صحيفة البلاد:
2025-04-26@02:56:27 GMT

في خانة الذكريات

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

في خانة الذكريات

في كل مرّة أمرّ فيها من ذلك الشارع، في ذاك الحي، تعبرعلى شفاهي ابتسامة خجلة، لا تعرف أي رداء ترتدي: أهي ابتسامة حنين وسعادة، أم ابتسامة فقد وحسرة؟ أراقب المباني من نافذة السيارة، وألاحظ الفروق السبعة التي حلّت بالمكان، فأردِّد بيني وبين نفسي قائلة: هنا كان محلاً لبيع الفواكه، فأصبح متجراً للإلكترونيات، وهنا صاحب البقالة اللطيف، تركها لأبنائه،  فحولوها إلى (سوبر ماركت)، بعد أن اتسعت مساحتها، بمساحة جارهم الذي ترك المكان، وانتقل إلى الحي المجاور، وهنا كان  المسجد، الذي كان يصدح بالآذان، واسمعه داخل منزلي،  فيعلو صوتي بالنداء على أبنائي حتى لا تفوتهم الصلاة، هنا كنت أسير معهم للبحث عن المتعة، متجهين نحو حديقة الحي على الرغم من انها ليست قريبة،  لكننا كنّا نعبر الطرقات سعداء، خاصة عندما تكون الأجواء جميلة،  أو تحمل قطرات من المطر.

وكلما اقتربت من بيتي، أو المكان الذي كان بيتي، يبدأ شريط الذكريات لكل فرد من عائلتي شاركني تلك الحقبة: كيف وُلد؟ وكيف نما وكبر ولعب حول تلك البناية؟ مصاحباً لمن جاوره فيها أو حولها، يعتريني الفضول، ويدفعني لرغبة مجنونة، أن أقفز من مكاني، أتوجه نحو تلك البناية، وأطرق الأبواب أبحث عن ساكنيها، هل ستذكرني الأبواب والحيطان على الرغم من يقيني أن كل من كانوا فيها، منهم من رحل لمكان آخر، ومنهم من رحل من الوجود، إلا أن تلك الرغبة، تبقى مسيّطرة، يمنعني منها فقط الخوف من ردّة الفعل التي قد تعتريني إذا ما أنكرني من هم خلف الأبواب، فأتراجع عن ذلك الدافع حتى لا أحدث شرخاً في خانة الذكريات. هي نفسها تلك الذكريات التي أحدثت غصّة، وأنا أراقب الدخان الكثيف يملئ سماء عروس البحر الأحمر، بعد أن أشعلت النيران في جنبات السوق التجاري القديم، السوق الذي حوى صيحات الفرح والسعادة، ونحن نتجول بين بحيراته العديدة، واحدة تحمل عائلات من السلاحف نزورها كلما اشتقنا إليها، وأخرى تحمل مجموعة من الأسماك، حتى تلك الأسماك لم تقو على البقاء، وفي نهاية الطريق أثناء مرورنا بين المحلات التجارية،  تظهر غابة خضراء، يسكنها حيوانات، تصدر أصواتاً تشعرنا وكأننا في غابات حقيقية، ذكريات أورثنا ما تبقى منها لأبنائنا، وانتابهم الحزن معنا ونحن نتابع أحداث النهاية  لبقايا الحريق، لا أعلم هل ستبقى ذكريات السوق، أم ستختفي مع آخر نفس للدخان؟ ستبقى الذكرى مهما اختفت الأماكن، أو اكتست رداء جديداً، فهي في وجداننا نستدعيها بين طيات حديثنا، ونحن نسرد لمن حولنا قصص الأمس، وسيبقى سوق جدة الدولي في شارع التحلية الفاخر في ذاك الزمان، أول سوق تجاري ضمَّتنا أرجاؤه في مدينتي القديمة/ الحديثة جدة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

بن نافل : ليلة أخرى يبهر فيها الهلال وعشاقه العالم

ماجد محمد

علق فهد بن نافل، رئيس نادي الهلال، على الفوز المستحق الذي حققه الفريق اليوم أمام غوانغجو الكوري الجنوبي.

وجه بن نافل رسالة شكر لأداء فريق الهلال ودعم الجماهير له.

وكتب بن نافل عبر صفحته الرسمية على منصة إكس: “ليلة أخرى يبهر فيها الهلال وعشاقه العالم أجمع.”

وتابع: “تبقت مواجهتان تتطلبان تكاتفنا يدًا بيد وخطوة بخطوة. شكرًا لجماهيرنا وشكرًا لأبطالنا على تنافسهم في الإبداع.”

وسحق الهلال نظيره غوانغجو الكوري الجنوبي بنتيجة (7-0) في المباراة التي أقيمت اليوم الجمعة في ربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة.

وتأهل الهلال إلى الأدوار الإقصائية متصدرًا عن مجموعة الغرب برصيد 22 نقطة، قبل أن يتجاوز عقبة باختاكور الأوزبكي في دور ال16 من البطولة بنتيجة (4-1) في مجموع المباراتين.

اقرأ أيضا :

لاعبو الهلال وغوانغجو يحييان جماهير الهلال .. فيديو

مقالات مشابهة

  • بن نافل : ليلة أخرى يبهر فيها الهلال وعشاقه العالم
  • أحمد زاهر بعد رقصته مع ابنته ليلي في حفل زفافها: فجأة مر قدامي شريط الذكريات
  • تحطم مروحية إثر اصطدامها بشجرة واشتغال النيران فيها .. فيديو
  • نيفيز: نسعى لإسعاد جماهير الهلال
  • مسؤولون عمانيون يشيدون بكتاب حاكم الشارقة البرتغاليون في بحر عمان
  • مسؤولون عمانيون يشيدون بكتاب سلطان «البرتغاليون في بحر عمان»
  • كولر: صن داونز لديه حارس قوي ونحن لدينا محمد الشناوي أفضل منه
  • التوقيت الصيفي 2025.. موعد غلق وفتح الكافيهات والبازارات (الصيف على الأبواب)
  • مذكرة تتصدّى لـ "التحايل على الأبواب الخلفية" لنقابة الصحفيين
  • السعدي: لا يمكن أن يبقى الصانع التقليدي كيتخلص بالكاش ونحن مقبلين على كأس العالم