صحيفة البلاد:
2025-05-02@09:20:56 GMT

القافلة.. رحلة في عالم الفكر والمعرفة

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

القافلة.. رحلة في عالم الفكر والمعرفة

سبعون عاماً وأكثر، مضت على صدور مجلة “القافلة “، ساهمت خلالها، ولاتزال، في  نشر الثقافة المستنيرة بأسلوب مبسَّط، والتعريف بمنجزات شركة أرامكو، والمجتمع السعودي في مختلف المجالات العملية والعلمية والاجتماعية. وكان حرص القائمين عليها كبيراً لتصل إلى القارئ مطلع كل شهر، حيث يتم  تُوزَّيعها على موظفي شركة أرامكو السعودية التي تتولّى إصدارها، وترسل هدايا ثمينة للقراء في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

تقول إحصائية نشرتها [القافلة] إن 83 % من أعدادها يوزع داخل المملكة بما في ذلك  النسخ التي توزع على موظفي الشركة، وتوزع 12% منها  على امتداد الوطن العربي، والباقي الذي تبلغ نسبته 5% يوزع في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. كنت ولاأزال أحد الذين  يواظبون على قراءتها والاحتفاظ بأعدادها منذ سنوات طويلة، حيث كان والدي -رحمه الله- شغوفاً بالقراءة والإطلاع، وكانت تصل إليه أعدادها عبر البريد مجاناً، واستمرت متابعتي وقراءتي لها حتى اليوم.ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أن مجلة (القافلة) تعدّ في طليعة المجلات الثقافية العربية والسعودية لاشتمالها على الآداب والثقافة والعلوم، إضافة لمواكبتها مسيرة بلادنا الناهضة وطموحاتها الكبيرة، وظلت خلال مسيرتها الطويلة المشرقة، مستمرة في الصدور بفضل الدعم  اللامحدود الذي تحظى به من قبل شركة أرامكو السعودية.لسنا هنا نتحدث عن مجلة القافلة باعتبارها مجلة ثقافية نجحت في أن تصمد، وأن تتطور طوال هذه الفترة الزمنية المديدة، في الوقت الذي احتجبت فيه عشرات المجلات العربية، بل هو حديث عن مجلة ثقافية سعودية – عربية ناجحة، امتد  تأثيرها  عبر أجيال متعددة، واحتفاء بمعلم بارز من الصحافة الثقافية العربية المعاصرة، استطاعت أن تصل إلى قرائها في الوطن العربي وخارجه، ومن فئات اجتماعية وعمرية متنوعة، تقدم لكل واحد منهم معلومات ومعارف حديثة مستنيرة بأسلوب مبسَّط. وخلال مسيرتها الطويلة، استطاعت مجلة القافلة أن تستقطب للكتابة على صفحاتها العديد من كبار الكتاب والأدباء والمفكرين العرب والسعوديين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصرالأساتذه والمفكرين والأدباء: محمود عباس العقاد، وعميد الادب العربي الدكتور طه حسين، وصاحب مجلة الرساله أحمد حسن الزيات، والدكتور محمد حسين هيكل، وأحمد الصافي النجفي، ووديع فلسطين، وجبرا إبراهيم جبرا، ومحمد عبد المنعم خفاجي، ونجيب محفوظ، وإيليا أبو ماضي، وميخائيل نعيمة، وفؤاد صروف، ونقولا زيادة، وعبد الرحمن بدوي، وجورج صيدح، وفدوى طوقان، ومارون عبود، ورياض المعلوف، ومنذر الشعار، وجميل علوش، ويوسف نوفل، وجاذبية صدقي، ونعمات أحمد فؤاد، وعدنان الصائغ، وبلند الحيدري. كما نشرت لكتاب ومفكرين وأدباء سعوديين في مقدمتهم الأستاذ عبد القدوس الأنصاري صاحب مجلة المنهل ، والشيخ حمد الجاسر علامة الجزيرةالعربية، والشعراء أحمد قنديل، ومحمد حسن عواد، وطاهر زمخشري، وعبد الله بن خميس، وعبدالله بن إدريس، ومحمد علي السنوسي، وفؤاد شاكر، وأمين مدني، وغازي القصيبي، ومحمد سعيد باعشن، ومحمد العلي، وعدنان العوامي، وعلي الدميني، وحسن السبع. وقد تعاقب على رئاسة تحريرها منذ عام 1953 م وحتى اليوم، الأساتذة الكرام: حافظ البارودي،  و شكيب الأموي، وسيف الدين عاشور، ومنصور مدني، وعبد الله حسين الغامدي، وعبد الله الخالدي، وعصام زين العابدين توفيق، ومحمد طحلاوي، ومحمد العصيمي، والشاعر محمد الدميني، وبندر الحربي، وميثم الموسوي. وبعد، فإن استمرار المجلة، هو برهان ساطع على مدى التأثير، والإشعاع الذي تقوم به، وماتتمتع به بمزايا متعددة يأتي في طليعتها ثراء المحتوى وتنوعه، وجدّية الأقلام العربية التي تكتب من خلال هذا المنبر الثقافي الرائد.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي

إقرأ أيضاً:

أصوات فكرية تطرح أسئلة الموازنة بين الأصالة والمعاصرة في الفكر العربي

احتضنت جامعة نزوى في قاعة الفراهيدي ضمن فعالياتها في معرض مسقط الدولي للكتاب 2025، جلسةً حوارية فكرية بعنوان "التجديد في الفكر العربي.. سؤال الموازنة"، ناقشت فيها قضايا التجديد، والتراث، والتبعية، والإبداع، والمقدّس في السياق العربي الإسلامي.

وشارك في الجلسة كل من أمينة البلوشية، وسالم الصريدي، وعبدالله الدرعي، وبدر الشعيلي، وأدارتها الدكتورة شفيقة وعيل.

وفي ورقتها، أشارت أمينة البلوشية إلى أن الحديث عن التجديد يستلزم بالضرورة الحديث عن المقدّس، إذ لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. وبيّنت أن التجديد لا ينبغي أن يكون مجرّد تقليد للغرب أو تفكّكٍ من كل القيم، بل هو مشروع يبدأ من الداخل، من مساءلة الذات وقراءة الواقع بوعي نقدي. وأوضحت، أن حالة التبعية، سواء في الفلسفة أو الأدب أو الفكر، هي نتيجة غياب مشروع فكري جماعي يعيد تشكيل علاقتنا بالتراث والحداثة على حدّ سواء.

وأضافت "البلوشية": إن المجتمعات العربية تحتاج إلى "أنسنة الفكر"، أي تحريره من التصورات الجامدة التي تعيق حركته، مشددةً على ضرورة أن يُبنى هذا المشروع من خلال تكامل جماعي لا جهد فردي.

وتابعت أن الخوف من الاقتراب من المقدّسات يمنع التطور، مؤكدةً على ضرورة احترام المقدس دون منعه من أن يكون موضوعًا للنقد والفهم والتفكيك. ودعت إلى تجاوز التبعية والانطلاق من حيث توقف الآخرون لصياغة مشروع نهضوي حقيقي.

أما بدر الشعيلي فقد ناقش في ورقته العلاقة بين السلطة والنصّ، معتبرًا أن كثيرًا من إشكالات الفكر العربي نشأت من تداخل النصوص المقدّسة مع النصوص السلطوية التي أُسبغ عليها قداسة زائفة. وأشار إلى أن السلطة الدينية والسياسية كثيرًا ما وُظفت لحماية مواقف أيديولوجية معينة على حساب حرية التفكير.

وأوضح "الشعيلي" أن الخروج من مأزق الجمود يتطلب قراءة جديدة للنصوص، لا تقتصر على التفسير التقليدي، بل تنفتح على الواقع واحتياجات العصر. وأضاف: إن الفجوة بين الإبداع والفكر لا تزال قائمة، إذ يُنظر إلى المبدعين أحيانًا بريبة إذا ما اقتربوا من قضايا تمسّ التراث أو العقيدة.

وتابع أن المشروع الفكري العربي بحاجة إلى مصالحة بين الفكر والإبداع، حيث لا يمكن لأي نهضة أن تقوم دون احتضان متبادل بينهما. وختم بتأكيده على أن التجديد لا يكون بتبديل العبارات، بل بتفكيك الأسئلة العميقة وطرح أسئلة جديدة تعيد التفكير في مصادر المعرفة وسُبل تلقيها.

وفي ورقته، تناول سالم الصريدي قضية التجديد من زاوية تكامل العلوم، لافتًا إلى أن المفكر العربي في العصور الأولى كان موسوعيًا يجمع بين الفلسفة واللغة والرياضيات وغيرها.

وأشار إلى أن الانفصال بين العلوم أدى إلى تخمة في التفاصيل، بينما التجديد اليوم يقتضي العودة إلى رؤية شاملة تجمع بين العلوم الطبيعية والإنسانية.

وأوضح أن الفكر التجديدي لا يكتمل دون مقاربة الإنسان في أبعاده المختلفة، النفسية والاجتماعية والمكانية، مضيفًا أن المعرفة لا يمكن أن تنمو داخل المختبرات فقط، بل في التفاعل مع الإنسان ومحيطه. وتابع أن المطلوب هو بناء "هارمونية معرفية" تمكّننا من تجاوز التشتت واستعادة المعنى الشامل للمعرفة. مؤكدا على أن النهضة تتطلب عقلًا جامعًا، لا عقلاً مُجزّأً، وأن هذا يستدعي إعادة النظر في طرائق التعليم والتفكير والبحث.

من جانبه، تطرق عبدالله الدرعي في ورقته إلى مفهوم الحرية الفكرية وأهميتها في مسار النهضة والتجديد، مبينًا أن الحرية لا تعني الانفلات من القيم، بل تنطلق من وعي نقدي مسؤول يعيد قراءة التراث والواقع بروح عقلانية. وأشار إلى أن الفكر العربي كثيرًا ما وقع أسير الثنائيات المتضادة، مثل الأصالة والمعاصرة، والمقدس والمدنس، مما أعاق قدرته على إنتاج معرفة متحررة من التبعية الثقافية.

وأوضح أن الحاجة اليوم ليست إلى إعادة إنتاج النصوص، بل إلى تجديد أدوات الفهم والتأويل، معتبرًا أن الخوف من المساس بالموروث يمنع تحرك العقل نحو تأسيس رؤى جديدة أكثر ملاءمة لعصرنا. وأضاف أن تجاوز هذا الخوف يبدأ بإعادة النظر في ما نعدّه "ثوابت"، وتحرير المقدس من التوظيفات الأيديولوجية التي تُعطل التفكير بدعوى الحماية أو التقديس.

وتابع أن كثيرًا من التجارب الفكرية العالمية انطلقت من مساءلة الذات أولًا، مشيرًا إلى أهمية أن ننطلق نحن أيضًا من موقع الوعي الذاتي النقدي، لا من استيراد نماذج جاهزة من الغرب أو غيره. ودعا الدرعي إلى إحياء مشروع فكري عربي إسلامي، يتأسس على الحوار والتكامل، لا على الإقصاء والانغلاق، مشددًا على أن التجديد لا يكون بجهد فردي معزول، بل بمبادرات جماعية تعيد وصل الحاضر بالماضي دون أن تكون رهينة له.

مقالات مشابهة

  • اتفقنا على زواج التجربة لفترة محددة فما رأي الشرع؟ عالم أزهري يجيب
  • 16 لاعباً يمثلون الإمارات في كأس العرب لليد بالكويت
  • دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
  • عن الفكر المتطرف والظلم المتطرف أيضا
  • مصر تتألق في البطولة العربية للرماية.. ومحمد أمجد يحصد ذهبية البندقية 10م ناشئين
  • نقطة تحول.. قصة إزالة سوق الزلزال في المقطم
  • من عُمان إلى الخليج.. جسور ثقافية لا تنقطع
  • محافظ القليوبية يتفقد قافلة "إبراهيم بدران" الطبية المجانية ببلتان
  • أصوات فكرية تطرح أسئلة الموازنة بين الأصالة والمعاصرة في الفكر العربي
  • من التّحرير إلى الانتفاضة.. محطات مفصلية في رحلة صعود حزب الله