شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والمملكة العربية السعودية طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في ظل الرؤية الاستراتيجية التي تجمع البلدين لتعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتنمية المستدامة. وتعتبر هذه المشاريع المشتركة ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد المصري من جهة، وتعزيز دور السعودية كمستثمر رئيسي في المنطقة من جهة أخرى.

الاستثمارات السعودية في مصر: نمو متسارع

وفقًا لبيانات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، بلغت الاستثمارات السعودية في مصر نحو 32 مليار دولار خلال العقد الأخير. وتنوعت هذه الاستثمارات لتشمل قطاعات حيوية مثل الطاقة، البنية التحتية، الزراعة، والسياحة.

مشروع الربط الكهربائي: يُعد مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية من أهم المشاريع المشتركة التي تهدف إلى تبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين. يبلغ إجمالي استثمارات المشروع نحو 1.8 مليار دولار، حيث من المتوقع أن ينقل المشروع 3 جيجاوات من الكهرباء يوميًا بين البلدين، مما يسهم في تحقيق استقرار الطاقة والاستفادة من فائض الإنتاج لدى كلا الطرفين.
• المشاريع السياحية والعقارية: شهدت السياحة والاستثمار العقاري اهتمامًا واسعًا من المستثمرين السعوديين. وفي إطار التعاون المشترك، تم الإعلان عن استثمارات سعودية في العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة البحر الأحمر بقيمة تصل إلى 5 مليارات دولار. وتشمل هذه الاستثمارات مشاريع تطويرية لمناطق سياحية وفندقية فاخرة على ساحل البحر الأحمر، بالإضافة إلى مساهمات في بناء المدن الذكية والبنية التحتية بالعاصمة الإدارية.
• مشروع نيوم: يعتبر مشروع “نيوم” من أكبر المشروعات الإقليمية التي يساهم فيها كل من مصر والسعودية. بتكلفة تصل إلى 500 مليار دولار، يهدف هذا المشروع إلى إنشاء مدينة عالمية تعتمد على التكنولوجيا المستدامة والابتكار. تمتد منطقة المشروع على مساحة كبيرة تشمل أراضي مصرية وسعودية، ويعد هذا المشروع منصة أساسية لزيادة الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا والسياحة البيئية.

التعاون في مجال الطاقة المتجددة

شهدت مصر والسعودية تعاونًا متزايدًا في مجال الطاقة المتجددة، حيث تم تنفيذ عدد من المشاريع الهامة لتطوير مصادر الطاقة النظيفة.

• مشروع الطاقة الشمسية: استثمرت السعودية في مشروع طاقة شمسية ضخم في مصر بقيمة 450 مليون دولار، ويهدف المشروع إلى إنتاج 2 جيجاوات من الكهرباء النظيفة، وهو ما يسهم في تعزيز استدامة قطاع الطاقة في البلدين وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
• مشروع طاقة الرياح: بالإضافة إلى الطاقة الشمسية، تعمل مصر والسعودية على تطوير مشروع طاقة الرياح في منطقة خليج السويس، باستثمارات تصل إلى 500 مليون دولار. ومن المتوقع أن يساهم المشروع في توليد 1.5 جيجاوات من الطاقة، مما يساعد على تنويع مصادر الطاقة وتعزيز كفاءة استخدامها.

الشراكات في قطاع البتروكيماويات

يشكل قطاع البتروكيماويات جزءًا أساسيًا من التعاون الاقتصادي بين مصر والسعودية. استثمرت الشركات السعودية، مثل “سابك” و”أرامكو”، في تطوير مصانع بتروكيماويات مشتركة في مصر بقيمة تتجاوز 7 مليارات دولار. وتعمل هذه المشاريع على تلبية الطلب المتزايد على المواد الخام في الصناعات التحويلية، إضافة إلى تعزيز دور مصر كمركز إقليمي لصناعات البتروكيماويات.

المشاريع الزراعية والغذائية

تمثل الزراعة جزءًا هامًا من التعاون المشترك، حيث شهدت مصر استثمارات سعودية كبيرة في القطاع الزراعي بقيمة 2.5 مليار دولار. تمثل هذه الاستثمارات تعزيزًا لقدرة مصر على توفير الأمن الغذائي، وتطوير مشاريع زراعية كبرى لتصدير المحاصيل إلى المملكة العربية السعودية ودول أخرى.

نمو التجارة بين البلدين

بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية في السنوات الأخيرة نحو 8 مليارات دولار سنويًا، مع توقعات بزيادة هذا الرقم بفضل المشاريع الاستثمارية المشتركة. تركز التجارة بين البلدين على منتجات النفط، المنتجات الزراعية، السلع الصناعية، والمواد الخام. ويعتبر هذا النمو في التجارة جزءًا من خطط البلدين لتعزيز التكامل الاقتصادي.

تعكس هذه المشاريع بين مصر والسعودية التزام البلدين بتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، من خلال مشاريع تتوزع على قطاعات حيوية مثل الطاقة، البنية التحتية، السياحة، والبتروكيماويات. ومع استمرار تدفق الاستثمارات، من المتوقع أن تستمر هذه الشراكة في النمو لتشكل نموذجًا للتعاون الإقليمي الناجح في المنطقة العربية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استثمارات السعودية في مصر استثمارات سعودية الاستثمارات السعودية فى مصر الاستثمار العقاري الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة الربط الكهربائي بين مصر والسعودية الربط الكهربائي العلاقات الاقتصادية هيئة العامة للاستثمار مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية مصر والسعودية مشروع الربط الكهربائى منتجات النفط مملكة العربية السعودية بین مصر والسعودیة السعودیة فی بین البلدین ملیار دولار فی مصر

إقرأ أيضاً:

الطاقة والبنية التحتية تدعم جائزة جرين باور الإمارات الكبرى 2025

أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية، دعمها لجائزة جرين باور الإمارات الكبرى 2025، المقررة في 4 مايو الجاري، حيث ستجتمع فرق من الطلاب من مختلف مدارس الإمارات في كارت زون في حلبة ياس مارينا في أبوظبي، للتنافس في سباق سيارات كهربائية.

وتعتبر هذه المسابقة، التي تقام للسنة الثانية على التوالي، تتويجًا لعدة أشهر من العمل الجاد من قبل الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عامًا، حيث قاموا ببناء سيارات كهربائية، وتعلموا عن تقنيات السيارات الكهربائية، وصمموا هيكل سياراتهم باستخدام مواد مستدامة ، كما يساعد البرنامج الطلاب على تطوير مهارات العمل الجماعي، وحل المشكلات، والإدارة ، فيما يتم تنظيم الحدث من قبل شركة "Pole Position" الاستشارية في مجال سباق السيارات في الإمارات.


وبعد نجاح الموسم الأول في الإمارات، يواصل البرنامج بناء سجل حافل من التميز، ويهدف إلى إنتاج ألمع المهندسين في المستقبل من الإمارات.

ويهدف برنامج جرين باور للتعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات "STEM" إلى نشر الوعي حول الاستدامة وتقنيات السيارات الكهربائية في المجتمع المدرسي الأوسع.

وفي نهاية الحدث، بالإضافة إلى الجوائز للمراكز الثلاثة الأولى، سيتم تقديم عدد من الجوائز الأخرى، بما في ذلك جائزة الاستدامة ، حيث يتيح البرنامج للطلاب تعلم العلوم والهندسة والبيئة، واكتساب خبرات عملية، واكتشاف قوة العمل الجماعي من خلال بناء السيارات الكهربائية وسباقها.

كما يشجع جرين باور الفتيات على دخول مهن الهندسة، حيث يشكلن في المتوسط 40% من المشاركين في البرنامج سنويًا.

أخبار ذات صلة مواصفة قياسية إماراتية جديدة لنقل البضائع الخطرة على الطرق البرية الإمارات تشارك في اجتماع المنظمة العربية للتنمية الصناعية بالمغرب

وبعد نجاح الحدث الأول في 2024، انضم عدد من المدارس الإضافية للعام 2025، كما انضمت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وبيك موبيليتي، وأجريكو، ووان أول سبورتس كراعٍ للحدث.

و ستكون الفرق الفائزة هي التي تكمل أكبر عدد من اللفات خلال السباق الذي يستمر 90 دقيقة.

وقال المهندس فهد الحمادي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات المساندة في وزارة الطاقة والبنية التحتية، إن تمكين شبابنا بالمهارات العملية التي تواكب المستقبل أمر أساسي لتحقيق طموحات دولة الإمارات في مجال الاستدامة.

ويعتبر برنامج جرين باور ، أكثر من مجرد سباق ، فهو منصة تدعم الابتكار، وتغذي المواهب، وتغرس حسًا عميقًا بالمسؤولية البيئية ، فيما تفتخر وزارة الطاقة والبنية التحتية بأن تكون جزءًا من المبادرات التي تحول العقول الشابة إلى مهندسين وقادة وصانعي تغيير في المستقبل.

وقال رايان تريوتش، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة بول بوزيشن، إن الشركة بدأت مهمتها بشغف عميق لتعزيز رياضة السيارات المستدامة وتوفير مسارات مهنية للمواهب الشابة في هندسة السيارات، موضحا أن الهدف من برنامجهم غير الربحي في مجالات "STEM" هو استقطاب 50 مدرسة جديدة على الأقل كل عام .

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الطاقة والبنية التحتية تدعم جائزة جرين باور الإمارات الكبرى 2025
  • هل تفي الحكومة المصرية بوعدها توفير كهرباء بلا انقطاع في الصيف؟
  • مدير مؤسسة الكهرباء يبحث مع رجال أعمال صينيين تعزيز الاستثمارات في ‏مجال الطاقة
  • بنك الكويت: الاستثمارات الخليجية بـ 12 مليار دولار لـ مصر كافية لسد فجوة التمويل الخارجي
  • مش مطمني خالص ..عمرو أديب يعلق على مستوى الأهلي في الفترة الأخيرة
  • أحلام: بدأت بحفظ القرآن في الفترة الأخيرة
  • انهيار مفاوضات البرازيل مع أنشيلوتي في الأمتار الأخيرة والسعودية تدخل بعرض خيالي
  • قرار جمهوري بالموافقة على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين مصر والسعودية
  • عاجل - قرارات رئاسية جديدة بشأن اتفاقيات مع الإمارات والسعودية وإسبانيا
  • «فينسنت وو»: تحقيق رؤية مصر للطاقة المتجددة 2035 بنسبة 42%