خمس مراحل عسكرية بدأت بالاستيلاء على سفينة جلاكسي ليدر وانتهت بضرب عمق الكيان الغاصب ثلاثي الشر يشن أكثر من 775 غارة وقصفًا بحريًا على اليمن لإيقاف تضامنه ومساندته الشعب الفلسطيني

تصدر أبناء الشعب اليمني قائمة الشعوب العربية والإسلامية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ عقود، ولم يبخل يوماً ما أو يتخلى عنها، وقدّم تضحيات جسيمة من أجلها في سبيل دحر العدو الصهيوني من الأراضي المحتلة، سواء كان في فلسطين أو جنوب لبنان، فمنذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، ساند الشعب اليمني الأشقاء في فلسطين بالقول والفعل، بالرغم من أن اليمن يعيش منذ نحو عشر سنوات عدوان وحصار من قبل التحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً، إلا أن القضية الفلسطينية حاضرة ومتجذرة في وجدان اليمنيين، ويعيشون آلام الفلسطينيين وأحزانهم في غزة والضفة وكل فلسطين.


الثورة/أحمد السعيدي

بشعار “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ حدّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي القاعدة الأساسية لمساندة غزة، منذ الأيام الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، وتتمثل في فعل ما يكون له أثر كبير في إطار التنسيق مع جبهة الجهاد والمقاومة، وفي الـ13 من شهر تشرين أول/أكتوبر العام الماضي انطلقت شرارة العمليات اليمنية بإطلاق سرب من الطائرات المسيّرة على أهداف حساسة في أم الرشراش “إيلات”، وتلا ذلك بيوم هجوم بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة، ضمن المرحلة الأولى من التصعيد والمفارقة أن تلك القدرات حاولت اعتراضها دفاعات الأنظمة المطبعة الجوية إلى جانب الأميركي والصهيوني ودول غربية أخرى.

مراحل التصعيد العسكري
في الـ19 من شهر نوفمبر العام الماضي؛ أعلنت القوات المسلحة اليمنية عزمها استهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني أو تعود ملكيتها لشركات صهيونية، في مرحلة ثانية من التصعيد لمساندة غزة، وذلك بالتزامن مع الإعلان الأوروبي عن عملية “سبيدس” البحرية لدعم أميركا وحماية التجارة الصهيونية؛ ولأن العدو اعتمد أسلوب التمويه والتخفي، للمرور الآمن لسفنه من البحر الأحمر برفع أعلام دول أخرى وإخفاء ملكية السفن والشركات المشغلة لها، حدثت المفاجئة باستيلاء القوات اليمنية على سفينة “جالكسي ليدر” في عملية نوعية واقتيادها إلى الساحل اليمني. توالت بعدها الضربات والهجمات على السفن المشمولة بقرار الحظر لمنع وصولها إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار، وتخلل تلك العمليات إطلاق دفعات من الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على مراحل متتالية على أهداف عسكرية للكيان في “إيلات”، وشمل قرار الحظر في هذه المرحلة استهداف السفن الواصلة إلى كيان العدو أيًا كانت جنسيتها.

مواصلة المعركة
مع زيادة الضغوط على كيان العدو؛ أعلن وزير الحرب الأمريكي عن تشكيل تحالف “حارس الازدهار”، في 18 كانون أول/ديسمبر 2023، لحماية السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر وتقويض القدرات اليمنية. غير أن النتائج كانت عكسية؛ إذ نالت السفن الأمريكية والبريطانية نصيبًا وافرًا من الضربات، في شهر كانون الثاني/يناير وبداية شباط/ فبراير ففي 14 من شهر أذار/مارس العام الجاري، ونتيجة لإيغال العدو “الإسرائيلي” بسفك دماء الشعب الفلسطيني أعلن اليمن على لسان قائده بدء المرحلة الثالثة من التصعيد، وتمثلت بتوسيع العمليات ضد السفن “الإسرائيلية” أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة لتشمل خط عبورها في المحيط الهندي، على أساس أن البحر الأحمر وكذلك العربي مغلقين في وجه الصهاينة، أما المرحلة الرابعة، فقد كانت في اتجاهين: الأول ملاحقة السفن كافة والمشمولة بقرار الحظر إلى أي منطقة تطالها القوات المسلحة في البحر المتوسط. والاتجاه الآخر يتمثل بفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أيّ جنسية كانت، ومنع جميعَ سُفن هذه الشركات من المرور في منطقة العمليات البحرية لتتوج المرحلة بضرب العديد من السفن.

ضرب عمق الكيان
وبطائرة “يافا” التي تدخل خط المواجهة لأول مرة؛ أعلن اليمن عن نهاية المرحلة الرابعة وبداية المرحلة الخامسة من التصعيد، ورأى السيد القائد ان قصف “تل أبيب” بالطائرة المتطورة محلية الصنع معادلة جديدة ستستمر وتتثبت. وفي تأكيد على تآكل قوة الردع الصهيونية وفشل التشكيلات كلها التي تحيط بالكيان لحمايته، تكرر ضرب عاصمة القرار الصهيوني بضربات نوعية ومتسارعة لا سيما بعد التصعيد في لبنان واغتيال شهيد الاسلام القائد السيد حس نصر الله، وخلال هذه المرحلة؛ أدخلت القوات المسلحة صاروخ فرط صوتي “فلسطين 2” وصاروخ “قدس 5 ” المجنح، مع استمرارية العمليات المساندة البحرية التي استهدفت 193 سفينة منذ بدء عملية الإسناد؛ منها إحراق السفينة “سونيون” النفطية في المرحلة الخامسة، ليثبت اليمن بقصفه أكثر من 1000 صاروخ ومسيرة وزوارق بحرية قدرته على تطوير أسلحته وتكتيكاته وفقًا لمتطلبات المعركة، وبموازاة ذلك تمكّنت الدفاعات الجوية خلال هذه المرحلة من إسقاط 11 طائرة أميركية من نوعMQ9.

ضريبة الدفاع عن فلسطين
الدفاع عن القضية الفلسطينية كان واجباً حتمياً لأبناء الشعب اليمني وفي سبيل ذلك تحملوا بكل بسالة تبعات ذلك الموقف المشرف حيث أعتدى على اليمن دول الشر أميركا وبريطانيا وكيان العدو في محاولة لإيقافه عن موقفة وبلغ عدد الغارات المعادية من ثلاثي الشر أكثر من 775 غارة وقصفًا بحريًا، ونتج عنها استشهاد 82 وجرح أكثر من 340 بينهم نساء وأطفال. وكل ذلك لم يفد الأمريكي في الحد من عمليات اليمن العسكرية في البحار أو ردعها وتوقفها، ولم يؤثر في عزيمة وإرادة الشعب اليمني الذي استمر في خروجه المليوني المساند لغزة كل أسبوع مع أنشطة متعددة، وصلت في المناورات والعروض العسكرية والمسير العسكري وفقًا لتأكيد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى 2851 نشاطًا.

الحضور الشعبي
ما إن أعلنت المقاومة الفلسطينية عملية السابع من أكتوبر 2023م، بادر الشعب اليمني بقيادة قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بمشاركة الشعب الفلسطيني صموده وثباته وتصديه لعصابات الكيان الصهيوني ودعم مقاومته، وذلك بالحضور الشعبي في الميادين، فخلال أكثر من عام على عملية “طوفان الأقصى” والشعب اليمني لم يكل أو يمل، في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية في غزة وكل فلسطين، بكل ما يمتلكه من إمكانيات، بما في ذلك الاحتشاد المليوني الأسبوعي، للتعبير عن استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني والتأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للأمة، حيث واصل اليمنيون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني بالأنشطة الشعبية والفعاليات التضامنية التي بلغت حسب السيد القائد حتى الأسبوع الماضي 746 ألفاً و972 نشاطاً، في حين بلغت أنشطة التعبئة على مستوى المسير العسكري والعروض والمناورات والأنشطة العسكرية ألفين و866 نشاطاً، ويؤكد متابعون، أن الموقف اليمني، يُعلى ولا يُعلى عليه، فاليمنيون يقدمون القضية الفلسطينية على قضيتهم أو قضاياهم وهذا ما يميزهم عن بقية الشعوب العربية والإسلامية، فاليمن الدولة العربية الوحيدة التي تتحرك نصرةً للأشقاء الفلسطينيين في زمن يوجد فيه حكام “عرب” متصهينين ومطبعين وخائنين.

الطوفان وحدٌ اليمنيين
يبدو الشارع اليمني للمتابع الخارجي وقد وحّده طوفان الأقصى بعد عدوان غاشم، امتد لنحو تسع سنوات، سقط ضحيته عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ودمر مؤسساته وبنيته التحتية الهشة، وتسبب بأزمة اقتصادية هي الأسوأ في العالم، وفقًا لتوصيف المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، ورغم هذا المشهد استطاعت عملية “طوفان الأقصى”، وما أعقبها من مشهد مأساوي في غزة جراء العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على القطاع أن توحّد الشارع اليمني من شرقه إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله، وذلك بما تحتلّه فلسطين وقضيتها العادلة من مكانة مرموقة في وجدان الشعب اليمنيّ بمختلف مكوناته مع تصدر حكومة صنعاء للمشهد التضامني حيث تمكنت من ترجمة أقوالها وتهديداتها إلى أفعال من خلال الاستهداف المتواصل للسفن التي لها علاقة بإسرائيل أو تتجه نحو موانئها، وكذلك السفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب،

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی السید القائد البحر الأحمر الشعب الیمنی طوفان الأقصى من التصعید أکثر من

إقرأ أيضاً:

وفق المراحل التصعيدية: خارطة الإسناد اليمني من “عيوننا مفتوحة”.. إلى “ونسعى لما هو أكثر”

 وثابتاً عليه بوتيرة تصعيدية، وبرؤية تصاعدية ضبطت إسناده لفلسطين على مدى عام الطوفان الأول، وفق معادلة طرفاها القدرة والقرار؛ القدرة بما توفر من مقدرات عسكرية وأمكن لليمن الوصول إليه تصنيعاً وتطويراً، والقرار وقد اتخذ بجلاء وجرأة من اليوم الأول لمعركة الطوفان، فما هي طبيعة عمليات الإسناد اليمني وفق خارطة المراحل التصعيدية التي أعلنها السيد في غير خطاب؟!.

-220 عملية بـ(1.000) صاروخ وطائرة

  إجمالاً بلغ عدد عمليات الإسناد اليمني خلال عام  كامل أكثر من (220) عملية، وباستخدام أكثر من (1000) صاروخ باليستي ومجنح وطائرة مسيرة،  ما يجعلها واحدة من أكبر وأكثر العمليات العسكرية زخماً في تاريخ الحروب الحديثة، فضلاً عن كونها أكبر عملية قصف لأراضي فلسطين المحتلة في تاريخ الصراع مع كيان العدو الاسرائيلي ؛

وقد طاولت هذه الضربات أهدافاً عدّة على امتداد مسرح عمليات هو الأوسع والأكبر من بين كل ساحات محور المقاومة، ويبدأ من البحر الأحمر من شماله باتجاه أم الرشراش ومينائها الشهير “إيلات” بوابة العدو الإسرائيلي باتجاه دول الشرق، وجنوبا ناحية باب المندب “المنفذ المائي ذو الأهمية الاستراتيجية العالمية للتجارة الدولية الرابط بين شرق العالم وغربه” وكذلك صوب خليج عدن، والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، ولاحقا وعلى المسرح المائي، البحر الأبيض المتوسط في أوسع اتساع ناري يحدث للمرة الأولى في تاريخ المنطقة والصراع وتقوده اليمن، مع العدو الصهيوني،

ويُلحظ هنا أن المواجهات اليمنية مع العدو شملت شركاؤه الدوليين الأمريكي والبريطاني وحتى الأوروبي فيما بات يعرف بالتحالفات البحرية الدولية التي تشكلت تباعاً مع بدء العمليات البحرية اليمنية.

   -فشل التحالفات الغربية

  (تحالف الازدهار ١٨ ديسمبر نهاية العام ٢٠١٣ والآخر التحالف الأوروبي المعروف بأسبيدوس في الشهر الثاني من العام ٢٠١٤)،

ويشار هنا إلى أن القوات المسلحة اليمنية تدرجت في التصعيد البحري ضد ملاحة العدو الإسرائيلي بدءاً من إعلانها منع السفن الإسرائيلية تماما من العبور، بعدها قررت منع السفن المتوجهة الى موانئ فلسطين المحتلة أيا تكن جنسيتها، ولاحقا وإثر الاشتباك البحري مع السفن الحربية الأمريكية والبريطانية قرر اليمن منع السفن التي تتعامل شركاتها الأم مع كيان العدو الإسرائيلي من العبور من البحر الأحمر،  وقد أخطرت الشركات المالكة والدول بشكل قانوني وفق قانون الملاحة الدولي وعبر القنوات الرسمية بالقرار،

ويمكن الجزم هنا أن اليمن حقق أهداف إسناده المعلنة على الصعيد المائي في الشهرين الأولين من العمليات، وكانت أهم تمظهرات هذا النجاح إعلان إدارة ميناء أم الرشراش إغلاقه الكامل وتسريح أكثر من نصف العمال، والتحول لاحقاً إلى موانئ الأبيض المتوسط ” حيفا واسدود”.  

في خضم هذه المرحلة سجلت اليمن أعنف اشتباك بحري شهده  العالم منذ عقود، حيث اشتبكت القوات اليمنية بمختلف تشكيلاتها مع الأساطيل والقطع البحرية الأمريكية والبريطانية في معارك وصفتها الأوساط الغربية بغير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية سواء لناحية الزخم الناري المستخدم أو لنوعية الذخيرة ومن بينها الصواريخ البالستية البحرية التي كشف اليمنُ عن امتلاكها وسجل أول استخدام لها في التاريخ، ولا تزال تداعيات هذا الاشتباك مدار حديث مراكز الأبحاث والدراسات المختصة و المهتمة،

ولعل أهم وأخطر اشتباك كان مع الحاملة الامريكية آيزنهاور وهو ملف على فرادته و استثنائيته إلا أنه لم يأخذ حقه من البحث والدراسة.

 في مسار ناري إسنادي آخر استهدف اليمن عمق كيان العدو الاسرائيلي بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والمجنحة ومؤخرا بصواريخ فرط الصوتية وجميعها طاولت أهدافا حساسة داخل فلسطين المحتلة بدءا من أم الرشراش جنوبا وصولا إلى عسقلان ويافا وحيفا وسواها من مدن فلسطين المحتلة. ويمكن هنا إعادة ترتيب العمليات وفق خارطة المراحل التصعيدية كالتالي:

المرحلة الأولى

بدأت أولى عمليات المرحلة الأولى أواخر شهر أكتوبر من العام ٢٠١٣م أي بعد أيام من انطلاق عملية طوفان الأقصى، واستهدفت بمجموعة كبيرة من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة مناطق وأهداف داخل كيان العدو الإسرائيلي دون تحديد أماكن محددة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفق ما جاء في البيان الأول للمتحدث باسم القوات المسلحة، وكان لافتا إشارته إلى أن العملية تعد الثالثة. 

 في المرحلة ذاتها كان اليمن قد حظر على العدو الإبحار من البحر الأحمر وشرع فعلاً في استهداف السفن التي حاول الإبحار بحماية من السفن الحربية الأمريكية والبريطانية وحتى الأوروبية، ونلفت هنا إلى تفاجئ العدو والمجتمع الغربي عموما وحتى الأوساط الدولية المختلفة بفاعلية القرار اليمني وامتلاكها القدرة النارية على تنفيذ تحذيرات السيد القائد وقرارات القيادة العسكرية اليمنية

وقد كانت عملية الاستيلاء واقتياد سفينة (جلاكسي ليدر) في التاسع عشر من نوفمبر للعام ٢٠٢٣م و المملوكة لكيان العدو فاتحة هذه المرحلة في صعيدها البحري ومحط تحول غير مسبوق في تاريخ الصراع، وقد حظيت بمباركة شعبية وجماهيرية واسعة في مختلف الدول ، كما أنها مثلت ورقة قوية للمقاومة الفلسطينية وضربة قاتلة للعدو الصهيوني ولشركائه وداعميه الغربيين٠ 

  -المرحلة الثانية:

وفي المرحلة الثانية تركزت أغلب عمليات القوات المسلحة اليمنية على استهداف السفن المتجهة إلى موانئ العدو عبر البحر الأحمر وإن كانت مملوكة لدول أخرى، وكان أبرزها استهداف سفينتي (يونتي إكسبلورر و نمبر ناين) في الثالث من ديسمبر ٢٠٢٣م و باستخدام صاروخ بحري وطائرة مسيرة وفق بيان القوات المسلحة 

   ويسجل في هذه المرحلة ولادة التحالفات البحرية الرامية لحماية سفن العدو الإسرائيلي “تحالف الازدهار” بقيادة  الأمريكي وتحالف “اسبيدوس” الاوروبي، ومن المهم الإشارة هنا إلى أن واشنطن قادت حملة دبلوماسية وحراكا كبيرا لتشكيل التحالف البحري لكنها وجهت بامتناع صريح أو إححام وكلاهما غير متوقع كما حصل لها مع الدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر أو الامتناع المعلن كما جرى مع أستراليا وإسبانيا وسواهما.

فشل الدبلوماسية الأمريكية

هذا عدّه الكثير انتصارا آخر لليمن وينذر بتحول جيواستراتيجي طالما خشيته واشنطن في ظل الاستقطاب الدولي المحتدم أو المواجهة المؤجلة بينها والصين.

في هذا السياق -ووفقا لتحقيق خاص بموقع انصار الله- فقد سُجل عدد من الانسحابات التي اضطرت لها سفن حربية و مدمرات وحاملات من جنسيات أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية ويونانية وهولندية ودنماركية بلغت في مجملها زهاء ٢٤ عملية انسحاب من المسرح المائي في البحر الأحمر ( ١٥ عملية انسحاب للقطع البحرية الأمريكية و ٩ لقطع أوربية )منها القطع الأمريكية:

-حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور”

–  طراد “يو اس اس فلبين” الحربي

–  المدمرة الحربية “يو إس إس جرافلي”

- فرقاطة “يو اس إس ماسون” الحربية

– البارجة يو اس اس كارني الحربية

– المدمرة “يو اس اس توماس هودن”

- السفينة: يو إس إس باتان”

– سفينة يو “اس اس بي بولر” الحربية

– فرقاطة “يو اس اس لابون” الحربية

 – المدمرة الحربية “يو اس اس كول”.

بالإضافة لهروب“FREMM Alsace“ الفرنسية و “Ever Huitfeldt” الدنماركية و “Louise-Marie” البلجيكية و الفرقاطة “Hessen” الألمانية وهيدرا اليونانية والمدمرة “داكن” البريطانية و”بسارا” اليونانية وغيرها الكثير والكثير.   

-المرحلة الثالثة

في الرابع عشر من مارس كان اليمن قد أحكم قبضته تقريبا على المسرح المائي وانخفض عدد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة المارة من البحر الأحمر، إلا بحماية مكلفة ومرافقة مستمرة من قبل البارجات والحاملات الغربية ، ما أجبر السفن الممنوعة على سلوك طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر كلفة،

ورغم هذا الهروب المهول قررت القوات المسلحة اليمنية توسيع مسرح عملياتها البحرية عبر تمديد نيران عملياتها لتشمل المحيط الهندي بمحاذاة جزيرة سقطرى وكان للقرار مفاعيله الميدانية وتأثيراته على الأسواق الاقتصادية للغرب عموما، وخطوط التوريد والشحن الدولي خاصة المرتبط منها بالعدو الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي، وفي كل مرة يعود اليمن وبلسان القائد السيد عبدالملك التأكيد على سلامة الملاحة الدولية عبر المسرح البحري المُعلن وأمانة لبقية الشركات والسفن والدول التي لا علاقة لها بالعدو.

 -المرحلة الرابعة

وفي الثاني من مايو دخل اليمن المرحلة الرابعة من التصعيد المساند لفلسطين مقاومة وشعبا  وبدائرة استهداف أوسع تشمل السفن  التابعة للعدو الإسرائيلي أو تلك التي توفر الحماية لها والمتجة نحو موانئ فلسطين المحتلة،

وأعلن بالتزامن توسعة رقعة الحظر لتصل  من البحر الأحمر إلى خليج عدن جنوبا وصولا للمحيط الهندي، وشمالا اتسع الحظر ليشمل الجانب الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وفق قدرات الأسلحة اليمنية وحيثما تمكنت من الوصول.   كما شهدت المرحلة تطورا نوعيا في الذخائر المستخدمة من حيث الكفاءة والفاعلية وزخما كبيرا في العمليات، وتنوعا في الوسائل النارية، حيث نفذت أكثر من 70 عملية استهدفت خلالها أكثر من 30 سفينة محظورة.

 

وحملت رابع مراحل الإسناد العديد من الإنجازات النوعية البارزة ورسائل فرط صوتية، عكست قدرة اليمن على تنفيذ عمليات دقيقة وقوية. ومن أبرز ما تميزت به المرحلة الكشف عن منظومات جديدة كصاروخ “فلسطين1” بعيد المدى، وصاروخ “تنكيل” الفرط صوتي، وكذلك الزورق المسير عن بعد “طوفان1″، وزورق “طوفان المدمر”، مع قدرة في المناورة وقوة تدميرية،

بالإضافة إلى توزيع مشاهد لعملية القوات البحرية التي استولت على سفينة تيوتر وأغرقتها لاحقا في عملية مركّبة جرت أمام مرأى الحاملة الأمريكية روزفلت القادمة في إثر هروب قرينتها آيزنهاور والتي ظلت قابعة على بعد مسافة آمنة من نيران القوات المسلحة اليمنية وهو ما اعتبر تخليا أمريكيا عن دعايتها الرائجة بخصوص حماية الملاحة الدولية. 

 عمليات مشتركة مع المقاومة العراقية 

وضمن تصاعد وتيرة المرحلة أعلنت أول عملية مشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية العراقية في السادس من يونيو الماضي والتي استهدفت ميناء حيفا المحتلة. العملية المشتركة فتحت أفقا جديدا عزز من قدرات وقوة الضربات وجدوائيتها، وأسهمت في توسيع نطاق الأهداف وخنق الموانئ العدو وتطويقا لحلقة نار المحور من أكثر من جهة.

 ومن بين العمليات البارزة للمرحلة الرابعة  استهداف أسطورة القوات البحرية الأمريكية “آيزنهاور”، للمرة الرابعة مما أجبرها على مغادرة المنطقة في انسحاب وصف بالمخزي وغير المسبوق في تاريخ البحرية الأمريكية  

-المرحلة الخامسة:

المرحلة الخامسة بدأت بعملية يافا التي أيقظت المنطقة برمتها على خبر استهداف مدينة يافا “تل أبيب” في حدث مثل خرقا نوعيا لأنظمة العدو الدفاعية الجوية وحتى لمنظومات الدفاع المحمولة على السفن الأمريكية والبريطانية وكذلك لقواعد العدو الأمريكي المنتشرة في المنطقة وحتى لمنظومات الدفاع العربية المنذورة في خدمة كيان العدو الإسرائيلي. ومع مرور الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى ضاعفت القوات المسلحة اليمنية من وتيرة عملياتها المستمرة والمتطورة ضمن المرحلة الخامسة دعما وإسنادا لغزة ولبنان.

ومن موقع الفعل والإنجاز ومن مربع المفاجأة.. شهدت المرحلة الخامسة من تصعيد اليمن إسناده لغزة تحولات فارقة على مستوى العالم، وزخما رائدا فرض نفسه على كل المعادلات، بدءا من مسيرة يافا في فجر السابع عشر من يوليو، والتي تلتها مفاجأة صاروخ فلسطين اثنين فرط الصوتي في الخامس عشر من سبتمبر الماضي الصاروخ مثّل علامة فارقة في الإسناد وذخيرة نوعية كاسرة لمعادلة التفوق الصهيوني وبخصائص مميزة تمثل كيرا لرهانات السادية الغربية في المجال التقني حيث يقطع الصاروخ فلسطين ٢ وبدقائق معدودة مسافة تزيد عن ألفي كيلو متر، وينجح في اختراق ثلاث منظومات دفاعية إسرائيلية، وأخرى عربية وأمريكية ليظهر في قدرته على المناورة والتخفي، ووصوله إلى الهدف حتمية لا تقبل التشكيك،

وقد حظي الصاروخ بمساحات واسعة من التحليل والقراءة  على وسائل الاعلام العربي والغربي والعبري، وتوّجه السيد القائد عن ان للمرحلة والأهم أنه وضعه وبقية القدرات العسكرية اليمنية التي بلغها العقل اليمني في رسم خدمة مصالح الأمة ورهن الدفاع عنها.

ويبقى أن نشير إلى نجاحات الدفاعات الجوية اليمنية التي حصدت في عام الطوفان لوحده إحدى عشر عملية إسقاط طائرة إم كيو تسعة MQ9  وهو الرقم الأعلى في تاريخ الإسقاطات التي منيت بها أمريكا أو أي دولة أخرى في العالم مع ميزة أن اليمن اسقطها في غضون عام فقط علاوة عن ست عمليات أو أكثر للطائرة نفسها في مرحلة العدوان في الثمان سنوات التي سبقت الطوفان

ومع أن حصاد الإسناد اليمني كبيرا ونوعيا وجديدا ومفاجئا لكن اليمن وهو يرقب مظلومية فلسطين يتشوق للأكبر ويتطلع للاشتباك المباشر ويتمنى ويسعى للمزيد وهنا ونختم بالتذكير بتأكيد السيد عبدالملك بأن اليمن يسعى لما هو أكبر

مقالات مشابهة

  • وقفة قبلية في الحيمة الداخلية بالذكرى الأولى لطوفان الأقصى
  • خارطة الإسناد اليمني “من “عيوننا مفتوحة”.. إلى “ونسعى لما هو أكثر”
  • تواصل الاحتفالات والفعاليات بالذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى
  • وفق المراحل التصعيدية: خارطة الإسناد اليمني من “عيوننا مفتوحة”.. إلى “ونسعى لما هو أكثر”
  • أبناء مديرية الحيمة الداخلية بصنعاء يحيون الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
  • عام على “طوفان الأقصى”.. هكذا نصرَ ط غزة
  • مسيرة طلابية بمديرية السخنة محافظة الحديدة بمناسبة الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
  • وقفة قبلية لأبناء بني حشيش في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
  • أبناء مديرية بني حشيش بصنعاء يحيون الذكرى الأولى لعملية “طوفان الأقصى”