تستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل قمة تاريخية وفي ظروف استثنائية بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي بطموحات حوار بناء بين الجانبين يكرس العلاقات السياسية والاقتصادية والبيئية بين الجانبين. وبعيدا عن مستوى النتائج التي يمكن أن تخرج بها القمة الأولى من نوعها إلا أن عقد مثل هذه القمة وبهذا المستوى من شأنه أن يرتقي بمستوى التعاون والشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج العربي ودول الاتحاد الأوروبي ليس بشكل فردي بين دولة ودولة ولكن بين كيانين اثنين: الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي.

تأتي القمة في لحظة مهمة ليس بالنسبة لدول الخليج العربي التي تحيط بها التوترات السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط ولكن أيضا بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي التي تخشى من تمدد الحرب الروسية الأوكرانية إلى عمق دول الاتحاد إضافة إلى مخاطر التهديدات من استخدام السلاح النووي أو سلاح الطاقة التي أرهق دول الاتحاد كثيرا في بداية الحرب قبل عامين.

وكانت سلطنة عمان قد استضافت العام الماضي اجتماعات المجلس الوزاري الخليجي الأوروبي وقد مهدت تلك الحوارات التي جرت في ذلك الاجتماع للإيمان بأهمية وجود منصة حوار على مستوى عال بين الكيانين السياسيين.

وتستند القمة إلى رؤية مشتركة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، مع التركيز على قضايا رئيسية مثل أمن المنطقة، واستقرار سوق الطاقة، وتعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي. ينظر الاتحاد الأوروبي إلى دول الخليج كشريك حيوي في تأمين إمدادات الطاقة العالمية، خصوصًا في ظل الأزمات التي تهدد استقرار هذه السوق. في المقابل، تسعى دول الخليج إلى الاستفادة من هذه الشراكة لتعزيز مصالحها في أوروبا وتحقيق توازن في علاقاتها الدولية.

ورغم أهمية الجوانب الاقتصادية والبيئة وكذلك قضايا المناخ وتحولاته المخيفة فإن موضوع خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل انتقال الحرب الإسرائيلية المجرمة إلى داخل لبنان سيحظى بأولوية كبرى حيث لا تقتصر آثار النزاعات على الجوانب السياسية، بل تمتد إلى الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة. فالاستمرار في التصعيد يزيد من الضغط على أسعار النفط والغاز، مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصادات العالمية ويزيد من حالة عدم اليقين التي تعيشها الاقتصادات الأوروبية منذ عدة سنوات. ومن المنتظر أن تفتح القمة قنوات للحوار بين القوى الفاعلة ومحاولة إيجاد حلول دبلوماسية للصراعات المستمرة في المنطقة، بما يضمن استقرار المنطقة ويحد من الآثار السلبية على الاقتصاد العالمي.

يمكن أن يقوم التعاون الأوروبي الخليجي بدور محوري في دعم الجهود الدولية لإيجاد حلول سلمية وتحقيق الاستقرار، وكما أن ملف الطاقة مهم للدول الأوروبية فإن ملف الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ملف شديد الأهمية بالنسبة للدول الخليجية ما يعني أن المصالح بين الطرفين متساوية تقريبا لذلك تبدو القمة فرصة نادرة لمناقشة المصالح المشتركة بكثير من الندية والتساوي في المصالح والتطلعات المستقبلية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی دول الاتحاد دول الخلیج بین دول

إقرأ أيضاً:

كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان

أوضح الرئيس اللبناني جوزف عون، أن من التحديات التي يواجهها لبنان، تنفيذ القرار 1701، مؤكدًا أن الوضع في لبنان لن يستقر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأضاف: اتفاق وقف إطلاق النار كقضية محورية تستدعي اهتمامنا وعنايتنا، متابعًا: لا يمكن أن يستقر لبنان ويزدهر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية".التحديات التي يواجهها لبنانوذكر عون: "لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وانسحاب المحتل من أرضنا وعودة الأسرى إلى أحضان وطنهم وأهلهم".
أخبار متعلقة معبر رفح البري يستقبل 35 مصابًا فلسطينيًا و44 مرافقًابينهم صحفيون ومصورون.. استشهاد 9 فلسطينيين في شمال قطاع غزةوأضاف: "هذا يوجب أيضا وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للإيفاء بضماناته وتعهداته، وتجسيد مواقفه الداعمة للدولة ووضعها موضع التنفيذ".
وقال عون إن إعادة إعمار ما دمرته الحرب تتطلب منا جميعا العمل بجد وإخلاص، وتستدعي تضافر جهود الدولة في الداخل والخارج، والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء، والقطاع الخاص، لكي نعيد بناء ما تهدم، ونضمد جراح المتضررين، ونفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جوزف عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان - وكالات
وتابع الرئيس اللبناني: "التحديات التي يواجهها لبنان كبيرة ومتنوعة، لكن إرادة الحياة لدى اللبنانيين أكبر وأقوى، من أجل بناء لبنان القوي بدولته ومؤسساته، المزدهر باقتصاده وموارده، المتألق بثقافته وحضارته، المتمسك بهويته وانتمائه، المنفتح على محيطه العربي والعالمي".مؤسسات الدولة اللبنانيةوواصل عون: "إذا كان الصوم يعلمنا التضامن والوحدة، فإن رمضان يذكرنا بأهمية المشاركة والانخراط الإيجابي في قضايا وطننا. فلبنان الذي نعتز به جميعا، هو وطن الرسالة والتنوع والتعددية، وطن يتسع للجميع بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم".
وأضاف: من هنا تأتي أهمية المشاركة السياسية لجميع شرائح المجتمع اللبناني، من دون تهميش أو عزل أو إقصاء لأي مكون من مكوناته. وإن هذه المشاركة تقوم على مبدأ أساس وهو احترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وتفسيرهما الحقيقي والقانوني لا التفسير السياسي أو الطائفي أو المذهبي أو المصلحي".
وأكد أن "الدولة اللبنانية بمؤسساتها المختلفة، وبقدر حرصها على حماية التنوع اللبناني وخصوصيته، فإنها ملتزمة، وقبل أي شيء، بحفظ الكيان والشعب، فلا مشروع يعلو على مشروع الدولة القوية القادرة العادلة، التي ينبغي بناؤها وتضافر جميع الجهود لأجل ذلك.

مقالات مشابهة

  • البديوي يلتقي الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 5ر2 مليار يورو لدعم سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يمنح سوريا مساعدات مالية كبيرة
  • جاسم البديوي يبحث في بروكسل تعزيز العلاقات الخليجية الأوروبية
  • كوزمين: نُواجه تحديات كبيرة أمام شباب الأهلي!
  • شعيب: توطين الطاقة الشمسية في ليبيا يواجه تحديات كبيرة
  • البرتقال المغربي يواجه تحديات شديدة في السوق الأوروبية بسبب تراجع الصادرات والمنافسة القوية
  • القطاع الصحي بالسويداء… تحديات كبيرة لمعالجة الصعوبات والاحتياجات للارتقاء بخدماته
  • كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان
  • من الإنتاج إلى التمويل... 5 تحديات تواجه قانون الأدوية الحرجة في الاتحاد الأوروبي