بوابة الوفد:
2025-03-07@03:07:57 GMT

السيناريوهات المصرية للتوترات الجيوسياسية

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

مع إطلاق الصين يوم الاثنين الماضى مناورات عسكرية بطائرات وسفن حول تايوان، تؤكد معها تصاعد التوترات الجيوسياسية عالميًا، فالمناورات تهدف إلى توجيه تحذير ضد الأعمال الإنفصالية لقوى استقلال تايوان، ووفقًا للقانون القائم على مبدأ صين واحدة، الذى بموجبه تعتبر تايوان جزءا من الأراضى الصينية، لذا فإنه يجب أن ننظر إلى التوترات المتزايدة فى بحر الصين الجنوبى باعتبارها واحدة من أكثر القضايا الجيوسياسية حساسية فى العالم، وبالتالى فإن أى تصعيد فى هذه المنطقة قد يؤدى إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية أكثر مما هى عليه الآن، الأمر الذى يترتب عليه زيادة تكاليف الشحن وتأخير تسليم البضائع، كما أن التهديدات بإغلاق الممرات البحرية أو فرض قيود على حركة السفن يمكن أن تؤدى إلى تقلبات كبيرة فى أسعار السلع والخدمات، مما ينعكس سلبًا على الاقتصادات العالمية ومنها مصر، فهذا الممر البحرى ضرورى بشكل خاص للسلع الأساسية والمواد الأولية التى تمر عبره للوصول إلى الصين، ومنها إلى العالم، وحتى نبين عمق هذه الأزمة، يتطلب معرفة حجم التجارة التى تمر عبر بحر الصين والتى تقدر بـ 5 تريليون دولار، تشكل 21 % من التجارة العالمية، لذا ندرك تمامًا أن الولايات المتحدة تسعى إلى أن يكون بحر الصين الجنوبى بؤرة للتوتر والنزاعات فى ظل الحرب الاقتصادية الشرسة بينها وبين الصين، وأن أى تصعيد فى هذه المنطقة سيؤثر بشكل كبير على حركة التجارة العالمية، كما أن بحر الصين الجنوبى يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لدول آسيا وإفريقيا وأوروبا، وإذا تفاقمت التوترات، قد يتأثر الاقتصاد العالمى بشكل مباشر، مما يؤدى إلى ضغوط تضخمية جديدة فى وقت يقترب فيه الدين العالمى من حاجز 315 تريليون دولار، إضافة إلى ذلك، فإن أى تصاعد فى النزاع قد يؤدى إلى فرض عقوبات أو قيود اقتصادية على الصين أو الدول الأخرى المتنازعة، مما سيغير من السياسات التجارية العالمية ويؤثر على تدفق السلع والاستثمارات، وفى ظل أستمرار الاقتصاد العالمى فى معاناته من عدم الاستقرار نتيجة الصدمات المتتالية، يصبح من الضرورى تكثيف الجهود الوطنية لمنع أى تداعيات سلبية قد يؤثر على إستقرار الإقتصاد المصري، وهو ما دعا الحكومة ممثلة فى رئيس الوزراء إلى تفعيل دور المجلس التنسيقى للسياسات المالية والنقدية فى مصر، واستعراض عدد من السيناريوهات المحتملة للتعامل مع الأحداث الجارية، سواء عالميًا عبر زيادة التوترات الجيوسياسية فى بحر الصين الجنوبى، وأيضًا زيادة حدة الصراعات فى منطقة الشرق الأوسط عبر تصاعد الحرب على غزة ولبنان، واحتمالية دخول دول أخرى فى المنطقة لدائرة الحرب، لذا فإن هذه الأحداث سوف يكون لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد المصرى، خاصة فى ظل زيادة حالة عدم اليقين، وهو ما يتطلب منا جميعا ضرورة دراسة وعرض جميع السيناريوهات المحتملة بما يساهم فى تعزيز معدلات النمو الاقتصادى الحقيقى، مع تحديد سقف معين يقترب من التريليون جنية للإستثمارات العامة تساهم بها فى زيادة دور القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادى، وأيضًا فى الناتج المحلى الإجمالى حتى يقترب من التريليون دولار، ونرى أن نجاح مصر فى الفترة الماضية فى تحقيق استقرار فى سعر صرف الدولار كان مرتبطًا بالتنسيق المشترك بين السياستين المالية والنقدية، وهو ما انعكس بالإيجاب على انتظام تحويلات المصريين العاملين فى الخارج بعد وضع عدة مبادرات لتحفيز تحويلاتهم، مثل مبادرة بيت الوطن التى أدت إلى استمرار التدفق النقدى بالدولار إلى شرايين الاقتصاد المصرى والقطاع المصرفى.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد المصري الحرب الاقتصادية لعل وعسى د علاء رزق

إقرأ أيضاً:

الصين تتعهد بخفض الفائدة بشكل أكبر لتعزيز الاقتصاد

قال مسؤول اقتصادي رفيع المستوى في الصين، الخميس، إن بلاده ستخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في العام المقبل لتعزيز الاقتصاد.

وقال بان قونغ شنغ، رئيس البنك المركزي الصيني، في مؤتمر صحفي: "سنخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي وأسعار الفائدة حسب الاقتضاء بناءً على الأوضاع الاقتصادية والمالية المحلية والدولية".

ونسبة الاحتياطي الإلزامي (Reserve Requirement Ratio) هي نسبة من ودائع العملاء التي يجب على البنوك التجارية الاحتفاظ بها كاحتياطي لدى البنك المركزي. وهذه النسبة هي إحدى الأدوات الرئيسية التي يستخدمها البنك المركزي للتحكم في المعروض النقدي في الاقتصاد وبالتالي التأثير على قدرة البنوك التجارية على الإقراض، وبالتالي التحكم في كمية النقود المتداولة في الاقتصاد.

وزيادة نسبة الاحتياطي الإلزامي: تقلل من قدرة البنوك على الإقراض، مما يحد من المعروض النقدي ويساعد في مكافحة التضخم. ولكن تخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي: يزيد من قدرة البنوك على الإقراض، مما يحفز النمو الاقتصادي.

وكانت الصين قد أعلنت أمس، الإبقاء على هدفها للنمو الاقتصادي عند حوالي 5 بالمئة لعام 2025 على الرغم من الحرب التجارية التي تلوح في الأفق وغيرها من الظروف المعاكسة.

قال تشنغ شان جيه رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، المعنية بالتخطيط الاقتصادي، في مؤتمر صحفي الخميس إن بلاده على ثقة في قدرتها على تحقيق النمو المستهدف في 2025 رغم عوامل الغموض الخارجية المتزايدة والطلب المحلي غير الكافي.

ومن المقرر أن تطلق الصين مشروعات كبرى في قطاعات أساسية مثل السكك الحديدية والطاقة النووية والحفاظ على المياه وقطاعات أخرى أساسية بهدف اجتذاب استثمارات من القطاع الخاص.

وتم الإعلان عن الهدف المحدد لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأربعاء في تقرير يقدمه رئيس الوزراء لي تشيانغ خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لنواب الشعب، الاجتماع السنوي للهيئة التشريعية في الصين. ويعكس هذا الهدف مدى طموح الحكومة في تعزيز النمو وسط تحديات اقتصادية صعبة.

ويعاني الاقتصاد الصيني بالفعل من أزمة طويلة الأمد في قطاع العقارات وتباطؤ إنفاق المستهلكين وضعف استثمارات القطاع الخاص.

مقالات مشابهة

  • قادة الصين لن يغيروا مسارهم مهما تغير العالم من حولهم.. ثوابت بكين مستمرة رغم التحولات العالمية
  • تراجع سعر الذهب عالميا وسط الحرب التجارية العالمية بين أمريكا وشركائها
  • الصين تتعهد بخفض الفائدة بشكل أكبر لتعزيز الاقتصاد
  • صحيفة تكشف عن زيادة موجة العنف في الصين وأزمة اجتماعية عميقة
  • اتحاد اليد يدرس تعديل اللوائح من أجل زيادة عدد المحترفين في الدوريات العالمية
  • الصين ثاني أكبر ميزانية عسكرية في العالم.. الإعلان عن زيادة جديدة
  • مودي يحث الشركات الهندية على الاستفادة من التغيرات العالمية
  • الصين تستهدف نمو اقتصادي عند 5% خلال 2025
  • دعما لاستقرار السوق العالمية..”أوبك بلس”: زيادة تدريجية لإنتاج النفط بداية أبريل
  • وزير البترول يبحث مع رئيس شل العالمية زيادة إنتاج الغاز الطبيعي