كوريا الشمالية تفجّر طرقاً تربطها بالجنوب... وسول ترد بإطلاق نار مضاد
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
سول"أ.ف.ب": فجّرت كوريا الشمالية اليوم الثلاثاء أجزاء من طريق يربطها بالجنوب، في تطور جديد في التوتر المتصاعد بين البلدين، وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إن "كوريا الشمالية فجرت أجزاء من طريق غيونغوي ودونغهاي شمال خط ترسيم الحدود العسكري".
ونشر الجيش الكوري الجنوبي مقاطع فيديو تظهر القوات الشمالية وهي تقوم بتفجير أجزاء من مسلكي الطريق وحفارات في أحدهما.
وأشار إلى أنّه قام بعمليات "إطلاق نار مضاد" ردا على ذلك، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
نددت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية بالاستفزاز "غير الطبيعي للغاية"، مؤكدة أن سيول مولت إلى حد كبير بناء الطرق.
وأضافت "يتعين على كوريا الشمالية التعويض".
ودعت بكين، الداعم الدبلوماسي والاقتصادي الرئيسي لبيونج يانج، اليوم الثلاثاء إلى الحؤول دون "المزيد من التصعيد"، مؤكدة أن "التوترات في شبه الجزيرة الكورية تتعارض مع المصالح المشتركة لجميع الأطراف".
وأفاد الجيش الكوري الشمالي في 9 أكتوبر بأنه يخطط لإجراء من شأنه أن "يقطع بالكامل" الطرقات وخطوط السكك الحديد التي تربط الشمال بكوريا الجنوبية وإنشاء "تحصينات دفاعية قوية" على امتداد الحدود بين البلدين.
والحدود بين الكوريتين مغلقة تماما من الناحية العملية، ومنذ نهاية الحرب في 1953، لم يتم فتح الطريقين السريعين وخطوط السكك الحديد بين البلدين إلا خلال فترات تهدئة قصيرة.
وفي يونيو 2020، فجرت كوريا الشمالية مكتب الارتباط بين البلدين الذي افتتح في 2018، رمزا للانفراج الذي ساد المنطقة في تلك السنة، في منطقة كايسونج الصناعية الحدودية.
الى ذلك يعد تدمير هذه الطرق المغلقة منذ فترة طويلة يشكل مثالا جديدا على تشدد سياسة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تجاه كوريا الجنوبية التي أعلن أنها "العدو الرئيسي" لبلاده.
وفي يناير 2024، أمر كيم بحل الوكالات الحكومية المكلّفة مسائل تعزيز التعاون وإعادة التوحيد مع الجنوب، وهدد بأنّ أيّ انتهاك من جانب كوريا الجنوبية "ولو حتى لملمتر واحد" من أراضي بلاده سيُشعل حربا بين الجانبين.
وتدهورت العلاقات بين الكوريتين بشكل حاد منذ تولي الرئيس المحافظ يون سوك يول، المؤيد لتعزيز التحالف العسكري مع الولايات المتحدة واليابان، السلطة في سيول في 2022.
ويجري الحلفاء الثلاثة بانتظام مناورات عسكرية مشتركة تعتبرها بيونج يانح بمثابة تدريبات لغزو الشمال.
وحدد كيم جونغ أون امس خلال ترؤسه اجتماع لكبار المسؤولين العسكريين في البلاد، خطة "تحرك عسكري فوري"، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية اليوم.
وأتى الاجتماع في حين تتهم كوريا الشمالية سول باستخدام مسيرات لإسقاط منشورات دعائية مناهضة للنظام على العاصمة بيونج يانج.
من جهتها، حذرت بيونج يانج من أنها ستعتبر إرسال أي مسيرة أخرى بمثابة "إعلان حرب".
في الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الشمالي عن خطة "الفصل التام" لأراضي كوريا الشمالية عن كوريا الجنوبية، قائلا إنه أبلغ الجيش الأمريكي بهذه الخطوة "لمنع أي سوء تقدير أو اشتباك عرضي".
وتربط الطرق والسكك الحديدية الكوريتين على طول خط غيونغوي، الذي يربط مدينة باجو الواقعة على الحدود الغربية في الجنوب بمدينة كيسونغ الواقعة في الشمال، وخط دونغيه على طول الساحل الشرقي.
وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي تصعد فيه كوريا الشمالية التوترات بين الكوريتين وتعمل على محو آثار الوحدة بعد أن وصف زعيمها كيم جونغ-أون الكوريتين بأنهما "دولتان متعاديتان" في أواخر العام الماضي، واتخذت خطوات لتفكيك الطرق البرية بين الكوريتين.
ومنذ ذلك الحين، أزال الشمال مصابيح الشوارع وزرع ألغامًا على طول جانبه من طريقي غيونغوي ودونغهيه، بالإضافة إلى نشر قوات لبناء حواجز مضادة للدبابات وتعزيز الأسلاك الشائكة داخل أراضيه من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.
وفي الأسبوع الماضي، أخبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال كيم ميونغ-سو النواب أن الطريقين قد تم قطعهما عمليا في أغسطس، مشيرًا إلى أن الجيش كان يراقب أنشطة الشمال.
تفيد تكهنات محلية في كوريا الجنوبية بأن ناشطين كوريين جنوبيين يرسلون منشورات دعائية نحو الشمال باستخدام بالونات أو مسيرات صغيرة يصعب اكتشافها.
منذ مايو، أرسلت كوريا الشمالية آلاف البالونات المحملة بالنفايات باتجاه الجنوب، ما دفع سول إلى معاودة بث الدعاية عبر مكبرات الصوت عند الحدود بين البلدين وتعليق اتفاق أبرمته مع بيونج يانج في 2018 يرمي إلى وقف الاشتباكات العسكرية.
وقال الباحث لدى "معهد سيجونغ" تشيونغ سيونغ-تشانغ لوكالة فرانس برس إنه بعد اجتماع كبار المسؤولين امس في بيونج يانج، السؤال هو "معرفة ما إذا كانت كوريا الشمالية سترد بإرسال مسيرات إلى الجنوب أو أنها ستتخذ إجراءات شديدة في حال تسللت مسيرات إلى أراضيها مرة أخرى".
وتوقع أن "تقوم كوريا الشمالية على الأرجح باستفزازات كبيرة على طول الحدود إذا تكرر تسلل المسيرات".
من جانبه، أعلن الجيش الكوري الجنوبي اليوم أنه قام بعمليات «إطلاق نار مضاد» على أراضيه بعد عملية التفجير التي قامت بها بيونج يانج، وقالت هيئة الأركان المشتركة في بيان لها: إنه بعد «عملية بالمتفجرات التي نفذتها كوريا الشمالية لقطع طريقي الارتباط» قامت قوات كوريا الجنوبية بـ«إطلاق نار مضاد على مناطق تقع إلى جنوب خط ترسيم الحدود العسكري»، مستخدمة التسمية الرسمية للحدود بين الكوريتين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة بین الکوریتین بین البلدین بیونج یانج نار مضاد على طول
إقرأ أيضاً:
رئيس كوريا الجنوبية يحضر محاكمة بشأن عزله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ظهر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول للمرة الأولى في محاكمة عزله أمام المحكمة الدستورية، الثلاثاء، متحدثًا عن إيمانه الراسخ بـ"الديمقراطية الليبرالية"، فيما طلب من هيئة المحكمة النظر في قضيته بصورة إيجابية، وفق ما أوردته وكالة "يونهاب".
ووصل يون إلى المحكمة في موكب برفقة جهاز الأمن الرئاسي من مركز احتجاز سول، حيث كان محتجزًا منذ الأربعاء، وفي الساعة الثانية بعد الظهر، دخل قاعة المحكمة مرتديًا ربطة عنق حمراء وجلس في انتظار وصول القضاة الثمانية لحضور الجلسة الثالثة من محاكمة عزله، بسبب إعلانه الأحكام العرفية في 3 ديسمبر.
وقال يون وهو جالس، بعد أن طلب من الرئيس المؤقت للمحكمة مون هيونج بيه أن تتاح له فرصة التحدث: "إنها المرة الأولى التي أحضر فيها اليوم، لذا سأتحدث بإيجاز".
وأصدرت محكمة في كوريا الجنوبية مذكرة تسمح بتمديد فترة احتجاز الرئيس يون سوك يول مدة تصل إلى 20 يومًا، على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية بالبلاد في ديسمبر.
وأضاف، "منذ بلوغي سن الرشد، عشت بإيمان راسخ بالديمقراطية الليبرالية حتى يومنا هذا، وخاصة خلال فترة عملي في الخدمة العامة، بما أن المحكمة الدستورية هي مؤسسة وجدت للدفاع عن الدستور، أطلب من القضاة أن ينظروا في قضيتي بإيجابية من مختلف النواحي".
وبدوره، قال متحدث باسم المحكمة الدستورية، إن قضاة المحكمة "قد يستجوبون يون"، في حين قال فريق المحامين المدافع عنه، في بيان قبل بدء الجلسة، إن يون يعتزم توضيح مبرراته لإعلان الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر، وطلب من خلال المحامين قائمة بالشهود الذين يرغب في استدعائهم.