يمانيون – متابعات
نجحت المقاومة الإسلامية في لبنان في الحفاظ على قوتها الردعية بعد الضربات الكبيرة التي تلقتها من العدوّ الصهيوني، من تفجير أجهزة الاتّصال مرورًا باغتيال قادتها العسكريين والأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله.

هذه الاستعادة لم تأتِ من فراغ، بل ناتجة عن تطوّرات نوعية في القدرات العسكرية للحزب، خاصة في مجالات الطائرات المسيرة والصواريخ، إلى الحد الذي أصبحت فيه منظومة الدفاع الجوي للعدو، بما في ذلك القبة الحديدية، عاجزة عن توفير حماية شاملة ضدّ التهديدات المتزايدة التي يفرضها حزب الله.

الخبير في الشؤون الصهيونية إسماعيل مسلماني أشاد بتطوّر قدرات المقاومة، خصوصًا في استخدام الطائرات المسيرة، التي تتميّز بقدرتها على المناورة والوصول إلى المناطق السكنية دون إمكانية اعتراضها أو كشفها بسهولة، مشيرًا إلى قدرة الحزب على تطبيق تكتيكات جديدة تشمل إطلاق رشقات صاروخية لإلهاء أنظمة الدفاع، مما يسمح بتمرير الطائرات المسيرة إلى أهدافها.

أبعاد سياسية واستراتيجية

وفي حديث لموقع “العهد” الإخباري قال مسلماني: “إن استراتيجية حزب الله الجديدة تعكس نمطًا متقدمًا من القصف الصاروخي وهجمات الطائرات المسيرة، حيث يسعى الحزب إلى رفع كلفة المواجهة على جيش الاحتلال والقرار السياسي الصهيوني”.

وأضاف: “نجح حزب الله في تطوير طائرات مسيرة قادرة على اختراق ثغرات القبة الحديدية، مما يشكّل تحديًا جديدًا وخطيرًا لـ”إسرائيل”، إذ إن الهجوم الصاروخي الأخير على “بنيامينا”، والذي أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة 67 آخرين بحسب إعلام العدو، يُظهر فعالية هذه الطائرات التي استهدفت معسكرًا تابعًا للواء “غولاني””.

تفاصيل الهجوم والقدرات العسكرية

وأشار مسلماني إلى أن الطائرة المستخدمة في الهجوم كانت روسية الصنع وقد طوّرها الحزب، وتمكّنت من حمل 4 صواريخ جو – أرض “إس – 5”. هذا النوع من الطائرات يمكنه تنفيذ عمليات تفجير ذاتي عند الاصطدام بالهدف، مما يزيد من خطورتها وفعاليتها.

ورأى أن القدرة المتزايدة للمقاومة، مثل الرشقات الصاروخية المستمرة التي تستهدف مناطق الجليل الأعلى، تشير إلى ترسانة متطورة تشمل صواريخ متنوعة. وبالنظر إلى قدرة القبة الحديدية على تغطية مساحة حوالي 155 كيلومترًا مربعًا لكل بطارية، تبقى هناك ثغرات كبيرة يمكن للطائرات المسيرة استغلالها.

تحليل الهجوم على حيفا

وفي تحليل الهجوم الأخير على حيفا، قدر مسلماني أن تكون الأوزان المستخدمة بحوالي 40 كيلوغرامًا من المتفجرات شديدة الانفجار، والصور من موقع الهجوم تشير إلى وجود كثيف للعسكريين، مما يشير إلى أن الهدف كان منطقة عسكرية، وليس منطقة مدنية.

وختم مسلماني قائلًا: “هذا التطور في القدرات العسكرية للمقاومة يطرح تساؤلات جديدة حول مستقبل الصراع مع العدوّ الصهيوني الذي قد يفرض عليه الميدان في الشمال طلب مخرج لوقف الحرب مع غزّة ولبنان خاصة بعد أن عجز عن تحقيق أي هدف إستراتيجي يضمن استمرارية الكيان على الرغم من الضربات الكبيرة التي نفذها ضدّ حزب الله”.
————————————————
– موقع العهد الاخباري ـ مصطفى عواضة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الطائرات المسیرة حزب الله

إقرأ أيضاً:

طائرات لـحزب الله تثيرُ الذعر.. تقرير إسرائيليّ يكشف

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ سباق التسلح لـ"حزب الله" يواجه سلسلة من العقبات، مشيراً إلى أنَّ الإيرانيين لن يستسلموا بسرعة أمام الواقع الجديد الذي طوّق قدرتهم على تسليح الحزب في لبنان.   ووفقاً للتقرير الذي ترجمهُ "لبنان24"، فقد تحدث العقيد إحتياط الإسرائيلي كوبي ماروم عبر إذاعة "FM103" عن الوضع الأمني عند الحدود اللبنانية على خلفية انسحاب الجيش الإسرائيليّ من جنوب لبنان والاستعدادات لعودة سكان مُستوطنات شمال إسرائيل المُحاذية للبنان إلى منازلهم، وأضاف: "لا يوجد أي تناقض بين الإنجازات الدرامية التي حققها الجيش الإسرائيليّ واتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه فعلياً. لم يكن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تكون الإنجازات دراماتيكية إلى هذا الحد، والجمهور في إسرائيل أقل وعياً بمدى الضرر الذي لحق بحزب الله. من ناحية أخرى، من المستحيل تجاهل أزمة الثقة القائمة في إسرائيل، لأنه بعد هجوم 7 تشرين الأول 2023، يطرح الجمهور أسئلة صعبة وهي: كيف سمحتم لحزب الله وفرقة الرضوان ببناء مثل هذه البنية التحتية العسكرية على الحدود الشمالية، في حين أن إسرائيل تعلم ولا تفعل شيئاً؟.. لهذا السبب تظل أزمة الثقة قائمة".   وفي سياق حديثه، تابع ماروم في إشارة إلى البؤر الاستيطانية الخمس التي سيحتفظ بها جيش الإسرائيلي في لبنان: "حقيقة أنه في المستقبل القريب سيكون هناك خمس بؤر استيطانية على طول الحدود هي مهمة من حيث الشعور بالأمن. عندما يعود سكان المطلة، سيشاهدون العلم الإسرائيلي داخل لبنان، لكن إسرائيل لا تسيطر على قطاع واحد، فقد انسحبت إسرائيل من معظم الأراضي. في الواقع، فإننا نسيطر على 5 نقاط على طول الحدود خلال المستقبل المنظور حتى ينهي الجيش اللبناني مهمته".   وأردف: "إن توقعاتنا بأن الجيش اللبناني سوف يتحول بين عشية وضحاها إلى قوة تقاتل حزب الله، لا أساس لها من الصحة. بمعنى آخر، فإن الجيش اللبناني يفاجئنا، ويتخذ خطوات مستقلة، ويتوسع، ويدمر البنية التحتية، ولكن ليس إلى الحد الذي ينص عليه الاتفاق. لذلك، فإنَّ لدى إسرائيل سبب وجيه للإصرار على البقاء في هذه النقاط الخمس داخل لبنان".   وأضاف: "الواقع على الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل أكثر أماناً بكثير مما كان عليه في السادس من تشرين الأول 2023. أولاً وقبل كل شيء، هناك الضرر الشديد الذي لحق بحزب الله في كل التشكيلات، والجيش الإسرائيلي على استعداد كامل سواء في المناطق أو على الحدود بشكل كبير".   وأكمل: "إن الجيش الإسرائيلي، على النقيض من سياسته عشية الحرب، يتبنى سياسة عدوانية في الرد على أي انتهاك، وأفضل دليل على ذلك هو أنه منذ وقف إطلاق النار قبل 3 أشهر، تم القضاء على نحو 60 مُقاتلاً من حزب الله، فيما تم استهداف 24 مدنياً أرسلهم حزب الله لاختراق حواجز الجيش الإسرائيلي، ولم يرد حزب الله على ذلك، وهذا أمر دراماتيكي".   وفي سياق حديثه، تحدَّث ماروم عن "حزب الله" قائلاً: "إنه منظمة ضعيفة منهكة. أضف إلى ذلك التغييرات التي طرأت على الساحة الداخلية اللبنانية، والتي تُظهر أن حزب الله أصبح ضعيفاً، وهناك حكومة مستقلة تظهر تصميماً ضد الحزب. العملية طويلة، لكن تأثير الأميركيين والسعوديين واضح، وضعف الإيرانيين وحزب الله واضح أيضا. هذه اتجاهات إيجابية للغاية. خلاصة القول هي أن الوضع الأمني أفضل بكثير".   وعن سبب وجود المواقع الـ5 في لبنان، قال ماروم: "إن الجيش اللبناني يظهر حزماً، ولكن ليس بالوتيرة التي نريدها. لذلك، يجب أن يُمنح الوقت للتوسع وتدمير البنية التحتية أيضاً. إن وجود الجيش الإسرائيلي على تلك الأراضي الخاضعة للسيطرة أمر مهم سواء من حيث السيطرة على أراضي جنوب لبنان أو من حيث الشعور بالأمن".   وعن إطلاق "حزب الله" طائرات مُسيرة باتجاه إسرائيل، قال ماروم إن "ما قام به التنظيم اللبناني هو جزء من إشاراته بعدم الهجوم ولكن لتحدّي الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية وإحداث الذعر".     وتابع: "ما زال حزب الله يحتفظُ بعشرات الآلاف من المقاتلين، ولا يزال لديه الكثير من القدرات، على الرغم من أن معظمها تضرر. لقد تعرض لضربة، وعلى إسرائيل أن تكون على أهبة الاستعداد".   وأكمل: "أنا لا أثق بالجيش اللبناني أو قوات الأمم المتحدة الموجودة شمال المطلة. أنا أثق بالجيش الإسرائيلي والتحدي الكبير ليس اليوم، بل ما سيحدث بعد عامين أو ثلاثة أعوام، لأننا نتذكر إلى أين أوصلتنا سياسة الاحتواء الذي مارستها إسرائيل ضد لبنان خلال السنوات الماضية".   معضلة أمام إيران   واعتبر ماروم أنَّ "خروج سوريا من اللعبة يشكل ضربة قاسية لما يسمى محور المقاومة في المنطقة وإيران"، وأضاف: "لقد كانت سوريا حلقة وصل مركزية في عملية التسليح، ولن يستسلم الإيرانيون بهذه السرعة، وسوف يحاولون بحراً وجواً لنقل الأسلحة إلى الحزب، وبالتالي فإن إحدى معضلات الإيرانيين هي كيف يتمكنون من إعادة تسليح حزب الله. هناك حكومة في سوريا معادية لإيران أيضاً". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • القمة 129.. صلاح مصدق مفاجأة تشكيل الزمالك أمام الأهلي والجزيري في الهجوم
  • عاجل- كولر يعلن تشكيل الأهلي ضد الزمالك بالقمة.. مفاجآت نارية في الهجوم
  • وفد حوثي يسافر سراً للمشاركة في تشييع حسن نصر الله ووفد أخر يغادر مطار صنعاء يتم الإعلان عنه.. إستياء واسع لحلفاء المسيرة .. جناح إيران يتفرد بكل التفاصيل
  • بيان مشترك لحزب الله وحركة امل يؤكد الرفض المطلق لبقاء الاحتلال 
  • واشنطن تستعد لفرض عقوبات على بنوك وشركات مرتبطة بالحوثيين.. وجامعات تحولت لأوكار تدريب في مجالات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية
  • الجزار يعلن تشكيل لجنة لاختيار القيادات والتشكيلات الرئيسية لحزب الجبهة الوطنية
  • طائرات لـحزب الله تثيرُ الذعر.. تقرير إسرائيليّ يكشف
  • كولو مواني يقود تشكيل يوفنتوس ضد آيندهوفن بدوري أبطال أوروبا
  • نص مقابلة جواد حسن نصر الله مع قناة “المسيرة”
  • مثلث الرعب يقود تشكيل ريال مدريد أمام مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا