نتانياهو يرفض وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في لبنان
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رفضه "وقف إطلاق النار من جانب واحد" مع حزب الله في لبنان، وذلك بعدما شدّد نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم على أن ذلك هو الحلّ الوحيد لإنهاء التصعيد بين الجانبين.
موقف نتانياهو الذي جاء خلال اتصال هاتفي الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أتى بينما أكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها أبلغت حليفتها إسرائيل معارضتها الغارات الجوية المكثفة على بيروت، وذكّرتها بضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من ضمن موجبات قانون المساعدات العسكرية الأميركية.
وأفاد بيان صادر عن مكتب نتانياهو بأن "رئيس الوزراء قال خلال المحادثة (مع ماكرون) إنه يعارض وقفا لإطلاق النار من جانب واحد، لا يؤدي إلى تغيير الوضع الأمني في لبنان، ويعيده فقط إلى ما كان عليه".
ومنذ بدء تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله قبل عام، تشدد الدولة العبرية على وجوب إبعاد مقاتليه عن حدودها الشمالية وتفكيك بنيته العسكرية في جنوب لبنان، بشكل يسمح لعشرات الآلاف من سكان أنحائها الشمالية بالعودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها.
وأكد بيان نتانياهو أن الأخير "أوضح (لماكرون) أن إسرائيل لن توافق على أي ترتيبات لا تفضي لذلك ولا تمنع حزب الله من إعادة التسلّح وإعادة رص صفوفه".
وأتى موقف نتانياهو بعد ساعات من تأكيد قاسم في كلمة متلفزة مسجّلة قدرة حزب الله على استهداف "أي نقطة" في إسرائيل، مشددا على أنه "لن يٌهزم".
وقال نائب الأمين العام "بما أن العدو الإسرائيلي استهدف كل لبنان، فلنا الحق ومن موقع دفاعي أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو الاسرائيلي سواء في الوسط أو الشمال والجنوب".
وجاءت تصريحات قاسم غداة توعّد نتانياهو بمواصلة استهداف الحزب المدعوم من طهران، "بلا رحمة".
وفتح الحزب جبهة "إسناد" لغزة منذ الثامن من أكتوبر 2023، غداة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني بين إسرائيل وحركة حماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب إسرائيل. وتحوّلت المواجهة إلى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر، مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية خصوصا ضد معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت. كما أعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
وأبدت واشنطن الداعمة لإسرائيل معارضتها القصف المكثف لبيروت.
وجاء في تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الثلاثاء، "لقد أوضحنا أننا نعارض الحملة بالطريقة التي رأينا أنّه تمّ تنفيذها خلال الأسابيع الماضية".
في الأثناء، أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي استعداد السلطات لتعزيز عديد الجيش في الجنوب. وقال لوكالة فرانس برس "لدينا حاليا 4500 جندي في جنوب لبنان ويُفترض أن نزيد بين سبعة آلاف إلى 11 ألفا".
تزامنا، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور الجمعة لبنان حيث تشارك كتيبة إيطالية في قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) التي تعرضت مؤخرا لنيران إسرائيلية خلال مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في جنوبي البلاد.
"مرحلة جديدة"ويعلن حزب الله تصدّيه لمحاولات تسلل واستهدافه جنودا يتحركون داخل لبنان وإطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل.
ونفّذت إسرائيل سلسلة ضربات أسفرت عن مقتل قياديين كبار في الحزب أبرزهم أمينه العام حسن نصرالله في 27 سبتمبر. كما تعرّض آلاف من عناصر الحزب لتفجيرات أجهزة اتصال يستخدمونها في 17 و18 سبتمبر، في عملية نسبت إلى إسرائيل.
وشدّد قاسم الثلاثاء في كلمته على أن الحزب انتقل منذ ذلك الحين إلى "مرحلة جديدة اسمها مواجهة الحرب الإسرائيلية على لبنان، ولم نعد في حرب المساندة"، مع تأكيده أنه "لا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين".
ورفض الحزب مرارا وقف إطلاق النار في لبنان ما لم تتوقف الحرب في غزة.
وشدّد قاسم "الحلّ بوقف إطلاق النار، ولا أتحدث من موقع ضعف، لأنه إذا كان الإسرائيلي لا يريد فنحن مستمرون".
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسر ثلاثة عناصر من حزب الله، ما يرفع إلى أربعة عدد المقاتلين الذين أعلن أسرهم منذ بدئه العمليات البرية.
ولم يحدد الجيش متى تمّ أسر العناصر. كما لم يصدر إعلان عن الحزب بشأنهم.
تواصل القصف الإسرائيلي الثلاثاء على مناطق عدة في لبنان، بعد ليلة عنيفة على منطقة بعلبك، شرقي لبنان.
واستهدف، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام، بلدات في الجنوب وفي البقاع الغربي.
وأعلنت وزارة الصحة مقتل 41 شخصا نتيجة الغارات الإسرائيلية الاثنين.
ومساء الثلاثاء، أعلن حزب الله أنه أسقط طائرة مسيّرة إسرائيلية من طراز هرمس 450، هي الثانية في يوم واحد.
وأعلن أيضا أن مقاتليه قصفوا بالصواريخ دبابة وجرافات إسرائيلية عند أطراف بلدة راميا الحدودية، واستهدفوا مواقع عسكرية في شمال إسرائيل.
وقتل 1365 شخصا على الأقل في لبنان منذ 23 سبتمبر، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا الى أرقام رسمية، علما بأن العدد الفعلي يرجح أن يكون أعلى من ذلك. كما أحصت الأمم المتحدة نزوح ما يناهز 700 ألف شخص.
وغادر نحو ثلاثة آلاف فرنسي لبنان عائدين إلى بلادهم بسبب التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو.
إلى ذلك، لا تزال إسرائيل تستعد لردّ على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدفها مطلع أكتوبر.
وشدّد نتانياهو في بيان صدر عن مكتبه الثلاثاء، على أن بلاده ستأخذ في الاعتبار رأي حليفتها الولايات المتحدة، لكنها ستقرر بناء على "مصلحتها الوطنية" ردّها.
وأتى البيان غداة نقل صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن نتانياهو أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّ الرد الإسرائيلي سيستهدف فقط مواقع عسكرية في إيران.
وأطلقت إيران حوالي 200 صاروخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر، في هجوم قالت إنّه انتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت لإسرائيل، واغتيال نصر الله مع العميد في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان قرب بيروت الذي أقيمت مراسم تشييعه الثلاثاء في إيران.
ومن القاهرة، حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من "خطورة الوضع الإقليمي"، وشددا على ضرورة "وقف التصعيد" والبدء بـ"خطوات للتهدئة تشمل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي لبنان"، بحسب الرئاسة المصرية.
ويزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأردن الأربعاء للقاء نظيره أيمن الصفدي، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية في عمّان.
"قيود" على مساعدات غزةوتتواصل الحرب في قطاع غزة المحاصر والمدمر، مع تزايد حصيلة الضحايا والمعاناة الإنسانية.
وحذرت الولايات المتحدة إسرائيل من احتمال أن تتأثر المساعدات الأميركية لها في حال لم يسجّل تحسّن في تأمين دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع.
وقال المتحدث ميلر إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن "أكدا للحكومة الإسرائيلية وجوب أن تجري تعديلات لنرى مجددا ارتفاع مستوى المساعدات التي تدخل غزة، عن المستويات المتدنية للغاية التي هي عليها اليوم"، وذلك في رسالة الأحد.
وتواجه غزة ما يُرجح أنها "أسوأ قيود" على دخول المساعدات منذ بدء الحرب، بحسب ما أفادت الأمم المتحدة، منددة بتداعياتها المدمّرة على الأطفال.
وقال الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر "يوما بعد يوم، يتدهور الوضع بالنسبة للأطفال عن اليوم السابق"، متابعا "نرى الآن ما هي على الأرجح أسوأ قيود على المساعدات الإنسانية على الإطلاق".
وأسفر الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب إحصاء لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا في الأسر في غزة.
في المقابل، قتل في غزة ما لا يقل عن 42344 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس. وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار الأمم المتحدة حزب الله فی لبنان فی جنوب على أن
إقرأ أيضاً:
الـBusiness Insider :ماذا يعني المشهد السياسي المتغير في لبنان بالنسبة لحزب الله؟
ذكر موقع "Business Insider" الأميركي أن "لبنان انتخب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للبلاد في وقت سابق من هذا الشهر، منهياً فراغاً رئاسياً دام أكثر من عامين. وبعد أيام قليلة، عُيِّن نواف سلام، الذي كان يشغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية، رئيساً للوزراء. وشكلت هذه التحركات تحولاً دراماتيكياً في ميزان القوى في لبنان، وسلطت الضوء على الحالة الضعيفة لحزب الله، أحد أقوى اللاعبين السياسيين في البلاد".
وبحسب الموقع، "يأتي التغيير السياسي في لبنان في أعقاب الصراع المكلف الذي خاضه حزب الله مع إسرائيل. ولكن الحزب دخل في حالة من الفوضى بعد أن اغتالت إسرائيل أمينه العام حسن نصر الله، وأصابت الآلاف من عناصره بتفجيرات أجهزة البيجر. وبعد دخول اتفاق وقف النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ في تشرين الثاني، تعرض الحزب لضربة كبيرة أخرى بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا في الشهر التالي. كانت سوريا قد عرضت على إيران خط أنابيب مهما يمكنها من خلاله نقل الأسلحة والإمدادات إلى حزب الله، لكن سقوط الأسد قطع هذا الطريق فعليًا".
وتابع الموقع، "لقد شكلت هذه الأحداث ضربات موجعة لحزب الله، حيث أدت إلى استنزاف موارده وتقليص قدرته على فرض نفوذه في السياسة اللبنانية. أضف إلى ذلك، قد يؤدي تعيين عون وسلام إلى تعقيد موقف حزب الله أكثر. فكان عون يُنظر إليه باعتباره المرشح المفضل لكل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، التي أمضت سنوات في محاولة إنهاء الجمود السياسي في لبنان. وفي حين قد يساعد عون في تأمين انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، فإن قواته قد تشكل عقبة جديدة أمام حزب الله".
وأضاف الموقع، "قال ويل تودمان، نائب المدير والزميل البارز في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "إذا وسع الجيش وجوده في المناطق التي كانت تحت سيطرة حزب الله في السابق، فسوف يصبح من الصعب على الحزب إعادة بناء قدراته". وأضاف: "وإذا كان الفضل يعود إلى الرئيس عون وحده في تأمين التمويل الدولي لإعادة الإعمار، فقد يعزز ذلك الشعور بأن حزب الله تخلى عن أنصاره أثناء الصراع مع إسرائيل وبعده". ومع ذلك، قد يتردد عون في استفزاز حزب الله في سعيه إلى تحقيق الاستقرار في بلد غارق في أزمة اقتصادية ودمرته الضربات الإسرائيلية".
وبحسب الموقع، "كتب نيكولاس بلانفورد، وهو زميل غير مقيم في برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي: "لا شك أن حزب الله سيراقب عن كثب تحركات الرئيس الجديد في الأشهر المقبلة. عون شخص عملي ومن غير المرجح أن يثير مواجهة مع حزب الله الذي، على الرغم من تلقيه ضربات في الحرب الأخيرة، لا يزال قوياً محلياً وخطيراً إذا شعر بالتهديد". ورغم أن حزب الله لم يعارض ترشيح عون، فإن تعيين سلام رئيساً للوزراء يقال إنه أغضب الحزب. من جانبه، تعهد سلام بتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلق بالصراع الإسرائيلي مع حزب الله، والذي ينص جزئياً على أن حزب الله لا ينبغي أن يكون له وجود مسلح بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
وتابع الموقع، "لكن المحللين يقولون إن سلام من غير المرجح أن يخاطر باستفزاز الحزب كثيرا في حين يميل إلى تلبية احتياجات أكثر إلحاحا. وقال ديفيد داوود، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، "من غير المرجح إلى حد كبير أن يوفق سلام بين معركته الشاقة لإخراج لبنان من الانهيار شبه الكامل في حين يصطدم، سياسيا أو غير ذلك، مع واحدة من أقوى الفصائل اجتماعيا وسياسيا في البلاد". من جانبه، قال سلام إن تشكيل حكومة جديدة لن يتأخر، وأن يديه "ممدودتان للجميع"، وأنه ملتزم ببدء "فصل جديد" في لبنان "متجذر في العدالة والأمن والتقدم والفرص"، بحسب رويترز". المصدر: خاص "لبنان 24"