عمليةُ “بنيامينا”: كيانُ العدوّ أوهنُ من بيت العنكبوت
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
عبدالحميد الغرباني
على الرغم أن ما تعرَّضَ له حزبُ الله من عدوانٍ يهدُّ دُوَلًا ويُسقِطُ جيوشًا، تبقى القاعدة أن ما لا يقتلْك يجعلْك أقوى، وانتظامُ عمليات خيبر تشهدُ على ذلك.
ويمكن أن نستوقفَ أكثرَ عند نتائج ورسائل وأبعاد عملية الانقضاض على معسكر تدريب لواء غولاني في بنيامينا جنوبي حيفا، في قراءة العملية لا يمكن تجاوُزُ نجاح عبور مسيَّرات المقاومة لجغرافيا مُقاتلة بشبكات استطلاع ومنظومة دفاع جوي مُتعددة ومتطورة وغيرها من تقنيات التجسس الإسرائيلية الغربية، مع كُـلّ ذلك -ما خفي أعظم- اقتنص الهدفَ بدقة.
هذا إنجازٌ نوعي مزدوجٌ يشكِّلُ انعكاسًا لطبقات من فشل الردع الإسرائيلي، قدمت المقاومة دليلا عملانيًّا على معرفتها ودراستها العميقة لوسائط الدفاع الجوي في كيان العدوّ من جهة، ومن أُخرى برهنت على قدرة فائقة في اختراق أجهزة الرصد المختلفة، وَتوقيت العملية أَو الهجوم على الصهاينة وهم يتحضَّرون للمشاركة في جولة اعتداء على لبنان يعكسُ وجهَ النجاح الاستخباراتي للعملية، هُدهُد المقاومة لم تُخيِّبِ الآمالَ، ولم يعد ثَمَّ مجالٌ للتشكيك أن حزب الله -كما أكّـد غيرَ مرة- يسمع ويرى، حَيثُ لا يتوقعُ العدوّ الإسرائيلي وأن بإمْكَانها أن تُحوِّلَ بنكَ الأهداف لديها لعمليات يومية لا تتوقفُ، مع فُسحة مع ما يطلبه الوضع الميداني.
كُـلّ ما سبق اليوم يفرض نفسَه على جبهة العدوّ من تل أبيب إلى واشنطن، الموساد وَالمخابرات المركزية وجهات أُخرى تبحثُ هذا النوعَ من التحديات المُميتة، والخبراء يحللون هذا النموذج من المُسيَّرات:- ميزاته وخصائصه وسُرعته القصوى، وَكيف يمكن رفع فعالية أنظمة الدفاع الجوي أمام هذا النوع من المُسيرات وتلافي ثغراتها.
وسبق وفعلوا ذلك حين دشّـنت جبهة الإسناد اليمنية مرحلةً خامسةً من التصعيد بعملية يافا الشهيرة، مع ذلك لا يُمكِنُ أن يبلُغَ العدوُّ مرحلةً أُخرى أكثرَ تقدُّمًا في ما يمتلكُ من تقنية وأسلحة دون ثغرات تمكّن المؤمنين من إلحاق الضرر به وخلق توازن رعب، وهذا ما أثبتته الوقائعُ.
وَلمن قد يستغرب هذا اليقين بشأن أن العدوّ لا يمكن أن يحوز أسلحة وتقنيات وإمْكَانات دون ثغرات، يتولى الشهيدُ القائد إيضاحَ ذلك في (مديح القرآن الدرس الرابع) يقولُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “مسألة التوازن مسألة التوازن هذا نفسه أن تفهم سُننًا أُخرى، لا تأتي تقارن بين نفسك بأن ما عندك إلا بندق أَو عندك حاجة بسيطة، والآخر عنده طائرة وعنده كذا؛ فتقول متى ما قد عندي طائرات ودبابات وعندي كذا وعندي كذا… إلخ فسأعمل كذا ما هو قد يقول الناس هكذا؟
لا أفهمُ في الواقع بأنّ هذا العدوَّ الكبيرَ توجد ثغرات لديه، توجد نقاط ضعف رهيبة جِـدًّا، توجد وسائل في متناولك أن تعملها تؤثِّر عليه، وأنت في مواجهته أنك فعلًا تؤثِّر عليه فعلًا، خَاصَّة في الزمن هذا الحرب في الزمن هذا وإنْ بدت أرهب هي أسهل هي أسهلُ، وَوسائلُ مواجهة العدوّ كثيرة ومتنوعة في متناول الناس أن يعملوا الكثيرَ منها؛ ففي يديك وسائلُ تعيقُه عن استخدام السلاح الكبير ذلك. إذن هذا توازُنٌ أليس توازُنًا؟”.
من المهم هنا الإشارة إلى أن الشهيدَ القائدَ قُبَيْلَ أن يوضحَ مسألة التوازن سبق وَأكّـد على جُملةِ متطلبات في هذا السياق، منها أن المسلمين ملزَمون أن يطوِّروا أنفسَهم على أرقى مستوى، وَيعدوا كُـلّ قوة يستطيعونها، وهكذا مع المنظومة الكاملة من الجهاد والإعداد والمواجهة لن يخذلنا البارئ “سُبْحَانَه”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
بلدية غزة: المدينة تواجه أزمة “عطش شديد” بسبب قطع إمدادات الطاقة والمياه
يمانيون../
حذّرت بلدية غزة من خطورة الأوضاع الإنسانية والصحية في المدينة نتيجة استمرار العدو الصهيوني في إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود ومصادر الطاقة اللازمة لتشغيل المرافق والخدمات الأساسية، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات التعسفية تهدد بتفاقم الأوضاع وقطع سبل الحياة والمياه في المدينة.
وقالت البلدية، اليوم الأحد، في بيان صحفي إن العدو يواصل سياساته التعسفية عبر وقف إمدادات الوقود والطاقة وتهديده بوقف ضخ المياه من خط “مكروت”، الذي يُعد شريانًا رئيسيًا لتزويد المدينة بالمياه، حيث يغطي حاليًا نحو 70% من احتياجاتها اليومية.
وأكدت البلدية أن وقف مصادر الطاقة سيؤدي إلى حالة شلل شبه كامل في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، إلى جانب توقف العديد من الخدمات الحيوية الأخرى، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية والصحية التي تعاني منها المدينة في ظل العدوان المستمر.
وأشارت إلى أن توقف خط “مكروت” سيؤدي إلى أزمة عطش خانقة في المدينة ويُهدد الحياة الإنسانية فيها ويؤدي الى تدهور الصحة العامة وانتشار الأمراض.
ودعت بلدية غزة المؤسسات والهيئات الأممية والدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المدينة، والضغط على العدو الصهيوني لإلزامه باحترام القوانين والمواثيق الدولية، وضمان توفير مصادر الطاقة والمياه دون أية عوائق.
وفي مطلع الشهر الجاري، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت 42 يوما، وتتنصل قوات العدو من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء العدوان.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت قوات العدو الصهيوني مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتهدد بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وخلّفت حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة بين السابع من أكتوبر 2023 و19 يناير الماضي، بمساندة الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.