تغير المناخ يتلف المحاصيل ويفاقم أزمة الغذاء في اليمن
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
بجانب الآثار الصعبة للحرب المستمرة منذ عشر سنوات، يواجه اليمن تحديات كبيرة أيضاً نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط هطول الأمطار، وما يتبعها من ظواهر جوية متقلبة تتسبب في دمار البيئة وتؤثر على سبل العيش وصحة الأفراد.
وتعتبر الزراعة في اليمن أساس الاقتصاد الريفي ولكن مع التغيرات المناخية والطقس غير المستقر وهطول الأمطار غير المتوقعة تفاقمت مشكلة الجفاف وأصبح من الصعب التأقلم مع تلك الظروف التي تسبب ضغطاً هائلاً على المزارعين، ما أدى بطبيعة الحال إلى تلف المحاصيل وانعدام الأمن الغذائي.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن التغيرات المناخية تؤدي إلى زيادة أعداد الجراد وديدان النباتات، كما تخلق الظواهر الجوية السيئة ظروفاً مناسبة لتكاثر الآفات، فضلاً عن ما تحدثه الفيضانات والأعاصير المتكررة من أضرار واسعة النطاق للبنية التحتية في اليمن، وما يترتب عليها من تعطيل للخدمات الأساسية، وتشريد المجتمعات.
وشدد أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة، الدكتور عبدالقادر الخراز، على أن اليمن من أكثر دول العالم تأثراً من تغير المناخ، ما تسبب في ظواهر متعددة منها ارتفاع مستوى سطح البحر وتغيرات في مواسم الزراعة وحالات الجفاف والكثافة المطرية.
وقال الخراز في تصريح لـ«الاتحاد»، إن اليمن يواجه موجات من الأعاصير في المناطق الجنوبية والشرقية والجزر، والفيضانات في المحافظات الساحلية والصحراوية، وشدة مطرية وكثافة في المناطق الجبلية وجفاف في المناطق الصحراوية، بالإضافة إلى ارتفاع في مستويات درجات الحرارة، ما أدى إلى تغير المواسم الزراعية، وبالتالي خسائر للمزارعين، وهو ما يقابله عجز حكومي في اتخاذ إجراءات للتخفيف من هذه التداعيات.
وأوضحت خبيرة البيئة والمناخ اليمنية الدكتورة نبيلة القادري أن العديد من المناطق اليمنية تعاني من تداعيات تغير المناخ، التي أثرت بشكل كبير على نضوب وتلوث مصادر المياه ما أجبر السكان إلى الهجرة الداخلية والنزوح بحثاً عن المياه والخدمات.
وقالت القادري في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تغيرات المناخ كانت لها تأثيرات كبيرة على المجتمع اليمني خاصة السواحل الشرقية، لافتة الى تأثيرها السلبي على الاستقرار واتخاذ نمط عيش ثابت، إضافة إلى الضغط على الموارد في المناطق التي يلجأ إليها المتضررون. أخبار ذات صلة «الهجرة الدولية»: 17 ألف نازح يمني «داخلياً» منذ بداية العام «اليونسكو» تلوح بتجميد مشاريعها في مناطق سيطرة الحوثي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن فی المناطق
إقرأ أيضاً:
جامعة الفيوم تنظم ندوة حول "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم؛ التابع لقطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للإستعلامات، وبالتعاون مع جامعة الفيوم، ندوة صباح اليوم الأربعاء، حول "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة"، بقاعة الدكتور سعد نصار بكلية الزراعة، وذلك ضمن حملة قطاع الإعلام الداخلى، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع لدعم الجهود الوطنية لمواجهة تغير المناخ، والتى ينفذها القطاع من خلال مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية وتزامنا مع انعقاد مؤتمر المناخ cop29 المنعقد حاليا فى أذربيجان.
شارك فى الندوة عدد كبير من طلبة كلية الزراعة وطلاب الدراسات العليا بكلية التربية الرياضية
وبحضور الدكتور عرفة صبرى نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث الثقافية، الدكتور جمال محمود الجارحى عميد كلية الزراعة، الدكتور اشرف العباسى وكيل كلية التربية الرياضية، الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بنى سويف الأسبق والاستاذ بكلية الزراعة، الدكتور جمال فرج وكيل كلية الزراعة، الدكتور صلاح الدين مدير مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات وبعض أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالكلية، وبحضور فريق عمل مركز النيل محمد هاشم مدير المركز ، حنان حمدى مسئول البرامج بالمركز.
قام الدكتور عرفة صبري بعرض لقضية التغيرات المناخية بوصفها ظاهرة عالمية تنذر بمخاطر كبيرة على العالم أجمع ما يتطلب بشكل عاجل تضافر الجهود للحد من تفاقم تأثيراتها التي تطول الإنسان والبيئة المحيطة به وما يعيش عليها من كائنات حية.
وشرح المفهوم العلمي للتغيرات المناخية باعتبارها اختلالًا في التوازن البيئي وارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح وغزارة الأمطار أو نقصانها وارتفاع الرطوبة وتغير خصائص الكرة الأرضية نتيجة زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون.
وعن أسباب التغيرات المناخية أشار إلى أن هناك أسباب طبيعية كالبراكين والبقع الشمسية والعواصف الترابية والأشعة الكونية، وأسباب أخرى بشرية كقطع الأشجار ومخلفات المصانع التي تستخدم الوقود الأحفوري والتلوث البيئي.
واستعرض بالشرح والتوضيح لمخاطر التغيرات المناخية التي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق وذوبان الجليد وانتشار المستنقعات الملوثة، بالإضافة للتأثير السلبي على الثروة الحيوانية والسمكية وإنتاجية المحاصيل ما يسبب أزمة عالمية في نقص الغذاء، مشددًا على أهمية قياس البصمة الكربونية للأفراد ومعرفة مدى تاثيرهم السلبي على البيئة.
وأكد على أن الدولة تبذل جهود كبيرة للحد من تلك الظاهرة منها تشجيع المشروعات البيئية الخضراء والتوسع فى استخدام الطاقة الجديدة إلى جانب رفع الوعى البيئي من خلال الندوات والمؤتمرات.
وحول كيفية التكيف مع تلك التغيرات المناخية شدد على ضرورة إنشاء محطات رصد جوي بيئي، واستخدام طرق ري حديثة وإعادة استخدام وتدوير مياه الصرف والتوسع في الطاقة المتجددة.
من جانبه قال الدكتور جمال محمود الجارحى إن كلية الزراعة معنية بإجراء البحوث التطبيقية والبينية للوقوف على الطرق العلمية السليمة لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على إنتاجية الحاصلات الزراعية لا سميا المحاصيل الضرورية كالقمح والذرة وكذلك الثروة الحيوانية.
وأكد على أن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على المواسم الزراعية لبعض المحاصيل نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وهذا ما نتج عنه نقص الإنتاج وبالتالى أدى إلى ارتفاع أسعار بعض المحاصيل.
وأشار إلى أن كلية الزراعة والمراكز البحثية الزراعية تقوم بدور كبير للارشاد الزراعى وتعديل المواسم الزراعية لتتكيف مع تغير المناخ، مشيرًا إلى أهمية وعي طلاب الجامعة بهذه القضية وتوعية زملائهم وأسرهم بمخاطرها وضرورة الالتزام بالسلوكيات السليمة تجاه البيئة، مشيدًا بجهود الدولة فى هذا الإطار.