الثورة نت:
2024-11-16@10:43:30 GMT

كاريكاتير الثورة

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

كاريكاتير الثورة

كاريكاتير الثورة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الكومبرادورية الإستشراقية وإنحراف الثورة

قالت روزا لوكسمبورغ أن ” إنحراف الثورة عن مسارها، يعتبر أشد خطراً عليها من توقفها.”
ولا شك أن الثورة السودانية بدات مسيرة انحرافها منذ منتصف ٢٠١٩. وكان هذا الإنحراف بائنا لبعض من كان خارج دوائر السلطة حينها ولكنه لم يكن بائنا للجميع وهذا مفهوم.
ولكن تفاقم الإنحراف في نهاية ٢٠١٩ وبدايات ٢٠٢٠ بصورة يصعب إخفائها. ولا بد أن من كان في السلطة أو مقربا من دوائرها رأي من علامات الإنحراف أضعاف ما رأي غيرهم من الخارج ولكن معظمهم فضل الصمت والتظاهر بان الأمور عال العال ووجدوا ما يكفي من الأعذار تحت شعار أغلطو إنتو يا حبان نحاول نلقي ليكم عذر.

وكان الخطاب السياسي السائد ما وصفه محمد طه القدال بانه ” الكلام المبهرج وخاوى…الكلام المزيف ولا فيه غير إحتلام وانفصام.. يوم تقوم القصائد مقام الطبول والبخور…عليها المصائب تمام التمام… القصائد بتنزل مُريدة وتسبح بحمد الذى ابتلاك وهدانى الودار.”
يتضح الآن الثمن الباهظ للصمت عن الإنحراف حينما كان من الممكن إصلاحه واحتوائه قبل أن يستفحل ويضعنا في حافة الهاوية.

إختلفت دوافع الصمت عن الإنحراف. أعتقد البعد أن نقد الممارسة السياسية للمجموعة الحاكمة يساعد الكيزان لذلك سكتوا. جل هؤلاء وطنيون شرفاء أخطأوا في التقدير وهذا عادي فكلنا بشر نخطئ ونصيب ولكن عليهم تعلم الدرس بان واجب الشعب هو مراقبة السلطة بصورة دائمة وان لا يكتبوا شيكا علي بياض لأي جهة مهما حسنت صورتها وحسن ظنهم بها ومهما تأنقت سيرتها الذاتية أو إحمرت كرفتاتها.

وكان هناك أيضا الساكتون عن إنحراف الثورة من خوف. الخوف من عنف الهجمة المضادة المتوقعة من أهل الحكم وكتابهم فالسلطة دائما تكره النقد وتسعي لتدجين الراي العام وتطويع المثقفين الفاعلين بالذات.
الذين تصدوا مبكرا لقضية إنحراف الثورة عن مسارها كانوا علي سنة روزا لوكسمبورغ التي قالت إنه “لا يكفي أن نشرح للجماهير أنّهم مضطهدين سياسياً، بل من الضروري أن نظهر لهم انتهازية هؤلاء الذين يقدمون الكثير من الأعذار في جميع الأوقات والظروف لوقف إكمال أهداف الثورة، يتخذون مواقف إصلاحية من أجل إجراء تعديلات سطحية على السلطة القديمة للجلوس مكانها. “

ولكن من سولت له نفسه نقد السلطة المنحرفة دفع ثمنا أقله نعته بانه كوز وشيوعى في نفس الفقرة أو ربما نعتوه بما هو أسوأ من ذلك وربما لحقه ضرر مادي مباشر. من دعا لإصلاح الخطأ حين كان ذلك ممكنا تم تشويه صورته بوصفه بكسر المقاديف ونشر التشاؤم والتكلس الأيديلوجي لان الشعار السائد كان شكرا قحتوك، سنعبر وننتصر في ظل شراكة مثالية غير مسبوقة في تاريخ البشرية بين جيش وجنجا وقحت.

أما الذين انتقدوا السلطة بنعومة لا تفسد لودهم مع أهلها قضية فربما كان سكوتهم أفضل حتي لا يضيفوا النفاق أو علي الأقل حتي يتجنبوا فتح إحتمال أن يكون نقدهم فكا للملام وتبرئة للذمة من غير أن يتكبدوا أي خسائر شخصية أو لان الإعتدال في مقاومة الشر المهدد للحياة ليس من ضمن الفضائل المعروفة.

الفئة الأخيرة من الذين سكتوا ولم يقوموا المنكر لا بيدهم ولا بلسانهم فعلوا ذلك عن طمع. الطمع في ألا تحرمهم السلطة من إمتيازات القرب منها. وإن لم يكونوا علي قرب فلا داعي لحرق الجسور الممكنة مع أهل الحل والعقد وعلية القوم ولا داعي لنسف إحتمال أن يصيبهم منهم خير ما وربما منصب أو تشبيك أو حتي شروى ورشة ترفع البريستيج وقد يكون فيها سفرة مجانية ونثريات وذلك أضعف الايمان.

والان يبدو إننا قد عبرنا إلي وادي الموت محمولين علي خازوق ثلاثي المواسير من سوء التقدير بحسن نية وخوف وطمع. وما زال فلاسفة الشراكة المثالية يؤمنون إيمانا قاطعا بحقهم في الوصايا علي الشعب السوداني وشتمه إن لزم الأمر إستنادا علي أيديلوجيا يمكن وصفها بانها كومبرادورية إستشراقية يرون في مرآتها أنفسهم صفوة نوعية مجازة من الخواجة والاجنبي بينما شعبهم أهالي، “بيئة” خليط من البراغيث والجهلاء والكيزان والمغفلين والشرذمة وسقط المتاع والمجرمين والعطالى.

معتصم أقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة