مهمة يوروبا كليبر في طريقها إلى كوكب المشتري
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
أطلقت وكالة ناسا مركبتها الفضائية يوروبا كليبر، وهي الأكبر على الإطلاق التي بنتها لمهمة متجهة إلى كوكب آخر، على متن صاروخ فالكون هيفي من إنتاج سبيس إكس من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا.
وأكد مراقبو المهمة في مختبر الدفع النفاث التابع للوكالة أن يوروبا كليبر انفصلت بنجاح عن المرحلة الثانية من الصاروخ ونشرت بالفعل صفيفين شمسيين يحيطان بجسمها الرئيسي.
والآن، بدأت المركبة الفضائية رحلتها التي تبلغ 1.8 مليار مليون يوروبا، أحد أقمار المشتري وأحد أكثر العوالم الصالحة للحياة خارج كوكبنا، والتي ستستغرق خمس سنوات ونصف للوصول إليها.
لن تتجه يوروبا كليبر مباشرة إلى كوكب المشتري - بل ستحلق بدلاً من ذلك بالقرب من المريخ، وفي عام 2026، بالقرب من الأرض لاستخدام جاذبية الكوكبين لتعزيز زخمها.
وتتمثل خطة ناسا في استخدام هذا الزخم لدفع المركبة الفضائية نحو النظام الشمسي الخارجي. يحتوي يوروبا على غلاف جليدي سميك يقدر سمكه بحوالي 10 إلى 15 ميلاً، ويغطي محيطًا من المياه المالحة قد يحتوي على ضعف كمية المياه في محيطات كوكبنا مجتمعة. ونظرًا لأن العلماء يعتقدون أن الحياة على كوكبنا نشأت من المحيط، فقد يستضيف يوروبا أيضًا مركبات عضوية ويحتوي على مصادر للطاقة.
قالت ساندرا كونلي، نائبة المدير المساعد في مديرية بعثات العلوم في وكالة ناسا: "يعتقد العلماء أن يوروبا لديه ظروف مناسبة تحت سطحه الجليدي لدعم الحياة. وتتمثل ظروفه في الماء والطاقة والكيمياء والاستقرار".
عند الوصول إلى يوروبا في عام 2031، ستحلق كليبر بالقرب من القمر 49 مرة، لتقترب من سطحه على مسافة 16 ميلاً. جهزت وكالة ناسا المركبة الفضائية بتسعة أجهزة، بما في ذلك رادار اختراق الجليد وكاميرات وجهاز حراري، موضوعة داخل قبو مصنوع من التيتانيوم والألمنيوم لحمايتها من الإشعاع الشديد الذي ينتجه كوكب المشتري. ستشغل المركبة كليبر أجهزتها في نفس الوقت كلما مرت بالقمر للتحقيق في مدى سمك الغلاف الخارجي لأوروبا ومدى عمق المحيط تحت كل هذا الجليد. ستبحث أيضًا عن مناطق ذات جليد أكثر دفئًا وتجد أي أعمدة من بخار الماء يمكن أن تهرب من الغلاف الجليدي لأوروبا.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
تلسكوب جيمس ويب يرصد نهاية كوكب ابتلعه نجمه المضيف
رصد علماء الفلك، من خلال تلسكوب "جيمس ويب"، مشهدا كونيا نادرا لكوكب يلقى مصيره المحتوم داخل نجمه المضيف، بعد أن ابتلعه نتيجة تآكل مداره بمرور الزمن.
حدثت الواقعة على بعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة العقاب ضمن مجرة درب التبانة.
ويعود أول اكتشاف لهذه الظاهرة إلى أيار /مايو 2020، حين رُصدت دلائل على فناء كوكب بفعل تضخم نجمه في مرحلة متقدمة من عمره ليصبح عملاقا أحمر.
لكن مشاهدات جديدة أجراها التلسكوب الفضائي، الذي أُطلق عام 2021 وبدأ تشغيله عام 2022، كشفت سيناريو مغاير، حيث تبين أن الكوكب هو من تحرك باتجاه النجم، لا العكس.
وقال رايان لاو من مختبر "NOIRLab" التابع لمؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، والمعد الرئيسي للدراسة المنشورة في دورية "أستروفيزيكال"، "نعلم أن هناك كمية لا بأس بها من المواد من النجم تُطرد في أثناء اتجاه الكوكب للسقوط المميت. والدليل بعد وقوع الاصطدام هو هذه المادة الغبارية المتبقية التي قُذفت من النجم".
وبحسب ما وثقه التلسكوب، فقد شكل الحادث سحابة غبار باردة متوسعة، وحلقة من الغاز الساخن حول النجم، الذي يتميز بأنه أقل إشراقا وأكثر حمرة من شمسنا، وتبلغ كتلته نحو 70 بالمئة من كتلتها.
ويُعتقد أن الكوكب المنكوب كان من نوع "المشتريات الحارة"؛ وهي كواكب غازية عملاقة تدور في مدارات ضيقة حول نجومها وتتميز بدرجات حرارة مرتفعة.
وقال مورغان ماكلاود، الباحث في مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية والمعد المشارك للدراسة، "نعتقد أنه ربما كان كوكبا عملاقا، على الأقل أكبر عدة مرات من كتلة كوكب المشتري، ليتسبب في مثل هذا الاضطراب المذهل الذي شهدناه للنجم".
وبحسب الباحثين، فإن مدار الكوكب تقلص تدريجيا بفعل التفاعل الجاذبي مع النجم، حتى بدأ بالاحتكاك بالغلاف الجوي للنجم، ليسقط في النهاية بداخله.
وأوضح ماكلاود "يسقط الكوكب داخل النجم ويتجرد من طبقاته الغازية الخارجية أثناء توغله داخل النجم. وخلال هذه العملية، ترتفع درجة حرارة هذا الاصطدام ويطرد غازات النجم، مما ينتج الضوء الذي نراه، والغاز والغبار والجزيئات التي تحيط بالنجم الآن".
ورغم هذه التحليلات، يقر العلماء بعدم معرفتهم الدقيقة لما حدث للكوكب بعد الاصطدام. وأشار ماكلاود إلى أنه "في هذه الحالة، رأينا كيف أثر سقوط الكوكب على النجم، لكننا لا نعرف على وجه اليقين ما حدث للكوكب".
وأضاف أنه "في علم الفلك، هناك أشياء كثيرة شديدة الضخامة وشديدة البعد لدرجة يصعب معها إجراء التجارب عليها. لا يمكننا الذهاب إلى المختبر وسحق نجم وكوكب معا. لكننا يمكننا محاولة إعادة بناء ما حدث باستخدام نماذج الكمبيوتر".
ولا يُعتقد أن أيا من كواكب النظام الشمسي في خطر وشيك مشابه، نظرا لعدم قربها الكافي من الشمس. إلا أن العلماء يتوقعون أنه بعد نحو خمسة مليارات سنة، ستتمدد الشمس في مرحلة العملاق الأحمر وقد تبتلع عطارد والزهرة، وربما الأرض أيضا.
وقال لاو "تشير ملاحظاتنا إلى أن الكواكب ربما تكون أكثر عرضة لملاقاة مصيرها المحتوم عن طريق التحرك ببطء نحو نجمها المضيف (الذي تدور حوله) بدلا من تحول النجم إلى عملاق أحمر يبتلعها".
وأضاف الباحث في مختبر "NOIRLab" التابع لمؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، أنه "ومع ذلك، يبدو نظامنا الشمسي مستقرا نسبيا، لذا لا داعي للقلق إلا من تحول الشمس إلى عملاق أحمر وابتلاعنا”.