يمانيون:
2025-03-18@21:28:40 GMT

استعادة الميدان بالصوت القادم من الجنّة

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

استعادة الميدان بالصوت القادم من الجنّة

يمانيون – متابعات
“إخواني المجاهدين المقاومين الشرفاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نتطلع جميعاً إلى عقولكم النيرة، وإلى قلوبكم المؤمنة، وإلى سواعدكم الفتية القوية، لأننا، بعد الله سبحانه وتعالى، نراهن عليكم وعلى حضوركم، وعلى إيمانكم وعلى جهادكم، للدفاع عن شعبكم وأهلكم ووطنكم وقيمكم وكرامتكم، والدفاع عن هذه الأرض المقدسة والمباركة، وعن هذا الشعب الشريف، وكل إنجازات دماء الشهداء الذين سبقونا إلى الله سبحانه وتعالى”.

لم تمر دقائق، بعد نشر هذه الكلمات المسجَّلة بصوت سيد الشهداء، سماحة السيد حسن نصر الله، حتى اختلطت الأخبار العاجلة عبر شاشات الأخبار.

مقطع صوتي من الفيديو المنشور هنا، وأخبار عن سماع انفجارات في حيفا هناك. اقتباس مكتوب من نص الخطاب هنا، وتواتر الأخبار عن أثر الضربة في القاعدة العسكرية هناك.

في عالم الأفكار، هنالك من يمنحك فكرة تصلح ليومك، وهنالك من يهديك منهجاً يكفيك لحياتك كلّها، وهنالك من يهديك مذكرة، وآخر يهديك قاموساً. لذلك، لم يكن غريباً أن تكون أولى الكلمات القادمة من الجنة تتحدث عن الاعتماد على العقول النيّرة، التي أدركت الفكرة وعاشتها، وأصبحت جاهزة للقرار في الخطوة الملائمة في التوقيت الصحيح.

إنه الزمن، الذي اعتقدت “إسرائيل” أنّه توقف بعد رحيل نصر الله، ولكن الزمن أيضاً يتواطأ مع الأفكار العظيمة، ليجعلها أبدية تعمل في فضائه اللانهائي. خطابات نصر الله لن تحال على الأرشيف، وجرّبوا اختباراً بسيطاً في ربط الكلمات والأفكار، قبل تنفيذ العمليات وخلالها وبعدها، قبل التحرير وبعده، خلال جولات وقف إطلاق النار وشروطه ومعطياته وبعدها.

إعطاب الدبابات هو صدى الميدان لـ “لن تبقى لكم دبابات”، والإصرار على الانتصار هو صدى الواقع لفلسفة “نحن لا نُهزم، عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر”. وإسقاط أوهام الانتصار الإسرائيلي عبر استهداف القادة هو صدى “يجب أن نحمل نهجه، ونتقدم”. وإسقاط الوهم بالقوة المطلقة لـ”إسرائيل” هو ترجمة “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”!

لأن عقل “إسرائيل” مشتقّ في الأساس من الثقافة الغربية الباردة، بوحشيتها وجفافها الروحاني، فهي تَعُدّ تحييد القادة المادّي عن الميدان ضربةً قاضية في هيكل القيادة وآليات اتخاذ القرار.

إنها الفجوة الواسعة بين الشرق والغرب، ليس في بعد المكان هذه المرة، وإنما في الفرق بين من يَعُدّونه مديراً لعمليات، من دون الانتباه للقوة الروحية المخزّنة فيه، والتي لا يعتمد إشعاعها على فكرة وجوده المادي من عدمه، هو ببساطة الذي لا يمكن إعادته إلى الفناء أو العدم، فعندما يحدث لا يتبدّى.

قامت الدولة الحديثة في الصين على آراء ماو تسي تونغ، الذي ما زالت مبادئه تعلّم في مدارس الأطفال. في فيتنام تعتمد الدولة على تكريس ثقافة “العناد الإيجابي” على استحضار هوتشي منه والقائد العسكري جياب، اللذين لم يكن لديهما إلا شعار واحد في المفاوضات، هو “المقاومة مستمرة حتى خروج الاحتلال كاملاً”.

مبدأ الثورة المستمرة في كوبا ما زال يعمل بالتجربة الحية لغيفارا وكتاباته في “حرب الغوار” وكتابات كاسترو، حتى تلك التي كان ينشرها تحت بند “الخواطر”. لم يكن المغرب ليحظى باستقلاله لولا ثورة الريف، التي قادها عبد الكريم الخطابي.

واستقلال ليبيا عام 1951م، حدث بعد عشرين عاماً من استشهاد عمر المختار. في العودة إلى الميدان وفي ارتدادات الصوت القادم من الجنة في بعث العملية الكبرى، نعود مرة أخرى إلى الميدان بتفصيلاته:

1. العملية ليست حدثاً منفصلاً أو منسلخاً عن مروحة العمليات الواسعة للمقاومة. وفي المتابعة للبيانات الصادرة عن غرفة عمليات المقاومة والإعلام الحربي، فإن ما حدث في جنوبي حيفا يتزامن بسلاسة مع التصدي لمحاولات التوغل البري بالاشتباك من مسافة صفر والعبوات وصليات الصواريخ قريبة المدى، ويتزامن مع قصف القواعد العسكرية في عمق أراضي فلسطين المحتلة، ويتزامن مع ما اعتدنا عليه، منذ الثامن من أكتوبر 2023، عبر استهداف حشود العدو والمستوطنات.

2. في عملية عملية المسيرات الناجحة، تجد “إسرائيل” نفسها ليس فقط في مواجهة “الأضرار المؤجلة” (الاقتصاد، والهجرة العكسية)، وإنما أيضاً في مواجهة الأضرار الفورية، الآن وهنا.

3. يعمل الخوف العام لـ “يهود بن غوريون” وفق منطق مغاير للخوف العام لدى “يهود نتنياهو”. فإذا كان الأول يحول الخوف إلى وقود للمواجهة (إذا خرجتم من هنا فستعودون إلى الغيتو والجذام والتهميش)، يعمل الخوف الثاني في ظل المنظومة الليبرالية للاقتصاد العالمي، في اتجاه البحث عن معطيات الحياة الأفضل في مكان آخر.

“بكّير، بكّير، بكّير”، ثلاثية قالها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله. ومن الواضح أنه محق في تأكيده، فالاستعجال في الحكم على قوة المقاومة بالتراجع النهائي، أو الاستعجال في الاستثمار السياسي، هو دليل آخر على صمّ الآذان مجدداً عن سماع الصوت القادم من الجنة!
—————————————–
– الميادين – محمد فرج

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

شرطة الميدان بحلب تقبض على عصابة تمتهن أعمال السلب

قسم شرطة الميدان بحلب يتمكن من القبض على بعض أفراد عصابة تمتهن أعمال السلب، وإعادة مبلغ مالي سلبته العصابة من مواطن لبناني بعد استدراجه إلى سوريا بحجة التجارة.

حلب شرطة الميدان 2025-03-18Hassan Nasrسابق بمناسبة الذكرى الـ 14 للثورة السورية.. مسير للكشافة الأهلية السورية في إدلب انظر ايضاً “صدى الحرية”.. معرض فني في حلب لرسومات ومنحوتات وعروض مرئية تعكس قيم الحرية والصمود



آخر الأخبار 2025-03-18سوريا تدين الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها 2025-03-18وزارة الداخلية: بعد متابعة ورصد دقيقين وبعملية أمنية محكمة تمكنت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية من تحرير أحد المختطفين وتأمين نقله إلى المستشفى للاطمئنان على حالته الصحية كما تم إلقاء القبض على أفراد الخلية المتورطة في الجريمة وسيتم تحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. 2025-03-18حملة “شفاء” لتقديم الرعاية الطبية المجانية للمرضى الأكثر حاجة 2025-03-18مسؤولة أممية: المناقشات الغربية بشأن المهجرين السوريين لا تتجزأ عن ضرورة المساعدة في إعادة بناء سوريا 2025-03-18الاتصالات: إحالة 43 ملفاً إلى مديرية الرقابة والتدقيق الداخلي خلال الأشهر الثلاثة الماضية 2025-03-18القائم بأعمال وزارة الصحة يطلع على واقع مشفى الزهراوي للتوليد وأمراض النساء ‏وجراحتها‏ 2025-03-18إعادة تأهيل ساحة سعد الله الجابري في حلب لتحسين المظهر الحضاري للمدينة 2025-03-18الأمن العام يستلم أسلحة وذخائر بموجب الاتفاق المبرم مع أهالي قرية زقزقانية 2025-03-18تجهيز قسم جديد لمرضى الكلى في مشفى حماة الوطني 2025-03-18تشييع أحد شهداء العدوان الإسرائيلي على درعا

صور من سورية منوعات المائدة الرمضانية في درعا… تنوع يجمع بين الأصالة والنكهة 2025-03-15 العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة  2025-03-11فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • شرطة الميدان بحلب تقبض على عصابة تمتهن أعمال السلب
  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • لقاء بين الجميّل وصدي ركّز على الاشكاليات التي تواجه قطاع الكهرباء
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • ما هي أشهر عبارات التهنئة بعيد الفطر التي يتبادلها الناس؟
  • وصية النبي لمن أراد مرافقته في الجنة.. عليك بهذا الفعل
  • كلمات تفتح لك أبواب الجنة والرزق.. أدعية ليلة القدر 2025
  • هل الجن يمكنه سرقة أموال الإنسان دون علمهم؟.. عمرو الليثي يفجر مفاجأة «فيديو»
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • هل من مات في رمضان يدخل الجنة بغير حساب؟ الإفتاء ترد