الفجيرة (وام)
  واصل معرض الفجيرة لكتاب الطفل فعالياته لليوم الثالث بتقديم حزمة من البرامج والورش الثقافية التوعوية والجلسات الحوارية وتوقيع الكتب، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة المتميزة التي تخاطب خيال الصغار، وتفتح لهم آفاقاً واسعةً للإبداع، بمشاركة عدد من الكتاب والمختصين في أدب الطفل، والمؤثرين الذين عكسوا تجاربهم في سرد القصص، وغرس حب القراءة في نفوس الأطفال.

وجرى خلال اليوم الثالث من المعرض في جناح بيت الفلسفة توقيع كتاب «سلسلة قصص فلسفية» من تأليف أطفال مخيم بيت الفلسفة الصيفي، ويتناول موضوعات فلسفية حيوية، مثل مشاعر الخوف، الصدق، الذكاء العاطفي، قيم الخير والشر، العلم والصداقة، ‎ويمتاز بأسلوب سرد قصصي فلسفي، ويطرح تساؤلات عميقة حول مفاهيم إنسانية يساهم عبرها في تعزيز التفكير الفلسفي والتساؤل لدى الأطفال.
 ووسط تفاعل وإقبال كبير من الأطفال، نظم المعرض قراءة قصصية بعنوان «ممحاة الأكاذيب»، قدمتها عائشة الخيال النائب الأول لرئيس البرلمان الإماراتي للطفل والكاتبة في أدب الأطفال.
ومن خلال الورشة، حرصت عائشة الخيال على تعليم الأطفال أهمية التفكير، وأن الشجاعة السبيل لمواجهة الحقائق، واكتساب القيم النبيلة.
 واختتمت فعاليات ثالث أيام المعرض بجلسة حوارية مميزة تحدثت فيها الكاتبة الإماراتية المتخصصة في أدب الطفل، نادية النجار، وحاورها غيث الحوسني وتناولت عالم الخيال والفانتازيا، وقدمت معلومات شاملة حول مفهوم وتاريخ هذا النوع الأدبي الفريد، واستعرضت تطور أدب الخيال في الأدب العالمي والعربي والإماراتي، مؤكدة أهمية المطالعة للأطفال في تنمية خيالهم ووعيهم.

أخبار ذات صلة مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة تشارك بـ«فرانكفورت للكتاب» «تغيير حياتك يبدأ بتغيير عاداتك».. محاضرة في مكتبة محمد بن راشد

المصدر: صحيفة الاتحاد

إقرأ أيضاً:

يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل

في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟

التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.

لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟

وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.

في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.

وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟

عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟

في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • محمد رجب: رامز جلال عم المجال شربني مقلب ولا في الخيال
  • دراسة تؤكد أهمية التوسع في مناهج التمريض الصحي للأطفال
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • منتدى الفجيرة الرمضاني يناقش دور القيم في بناء الإنسان
  • حمد الشرقي يستقبل ولي عهد رأس الخيمة والمهنئين بشهر رمضان بحضور ولي عهد الفجيرة
  • سنة أولى صيام.. كيف تحفزين طفلك لشهر رمضان؟
  • التضامن واليونيسف يبحثان دعم التعاون المشترك في مجالات الطفل والحماية الاجتماعية
  • شرطة دبي تفتتح المعرض المجتمعي «ممشى الغاف الرمضاني»
  • لماذا يتأخر طفلك في النطق؟.. 5 أسباب قد تفاجئك!
  • رمضان فرصة ذهبية لغرس قيم الصبر والتحمل في نفوس الأبناء.. تفاصيل