أكد الدكتور  وجيه حبيب، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن هناك العديد من القضايا التي يمكن من خلالها تغيير وعي الشباب، ومنها فكر الحاكمية وفكرة الولاء والبراء.

وأوضح أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الثلاثاء، أن هذه الأفكار تسعى إلى تحقيق ولاء ممن يدعم الشرع وعداء لمن يعارضه، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات.

عضو الفتوى العالمي: الاستهلاك التفاخري من أنواع التبذير المذموم والشريعة أمرت بحفظ المال أمين الفتوى يحذر من حياة الترف: التوازن في الأكل والشرب يحقق الاستقرار المجتمعي

وفي حديثه عن الأعمال الإرهابية التي وقعت في عام 2015، أشار إلى دور فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، في إقامة مرصد الأزهر، لافتا إلى أن  هذا المرصد له دور حيوي، حيث يتحدث بأكثر من 10 لغات، ويخاطب الغرب عن الإسلام الصحيح، كما يوجه رسائله للداخل والعالم العربي، مؤكدًا على ضرورة أن نكون جميعًا ضد التطرف وكل الأفكار المغلوطة التي يروج لها هؤلاء.

وأضاف: "نحن دولة إسلامية نحكم بالإسلام الصحيح، وفكرة الحاكمية ما هي إلا فكرة موهومة تهدف إلى إسقاط الحكومات، وتعمل كأداة لجهات خارجية، أيضًا، فإن فكرة الولاء والبراء تهدف إلى إشعال الفتنة داخل المجتمعات".

وشدد على خطورة قضية التكفير، معتبرًا إياها واحدة من أكبر التحديات التي تواجه العالم المعاصر، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كفر أخاه فقد قتله"، وأن التكفير ليست قضية يمكن التعامل معها بسهولة، بل يجب أن تكون موكلة للقضاء.

وختم: "علينا أن ندرك أن فكرة أن أي شخص يستحق العقاب أو العذاب ليست من شأننا، حيث تسببت هذه الأفكار في الوصول إلى أحداث مأساوية، مثل قتل المصلين في المساجد، لدينا مشكلة في الوعي وفهم الشريعة، مما يستدعي جهودًا أكبر لتصحيح هذه المفاهيم.

 

ما معنى الحاكمية

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن البيئة التى أوجدها الاستعمار فى الهند وباكستان كانت هى الحاضنة لظهور المفكر الهندى أبى الأعلى المودوى -المولود سنة 1903 والمتوفَّى 1979م- الذى رأى أن المذاهب الغربية تخطط لإزاحة الشريعة الإسلامية من أن تكون مصدرا للتشريع، وأن تستبدل بها القوانين والتشريعات الإنجليزية والبرلمان الإنجليزى، وبالتالى خُلقت أفكاره فى هذه البيئة، إلى جانب الاضطرابات التى كانت موجودة فى الهند وأدت إلى انفصال باكستان فيما بعد، فالرجل كانت نيته حسنة وهدفه كان نبيلًا لكن الوسيلة للأسف الشديد كانت غير مثمرة وترتبت عليها نتائج لازلنا نعيش ثمراتها المُرَّة حتى الآن.

وأكد أن "المودودى" حاول أن يُفْهِمَ المسلمين أنه لا حكم للإنجليز وأن المسلم يُكَفَّر إذا اعتقد فى تشريعهم لأنهم ينتزعون الحاكمية من الله تعالى، ومن ثَمَّ استدعى من جديد مفهوم الحاكمية، ليسحب من المستعمرين أى إمكانية للتشريع، ثم تشدد "سيد قطب" فى مفهوم الحاكمية؛ لأنها انطلقت عنده من القول بجاهلية المجتمع، ثم تكفير المجتمع، ثم جواز قتال المجتمع، وقد حاول كثيرون أن يؤولوا كلامه، بل إن "حسن الهضيبى" أدان كلامه تمامًا، فى كتابه المشهور "دعاة لا قضاة".

وأضاف فى حلقة من برنامجه (الإمام الطيب) الذى يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصرى وعدد من القنوات الفضائية الأخرى، أنه لا يلزم الحاكم من تطبيق الشريعة إلا ما يطيقه وتطيقه الظروف الموجودة لأنه لا يُعالَج ضرر بضرر مساو له أو بضرر أكبر، كما أنه يجب عدم الخلط بين الاعتقاد بما حكم الله وبين التطبيق بما حكم الله، فالتطبيق منوط به البشر، وطالما وجد العدل فالحكم متوافق مع الإسلام، ولذلك فإن الأمة الإسلامية لم تستمر فى تاريخها بنظام حكم واحد أو شكل واحد، لافتا إلى أن الشباب يجب عليه أن يأخذوا العلم عن العلماء، فهذه القضايا وهذه العلوم تحتاج إلى أستاذ وعالم، ولا تؤخذ هكذا بالقراءات الحرة فى الكتب أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعى أو "سيديهات" أو قنوات.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن مفهوم الحاكمية ليس قاصرا على الله تعالى، بل هو أمر مشترك بين الله وبين البشر، والقرآن الكريم فى آيات كثيرة منه جعل من الإنسان حكمًا وحاكمًا وأسند إليه الحكم، والحكم لله هو حكم تشريع، وهناك مسائل كثيرة وصف القرآن فيها الإنسان بأنه حاكم، ومَن يقولون إنَّ الحُكمَ لله فقط، وليس للبشر، فهؤلاء يأخذون بآية، ويضربون صفحًا عن بقية الآيات التى يجب أن تفهم فى إطارها وسياقها، مؤكدًا أن مفهوم الحاكمية بالنسبة لله تعالى يختلف عن مفهوم الحاكمية بالنسبة للبشر، فحاكمية البشر حاكمية تصرف وحاكمية تشريعات جديدة مرتبطة بالفضاء الإسلامى الأخلاقى والتشريعى، لكن حاكمية الله تعالى حاكمية حلال وحرام وحاكمية عقيدة.

واختتم الطيب حديثه بأنه لا يجب تصديق مَن يقول إن قول الله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون) تنطبق على الحاكم؛ لأنهم يحكمون بالبرلمانيات وبالقوانين المدنية، فهؤلاء فهموا الآية على غير وجهها؛ لأن الآية تعنى مَن لم يعتقد بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون، وهناك فرق كبير جدًّا بين مَن لم يعتقد وبين مَن لم يطبق أو ينفذ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: داخل المجتمع النبي صلى الله عليه صلى الله عليه مواقع التواصل الإجتماعى جامعة الأزهر الاضطرابات النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع اضطرابات إسقاط الأكل والشرب الله تعالى

إقرأ أيضاً:

حكم من يكذب في سرد الحلم أو الرؤية.. هل مصيره النار؟

الكذب من قبائح الذنوب، وفواحش العيوب فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» رواه البخاري (6094) ومسلم (2607) .

لا يحل الكذب إلا في ثلاث حالات

والكذب فيما عدا الثلاث حالات الماضية حرم شرعًا، والإسلام حرَّم الكذب وجعله من الكبائر المنهي عنها شرعًا؛ لقوله تعالى: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ» [العنكبوت: 68]، ولقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا».

حكم من يكذب في سرد الحلم أو الرؤية ؟ 

الكذب في الرؤيا ليس كالكذب في اليقظة، لأن أحدهما كذب على الله والآخر كذب على المخلوقين، قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {هود:18}.

هل من يكذب في سرد الحلم أو الرؤية عليه إثم؟ 

في البخاري عن أبي هريرة: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ.

وهو عند الترمذي وأحمد عن أنس: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدْ انْقَطَعَتْ، فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ، قَالَ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: لَكِنْ الْمُبَشِّرَاتُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: رُؤْيَا الْمُسْلِمِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ. وحسنه الترمذي.

وقد قال الله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ {الأنعام:93}.

وأجاب احد علماء الدين عن سؤال ورد اليه مضمونة: ما حكم الكذب في الحلم للمصلحة العامة وخاصة على الزوج الذي لا يصلي كتخويفه من النار حتى يرجع عن إهماله في الصلاة؟ فأجاب: الكذب في الحلم حرام، بل من كبائر الذنوب لأن الإنسان إذا كذب في الحلم أي قال إني رأيت في المنام كذا وهو لم يره فإنه يعذب يوم القيامة يكلف بأن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد، ولا يقال إنه إذا كان هناك مصلحة جاز الكذب، لأنه لا يمكن أن يدعى إلى الله بمعصية الله أبداً، ولكن يكفينا ما في القرآن والسنة من المواعظ، فإذا وعظ هذا الرجل المفرط في الصلاة، أو في غيرها من الواجبات إذا وعظ بما في القرآن والسنة كفى ذلك إن اتعظ، فهذا هو المطلوب وإن لم يتعظ فقد قامت عليه الحجة وحسابه على الله عز وجل، ولهذا قال الله تعالى لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ـ فحساب الخلق على الله من كان عنده علم، فإنه لا يكلف إلا بإبلاغ علمه إلى من لم يعلمه وليس عليه هدى الناس: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ. انتهى.

أما وقد فعلتِ ذلك: فعليكِ التوبة إلى الله توبة نصوحاً صادقة من هذا الفعل مع الندم والعزم على عدم العود، ولا تخبري أختكِ بذلك لما يترتب عليه من المفسدة، كانعدام ثقتها بصدقكِ مستقبلاً ولو بعد التوبة، لا سيما وقد تركَتْ ما كانت عليه من المنكر، فلا تكوني سبباً في عودها وتساهلها، لكن ذكريها بالله وأن تخلص توبتها من فعلها لله لا لغيره، أما توبتك: فأمر بينك وبين الله لا تعلق لأختكِ بها، إذ ليس في ذلك مظلمة لها ولا حقوق

حكم من كذب برؤية سيدنا النبي في المنام ؟ 

وأوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، حكم من كذب وأدعي بأنه راي النبي صل الله عليه وسلم في المنام ، منوها بأن الكذب على النبي يأخذ أشكالا عدة منها التشكيك الدائم في مصادر الشريعة وحديث النبي " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" هو الذي حرك الصحابة رضوان الله عليهم لحفظ السنة خوفا عليها من التحريم.

حكم من كذب وأدعي بأنه راي النبي

وأضاف جمعة ، في تصريح له، أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا جاء لهم أحد يقول "سمعت رسول الله يقول كذا " يقولون له " أقسم بالله " وكان سيدنا عمر بن الخطاب إذا جاءه أحد يقول سمعت رسول الله يقول فيطلب منه الإتيان بشاهد على ذلك.

وتابع: التشكيك في الشريعة يجعل الناس في حيرة من أمرهم ويتساءلون أيهما كذب وأيهما صدق فيخلق فتنة كبيرة لذا سارع الصحابة لتوثيق كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكد جمعة أنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه حذر من المزاح لإضحاك الناس إذا كان بهذه الطريقة، حيث توعد فاعله بواد في جهنم.

ماذا قال النبي صل الله عليه وسلم في من أدعي بالكذب رؤيته في المنام

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».

ما الفرق بين الكذب العادي وإدعاء رؤية النبي في المنام  

الكذب هو الإخبار بالشيء علي خلاف ما هو عليه علي وجه التعمد والقصد والعلم، والكذب كبيرة تجر صاحبها إلي النار لقول النبي صلي الله عليه وسلم "إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا".

وورد في سنن ابي داود، أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ، فَيَكْذِبُ; لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ»، وفي هذا الحديث التحذير من الكذب على سبيل المزاح لإضحاك الناس، قد توعد النبي من فعل ذلك بالويل، والويل قيل إنه اسم لوادٍ في جهنم، وقيل كلمة وعيد وتهديد، ولو كان على سبيل الهزل، المطلوب من المسلم أن يتحرى الصدق في جميع أحواله، وأن يبتعد عن الكذب.

كما دل هذا الحديث على أن من حدث بحديث لم يكذب فيه لأجل إضحاك الناس، فإنه لا بأس به، من حدث بحديث لا كذب فيه، أو لم يكذب فيه، لأجل إضحاك الناس أنه لا بأس به، ومن ذلك ما يسميه بعض الناس بالنكتة، وقد فعل هذا عمر رضي الله عنه في القصة المشهورة في الصحيحين.

رؤية النبي في المنام

عن أبي هريرة – رضى الله عنه - قال: قَال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَام فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَشَبَّه بِي»، رواه مسلم، حديث صحيح.

قال الإمام النووى فى كتابه المنهاج لشرح صحيح مسلم: إنه اختلف العلماء في معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- :«فَقَدْ رَآنِي»، فقال ابن الباقلاني: معناه أن رؤياه صحيحة ليست بأضغاث ، ولا من تشبيهات الشيطان ، ويؤيد قوله رواية " فقد رأى الحق " أي الرؤية الصحيحة، قال: وقد يراه الرائي على خلاف صفته المعروفة، كما رآه أبيض اللحية، وقد يراه شخصان في زمن واحد أحدهما في المشرق والآخر في المغرب، ويراه كل منهما في مكانه.

وأضاف النووى، أن الإمام القاضي قال : ويحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم " فقد رآني " أو " فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " المراد به إذا رآه على صفته المعروفة له في حياته ، فإن رأى على خلافها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة، موضحاً أن هذا الرأى الذي قاله القاضي ضعيف، بل الصحيح أنه يراه حقيقة، سواء كان على صفته المعروفة، أو غيرها، لما ذكره الإمام المازري.

وأوضح الإمام، أنه قد قال بعض العلماء: إن الله تعالى خص -النبي صلى الله عليه وسلم- بأن رؤية الناس إياه صحيحة وكلها صدق، ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم ، كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء -عليهم السلام- بالمعجزة ، وكما استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة، فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته وإلقائه وكيده .

وأكد النووى –رحمه الله-: أن العلماء اتفقوا على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها ، وإن رآه الإنسان على صفة لا تليق بحاله من صفات الأجسام ، لأن ذلك مرئي غير ذات الله تعالى ، إذ لا يجوز عليه سبحانه وتعالى التجسم ، ولا اختلاف الأحوال بخلاف رؤية النبي صلى الله عليه وسلم - فى المنام -، وقال ابن الباقلاني: رؤية الله تعالى في المنام خواطر في القلب، وهي دلالات للرائي على أمور مما كان أو يكون كسائر المرئيات.

مقالات مشابهة

  • أهمية الاستغفار في حياة المسلم
  • ‏الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية
  • كييف.. إسقاط 50 مسيرة روسية استهدفت مواقع أوكرانية
  • ‏مصادر روسية: الدفاعات الجوية تحبط هجوما جويا أوكرانيا وتدمير 34 مسيرة كانت تستهدف مواقع روسية
  • هل تجوز قراءة القرآن في سرادقات العزاء بأجر؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • حكم من يكذب في سرد الحلم أو الرؤية.. هل مصيره النار؟
  • أستاذ اقتصاد: مبادرة أسواق اليوم الواحد تضرب فكرة الاحتكار
  • بيان فضل العفو والتجاوز عن المعسر رغبة في الثواب
  • محمد الفاتح عابدين في ذمة الله
  • اليمنيون خوارج ومنافقون في عقيدة الحوثي