الشريك الأعمى.. 54 حالة قتل أزواج لزوجاتهم خلال 6 أشهر.. خبير: الوعي هو الحل السحري للحد من انتشار هذه الجرائم
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعد جرائم القتل التي ترتكب داخل محيط الأسرة، هي الأبشع على الإطلاق، خاصة تلك التي ترتكب من الزوج في حق زوجته، وتكمن بشاعة تلك الجرائم التي تزهق فيها أرواح فرد من الأسرة أو أحد أقطابها كالزوج أو الزوجة، في تفتيت الأسرة بالكامل فأحدهما يكون مصيره السجن والآخر مصيره المقبرة، ويضيع مستقبل الأبناء، ضياعا تامًا بعد أن قتل أبيهم أمهم، وتكمن أيضًا خطورة تلك الجرائم في انهيار الثقة وهيمنة الغدر وتبدد الأمانة بين الشريكين، فآخر ما تتوقعه الزوجة مهما كانت بينها وبين زوجها من خلافات أن تكون نهاية حياتها قتلا على يد شريك حياتها، ورغم ندم الزوج القاتل وعلمه متاخرًا أنه ليس هناك ما يسوغ لارتكاب الجريمة بهذه البشاعة، إلا أن الشيطان يكون قد سيطر على عقله وجوارحه، ليتحول ما بين لحظة وأخرى من شخص سوى تشوبه بعض العيوب الي قاتل ومجرم بحق من وكل برعايته وحفظ أمنه، ويبدو جليا أن الغضب الأعمى يمثل الدافع الأكبر وراء ارتكاب جرائم قتل الأزواج زوجاتهم، وهي التي تأتي على خلفية مشاجرات أو خلافات، ولكن هناك دوافع أخرى، كالشك والعنف المتصاعد وغيرهما، مما سيبينها خبير في كشف الجريمة والدوافع وراءها وكذلك الحلول المقترحة للحد من ارتكابها.
إحصائيات
أرقام مرعبة رصدتها إحصائية حديثة لإحدى مؤسسات المجتمع المدني وفقًا لمحاضر الشرطة والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن عدد حالات جرائم قتل الأزواج زوجاتهم في ٦ أشهر، الذي تجاوز ٥٤ حالة تنوعت وفقاً للدوافع كالتالي:
خلاف اعتادوا عليه وشجار بات جزءا من يومهما، فقد تعدي عليها بالضرب أكثر من مرة حتى اعتاد على ذلك، دون أن يكترث لطفلتهما الرضيعة التى دائمًا ما تصرخ فزعًا حينما يضرب أمها، وفي ليلة الجريمة قرر اصطحابها إلى زيارة أهله بكفر الدوار، لتخفيف حدة التوتر بينهما، وما إن ركبا السيارة التي ستقلهما إلى بيت أبيه حتى باغتها دون سابق إنذار بـ٤ طعنات قاتلة من سكين قد دسه سلفًا في بنطاله، دون أن يعبأ بصراخ طفلته التي تحملها وقد خضبت بدماء أمها التي تناثرت على جسدها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
ذبح وطعن حتى المواتواقعة مرعبة وصادمة حدثت في البحيرة لزوج قام بذبح زوجته وطعنها حتى الموت في الشارع وأمام المارة، وبدأت وقائعها حينما تلقى مأمور مركز شرطة وادي النطرون، اخطارا بوصول «آية.ح»، 21 سنة، ربة منزل، مقيمة وادي النطرون، مستشفى وادي النطرونالتخصصي جثة هامدة، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى.
تبين من إجراء التحريات، أن وراء ارتكاب الواقعة «هادي.ع»، 26 سنة، زوج المجنى عليها، على خلفية مشادة كلامية حدثت بينهما، بسبب المشاكل الأسرية.
الدوافع الأساسية التي تقود بعض الأزواج إلى قتل زوجاتهم يأتي على رأسها الغضب الأعمى المصاحب للارتفاع المضطرد الخلافات الأسرية، وهو مفض عادة إلى ارتكاب الجريمة، وهو ما أكده الدكتور فتحي قناوي، أستاذ علم كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية الاجتماعية، مردفًا بأن الخلطة السحرية وراء جرائم القتل تبدأ عادة بخلاف صغير ولا يتم احتواؤه حتى يتطور ويصل بالعلاقة الزوجية إلى حالة حرجة ترتكب فيها الجرائم.
تشويه صورة المجتمع
وتابع أستاذ علم كشف الجريمة أن هناك فارقا شاسعا بين دوافع قتل الأزواج زوجاتهم مثل التي تتعلق بالإدمان والاضطرابات النفسية والشرف، وبينها وبين الخلافات الأسرية، من حيث عدد الجرائم، والذي يزيد بشكل مضطرد مع تنامي المشاكل المادية والصعوبات الاقتصادية، لافتاً إلى أن تلك الجرائم لها أثر نفسي مدمر على مستوى المجتمع ككل وعلى مستوى الأفراد، فمن تلك الآثار النفسية، ما تفعله من تأثير نفسي عميق على الأطفال الذين يعيشون في بيئة عنيفة، قد تستمر معهم طوال حياتهم، علاوة على أنها تسهم هذه في تشويه صورة الأسرة والمجتمع، وتؤدي إلى فقدان الثقة في العلاقات الإنسانية.
قنوات بث السموم
وأوضح، أنه قد تؤدي هذه الجرائم إلى زيادة معدلات الجريمة بشكل عام، حيث يقلد البعض هذه الأفعال وهو ما تسهم في نشره وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، مشيرًا إلى أن هناك قنوات على «تيك توك» وجروبات على فيسبوك كل هدفها تعكير صفو الزوج بزوجته من خلال بث السموم لإفساد الأسرة من الداخل حتى تصل بهما إلى الجريمة.
حل سحرى وفعال اسمه الوعى
وختم «قناوي» حديثه قائلاً الوعي الديني والأخلاقي بقيمة الأسرة وحسن العشرة هو الفيصل، وهو ما نركز فيه كحل سحري وفعال في تجفيف منابع الجريمة بكل صورها، فلو لم يكن هناك وعي فلا قيمة من حلول أخرى، علاوة على ذلك أن هذه الجرائم تمثل مشكلة مجتمعية معقدة تتطلب معها تضافر جهود جميع أفراد المجتمع للتصدي لها، عبر التوعية التي تمكننا من الحد هذه الجرائم وحماية الأسرة والمجتمع من آثارها المدمرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ارتكاب جرائم التواصل الاجتماع الخلافات الزوجية العلاقة الحميمة جرائم القتل زوجية هذه الجرائم على ید
إقرأ أيضاً:
خبير: الاحتفاظ بالخصوصية وحل الخلافات بعيدًا عن تدخل الأهل سر نجاح الحياة الزوجية
قال الدكتور أحمد فوزي، استشاري العلاقات الأسرية، إن الخلافات الزوجية أمر طبيعي في أي علاقة، وأن اختلاف الطباع والعادات بين الزوجين يُعتبر من الأسباب الرئيسية لهذه الخلافات. وأوضح أن الزوج قد يكون معتادًا على تناول الفطار والغداء والعشاء في مواعيد محددة، بينما الزوجة قد ترغب في الاستيقاظ في وقت متأخر، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل بسبب هذه الفروق البسيطة.
أهمية التفاهم قبل الزواجوأشار فوزي إلى ضرورة أن يتفق الزوجان على بعض القواعد الأساسية قبل الزواج لضمان نجاح الحياة الزوجية، وأكد أهمية وجود يوم في الأسبوع مخصص للزوج والزوجة، بعيدًا عن الالتزامات العائلية أو الاجتماعية، لضمان الحفاظ على العلاقة الشخصية بينهما. كما شدد على ضرورة الاتفاق المسبق على دور الزوجة في "بيت العيلة" وكيفية تقسيم المسؤوليات داخل الأسرة الممتدة.
كيفية تقليل الخلافات الزوجية: الاتفاق المسبق والتواصل الفعّالأوضح فوزي أن الحل الأمثل لتقليل الخلافات الزوجية هو الاتفاق المسبق بين الزوجين على طريقة التعامل مع الحياة الزوجية بعد الزواج.
وقال إن وجود آلية واضحة لحل الخلافات يُعد أمرًا أساسيًا للحفاظ على استقرار العلاقة، سواء من خلال التفاوض بين الزوجين أو اللجوء إلى أطراف ثالثة مثل أهل الزوجة في حال حدوث خلافات كبيرة.
وأضاف أن أي أزمات قد تُحل بسهولة أكبر إذا تم التعامل معها بهدوء ودون إفشاء أسرار الزوجة أمام الآخرين.
الاحتفاظ بالخصوصية وحل الخلافات بعيدًا عن تدخل الأهلتابع فوزي أن الزوج يجب أن يلتزم باللجوء إلى أهل الزوجة في حال حدوث خلاف مع زوجته، لأن هذا يساهم في حل الأزمات بطريقة سليمة دون المساس بخصوصية العلاقة.
وأكد أن إفشاء أسرار الزوجة قد يضر بالعلاقة بين الزوجين ويساهم في تفاقم المشكلات.
التفاهم المشترك.. الأساس لحياة زوجية ناجحةوشدد الدكتور أحمد فوزي على أن التفاهم بين الزوجين هو أساس نجاح الحياة الزوجية، وأكد أنه لا بد من التوصل إلى توافق حقيقي بين الزوجين بشأن كيفية التعامل مع أي خلافات قد تطرأ على مدار حياتهم المشتركة، مع ضرورة وجود قنوات تواصل فعّالة تحافظ على استقرار العلاقة وتحل المشكلات بطريقة ناضجة.