السيناريوهات المصرية للتوترات الجيوسياسية
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
مع إطلاق الصين يوم الاثنين الماضى مناورات عسكرية بطائرات وسفن حول تايوان، تؤكد معها تصاعد التوترات الجيوسياسية عالميًا، فالمناورات تهدف إلى توجيه تحذير ضد الأعمال الإنفصالية لقوى استقلال تايوان، ووفقًا للقانون القائم على مبدأ صين واحدة، الذى بموجبه تعتبر تايوان جزءا من الأراضى الصينية، لذا فإنه يجب أن ننظر إلى التوترات المتزايدة فى بحر الصين الجنوبى باعتبارها واحدة من أكثر القضايا الجيوسياسية حساسية فى العالم، وبالتالى فإن أى تصعيد فى هذه المنطقة قد يؤدى إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية أكثر مما هى عليه الآن، الأمر الذى يترتب عليه زيادة تكاليف الشحن وتأخير تسليم البضائع، كما أن التهديدات بإغلاق الممرات البحرية أو فرض قيود على حركة السفن يمكن أن تؤدى إلى تقلبات كبيرة فى أسعار السلع والخدمات، مما ينعكس سلبًا على الاقتصادات العالمية ومنها مصر، فهذا الممر البحرى ضرورى بشكل خاص للسلع الأساسية والمواد الأولية التى تمر عبره للوصول إلى الصين، ومنها إلى العالم، وحتى نبين عمق هذه الأزمة، يتطلب معرفة حجم التجارة التى تمر عبر بحر الصين والتى تقدر بـ 5 تريليون دولار، تشكل 21 % من التجارة العالمية، لذا ندرك تمامًا أن الولايات المتحدة تسعى إلى أن يكون بحر الصين الجنوبى بؤرة للتوتر والنزاعات فى ظل الحرب الاقتصادية الشرسة بينها وبين الصين، وأن أى تصعيد فى هذه المنطقة سيؤثر بشكل كبير على حركة التجارة العالمية، كما أن بحر الصين الجنوبى يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لدول آسيا وإفريقيا وأوروبا، وإذا تفاقمت التوترات، قد يتأثر الاقتصاد العالمى بشكل مباشر، مما يؤدى إلى ضغوط تضخمية جديدة فى وقت يقترب فيه الدين العالمى من حاجز 315 تريليون دولار، إضافة إلى ذلك، فإن أى تصاعد فى النزاع قد يؤدى إلى فرض عقوبات أو قيود اقتصادية على الصين أو الدول الأخرى المتنازعة، مما سيغير من السياسات التجارية العالمية ويؤثر على تدفق السلع والاستثمارات، وفى ظل أستمرار الاقتصاد العالمى فى معاناته من عدم الاستقرار نتيجة الصدمات المتتالية، يصبح من الضرورى تكثيف الجهود الوطنية لمنع أى تداعيات سلبية قد يؤثر على إستقرار الإقتصاد المصري، وهو ما دعا الحكومة ممثلة فى رئيس الوزراء إلى تفعيل دور المجلس التنسيقى للسياسات المالية والنقدية فى مصر، واستعراض عدد من السيناريوهات المحتملة للتعامل مع الأحداث الجارية، سواء عالميًا عبر زيادة التوترات الجيوسياسية فى بحر الصين الجنوبى، وأيضًا زيادة حدة الصراعات فى منطقة الشرق الأوسط عبر تصاعد الحرب على غزة ولبنان، واحتمالية دخول دول أخرى فى المنطقة لدائرة الحرب، لذا فإن هذه الأحداث سوف يكون لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد المصرى، خاصة فى ظل زيادة حالة عدم اليقين، وهو ما يتطلب منا جميعا ضرورة دراسة وعرض جميع السيناريوهات المحتملة بما يساهم فى تعزيز معدلات النمو الاقتصادى الحقيقى، مع تحديد سقف معين يقترب من التريليون جنية للإستثمارات العامة تساهم بها فى زيادة دور القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادى، وأيضًا فى الناتج المحلى الإجمالى حتى يقترب من التريليون دولار، ونرى أن نجاح مصر فى الفترة الماضية فى تحقيق استقرار فى سعر صرف الدولار كان مرتبطًا بالتنسيق المشترك بين السياستين المالية والنقدية، وهو ما انعكس بالإيجاب على انتظام تحويلات المصريين العاملين فى الخارج بعد وضع عدة مبادرات لتحفيز تحويلاتهم، مثل مبادرة بيت الوطن التى أدت إلى استمرار التدفق النقدى بالدولار إلى شرايين الاقتصاد المصرى والقطاع المصرفى.
رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاقتصاد المصري الحرب الاقتصادية لعل وعسى د علاء رزق
إقرأ أيضاً:
انسحاب روسي وتوسع إسرائيلي.. وطارق فهمي: تغير مرتقب في خريطة سوريا الجيوسياسية
شهدت الساعات الأخيرة، تطورات مفاجئة في الأوضاع السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تزايدت الأحداث الساخنة التي تحمل في طياتها تأثيرات قد تعيد تشكيل المشهد الإقليمي والدولي.
سحب روسيا قواتها من خطوط المواجهة بسورياوشهد العالم خلال الساعات الأخيرة العديد من الأحداث، من بينها سحب روسيا قواتها من خطوط المواجهة في سوريا، ومحاولة اقتحام البيت الأبيض، فضلًا عن عزل رئيس كوريا الجنوبية، وأنباء عن القبض على وزير الدفاع البرازيلي السابق.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن سوريا هي بوصلة العالم ومطمع للأمريكيين والإسرائيليين والقوات الغربية، مشيرا إلى أن روسيا وأمريكا توافقتا على خروج بشار الأسد ونظامه، والفترة المقبلة قد تشهد تغيرات في الخريطة الجيوسياسية لسوريا.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن روسيا سحبت قواتها من خطوط المواجهة في شمال سوريا ومن مواقع في جبال العلويين، لكنها لن تغادر قاعدتيها الرئيسيتين في البلاد.
وأوضح أن سحب روسيا لقواتها من خطوط المواجهة في سوريا، يستدعي تساؤلات حول مستقبل الوضع السوري وأثر هذا التغير على التحالفات الإقليمية.
وأشار فهمي، إلى أن إسرائيل تستهدف التوسع في الجولان المحتلة بدعم من البيت الأبيض، والتخوفات المقبلة على العراق ولبنان من تداعيات التغير للخريطة الجيوسياسية.
كما تزامن ذلك مع محاولات اقتحام البيت الأبيض في واشنطن وعزل رئيس كوريا الجنوبية، في وقت تشهد فيه البرازيل أنباء عن القبض على وزير الدفاع البرازيلي السابق. وفي هذا السياق، تبرز سوريا كعنصر رئيسي في المعادلة الجيوسياسية، ما يعكس أهمية التطورات الأخيرة في هذا الملف.
سحب روسيا قواتهاوأعلنت روسيا مؤخرا عن سحب بعض من قواتها من خطوط المواجهة في شمال سوريا ومن مواقع في جبال العلويين، وهو القرار الذي يعد بمثابة تحول مهم في الاستراتيجية العسكرية الروسية في المنطقة.
التأثيرات المحتملة على الأوضاع الإقليميةوتسهم التحركات الروسية في إعادة ترتيب أولويات اللاعبين الرئيسيين في سوريا، ومن أبرزهم الولايات المتحدة وإسرائيل.
وإسرائيل تستهدف التوسع في الجولان المحتلة بدعم من البيت الأبيض، وهو ما يعكس تغيرا في موازين القوى الإقليمية، مما يشير إلى أن التراجع الروسي قد يفتح المجال أمام قوى أخرى لتعزيز حضورها في المنطقة، سواء كان ذلك من خلال زيادة الدعم العسكري أو السياسي.
وقال أربعة مسؤولين سوريين، إن روسيا بدأت سحب قواتها من خطوط المواجهة شمال سوريا ومن بعض المواقع في جبال العلويين، لكنها ستظل متمركزة في قاعدتيها الرئيسيتين في البلاد. جاء ذلك بعد تقرير نشرته وكالة "رويترز" حول الوضع في سوريا.
وأظهرت صور بالأقمار الصناعية تم التقاطها يوم الجمعة، ما يبدو أنه طائرتان من طراز "أنتونوف AN-124"، وهي من أكبر طائرات الشحن في العالم، في قاعدة "حميميم" تستعدان للتحميل.
وفي تقرير للقناة نقلاً عن "رويترز" ووفقًا لتصريحات مسؤول أمني سوري، أكدت أن طائرة شحن واحدة على الأقل غادرت القاعدة يوم السبت.
كما أفادت مصادر عسكرية وأمنية سورية مرتبطة بالروس أن موسكو تسحب بعض قواتها من خطوط المواجهة، بالإضافة إلى معدات ثقيلة وبعض الضباط السوريين الكبار، لكن المصادر ذاتها أكدت أن روسيا لا تنوي مغادرة قاعدتيها الرئيسيتين في سوريا.
حنفي جبالي: استقرار سوريا أمر حيوي لمصر والأمن القومي العربي كلٌ لا يتجزأحنفي جبالي: مصر سعت للحفاظ على وحدة سوريا ومنع التدخل في شؤونها محاولة اقتحام البيت الأبيضفي سياق آخر، أفادت السلطات الأمريكية بأن شخصًا تم القبض عليه بعد محاولته تسلق السياج المؤقت حول البيت الأبيض هذا الأسبوع. ووفقًا للمتحدث باسم جهاز الخدمة السرية، تم رصد الشخص وهو يحاول القفز فوق السياج المضاد للحشرات في الساعة 11 صباحا بتوقيت واشنطن يوم السبت، وتم اعتقاله على الفور.
وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليوم الأحد عن تعيين ريتشارد جرينيل، رئيس جهاز المخابرات الأمريكي السابق، كمبعوث رئاسي للمهام الخاصة، وذكر ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" أن جرينيل سيعمل في بعض المناطق الأكثر سخونة في العالم، بما في ذلك فنزويلا وكوريا الشمالية.
البرازيل تعتقل وزير الدفاع السابقفي البرازيل، ألقت السلطات القبض على وزير الدفاع السابق والتر براجا نيتو يوم السبت في إطار التحقيقات المتعلقة بمؤامرة انقلاب مزعومة على خلفية الانتخابات الرئاسية في أكتوبر 2022. كان براجا نيتو قد خدم في عهد الرئيس السابق جايير بولسونارو، الذي خسر الانتخابات أمام الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. بعد الرفض المستمر من بولسونارو للاعتراف بهزيمته، قام أنصاره بإغلاق الطرق واحتلال الكونغرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا في برازيليا في 8 يناير 2023.
وفي نوفمبر الماضي، وجهت الشرطة الفيدرالية البرازيلية تهمًا لبراجا نيتو بالتخطيط لانقلاب لإلغاء نتائج الانتخابات، كما وجهت إليه تهمة عرقلة التحقيقات، وتحتجزه السلطات العسكرية في ريو دي جانيرو بناءً على خلفيته العسكرية.
عودة تدريجية للمدارس والجامعات في سوريا .. ورجوع الموظفين لأشغالهموزير الدفاع التركي: لا نرى أي مؤشرات على انسحاب روسي كامل من سورياوالجدير بالذكر، تستمر سوريا في كونها بؤرة صراع دولي، حيث تتداخل مصالح القوى الكبرى مع الأطراف المحلية في مواجهة واحدة من أعقد الأزمات السياسية والعسكرية في العصر الحديث، بينما تواصل روسيا سحب قواتها، يبقى مصير النظام السوري مهددا بتغيرات جيوسياسية قد تعيد تشكيل الواقع الإقليمي في المنطقة.