نهيان بن مبارك: رئيس الدولة حريص على تمكين أبناء الوطن
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن الصندوق سيكون الراعي الرسمي في الإمارات للمسابقة الدولية التي تنظمها شركة «مايكروسوفت» في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، للشباب في مختلف دول العالم.
قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن رعاية الصندوق لهذه المسابقة العالمية، التي ستنطلق بعنوان: «كأس التَخَيل والإبداع في الإمارات»، هي جزء من برنامج مهم من عمل الصندوق هو برنامج «مبتكر الذكاء الاصطناعي»، الذي يهدف إلى العمل مع طلبة المدارس والجامعات، لتمكينهم من الاستخدام الجيد لهذه التقنيات، وإعدادهم في الوقت نفسه للمواطنة الصالحة، وتعميق ثقتهم بأنفسهم، وقدراتهم على الإسهام الفاعل، في مسيرة المجتمع والعالم.
وأضاف أن الصندوق يؤدي هذه المهمة، في إطار دعم الانتماء للوطن، لدى الطلبة المشاركين، وتأكيد ارتباطهم القوي بالهُوية، واعتزازهم بالمبادئ والقيم، التي تشكل مسيرة هذه الدولة العزيزة.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها في بداية جلسات إطلاق برنامج «مبتكر الذكاء الاصطناعي» ومسابقة «كأس التخيل والإبداع» لطلاب المدارس والجامعات، بحضور زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السموّ رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، وعفراء الصابري، المديرة العامة لوزارة التسامح والتعايش، والدكتورة حواء المنصوري، وسعيد الظاهري، عضوي مجلس إدارة الصندوق، وياسر القرقاوي، المدير العام، وعدد من رؤساء الجامعات الإماراتية، وأصحاب التجارب الرائدة في الذكاء الاصطناعي، وطلاب الجامعات وأعضاء أندية الهُوية الوطنية بالمدارس والجامعات.
ونظم الصندوق جلسة تعريفية عن المسابقة للمدارس، وأخرى للمسابقة الخاصة بالجامعات، وجلسة خاصة لطلاب أندية التسامح بالجامعات، ركزت على أهمية الذكاء الاصطناعي في تأهيل شباب الجامعات.
وعلى هامش إطلاق المسابقة، افتتح الشيخ نهيان بن مبارك، معرض «AIInnovations & Applications» وأثنى على التجارب والأفكار المبتكرة في الذكاء الاصطناعي التي ضمها المعرض وتصلح مشاريع مستقبلية، يمكن أن يستفيد منها شباب الوطن.
وأكد أن الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، استجابة طبيعية لالتزام دولتنا، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالأخذ بأحدث ما وصل إليه العالم من تقنيات وممارسات، لنبدع فيها، ونطورها ونكون دائماً نموذجاً وقدوة في حُسن استخداماتها على مستوى العالم كله.
وأضاف «نعيش في ظل قيادة صاحب السموّ رئيس الدولة، بما يجسده من حرص على تحقيق التنمية المعرفية والتقنية الناجحة، وعلى توفير الفرص والإمكانات، أمام أبناء وبنات الدولة، للبناء والتطوير والعمل الجاد».
وأكد أن مسابقة «كأس التخيل والإبداع» تركز الاهتمام على الإمكانات الضخمة، للذكاء الاصطناعي، وما قد يترتب عليها من تغيرات إيجابية في العالم، بما في ذلك، إمكاناتها المهمة، في تعزيز النمو الاقتصادي، وإحداث التحول المجتمعي، نحو الأفضل، ومواجهة تحديات الصحة والتعليم والتغير المناخي، وتحقيق الاستدامة، ومساعدة أصحاب الهمم، والحفاظ على الهوية، وتنمية الثقافة والتراث.
وقال: «هذا يجعلنا أكثر التزاماً بإطلاق المبادرات التي تهتم بهذا المجال، ولعل كأس التخيل والإبداع يركز على كل هذه الجوانب، فضلاً عن الاهتمام بالجوانب الأخلاقية، في استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي، وضرورة الالتفات إلى المخاطر المحتملة، والحاجة إلى بناء قدرات الأفراد والمجتمعات، على مواجهتها، والتعامل معها، بحكمةٍ وكفاءة».
وأوضح أن رعاية صندوق الوطن، هذه المسابقة، تجسيد واقعي لرسالة الصندوق في تنمية قدرات الشباب على التعامل مع التقنيات المتاحة، وتشجيعهم على تطويعها والإفادة منها، واستخداماتها في كل مناحي الحياة.
وعبر عن ثقته بأن تكون المسابقة مجالاً ناجحاً للتعاون والعمل المثمر بين صندوق الوطن وشركة مايكروسوفت، والمدارس والجامعات.
ودعا الطلبة إلى المشاركة في هذه المسابقة، وأن تكون إسهاماتهم على قدر توقعات الإمارات منهم، ويكونوا مثالاً للانفتاح على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأداة فعالة للتطور والتقدم في المجتمع. كما دعاهم إلى أن يأخذوا بقيم الالتزام والنزاهة، والشفافية، والتعلم الذكي، وإتقان العمل، ويعتزوا بهذه الصفات التي تمثل جزءاً مهماً من الهُوية الوطنية.
وكرّم الشيخ نهيان بن مبارك 22 من طلبة الجامعات والخريجين والمتميزين في الذكاء الاصطناعي، لجهودهم الكبيرة في هذا المجال وإنجازاتهم المتميزة، وعدداً من الخبراء وأصحاب المنجزات الرائعة.
كما كرّم المخترع علي اللوغاني، وهو أصغر إماراتي حصل على وسام القيادة من المعرض الدولي للاختراعات بلندن، متفوقاً على 285 مخترعاً في العالم، برغم أنه الأصغر سناً. كما حصل على ميدالية ذهبية عن المشروعين اللذيّن شارك بهما، ويحظى برعاية هيئة دبي الرقمية. كما كرمه اتحاد المخترعين في رومانيا، وجامعة نورتون في كمبوديا، والجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في بوخارست، وسبق له الفوز بجوائز عدة، منها العام الماضي بجائزة المركز الثاني بالدورة ال 34 لمعرض التكنولوجيا والابتكار والاختراع في ماليزيا.
وقال جوليان بيرتين، رئيس شؤون سحابة «مايكروسوفت أزور» في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية، ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا «المسابقة مرحلة مهمة في تحقيق رؤية مشتركة لتمكين الشباب المبتكرين في الإمارات».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات صندوق الوطن الإمارات الشیخ نهیان بن مبارک الذکاء الاصطناعی رئیس الدولة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر
أ.د رشيد عبّاس
منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.
تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.
مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.
رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.
اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.
الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق.
والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.
ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.