صحيفة البلاد:
2024-10-16@00:22:48 GMT

في خانة الذكريات

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

في خانة الذكريات

في كل مرّة أمرّ فيها من ذلك الشارع، في ذاك الحي، تعبرعلى شفاهي ابتسامة خجلة، لا تعرف أي رداء ترتدي: أهي ابتسامة حنين وسعادة، أم ابتسامة فقد وحسرة؟ أراقب المباني من نافذة السيارة، وألاحظ الفروق السبعة التي حلّت بالمكان، فأردِّد بيني وبين نفسي قائلة: هنا كان محلاً لبيع الفواكه، فأصبح متجراً للإلكترونيات، وهنا صاحب البقالة اللطيف، تركها لأبنائه،  فحولوها إلى (سوبر ماركت)، بعد أن اتسعت مساحتها، بمساحة جارهم الذي ترك المكان، وانتقل إلى الحي المجاور، وهنا كان  المسجد، الذي كان يصدح بالآذان، واسمعه داخل منزلي،  فيعلو صوتي بالنداء على أبنائي حتى لا تفوتهم الصلاة، هنا كنت أسير معهم للبحث عن المتعة، متجهين نحو حديقة الحي على الرغم من انها ليست قريبة،  لكننا كنّا نعبر الطرقات سعداء، خاصة عندما تكون الأجواء جميلة،  أو تحمل قطرات من المطر.

وكلما اقتربت من بيتي، أو المكان الذي كان بيتي، يبدأ شريط الذكريات لكل فرد من عائلتي شاركني تلك الحقبة: كيف وُلد؟ وكيف نما وكبر ولعب حول تلك البناية؟ مصاحباً لمن جاوره فيها أو حولها، يعتريني الفضول، ويدفعني لرغبة مجنونة، أن أقفز من مكاني، أتوجه نحو تلك البناية، وأطرق الأبواب أبحث عن ساكنيها، هل ستذكرني الأبواب والحيطان على الرغم من يقيني أن كل من كانوا فيها، منهم من رحل لمكان آخر، ومنهم من رحل من الوجود، إلا أن تلك الرغبة، تبقى مسيّطرة، يمنعني منها فقط الخوف من ردّة الفعل التي قد تعتريني إذا ما أنكرني من هم خلف الأبواب، فأتراجع عن ذلك الدافع حتى لا أحدث شرخاً في خانة الذكريات. هي نفسها تلك الذكريات التي أحدثت غصّة، وأنا أراقب الدخان الكثيف يملئ سماء عروس البحر الأحمر، بعد أن أشعلت النيران في جنبات السوق التجاري القديم، السوق الذي حوى صيحات الفرح والسعادة، ونحن نتجول بين بحيراته العديدة، واحدة تحمل عائلات من السلاحف نزورها كلما اشتقنا إليها، وأخرى تحمل مجموعة من الأسماك، حتى تلك الأسماك لم تقو على البقاء، وفي نهاية الطريق أثناء مرورنا بين المحلات التجارية،  تظهر غابة خضراء، يسكنها حيوانات، تصدر أصواتاً تشعرنا وكأننا في غابات حقيقية، ذكريات أورثنا ما تبقى منها لأبنائنا، وانتابهم الحزن معنا ونحن نتابع أحداث النهاية  لبقايا الحريق، لا أعلم هل ستبقى ذكريات السوق، أم ستختفي مع آخر نفس للدخان؟ ستبقى الذكرى مهما اختفت الأماكن، أو اكتست رداء جديداً، فهي في وجداننا نستدعيها بين طيات حديثنا، ونحن نسرد لمن حولنا قصص الأمس، وسيبقى سوق جدة الدولي في شارع التحلية الفاخر في ذاك الزمان، أول سوق تجاري ضمَّتنا أرجاؤه في مدينتي القديمة/ الحديثة جدة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الشيخ قاسم: بدأنا مُعادلة إيلام العدو.. ونحن من سيمسك رسنه ونعيده إلى الحظيرة

الوحدة نيوز/ أكّد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الثلاثاء، أنّه “لا يمكن فصل لبنان عن فلسطين، كما ولا يمكن فصل المنطقة عن فلسطين”.

وتحدّث الشيخ قاسم في خطاب متلفز، عن أبعاد المعركة الحالية ومخططات العدو الصهيوني تجاه المنطقة والمعادلات الجديدة.. مشدداً على أنّ “طوفان الأقصى جاء بعد 75 عاماً من الاحتلال، وذلك حق مشروع”.

وقال: إنّ “طوفان الأقصى هدف إلى إيصال رسالة للعالم بمرور 75 عاماً على الاحتلال والمجازر والاعتداءات”.. مشيرا إلى أنّ “مساندة المقاومة في لبنان للفلسطنيين هي مساندة للحق، لأنّهم أصحاب حق، وبالتالي تضييق مدى المشروع التوسعي الإسرائيلي”.

وتوجّه إلى من يتحدث عن الضرر الذي يصيب لبنان متسائلا: “من يتسبب بذلك ؟ أليس المعتدي؟ وهل من يدافع هو من يسبب الضرر؟”.

وأوضح الشيخ قاسم أنّ “العدو الصهيوني لم يخرج من لبنان إلاّ بالمقاومة، حيث إنّ بلدنا يقع ضمن المشروع التوسعي الصهيوني”.

وشدّد على أنّ “إسرائيل” كيان غاصب محتل يشكل خطراً حقيقياً على المنطقة والعالم”، وأنّها “احتلال توسعي لا يكتفي بفلسطين”.

وكشف أنّه “طُلب من حزب الله وقف الحرب والابتعاد أكثر من عشرة كيلومترات عن الحدود كي لا نستفز “إسرائيل”، لكنّنا أصرّينا على وقف النار في غزة”.

وتابع قائلا: “لم نتجاوب مع طلبهم بفصل لبنان عن غزة، فالمشروع الحالي هو توسعي”.. مضيفا: “نحن أمام مشروع فلسطيني، وليس أمام مشروع إيراني أبداً، وهذا فخر لإيران بدعم فلسطين”.. وفي لبنان، “فإنّ الاحتلال يهدف الى ضرب القيادة والقاعدة العسكرية من أجل فقدان قدرته على المواجهة وإنهاء حزب الله وصياغة لبنان جديد”.

وقال: “عندما نتصدى ونتحمل التضحيات ونؤلمهم نكون بذلك قد حمينا الأجيال المقبلة”.. مردفاً إنّ “للمواجهة ثمن، لكنها تؤدي إلى الحرية”.

وأضاف: “عندما نتصدى ونتحمل التضحيات ونؤلمهم نكون بذلك قد حمينا الأجيال المقبلة وللمواجهة ثمن لكنها تؤدي إلى الحرية”.

وتابع الشيخ قاسم: “لولا أمريكا الشيطان الأكبر، لما استطاعت “إسرائيل” أن تسيطر هكذا، وهي تريد الشرق الأوسط الجديد”.

وأوضح أنّ “أعمال الإبادة التي تقوم بها “إسرائيل” وأمريكا، تعني أنّهما شريكتان في إنجاز شرق أوسط جديد على الطريقة الصهيوني”.

وقال الشيخ قاسم: “لكن ومع تحوّل المعركة إلى مرحلة جديدة ومُعادلات جديدة، فإنّ لبنان “لم يعد في مرحلة المساندة حيث كنّا قد بدأنا بمعادلة الميدان في الحافة الأمامية، أمّا الآن فإنّنا في مواجهة مع حرب صهيونية ضدنا”.

وشدد بالقول: “لم نعد في مرحلة المساندة وإنما في مواجهة مع حرب صهيونية ضدنا .. المجاهدون في انتظار العدو من أجل الالتحام، وقررنا معادلة جديدة وهي “إيلام العدو””.

وأعلن الشيخ قاسم أنّه “في المعادلة الجديدة وهي معادلة إيلام العدو، حيث بتنا نستهدف “تل أبيب” وحيفا، وما بعد حيفا كما أراد القائد السيد نصر الله.. وبما أنّ العدو استهدف كل لبنان، فلنا الحق في أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو، حيث سنختار النقطة التي نراها مناسبة”.

كما توعّد في هذا السياق، بأنّ “المقاومة ستستهدف جيش الاحتلال ومراكز تواجده وثكناته”.. مشدداً على أنّ “الحل هو في وقف إطلاق النار”، وأنّ الحديث هنا “ليس من موقف ضعف”.

واختتم الشيخ قاسم حديثه بالقول: “سنستهدف “جيش” العدو ومراكز تواجده وثكناته والحل هو في وقف إطلاق النار ولا نتحدث من موقف ضعف”.

مقالات مشابهة

  • الشيخ قاسم: بدأنا مُعادلة إيلام العدو.. ونحن من سيمسك رسنه ونعيده إلى الحظيرة
  • الشتاء على الأبواب.. الأرصاد تزف بشرى للمواطنين: انخفاض في درجات الحرارة وأمطار
  • الأبيض يؤكد: غالبية الأدوية موجودة وتكفي لحوالي الـ 4 أشهر
  • الاتحاد الليبي يعلق على أزمة منتخب نيجيريا
  • "نأسع للإزعاج".. بيان رسمي من الاتحاد الليبي حول أزمة بعثة نيجيريا
  • دعاء صلاة المغرب.. 10 كلمات تغفر ذنوبك وتفتح لك الأبواب المغلقة
  • سفير إسبانيا بالقاهرة: ممتنون لمصر على دورها كوسيط لا يمكن الاستغناء عنه
  • جمعية تجار النبطية استنكرت الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف السوق التجاري للمدينة
  • مااااا مرتاحة لتريقتنا لخطابه الأخير، وما فاهمة نحن لي بنتريق بيه اصلا!!