بناء شبكات بحثية بين الباحثين في المجالات المختلفة سيؤدي إلى تحسين جودة الأبحاث

في رحلة علمية متميزة مليئة بالإنجازات والابتكار، لمع اسم الدكتور علي المنتصر.. أستاذ مساعد الفيزياء التجريبية (علوم المواد المتقدمة وتكنولوجيا النانو) بجامعة صنعاء، الذي تمكن من الوصول إلى مصاف العلماء البارزين عالميًا بعد أن تم تكريمه ضمن قائمة جامعة ستانفورد لأفضل 2 % من العلماء على مستوى العالم.

يأتي هذا التكريم كاعتراف دولي بالجهود الكبيرة التي بذلها الدكتور المنتصر في مجال البحث العلمي، وخاصة في علوم المواد وتكنولوجيا النانو.. في هذا اللقاء، نلقي الضوء على قصة نجاحه وتحدياته، ونستعرض رؤيته حول مستقبل البحث العلمي في اليمن ودوره في تحقيق التنمية المستدامة:
الثورة / هاشم السريحي

كيف تشعر بعد تكريمك ضمن قائمة جامعة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء في العالم؟
أشعر بفخر وامتنان عميقين بعد هذا التكريم، الذي لا أعتبره إنجازًا شخصيًا فقط، بل تكريمًا للزملاء والفرق البحثية التي عملت معي وللجامعة وللوطن الذي أنتمي إليه. هذا الاعتراف بجهودي العلمية هو تقدير لجهود على مدار سنوات من العمل البحثي والذي أسهم في خدمة العلم والمجتمع. كما أنه يعزز قناعتي بأن البحث العلمي قادر على تقديم حلول للتحديات التي نواجهها، ويحفزني على مواصلة العمل بجدية أكبر لتحقيق مزيد من الإنجازات.

هل توقعت الوصول إلى هذا الإنجاز؟ وكيف أثر عليك على المستوى الشخصي والمهني؟
لم يكن الوصول إلى هذا الإنجاز مفاجئًا تمامًا؛ كنت متوقعًا ذلك نظرًا للمؤشرات الإيجابية مثل زيادة الاستشهادات بأوراقي العلمية المنشورة في مجلات مرموقة. على المستوى الشخصي، أشعر بمسؤولية أكبر للاستمرار في تقديم المزيد. أما على الصعيد المهني، فأرى أن هذا الإنجاز سيفتح أمامي آفاقًا جديدة للتعاون العلمي مع باحثين محليين ودوليين، مما سيزيد من تأثير أبحاثي وفرص المساهمة في إيجاد حلول للتحديات في مجالي.

ما هي العوامل التي ساعدتك في تحقيق هذا التميز في مجال البحث العلمي؟
العديد من العوامل ساهمت في تحقيق هذا التميز. من أبرزها الدعم الذي تلقيته من أساتذتي في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، حيث درست في أفضل المعامل البحثية المصرية، خاصة معمل أبحاث المواد المتقدمة بجامعة المنصورة ومعمل أبحاث الأغشية الرقيقة والطاقة الشمسية بجامعة عين شمس. هؤلاء الأساتذة وضعوا قدمي على الطريق الصحيح. كما كان التعاون مع الزملاء في الفرق البحثية ودعم الجامعة مثمرًا للغاية، وهذا وفر لي بيئة البحث الإبداعية والابتكار الحافز لتقديم أفضل ما لدي. كذلك، كان الإصرار على مواكبة التطورات الحديثة في المجال عاملاً حاسمًا في هذا النجاح.

ما هي التحديات التي تواجه الباحثين في اليمن، وكيف يمكن التغلب عليها لتحسين جودة البحث العلمي؟
الباحثون في اليمن يواجهون تحديات كبيرة، من أبرزها قلة التمويل، ضعف البنية التحتية البحثية، غياب المراكز البحثية المتخصصة، وصعوبة الوصول إلى المراجع والمصادر الحديثة. وللتغلب على هذه التحديات، يجب تعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات محليًا ودوليًا، وتوفير التمويل والدعم اللازم من الحكومة والمؤسسات الخاصة. كما أن بناء شبكات بحثية قوية بين الباحثين في المجالات المختلفة سيساعد على تبادل الأفكار والموارد، مما سيؤدي إلى تحسين جودة الأبحاث ورفع تصنيف الجامعات اليمنية على المستوى الدولي وسيسهم في تحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.

كيف ترى دور جامعة صنعاء في دعم البحث العلمي، وهل تعتقد أن هذا التكريم سيكون له تأثير إيجابي على بقية الباحثين؟
جامعة صنعاء، باعتبارها الجامعة الأم، لها دور كبير في دعم البحث العلمي. وقد شهدنا في السنوات الأخيرة توجهًا وحراكاً ملموسًا من الجامعة لدعم البحث العلمي والباحثين، من خلال تقديم المكافآت للأبحاث المتميزة المصنفة دوليًا، وإقامة تكريم سنوي للباحثين المبدعين والمتميزين، وإنشاء إدارة مستقلة للبحث العلمي لفحص إنتاج الباحثين وإنشاء عدد من المجلات العلمية المتنوعة مثل مجلة جامعة صنعاء للطب والعلوم الصحية، ومجلة جامعة صنعاء للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ومجلة جامعة صنعاء للعلوم الإنسانية. أيضًا، تم افتتاح العديد من برامج الماجستير والدكتوراه. أعتقد أن هذا التكريم يعكس هذه الجهود وسيحفز الباحثين الآخرين لمواصلة البحث العلمي والعمل على تطوير أبحاثهم لتواكب كل ما هو جديد.

برأيك، ما الذي يحتاجه البحث العلمي في اليمن ليكون أكثر فاعلية ويحقق نتائج ملموسة؟
البحث العلمي في اليمن يحتاج إلى استراتيجيات شاملة تشمل توفير تمويل مستدام، وتحديث البنية التحتية البحثية، وإتاحة الوصول إلى أحدث التقنيات والمراجع. كذلك، تعزيز التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية سيكون له دور كبير في تحسين جودة البحث وتطبيق النتائج على أرض الواقع. يجب أن يُنظر إلى البحث العلمي على أنه استثمار استراتيجي في مستقبل اليمن.

هل يمكنك أن تحدثنا عن أهم الأبحاث التي أجريتها وأثرت بشكل ملحوظ في مجال الفيزياء التطبيقية؟
أبحاثي في مجال علوم المواد وتكنولوجيا النانو، التي تشمل تحضير وتوصيف المركبات النانوية البوليمرية والأغشية الرقيقة، ساهمت في تطبيقات متعددة مثل الإلكترونيات الضوئية، أجهزة تخزين الطاقة، والخلايا الشمسية. هذه الأبحاث أثرت بشكل ملحوظ في الوسط العلمي، كما يتضح من عدد الاستشهادات بها. تكريمي ضمن قائمة العلماء المؤثرين هو نتيجة لهذه الأعمال التي ساهمت في تقديم حلول عملية لتحديات مهمة في مجالي.

ما هي المجالات البحثية التي تركز عليها حاليًا؟ وهل تخطط لمشاريع بحثية مستقبلية معينة؟
حاليًا أركز على تحسين خصائص المواد النانوية المركبة لاستخدامها في تطبيقات الطاقة، سواء في تخزين الطاقة أو تحويلها. أعمل أيضًا على دراسة الخصائص البصرية والكهروضوئية لبعض المواد النانوية لتحسين أدائها في الأجهزة الإلكترونية. لدي خطط مستقبلية لتطوير تقنيات إنتاج مستدامة لهذه المواد بما يسهم في تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.

كيف يتم الاستفادة من نتائج أبحاثك في التطبيقات العملية، وهل هناك تعاون مع مؤسسات دولية أو محلية في هذا المجال؟
تُستخدم نتائج أبحاثي حاليًا في تحسين أداء الخلايا الشمسية وأجهزة تخزين الطاقة والإلكترونيات الضوئية. للأسف، لا يوجد تعاون حاليًا مع مؤسسات دولية أو محلية، لكنني آمل في المستقبل تعزيز التعاون لتطوير هذه المواد وجعلها متاحة للاستخدام التجاري، مما سيسهم في تحقيق ابتكارات ملموسة في هذا المجال.

ما هي النصيحة التي تقدمها للباحثين الشباب الذين يرغبون في تحقيق إنجازات مماثلة؟
أنصح الباحثين الشباب بالتركيز على تطوير مهاراتهم البحثية، والصبر في مواجهة التحديات، والمثابرة على تحقيق الأهداف. الابتكار ومواكبة الأبحاث الحديثة أمران أساسيان، وأحثهم على بناء شبكات علمية قوية تساعدهم في تبادل الأفكار وفتح آفاق جديدة للتعاون.

كيف يمكن للجامعات والمؤسسات التعليمية في اليمن تعزيز البيئة البحثية وتشجيع الشباب على الانخراط في البحث العلمي؟
يمكن للجامعات أن تعزز البيئة البحثية من خلال توفير التمويل، وإنشاء مراكز بحثية متخصصة، وتقديم الدعم الفني والتقني للباحثين. كما أن تقديم جوائز تشجيعية وتقديرية للمتميزين في البحث العلمي سيحفز المزيد من الباحثين. أيضًا، يجب تشجيع الشباب على المشاركة في المؤتمرات العلمية وورش العمل المحلية والدولية لتطوير مهاراتهم وزيادة فرصهم في البحث العلمي.

هل لديك رسائل أو توصيات معينة توجهها للمسؤولين عن دعم البحث العلمي في اليمن؟
أدعو المسؤولين إلى ضرورة توفير بيئة محفزة للبحث العلمي من خلال دعم الباحثين وتمويل المشاريع البحثية، وتحسين البنية التحتية للجامعات والمراكز البحثية. يجب إنشاء مراكز بحثية متخصصة في المجالات العلمية التطبيقية لمواكبة التطورات العالمية وتحقيق نتائج تساهم في تنمية المجتمع وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات المختلفة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هيئة الاستشعار من البعد تشارك في المؤتمر الدولي لشبكات البحث العلمي بتونس

أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات، والاهتمام بالتعاون في المجالات العلمية والبحثية والتكنولوجية مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، بما يسهم في تحقيق أقصى استفادة ممكنة، وبما يعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد الوطني.

بيانات الأقمار الصناعية تقدم حلولا مجتمعية

وشارك الدكتور إسلام أبوالمجد رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في المؤتمر الدولي لشبكات البحث العلمي والتعليم «eAGE24» بتونس، والذي عُقد في الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر، بحضور أكثر من 250 مشاركًا من 42 دولة، معظمهم من الدول العربية والإفريقية والأوروبية، تحت شعار «نحو تعزيز التعاون العلمي والتقني على مستوى العالم».

وألقى «أبوالمجد» محاضرة حول صناعة الفضاء ودورها المحوري في مستقبل المنطقة العربية والقارة الإفريقية في رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي، مسلطًا الضوء على الدور الريادي لمصر في هذا القطاع، من خلال المشاركة والقيادة في إعداد السياسات والإستراتيجيات، واستضافة وكالة الفضاء الإفريقية، فضلاً عن استضافة العديد من الاجتماعات التي تعزز الشراكات بين الدول العربية والإفريقية.

وأكد رئيس الهيئة أهمية بيانات الأقمار الصناعية في تقديم حلول مجتمعية وتوفير معلومات قيمة لصناع القرار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن اقتصاد الفضاء سيشهد نموًا هائلاً في الفترة القادمة، حيث يُتوقع أن يصل إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2030، لا سيما في قطاعات البيانات والمعلومات والاتصالات.

تعزيز الشراكة بين الدول العربية للاستفادة من الموارد المتاحة

ووجه «أبوالمجد» الدعوة لتعزيز الشراكة بين الدول العربية للاستفادة من الموارد والخبرات المتاحة، وتبادل المعرفة والقدرات، موضحًا أن هذه الشراكات ستسهم في النهوض بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، وتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المشتركة، مثل التلوث النفطي والتغيرات المناخية.

وقدم رئيس الهيئة بعض المقترحات للوفود المُشاركة ومنها، دعم البحث والتطوير، وتشجيع الصناعة، دعم الشركات الخاصة، وتعزيز مشاركة المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

مقالات مشابهة

  • رسالة مفتوحة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وكل من يهمه الأمر
  • ندوة علمية بصيدلة عين شمس تناقش نزاهة البحث العلمي
  • «الإمارات للخدمات الصحية» تكرم الفائزين بجائزة الأمل للبحث العلمي
  • عمرو أديب عن مستقبل الوضع في سوريا: المنتصر هو الذي سيحكم
  • توقيع إتفاقيات إستراتيجية لتعزيز البحث العلمي وتطوير صناعة الأدوية في الجزائر
  • الاستشعار من البعد تشارك في المؤتمر الدولي لشبكات البحث العلمي بتونس
  • جامعة التقنية تعزز مكانتها في مجالات البحث العلمي والابتكار
  • الخطيب: مصر وجهة استثمارية استراتيجية للشركات الأمريكية في قطاعي الرعاية الصحية والأدوية
  • هيئة الاستشعار من البعد تشارك في المؤتمر الدولي لشبكات البحث العلمي بتونس
  • في دورته الثامنة.. المؤتمر العلمي الدولي يبحث «دور الفنون في التنمية المستدامة»