???? عثمان ميرغني يتبنى سرديات حميدتي مهما بلغت خطورتها ويتولى تسويقها
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
برغم الكثير من التغليف ومحاولات التمويه، إلا أن ما لا يخطئه المتابع أن عثمان ميرغني – في الإطار الكلي – يتبنى سرديات حميدتي مهما بلغت خطورتها ويتولى تسويقها بأفضل ما لديه من وسائل. كثير من تذبذب مواقفه لا يمكن فهمه أو تفسيره إلا في سياق تقلبات حميدتي نفسه.
الروايات المتبناة في مختلف السياقات جاءت من حميدتي إلى عثمان بصورة مباشرة بحسب روايات الأخير نفسه، في أحسن الفروض في صورة تنوير مباشر اختصه به؛ طبعا لألمعيته وتفرده وقوة تأثيره، لا لأي شئ آخر طبعا!!!!!!!!!!!
Zuhair Abdulfattah Babiker
إنضم لقناة النيلين على واتساب.
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
فنُّ الشِّعر
إنني أتحدث بصدق، كل صدق
القصيدة عمل شاقّ
فإما أن تخسر إيقاع سنوات الخريف
أو تقوز به،
(عندما يكون المرء شابًّا
والأزهار الساقطة لا تُجمع
يكتب المرء، ويكتب، بين الليالي
وربما يملأ مئات ومئات
من الصفحات عديمة الفائدة.
وهناك مَن يتفاخر ويقول:
«أنا أكتب ولا أصحح،
فالقصائد تخرج من يديّ
مثل الربيع الذي سيرمي
شجر السرو القديم على شارعي.
ولكن مع مرور الوقت
والسنوات تتلاشى بين الصدغين
تُخلقُ القصيدة
مثل عمل الفخاريّ؛
الفخار الذي يُطبخ بين اليدين
الفخار الذي يفرغ النّار بسرعة.
إنّ القصيدة عبارة عن
برق رائع،
مطر من الكلمات الصامتة،
غابة من الخفقات والآمال،
نشيد الشعوب المظلومة،
والنشيد الجديد للشعوب المتحررة.
كما أنّ القصيدة هي
الحب والموت
وخلاص الإنسان.
مدريد، 1961م، هافانا، 1962م
٢- قصيدةُ الخريف
لماذا تُحدّقين بي هكذا، أيّتها القصيدة؟
لماذا، وبكل إصرار، تُلاحقني؟
فأنتِ تعلمين جيدًا بأنني لم أدعوك
ومع حلول شهر الخريف، سيكون محاولة دعوتك قليلة
أجلس بين مقاعد المحطات في مارس
ولكن، ماذا تعرفين أنت عن الأشياء؟
فأنا لا أستطيع أن أشرح لك شيئًا
وإذا أحببتك، وامتلكتك
فذلك لأنّك سألتني
ولأنّك أَتيتِ نحوي، دون أن أبحث عنك
نعم، أعرف، فلا تخبريني
فقد وافقتُ على محادثاتك
السخيفة، والقديمة
الغارقة في الجبال والبحار
أنا لم أبحث عنك يومًا، أيتها القصيدة
ولم أعد أبحث عنك
أشعر بك الآن، وكأنّك في حلقي
لم أعد قادرًا على التحرّر منك
وهذا لا يجعلني أبكي
آه،
ولكن ما يحدث، هو أنّك أصبحت استثناءً
وأنا لم أعد قادرًا على امتلاك الليل والقمر،
ولا امتلاك الأنهار والبحار،
مثل قصيدة الطفل:
مداعبة الأطفال، والسماح لهم بالرحيل
واليوم ترعاهم بين يديك
وكل ليلة
وكل قمر
وكل جبل
مختلف عن الشيء الذي نقشته على الأشجار
مختلف عمّا كتبته
مختلف عمّا نتخيله الآن
وهكذا تملأ المئات
من الصفحات عن الشتاء،
وعن الربيع،
وعن الصيف،
وعن الخريف
وتكرري دائمًا البحار نفسها،
والأنهار، والليالي نفسها،
لكنها، جميعها، ليست الشيء نفسه، بالنسبة لي
(وبالنسبة للآخرين، قد يكون القمر
والليل، وأيام الخريف، والصيف،
متطابقة)
في هذه الأيام،
جلسنا بهدوء،
لنغني قدوم الخريف،
وما الذي سيفعله
الأغنية مكتوبة
ولا أستطيع إغراقها أو تدميرها،
لأنني ضدك -أيتها القصيدة- لا أستطيع فعل شيء
لأنني ضدك، لم أستطع،
لأنني ضدك، لن أستطيع.
٣- الشعور بالوحدة
في الجبال، أو في البحر..
أشعر بالوحدة، حيث الهواء، والرياح،...
والشجر، والوجه، والسماء،
والصمت، وفي الجنوب،
وعند ولادة
نهر جديد
إنّه المطر، والرياح، والبرد
والسياط
الشاطئ، والبرق، والأمل
في الجبال، أو عند البحر
وحدة، وحدة
فقط ضحتك الوحيدة،
فقط روحي الوحيدة،
فقط... عزلتي
وصمتها
خافيير هيرود شاعر بيروني (ولد في ليما/البيرو عام 1943، وتوفي عام 1963) لم يُعمّر طويلًا، لكنه في مسيرته الحياتية القصيرة عمّر بناء شعريًا مهمًا، يتميّز بتصوير الذات، ذات الشاعر، وعلاقتها بالأدوات التكوينية للقصيدة المُتخيّلة، ولذلك نجده يحاكي الأشجار، والأنهار، والشعر نفسه، في سبيل التعريف بذاته، والتعرّف عليها. وفي هذه الصفحات عدد من القصائد التي يسرد فيها هيرود علاقته مع الشِّعر، ومع القصيدة، ومع الأشياء، باحثًا عن نفسه من خلالها جميعها.
د. حسني مليطات أكاديمي من جامعة صحار