للقوة البشرية الصلبة لنخبة هذه المليشيا المتمردة، والتدمير الكبير والحاسم لإمكاناتها من سيارات الدفع الرباعي والعتاد الحربي، ونصر عسكري حاسم وطرد من كامل ولايات الجزيرة وسنار ونهر النيل وأجزاء واسعة من ولايات الخرطوم وكردفان ودارفور والنيل الابيض.
٣. المهزلة والملهاة المسرحية التي شهدناها في نيروبي من (حشر) لعملاء الدويلة من بعض ملاقيط السياسيين والناشطين والعطالى من نشطاء الميديا وغيرهم من حثالة المجتمع لمحاولة نفخ الروح في المليشيا المنهزمة ما هي بالمناسبة إلا إعلان صريح بهزيمة الخطة (ب) والتي كانت تهدف إلى السيطرة على السلطة في البلاد عن طريق القوة بعد ما فشلت الخطة (أ) التي كانت تهدف للسيطرة على السلطة عبر فرض ميثاق سياسي بدفع من ذات الراعي الإقليمي والدولي وتحالف داخلي بين المليشيا والحثالة من المدنيين. الآن جاء الدور للبحث عن خطة (ج) عبر محاولة تقسيم البلاد. هذه الخطة ستفشل بأكثر مما فشلت فيه سابقاتها وذلك لأسباب موضوعية جدا لا علاقة لها بالأماني والرغبات.
٤. فالمليشيا التي فشلت في خططها السابقة كان أقوى من ناحية القوة المادية والبشرية والقيادات مما هي عليه الآن بما يقارب العشرين مرة. وظهيرها المدني المزعوم الحالي هو حثالة من حثالة وصل مرحلة من الوهن والضعف أضعاف ما كان عليه وقت التحالف لتنفيذ سابق الخطط. والشعب السوداني الآن أكثر توحدا واكثر وعيا بالتحدي أضعاف ما كان عليه قبل عامين وقبل أربعة أعوام. والواقع الإقليمي والدولي الحالي أقل احتمالا من حيث العزم والجد في دعم مخططات المليشيا المتهالكة وظهيرها الخارجي بكثير مما كان عليه في السابق.
٥. ملهاة اعتزام تشكيل حكومة ظهيرة للدعم السريع لن تغير من واقع الحال شيئا. فالحقيقة التي ينبغي ان تكون واضحة كالشمس.. والتي حسم السودانيون أمرهم فيها بما نراه كل يوم من تفاعلات أحداث الداخل هي أن كل قطعة ارض تتواجد فيها المليشيا هي قطعة محتلة من مليشيا متمردة يجب كنسهم منها بالقوة. وأي حكومة مزعومة تتواجد في اي منطقة تحت حماية جنود هذه المليشيا لن تكون شيئا أكثر جدية أو عبطا سياسيا أو جلبا للسخرية من حكومة المدعو صديق في أرض الجزيرة او المدعو (الفريق بقال سراج) في الخرطوم. بل لن تكون أكثر من حكومة الحلو في كاودا. كلها يجب ان تلقى نفس مصير حكومات صديق وبقال. وستكون الجنينة ونيالا وكاودا هدفا للتحرير وكنس الحثالة منها تماما كما تم كنسهم من سنار والجزيرة والخرطوم ونهر النيل وشمال كردفان..
ذلك لن يكون إلا كذلك وإن تأخر أعواما وأعواما. ولن يكون مصير الحثالة إلا ما يليق بهم من مصير.
Mohammed Abdulrahim
إنضم لقناة النيلين على واتساب