صحيفة البلاد:
2024-10-16@00:24:55 GMT

جودة الحياة

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

جودة الحياة

انتشر مصطلح “الجودة” انتشار النار في الهشيم في شتى المجالات، ولعلّ البداية لهذا المصطلح كانت في المجال الصناعي أو التجاري حيث يحرص التاجر الذي يقدّم بضاعة ما أن تكون ذات جودة مرتفعة، أي تتمتع بمواصفات عالية وفق معايير محدّدة مسبقاً، وأي تغيير في هذه المواصفات قد يفضي إلى مشكلات كبيرة. بعبارة أخرى، يجب أن يكون المنتج النهائي للمصنع ذا مواصفات محدّدة بحيث يكون هو نفسه في كل مرة يعاد تصنيعه وينطبق تماماً في كل شيء، فإذا كان المنتج غذاءً فيجب أن يكون نفس المنتج في كل مرة، في رائحته ومذاقه، وطعمه، وحجمه، ولونه.

إنتاج المطعم أو المصنع في أمريكا هو نفسه لذات المطعم أو المصنع في جواتيمالا: نفس الطعم ونفس الرائحة. هذه هي الجودة التي يحاول أي مصنع الوصول إليها. منتج نهائي بمواصفات محددة مسبقا وحسب معايير ثابتة بغض النظر عن المكان أو الزمان أو الظروف. وقد انتشر هذا المصطلح في عالم الأكاديميا إلى الدرجة التي أصبحت مهمة عضو هيئة التدريس في الجامعة هي الاستجابة لمعايير الجودة واستباناتها الورقية الكثيرة قبل أن يهتم بالمهمتين الرئيستين له وهما: التدريس والبحث العلمي. الجودة مقبولة في العالم الصناعي والمادي لأن الأمر يتعلّق بأشياء أو مواد أو عناصر مادية يتم ضبط نسبتها جيداً، لكن عندما نحاول نقل هذه الصورة إلى الإنسان وما يمكن أن نسمّيه “جودة الحياة”، فإن هذا الأمر يبدو بعيد المنال؛ لأن الأمر يتعلق هنا بالإنسان الذي لا يمكن فيه الوصول إلى المنتج النهائي الذي يمكن أن نصفه بالجودة؛ والسبب بسيط، وهو أن الإنسان كائن مركّب أو معقّد لا يمكن التحكّم به كما نفعل مع الكائنات الأخرى والأشياء المادية الجامدة. ربما تجد شخصاً يستيقظ في الصباح بمزاج يسمح له بسماع ترتيل لآيات كريمة يقرأها بدر التركي في المسجد الحرام، أو عبد الباسط عبد الصمد عبر اليوتيوب، لكن الشخص نفسه ينتهي في المساء ومزاجه يكون مستعداً لسماع مقطوعة شعبية من سامري حائل. الإنسان متقلّب المزاج: ساعة وساعة. يصعب مع الإنسان أن نقول إن حياته تتمتع بجودة عالية بسبب أنه يمتلك آخر صيحة من أجهزة الهواتف المحمولة أو السيارات الفارهة الكهربائية أو البترولية أو أنه يمتلك شقة فاخرة على ضفاف نهر السين، أو أنه حضر عشر حفلات غنائية لأشهر المطربين والمطربات ويقوم بعشر رحلات سياحية في السنة حول العالم. هذه الأرقام لا معنى لها ولا تضمن جودة الحياة التي يمكن أن يسعى إليها المرء. قد تكون جودة الحياة في فضاء آخر. تبادل الحديث مع شيخ كبير أو طفل صغير قد يغسل أدرانك ويرتقي بجودة الحياة لديك إلى مستويات مرتفعة لا يصل إليها من امتلك مال قارون الذي خرج على قومه في زينته. من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا وجد الإنسان لذتها في الدنيا قبل يوم القيامة وارتفعت جودة حياته إلى ما لا يمكن قياسه في أرقام مزيفة. قد يشعر الإنسان بالرضا والسلام في سجدتين يؤديهما في الهزيع الأخير من الليل والناس نيام. جودة الحياة روحية معنوية وليست مادية رقمية.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: جودة الحیاة

إقرأ أيضاً:

هل قلة الجودة أو رداءة السلعة تعتبر غشًا؟.. اعرف الرأي الشرعي

هل قلة الجودة أو رداءة السلعة تعتبر غشًا؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي ونرصده في التقرير التالي.

هل قلة الجودة أو رداءة السلعة تعتبر غشًا؟

قالت الإفتاء في جوابها إن الشرع الشريف حث على المصارحة والمكاشفة والوضوح في البيع حتى تحصل البركة فيه، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» متفق عليه.

وحذَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم البائع من الوقوع في الغش، والخداع، فقال عليه الصلاة والسلام: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ إِلَّا بَيَّنَهُ لَهُ»، أخرجه ابن ماجه في "سننه".

فالحديثان يدلَّان على وجوب الإفصاح عن العيوب الموجودة بالسلعة حال بيعها، وأنَّه أرجى للمباركة في البيع. يُنظر: "شرح صحيح الإمام مسلم" للإمام النَّوَوِي (10/ 176، ط. دار إحياء التراث العربي)، و"حاشية السِّنْدِي على سنن ابن ماجَهْ" (2/ 30-31، ط. دار الجيل).

فإنْ غشَّ البائع وخدع ولم يُبيِّن استحق الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى، فعن وَاثِلَة بن الأَسْقَع رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللهِ، وَلَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهُ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".

والواجب على البائع أن يُبَيِّن حقيقة السلعة للمشتري عند البيعِ بيانًا يجْعَلُ المشتريَ على عِلْمٍ بالسلعة المُبَاعة وما فيها مِن أمورٍ قد تُؤثِّر عليها بالنُّقصان مِن ثمنها، كَعِلْمِ البَائع بهذه الأمور تمامًا، وإذا لم يفعل اندرج ذلك تحت مُسمَّى الغش والتدليس، وهما حرامٌ شرعًا، حتى عَدَّهُ بعضُ الفقهاء مِن كبائر الذنوب وأعظمها. ينظر: "الزواجر عن اقتراف الكبائر" لابن حَجَر الهَيْتَمي (1/ 393، ط. دار الفكر).

خالد الجندي: هذه المعاملات في البيع والشراء نزعت البركة من البعض الأوقاف: « السماحة في البيع والشراء وسائر المعاملات».. موضوع خطبة الجمعة غدا هل قلة الجودة أو رداءة السلعة تعتبر غشًا؟

وشددت على تأكيد هذه المعاني جاءت عبارات فقهاء المذاهب الأربعة المتبوعة.

قال الإمام ابن نُجَيْم الحنفي في "البحر الرائق" (6/ 38، ط. دار الكتاب الإسلامي): [كتمان عيب السلعة حرام، وفي "البَزَّازِيَّة" وفي "الفتاوى": إذا باع سلعة معيبة عليه البيان] اهـ.

وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في حاشيته "منحة الخالق" (6/ 38) موضِّحًا ضابط الغش المحرم: [أن يشتمل المبيع على وصف نقص لو علم به المشتري امتنع عن شرائه، فكلُّ ما كان كذلك يكون غشًّا] اهـ.

وقال الشيخ زَرُّوق المالكي في "شرحه على متن الرسالة" (2/ 737-738، ط. دار الكتب العلمية): [(ولا يجوز في البيوع التدليس): إخفاء العيب وإظهار الحسن... (والغش): إدخال ما ليس منها عليها كخلط اللبن بالماء... ونحو ذلك، (والخديعة) أن يريه النصح من نفسه ويريد تحصيله في غيره كزيادة الثمن أو نقص السلعة ونحوه. (والخِلابة) الخيانة بأن يريه شيئا ويعطيه دونه أو يظهر له التغفل ويعامله بالحيلة فيكتب على السلعة اثنا عشر ليرى أنه اشتراها بها ويطلب فيها عشرة ويبيعها بثمانية وهي عليه بدون ذلك، أو يجعل دراهم في طرف كساء ونحوه ليزيد في ثمنه بعض الطماعين لأجل ذلك. وقيل: هي الخديعة وكتمان العيوب بالفعل كسترها، وبالقول كمدحها، وبالسكوت عما أُطْلِع عليه فيها والكل ممنوع، و(خلط دنيء بجيد) كالسمين من اللحم بالهزيل، قال ابن القاسم: لا يحل ولو بَيَّنَه] اهـ.

وقال الإمام تقي الدين السُّبْكِي الشافعي في "تكملة المجموع" (12/ 114-115، ط. دار الفكر): [والأحاديث في تحريم الغش ووجوب النصيحة كثيرة جدا وحكمها معلوم من الشريعة وكتمان العيب غش... والتدليس المراد به إخفاء العيب... من ملك عينًا وعلم بها عيبًا لم يجز أن يبيعها حتى يبين عيبها، وهذا الحكم متفق عليه للنصوص المتقدمة، لا خلاف فيه بين العلماء. قال الشافعي رحمه الله في آخر باب الخراج بالضمان من المختصر: وحرام التدليس، وكذلك جميع الأصحاب] اهـ.

وقال إمام الحرمين الجُوَيْنِي في "نهاية المطلب" (5/ 279، ط. دار المنهاج): [والضابطُ فيما يحرم من ذلك -يعني كتمانه في السلعة- أن من علم سببًا يُثبِت الخيار فأخفاه، أو سَعَى في تدليسٍ فيه، فقد فعل مُحرَّمًا. وإن لم يكن السببُ مثبِتًا للخيار، فترْكُ التعرضِ له لا يكون من التدليس المحرم] اهـ.

وقال العلامة منصور البُهُوتي الحنبلي في "شرح منتهى الإرادات" (2/ 43، ط. عالم الكتب): [(ويحرُم) تدليسٌ (كـ) تحريمِ (كتمِ عيبٍ)؛ لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعًا: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ. وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ إلَّا بَيَّنَهُ لَهُ» رواه أحمد وأبو داود والحاكم، وحديث: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»، وحديث: «مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتٍ مِنْ اللَّهِ وَلَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهُ» رواه ابن ماجه] اهـ.

الخلاصة
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن المصارحة والمكاشفة أمر مطلوب في البيع، والغش والكتمان أمر ممنوع شرعًا ويأثم فاعله، وقيام التاجر ببيع قطع الغيار متوسطة القيمة والجودة على أنها ذات جودة عالية لكن بسعر منخفض محرَّم من أجل الكتمان والخداع والتدليس فيما يتعلق بالسلعة المباعة.

مقالات مشابهة

  • ‏إعلام إسرائيلي: لدى تل أبيب مخزون من الصواريخ الاعتراضية يمكن أن يكون كافيا لحرب طويلة الأمد
  • التجارة تستدعي 200 شاحن متنقل belkin 10k
  • لتعزيز جودة الحياة..تنمية المجتمع تطلق منصتين جديدتين في جيتكس
  • هل قلة الجودة أو رداءة السلعة تعتبر غشًا؟.. اعرف الرأي الشرعي
  • “لا تجارة الحمير ولا تجارة البطاطين وهمبتة الجمال يمكن ان تجلب لك المال الذي أنت فيه” .. تعليق على خطاب قائد مليشيا الدعم السريع
  • الإمارات.. ريادة عالمية في توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الحياة
  • «مدبولي»: نركز على الإسراع في تنفيذ مشروعات تنموية تستهدف جودة الحياة للمواطنين
  • مدبولي: نركز على الإسراع في تنفيذ مشروعات تنموية تستهدف جودة الحياة للمواطنين
  • محافظ البحيرة: مشروعات البنية التحتية تساهم بشكل مباشر في تحسين جودة الحياة للمواطنين