فزغلياد: هل يجرّ الناتو فنلندا إلى مواجهة نووية مع روسيا؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية، تقريرا، تحدّثت فيه عن مشاركة القوات الجوية الفنلندية في المناورات النووية التي يجريها حلف الناتو، خلال الشهر الحالي، وما قد يترتب عنه من تصعيد بين فنلندا وجارتها روسيا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "المقاتلات الفنلندية تشارك لأول مرة، في المناورات النووية التقليدية التي يجريها حلف الناتو تحت مسمّى: الظهيرة الصامدة".
وأضافت أن "المناورات المتوقع استمرارها لمدة أسبوعين، ستشارك فيها أكثر من 60 طائرة مقاتلة، قادرة على حمل أسلحة نووية من المرتقب تحليقها فوق سماء أوروبا الغربية، فضلا عن نحو ألفي عسكري".
وتابعت أنه "في إطار التدريبات، من المقرر استخدام القاذفات ومعدات الحرب الإلكترونية ومركبات الاستطلاع، وسيتم إطلاق المركبات من ثماني قواعد للناتو في بلجيكا وهولندا والدنمارك وبريطانيا وبحر الشمال".
وفي تعليقها على المشاركة المرتقبة للمقاتلات الفنلندية لأول مرة في التدريبات، تقول أستاذة العلوم السياسية بجامعة هلسنكي، إيرو ساركا، إن "الوضع الحالي يشير إلى استعداد فنلندا للعب دور نشط في السياسة النووية لحلف شمال الأطلسي".
وأشارت الصحيفة إلى أن فنلندا كانت قد اشترت 64 مقاتلة من طراز "إف-35" من شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، بكلفة ناهزت 8.4 مليار يورو، ومن المتوقع تسليم الدفعة الأولى عام 2026.
ومن المنتظر أن تكون القوات الجوية الفنلندية ممثّلة في المناورات الحالية بطائرات أمريكية من طراز "إف/إيه-18 هورنت"؛ في هذا الصدد يقول المحلل العسكري، إيليا كرامنيك: "الأمر يتعلق باستخدامها كطائرات مرافقة، مصمّمة لخوض معارك جوية في حالة الحرب أو عمليات الدفاع الجوي ضد العدو، أي روسيا".
ويضيف كرامنيك: "هذا الحماس، لا يعزّز أمن فنلندا في حالة نشوب حرب مع موسكو، بل ينقل مطاراتها إلى فئة الأهداف الأولى، حيث سيتم في الوقت الراهن اعتبار الطائرات الفنلندية قواعد عدائية في حالة حدوث ضربة نووية".
استياء شعبي وبرلماني
وتنقل الصحيفة عن هيئة الإذاعة الفنلندية "أوليسراديو" أن هناك حالة من الاستياء في فنلندا على خلفية المشاركة في تدريبات الناتو، وقد أكد حزب اتحاد القوى اليسارية، الأسبوع الماضي، عن معارضته لهذه الخطوة، لافتا إلى أنه لم يتم طرحها عمليًا للمناقشة في البرلمان.
كذلك، تضيف الصحيفة أن "نواب البرلمان الفنلندي لم يعلموا بمشاركة بلادهم في التدريبات إلا من خلال تقرير نشرته مجلة "كي آيرو" البريطانية في آب/ أغسطس الماضي". ورغم مطالبة النواب السلطات بتقديم معلومات محددة حول الحدث المرتقب، لم يعلق المكتب الرئاسي ولا وزارة الدفاع على هذه المشاركة.
وحسب الصحيفة، فإن فنلندا فقدت جزءًا مهمًا من سيادتها بعد حرمان الشعب والنواب من فرصة اتخاذ قرار مستقل بشأن ما إذا كانت البلاد بحاجة إلى المشاركة في المناورات النووية لحلف شمال الأطلسي أم النأي بنفسها عن ذلك.
وأكد حزب اتحاد القوى اليسارية الفنلندي، عبر مذكرة، إلى مجلس الوزراء على أنه "من حق البرلمان النّفاذ إلى المعلومات حول مسار السياسة النووية الذي يتم تطويره والترويج له في صلب الحكومة".
وفقا للصحيفة، يتبنى الديمقراطيون الاشتراكيون الموقف ذاته، حيث يعترضون على النشر الدائم للأسلحة النووية لحلف شمال الأطلسي على أراضي فنلندا.
"عندما انضمت فنلندا إلى الناتو في 2023، أكد المسؤولون للرأي العام الفنلندي أنه يمكن تجنّب هكذا موقف. ولكن مع مرور الوقت تبين أن الأمر ليس بهذه البساطة" تؤكد الصحيفة.
وتردف: "إن وجهة نظر حزب اتحاد القوى اليسارية مهمة للغاية، حيث يكتسب الحزب شعبية سريعة مع قيام الحكومة الحالية بتخفيض الإنفاق على القطاع الاجتماعي. في الانتخابات الأخيرة للبرلمان الأوروبي، حصل على المركز الثاني بنسبة 17.3 في المئة، ليفوز بذلك بثلاثة مقاعد في المجلس التشريعي للاتحاد الأوروبي".
عنصر داعم
تنقل الصحيفة، عن عدد من الخبراء، قولهم إنه على الرغم من هذا الاستياء، لا يمكن لفنلندا رفض المشاركة في التدريبات بعد أن أصبحت عضوا في حلف شمال الأطلسي.
في هذا السياق، يقول المحلل الروسي، ألكسندر إرماكوف، إن "الظهيرة الصامدة تجذب تقليديًا الكثير من الاهتمام، ويرجع ذلك إلى تفاصيل الحدث نفسه. وبما أن فنلندا أصبحت عضوا في الحلف، فإنها تشارك أيضا في هذه المناورة"، لافتا إلى أن "الطائرات الفنلندية تشارك كعنصر داعم".
يتابع إرماكوف: "خلال المناورات سوف تتدرب الدول التي تمتلك أسلحة نووية بشكل مباشر على إطلاقها. وتتولى بقية الدول تغطيتها وتوفير الدفاع الجوي وتزويدها بالوقود أثناء الطيران، وما إلى ذلك".
ويشكك إرماكوف، في اهتمام دول الناتو جديًا بنشر قوات نووية على الأراضي الفنلندية على أساس دائم، قائلا: "الحلف لا يأخذ بعين الاعتبار نشر الأسلحة في غياب البنية التحتية المناسبة، وحتى على مقربة من الحدود. إن نشر الأسلحة النووية التكتيكية بالقرب من روسيا يجعلها عرضة للخطر".
ويضيف: "هناك مسألة أخرى هي أنه لن يتم فرض مثل هذه الخطوة الصعبة على الفنلنديين في وقت السلم. أما إذا كنا نتحدث عن صراع عسكري مباشر، فلن يسألهم أحد عن رأيهم. حينئذ سيستخدم الناتو مطارات البلاد بما يناسبه ووفقا لخطته".
خطر اندلاع صراع نووي
من جانبه، يعتقد الخبير العسكري، كونستانتين سيفكوف، أن "الوضع القائم اليوم يزيد من خطر وقوع صدام مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي".
وفي تعليقه على تدريبات الناتو في ظل التغييرات في العقيدة النووية الروسية، يقول سيفكوف: "من المرجح تصعيد مثل هذا الصراع إلى المرحلة النووية".
وحسب سيفكوف، فإن "المقاتلات الفنلندية غير مبرمجة تقنيا على استخدام الأسلحة النووية، حيث لا تتمتع هلسنكي بمثل هذه القدرات. بالتالي فإن العمل على هذه المسألة إحدى المهام التي يحددها الناتو بنفسه".
"يمكن تجهيز مقاتلات "إف-3" بأسلحة نووية عند اعتمادها من قبل القوات الجوية الفنلندية، الأمر الذي يحمل تداعيات خطيرة" يؤكد الخبير العسكري.
ويرى سيفكوف أنه "في حالة نشوب صراع مباشر، تزداد احتمالية إطلاق حاملات الأسلحة النووية من الأراضي الفنلندية، الأمر الذي يفرض على روسيا أن تولي اهتماما كبيرا بمسألة تعزيز أنظمة المراقبة المضادة للصواريخ حتى تتمكن من الرد في الوقت المناسب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حلف الناتو فنلندا روسيا الحرب الإلكترونية روسيا فنلندا حلف الناتو الحرب الإلكترونية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المناورات شمال الأطلسی فی حالة
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: الأسلحة الألمانية في أوكرانيا باهظة وفاشلة
ألقى موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي الضوء على ما أسماه ضعف أداء الأسلحة الألمانية في أوكرانيا، ونسب إلى تقرير مسرّب من السفارة الألمانية في كييف وصفه لأداء هذه الأسلحة بأنه "مدمِّر"، مشيرا إلى فشل نظم متقدِّمة منها في التكيف مع قسوة الحرب.
وقال الكاتب روبيرتو فيفالديللي، في تقرير نشره الموقع الإيطالي، إن الحرب في أوكرانيا وضعت الأسلحة التي قدّمتها ألمانيا لكييف تحت اختبار صارم، والنتائج حتى الآن ليست مشجعة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: المقاتلة الروسية سو-75.. من نموذج واعد إلى مشروع وهميlist 2 of 2صحف غربية: مأساة السودان لا تحظى بالاهتمام العالمي اللازمend of listفقد كشف تقرير عسكري ألماني، أوردته مجلة "دير شبيغل"، عن وجود أوجه قصور خطيرة في أنظمة التسليح التابعة لـ حلف الناتو المستخدمة على الجبهة الأوكرانية.
وأوضح الكاتب أن التحليل، الذي يستند إلى وثيقة رسمية صادرة عن سفارة ألمانيا في كييف، يصف أداء تجهيزات مثل المدفع الذاتي الدفع بانتسرهاوبيتسه 2000 -المتطور من الناحية التكنولوجية لكنه هش- بأنه "مدمّر".
كما أن الدبابات من طراز ليوبارد، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي مثل آيريس-تي وباتريوت، تعاني – بحسب تحقيق دير شبيغل – من مشاكل تتعلق بندرة الذخيرة وتقادم الأنظمة.
ترسانة الناتو كلهاوتثير الوثيقة، التي تم تسجيلها خلال محاضرة أُلقيت أمام ضباط شباب من الجيش الألماني (البوندسفير)، الشكوك حول الفعالية القتالية الحقيقية ليس فقط للأسلحة الألمانية، بل للترسانة الكاملة لحلف الناتو.
إعلانوأضاف الكاتب أن من بين الأنظمة الأكثر إشكالية المدفع ذاتي الحركة بانتسرهاوبيتسه 2000، إذ يُعتبر سلاحا استثنائيا، لكنه حساس جدا لدرجة أن موثوقيته في ظروف الحرب باتت محل شك.
أما الدبابة "ليوبارد 1 آي 5″، فعلى الرغم من مقاومتها، إلا أن درعها ضعيف للغاية، وغالبا ما تُستخدم كمدفعية بديلة في ساحة المعركة. أما الطراز الأحدث، ليوبارد 2 آي 6، فقد تبيّن أنه باهظ الثمن ومعقّد جدا من ناحية الصيانة الميدانية، مما يجعل إصلاحه مباشرة على الجبهة أمرا صعبا.
باهظة السعر ونادرةوكشفت التحقيقات أيضا عن وجود حدود لأنظمة الدفاع الجوي الألمانية؛ فرغم أن نظام آيريس-تي يعمل بشكل جيد، إلا أن ذخيرته باهظة الثمن ونادرة، ورغم أنه يُصنَّف كسلاح من الطراز الرفيع، لكنه يُعتبر "غير كاف"، لأن مركبات نقله، المُنتجة من قبل شركة مان، قديمة وتفتقر إلى قطع الغيار اللازمة.
وأكد الكاتب أن التقرير كان حاسما عندما قال: "لا يكاد يوجد أي نظام ألماني كبير مناسب تماما للحرب". وتُعد الظروف القاسية للنزاع في أوكرانيا، والتي تتسبب في استهلاك مفرط للمعدات، أحد الأسباب وراء ذلك.
كما أن الجنود الأوكرانيين، الذين تم تدريبهم بسرعة في ألمانيا، لم يتوفر لهم الوقت الكافي لتعلّم صيانة هذه الأنظمة بشكل معمّق. وعلى الجبهة، تفتقر القوات إلى الهياكل اللازمة لإجراء إصلاحات سريعة، كما أن مراكز الصيانة تقع بعيدا عن مناطق القتال.
صعبة الصيانةولفت الكاتب إلى أن صعوبات الأسلحة الألمانية لا تُفاجئ الجميع. وكما يقول بعض المحللين، فإن التكنولوجيا المتقدمة في الأنظمة الألمانية تنطوي على تكاليف صيانة مرتفعة وهشاشة تجعل من الصعب التعامل معها في صراع عنيف.
أما الأنظمة الأبسط، مثل الدبابة القديمة "ليوبارد 1 آي 5" أو الأمريكية "إم 109 آي 3″، فتُفضّلها القوات الأوكرانية على النسخ الأحدث، وذلك تحديدا لسهولة صيانتها.
إعلانوختاما يؤكد الكاتب أن هذا يُبرز أحد أوجه القصور في أسلحة حلف الناتو: فهذه الأسلحة صُممت لخوض صراعات دقيقة أو عمليات مكافحة التمرد، لكنها تبدو أقل ملاءمة في حرب شاملة، حيث تصبح البساطة وإمكانية الإصلاح الميداني عناصر أساسية.