ريتشارد أتياس: 28 مليار دولار قيمة صفقات النسخة الثامنة لمبادرة مستقبل الاستثمار
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
كشف الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد أتياس أن النسخة الثامنة للمبادرة ستشهد أعمالها الإعلان عن استثمارات من جميع أنحاء العالم، وستحقق أرقامًا قياسية جديدة، مفيدًا أن قيمة الصفقات الدولية التي ستُعلن تقدر بــ 28 مليار دولار، في قطاعات مختلفة ومنها الغذاء، والترفيه، والطاقة المتجددة، والأمن السيبراني، والرياضة.
وقال في المؤتمر الصحفي الذي استضافته هيئة وكالة الأنباء السعودية للتعريف بالنسخة الثامنة للمبادرة بحضور 65 وسيلة إعلامية محلية ودولية: ” ستشهد النسخة هذا العام عقد 180 جلسة حوارية، يشارك فيها 600 متحدث من نخبة القطاعين العام والخاص، لمناقشة التحديات وطرح الحلول المقترحة”.
وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار”FII” أن المبادرة تهدف إلى أن تكون محفزًا رئيسيًا للحوار العالمي حول القضايا الأكثر أهمية وتعقيدًا التي تواجه العالم اليوم وتسعى إلى طرح الأسئلة الصعبة على طاولة الحوار لمناقشتها وحلها مع صناع القرار، متناولًا دور المؤسسة في العمل على توسيع نطاق الحوارات لتشمل المزيد من القضايا الحاسمة التي تؤثر على الاقتصاد والمجتمع، مثل التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي، مما يعزز فهمًا عالميًا أعمق حول كيفية مواجهة التحديات العالمية من خلال الحوار المستنير والبناء.
وأوضح أن المؤسسة لا تقتصر فقط على النقاشات العامة، بل تسعى إلى استضافة خبراء وقادة فكر عالميين لطرح ومناقشة مواضيع مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الحوار يتناول العديد من المواضيع التي يمكن أن تنبثق منها أفكار وحلول ملموسة تُحدث فرقًا في حياة المجتمعات.
وأشار إلى أن مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار تسهم في إحداث التغيير، وتتيح عبر تطبيقها الفرصة للمشاركة في الأفكار وبدء العمل، مؤكدًا أن المؤسسة قائمة على العضوية وهي مفتوحة للجميع، بما في ذلك رواد الأعمال والشباب الموهوبين، لتحقيق الشمولية، داعيًا وسائل الإعلام إلى التركيز على الجوانب المشرقة والإيجابية عند مناقشة الموضوعات المدرجة في اعمال النسخة الثامنة للمبادرة لتحقيق توازن أفضل في تغطية القضايا.
وبين أن موقع المملكة الجغرافي جعلها منصة لربط الشرق والغرب والشمال والجنوب، مفيدًا أن عقد مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض يؤكد أهمية المملكة كمركز للحوار العالمي.
وتناول ريتشارد أتياس، موضوع العضوية والحضور حيث أوضح أن النسخة الحالية شهدت تسجيل 7000 شخص، بينهم 1200 من الأعضاء الذين تم تحديد عددهم مسبقًا، بينما تم تخصيص 3000 مقعد للشركاء الإستراتيجيين، بما في ذلك شركات عالمية تؤمن برؤية المؤسسة، يلعبون دورًا مهمًا في دعم المبادرات التي تسعى إلى تحقيق تغييرات إيجابية على المستوى العالمي.
وأفاد أن الحضور في المؤتمر لا يقتصر فقط على الأعضاء، إذ يشارك فيه جهات إعلامية ووفود رسمية، بما في ذلك الوزراء والسفراء ونواب الوزراء، مشيرًا إلى أن برنامج العضوية السنوية لا تقتصر على حضور فعاليات المؤتمر فقط، بل تتيح لأعضائها الوصول إلى جميع فعاليات المؤسسة على مدار العام في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى المشاركة في جلسات خاصة والاستفادة من تقارير المؤسسة.
وأكد أن المديرين التنفيذيين العالميين من خلال المشاركة في المبادرة لديهم الرغبة في الإسهام ببناء اقتصاد قوي ومستقر، حيث يرون في ذلك فرصة لإعادة الإعمار وليس فقط جزءًا من قراراتهم الاستثمارية، مفيدًا أن مجالات التقنية والذكاء الإصطناعي وإنتاج الغاز، تعزز من قدرة الدول على النمو والابتكار مما يجعلها قادرة على تجاوز التحديات، منوهًا بأهمية تحقيق السلام كعامل ضروري لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية مبادرة مستقبل الاستثمار النسخة الثامنة فی ذلک إلى أن
إقرأ أيضاً:
فدية البحر الأحمر: كيف تمول رسائل البريد الإلكتروني عمليات القرصنة التي يشنها الحوثيون بقيمة 2 مليار دولار (ترجمة خاصة)
لقد أصبح البحر الأحمر، الشريان الحيوي للتجارة العالمية، ساحة معركة للقرصنة الحديثة التي تمزج بين التكنولوجيا والجغرافيا السياسية والتجارة. وقد تبنت جماعة الحوثي في اليمن نهجا جديدا للاستفادة من موقعها الاستراتيجي، حيث طالبت بدفعات من شركات الشحن مقابل المرور الآمن.
ويعيد هذا المخطط، الذي تم تنسيقه من خلال رسائل البريد الإلكتروني وقنوات الدفع في السوق السوداء، تشكيل التجارة البحرية ويفرض تحديات عالمية كبيرة، كما ذكرت مجلة الإيكونوميست.
في مزيج من التشدد والبيروقراطية، قام الحوثيون بإضفاء الطابع المؤسسي على ممارسات الابتزاز من خلال تزويد أصحاب السفن بعنوان بريد إلكتروني "علاقات العملاء" للتفاوض على المدفوعات. وبالنسبة لأولئك الذين يبحرون في المياه الخطرة في البحر الأحمر، فإن الخيارات قاتمة: الدفع، أو المخاطرة بالهجمات، أو اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة.
وبفضل الصواريخ والطائرات بدون طيار المتقدمة، يمكن للحوثيين استهداف السفن بدقة، مما يخلق جوًا من الحتمية حول هذه المدفوعات. وتقدر مجلة الإيكونوميست أن المجموعة تجمع ما يصل إلى 2 مليار دولار سنويًا من خلال نموذج الابتزاز هذا.
في حين تقاوم العديد من الشركات الغربية دفع هذه الرسوم، وتختار إعادة توجيه السفن حول أفريقيا، فإن التحويلات تأتي بتكاليف باهظة. تزيد الرحلات الأطول من أوقات العبور واستهلاك الوقود، مما يدفع النفقات للشركات والمستهلكين على حد سواء. في المقابل، اتخذت دول مثل الصين موقفًا عمليًا، حيث ورد أنها زادت حصتها من الشحن في البحر الأحمر من خلال الموافقة على دفع الحوثيين مقابل المرور الآمن.
التأثير على التجارة العالمية
إن تداعيات هذا الابتزاز البحري هائلة. فقد انخفضت أحجام الشحن في البحر الأحمر، حيث تشير بعض التقديرات إلى انخفاض بنسبة 70 في المائة. أدى إحجام شركات الشحن الغربية عن الامتثال إلى زيادة في الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح، مما أضاف الوقت والتكاليف للشحنات. وأشار التقرير إلى أن هذا التحول أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد وخلق فرص للمشغلين تحت أعلام أقل تقييدًا للهيمنة على حركة المرور في البحر الأحمر.
إن التكاليف غير المباشرة لأنشطة الحوثيين أكثر وضوحا. ويقدر التقرير أن النفقات الإضافية الناجمة عن إعادة التوجيه والتأخير واستهلاك الوقود تبلغ 175 مليار دولار سنويا، وهو عبء مالي ينتقل في نهاية المطاف إلى المستهلكين النهائيين.
ما هي أزمة البحر الأحمر؟
منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نفذت ميليشيات الحوثي اليمنية هجمات متعددة على سفن الشحن في البحر الأحمر. أصبح هذا الممر البحري الحيوي، وهو أسرع رابط بين آسيا وأوروبا عبر قناة السويس، محفوفا بالمخاطر بشكل متزايد. تختار العديد من السفن الآن الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح، مما يزيد من تكاليف الشحن وأوقات التسليم.
تأتي هذه الأزمة في ظل تحديات اقتصادية مستمرة، بما في ذلك عواقب الوباء، والصراع الروسي الأوكراني المستمر، والتباطؤ العالمي.
يواجه البحر الأحمر، الذي يتعامل مع ما يقرب من 30 في المائة من حركة الحاويات العالمية، اضطرابا غير مسبوق. وبحلول مارس/آذار 2024، انخفضت حركة المرور عبر قناة السويس ومضيق باب المندب بنسبة 50%، في حين تضاعفت حركة الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح.
الابتزاز كنموذج أعمال مستدام
إن نموذج الابتزاز الذي يتبعه الحوثيون مثير للقلق بشكل خاص بسبب استدامته. إن قدرة المجموعة على توليد الإيرادات من خلال العمليات البحرية تمول قدراتها العسكرية ونفوذها الأوسع في اليمن والمنطقة.
وبينما أثارت أفعالهم انتقادات واسعة النطاق، لا يمكن تجاهل الأسباب الجذرية. لقد وفر الصراع المستمر في اليمن - المدفوع بالفقر والتنافسات الجيوسياسية وسنوات من التدخل الأجنبي - أرضًا خصبة لمثل هذه الأنشطة. وقد أدى الافتقار إلى استجابة عالمية منسقة إلى تفاقم الأزمة.
إن نجاح الحوثيين في استغلال انعدام الأمن البحري يشكل سابقة خطيرة. فمن خلال استغلال نقاط الضعف في التجارة العالمية، ابتكروا نموذجًا يمكن أن يلهم الجماعات المسلحة الأخرى. وحذر التقرير من أن هذا الاتجاه المزعج قد يمتد إلى ما هو أبعد من الشحن إلى صناعات أخرى مثل السفر الجوي، خاصة مع استمرار ارتفاع المخاطر الجيوسياسية.
*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا