تأثير وسائل التواصل الإجتماعي على حياتنا: حوار مع رجل الأعمال فهد الزاهد
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
خاص بتجــرد: في ظل التحولات السريعة التي شهدها العالم الرقمي مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، شهدت المجتمعات تغيرات جذرية أثرت سلباً على العلاقات الإنسانية وأسلوب التفاعل بين الأفراد.
في حديث حصري مع رجل الأعمال فهد الزاهد، رئيس مجلس إدارة شركة لايف ستايلز ستوديوز، عبّر عن رأيه الصريح حول هذه التأثيرات، معتبراً أن المجتمع فقد جزءاً كبيراً من إنسانيته بسبب الاعتماد المفرط على هذه الوسائل.
يقول الزاهد: “لقد فقدنا إنسانيتنا مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي”. وأوضح أن اللقاءات الاجتماعية أصبحت تفتقر إلى الروح الحقيقية للتواصل: “يجتمعون ولا ينظرون إلى أصدقائهم، يتصفحون هواتفهم ولا يسمعون ما يُقال لهم”.
وأضاف الزاهد: “الناس باتوا يهتمون بعدد الإعجابات “likes” على حساباتهم أكثر من أن يسمعوا من صديق عزيز عبارة “أشتاق إليك”. أصبح الاهتمام بالمظاهر الإلكترونية أكبر من الاهتمام بالعلاقات الحقيقية، حيث يُعايدون الغرباء على وسائل التواصل الاجتماعي في أعياد ميلادهم، بينما ينسون تهنئة أصدقائهم المقربين في المناسبات الخاصة”.
كما أشار الزاهد إلى التغيرات اليومية في طريقة تفاعل الناس مع البيئة المحيطة: “يمشون في المولات وأعينهم في هواتفهم. لا ينظرون إلى ما هو معروض ولا يلاحظون أين هم ذاهبون. أصبحنا في عالم افتراضي أكثر من عالم واقعي، حيث بات التركيز على العالم الرقمي أكبر من اهتمامنا بالحياة الحقيقية ومن هم حولنا”.
واختتم الزاهد حديثه مؤكداً على الحاجة الماسة لإعادة النظر في كيفية استخدامنا لهذه المنصات، والتركيز على العلاقات الإنسانية الحقيقية التي تشكل أساس المجتمع.
هذه الكلمات تعكس قلقاً متزايداً حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية، وتدفعنا للتفكير في كيفية استعادة إنسانيتنا المفقودة.
main 2024-10-15Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة بالحرمين: الخضوع لسلطان العادات بعيدًا عن أنوار الوحيَين يضيّع أجور الأعمال.. وحب الله يستلزم طاعته وطاعة رسوله
ألقى الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال فضيلته: حين تستحكم الآفات، وتستشري العِلَل، وتكثر الأدواء، تضطرب عند ذلك الألباب، وتلتاث العقول، وتحار الأفهام، فتنأى بالمرء عن سلوك الجادة، وتحيد به عن الصراط، وتحدث في نظام الحياة فسادًا عريضًا، حيث يشيع الخلل، ويفشو العوج، وتختل الموازين، وتنعكس الأمور، فيقدَّم المؤخر، ويؤخر المقدَّم، وتصغَّر العظائم، وتعظَّم الصغائر، وتحفظ الفروع، وتضيَّع الأصول.
وأضاف الشيخ أسامة: إن في دنيا الواقع من صور حفظ الفروع وتضييع الأصول ما لا يكاد يُحصى من الصور، فترى في الناس مَن يجتهد في ألوان القربات ليله ونهاره، ليزدلف بها إلى مولاه، ويحظى عنده بالدرجات العُلا والنعيم المقيم، لكنه يقرن ذلك بما يفسد عليه جده ونصبه، ويحبط عمله واجتهاده، حين يشرك بالله غيره، بدعاء أو باستعانة أو باستغاثة أو بذبح أو بنذر أو بصرف أي نوع من أنواع العبادة التي هي حق خالص لله، لا يجوز صرف شيء منها لغيره سبحانه. وحين يأتي كاهنًا أو عرَّافًا فيسأله ويصدِّقه، وحين يعلِّق تميمة أو ودعة يستدفع -بزعمه- الضرَّ عن نفسه أو أهله وولده، مع أن الله تعالى قد بيَّن لعباده في كتابه بواضح البيان، أن عاقبة ما كان من هذا الإشراك شركًا أكبر هو حبوط العمل وفساده، وعدم انتفاع عامله به في الآخرة، وتحريم الجنة عليه وجعل مأواه النار، فقال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أنه مِنَ الناس مَن يُعنى بإقامة حروف القرآن وتجويدها، وتحسين الصوت بالتلاوة، ويضيع حدوده، ويهمل العمل بما أنزل الله فيه، ويغمض الأجفان عن تدبر معانيه، والتأثر بعظاته، والاعتبار بقصصه وأمثاله.. ومِنَ الناس مَن يحترز من رشاش النجاسات أن يصيب ثيابه شيء منها، لكنه لا يتوقَّى من غيبة أو نميمة أو قول زور.. ومَن يكثر من الصدقات، لكنه لا يتورَّع عن مال حرام. ومِنَ الناس مَن يصلي بالليل ويصوم النهار، لكنه يؤذي جيرانه ويتعدّى على حقوقهم، ويستطيل في أعراضهم، حتى تكون جيرته عليهم همًّا ثقيلاً، وشرًّا مستطيرًا، وبلاءً عظيمًا.. ومِنَ الناس مَن يَبَرُّ معارفه وعشراءه بإقامة أوثق العلائق معهم، لكنه يعق والديه وإخوانه، ويقطع رحِمه، ويتبرأ من قرابته وأهل بيته.. ومِنَ الناس مَن يجود على الفقير البعيد، لكنه يدع أهل بيته عالة يتكففون الناس، أو يضيق عليهم في النفقة الواجبة، فلا يعطيهم ما يكفيهم بالمعروف.. ومِنَ الناس مَن يصون لباسه ومركبه وفراشه عن الأدناس والأقذار، لكنه لا يحفظ سمعه وبصره عن التلوث بأرجاس الحرام.. ومِنَ الناس مَن يطيع في صغار الأمور دون كبارها، وفيما تخف عليه مؤونته دون ما عليه فيه مشقة.
وأكد الدكتور أسامة أنه لا ريب أن مبعث هذا الانحراف، ومصدر هذا العِوَج، في تضييع الأصول وحفظ الفروع، إنما هو الخضوع لسلطان العادات، والإذعان لهيمنة الأعراف، بعيدًا عن أنوار الوحيَين، قصيًّا عن ضوابط التنزيلَين، وكذا اتباع الهوى بغير هدى من الله، وفصول جهل بدين الله، وقلة الناصح وندرة المعين..
ألا وإن المخرج من كل أولئك لا يكون إلا بدواء العلم والعمل. أما العلم فلأنه يقف صاحبه به على القواعد والأصول والأسس التي تُبتنى عليها الفروع، وتقوم عليها الجزئيات، وينشئ له فكرًا منظَّمًا منضبطًا يضع الأشياء في مواضعها، ويعرف للأعمال مراتبها ومنازلها. وأما العمل فلأنه يقع صحيحًا موافقًا لما شرعه الله، ماضيًا على نهج رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، سعيدًا بالقَبول، مُبلِّغًا كل مأمول.
وبيّن فضيلته أن مخالفة الهوى، والاجتهاد في ضبط الأعراف والعادات بضوابط الشرع، مما يرجى أن يستصلح به هذا الانحراف، ويُقام به هذا العِوَج، ويثوب به المسلم إلى طريق دينه القويم.
وذكر الشيخ أسامة أن عِظَم الخسارة التي يُمنى بها مَن يحفظ فروعًا ويضيِّع أصولاً، ولاسيَّما إذا كانت هذه الأصول توحيدًا وإيمانًا، خليق بأن يحمل أولي الألباب على كمال العناية بهذا الأمر، وشدة الحذر من التردِّي في وهْدَته، وتمام الحرص على التجافي عن كل سبيل يفضي إليه، وكل حامل يحمل عليه.. وأي خسارة وأعظم من أن يحبط عمل العامل، أو يُنتقص من أجره، أو يُضاعف في وزره.
وحذر من تضييع الأصول، وقال: واعرفوا لكل شيء قدره، وانزلوه منزلته، تستقم أموركم، وتَطِب حياتكم، وتحظَوا برضوان ربكم.
* وفي المسجد النبوي الشريف، ألقى الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي خطبة الجمعة اليوم، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله عز وجل، فهي ميزان الكرامة وسر الاستقامة، مستشهدًا بقوله جل وعلا {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّه أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّه عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وقال الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي: إن الحبّ الصدق الذي يغمُرُ القلوبَ الشفيفة من أرَقّ المشاعر الإنسانية وأرْقاها، وأصدقها وأنقاها، ولَكَمْ عبَّر البلغاء وحبَّر الفصحاء فيه من بدائع القولِ ومحاسنِ الكَلِم ما يحرِّك سواكنَ العاطفة ويستثير كوامن الشعور، إلا أن هنالك نوعًا من الحبّ يتسنَّم مراتبَه ويعتلي منازلَه، لأنه يتسامى عن قيود المادّيّات والدنيويات، ويتعالى عن حدود الشهوات الدَّنِيّات، ولأنه يُفِيضُ ذلك الحبَّ المنهمرَ من القلب إلى مُبْدِع ذلك القلبِ وخالقِه، إنه حبّ الله تعالى وتقدّس.
وأضاف: إن محبة الله تعالى هي روح العبادة وحقيقتُها وسرُّها، فإنه لا يستحقّ أحد كمالَ ذلك الشعورِ وبذلَ منتهاه إلا أن يكون محبوبًا لذاته ومحبوبًا من كل وجه، وليس شيءٌ يُحَبّ لذاته ومن كل وجه إلا الله -جل وعز- وحده، فلذلك لا يستحق أحد العبودية ولا كمالَ المحبة سواه.
وأوضح فضيلته أن الله تعالى هو الـمُسدي للنِّعَم على الحقيقة، والفاتح لأبوابها، والـمُوصِل لأسبابها، مشيرًا إلى أن النفوس الكريمة مجبولة على حبّ مَن أحسن إليها، فكيف إذا كان هو الذي منه كلُّ إنعامٍ وإحسان، مستشهدًا بقوله تعالى {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ}.
وذكر أمام وخطيب المسجد النبوي أن نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ أعلمَ الخلق بالله، وأكملَهم عبودية لمولاه، كان أكثرَهم له استغفارًا وتوبة وإنابة، قال أبو هريرة: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: “والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة”. هذا وقد غفر له ربّه ما تقدم من ذنبه وما تأخر. مبينًا أنها المحبة الصادقة التي تترجم تلك العبودية الكاملة من ذلك النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
وأبان فضيلته أن المؤمن حين يتفكر في جليل صفات الله وجزيلِ مِنَنِه عليه يتعاظم في قلبه حبّه، حتى يكونَ الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، مستشهدًا بقوله ـ عليه الصلاة والسلام: “ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، ومن أحبَّ عبدًا لا يحبه إلا لله عز وجل، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار”.
وتابع الشيخ الحذيفي بقوله: إن الحب الصادق لله يستلزم طاعة الله، وطاعة الله لا تكون إلا باتباع رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ فإذا اتبع المؤمن المحبّ لربه حبيبَ ربه ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقد بشّره الله في كتابه ببشارتين: بمحبتِه سبحانه له، ومغفرتِه لذنوبه، مستشهدًا بقوله جل شأنه {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
وختم فضيلته الخطبة مبينًا أن هذا اليوم تُندب فيه كثرة الصلاة والسلام على خير الخلق وسيد الأنام، موصيًا المسلمين بالإكثار من الصلاة والسلام عليه، لتكون لكم قربة إلى الله وزلفى لديه، مستشهدًا بقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي”.