البوابة نيوز:
2025-01-16@08:44:52 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: "أبو عقل مسلوخ"

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تربّينا على قصص ظن الأهل أنها تمثل أصل دنيا الرعب، فلم يدركوا أننا سوف نواجه في حياتنا وقائع مرعبة يشيب لها ريش الغراب، ومن تلك القصص القديمة حكاية "أبو رجل مسلوخة" وهو شخص مشوه كريه المنظر، يأكل الأطفال غير المطيعين، فالطاعة والخضوع والخنوع هي الدرس الأول الذي يُرضع ويتعلمه مواليد الشرق الأوسط، بدءًا من التخويف وصولًا إلى "ابن الطاعة تحل عليه البركة".

 

هذا الدرس الذي ينتج أجيالًا تخشى التساؤل وبالتالي التمرد والابتكار، وبعد كل هذه السنين، اكتشفت أن "أبو رجل مسلوخة" الذي لم أره أبدًا، سوف يسير معنا في كل مراحل حياتنا، لكن المسلوخ فيه "عقله" لا "رجله"، لذلك كان وما زال مرعبًا أكثر من أي تخيل، مرعبًا وبشعًا في "النور" لا في "العتمة" التي كانت المرحلة الأولى لحضوره، فالنور قادر على كشف مواصفاته وتسلخاته وقبحه بوضوح لا يُطاق، ومن ملامح "أبو عقل مسلوخ"، وهو متعدد الأوجه والزوايا والبطن والظهر:

أولًا- هناك "صنم" رئيسي في حياته يتبعه عدد من "الأصنام"، لا يقبل المساس به أو النقاش حوله، إذا اقتربت منه، ظهرت أنيابه وتنجس لسانه فلا "اقتراب ولا تصوير"، ولا مسموح أن تطرح حوله أصغر سؤال، قد يكون هذا الصنم "نصًا" أو "طريقة" أو "مذهبًا" أو "فكرة" أو "شخصًا".

ثانيًا -  ينتمي إلى "فرقة ناجية" تملك كل "الحق" وكل "الصح" وكل "الإجابات" عن كل “الأشخاص والأشياء والمعاني”، ومن موقعه هذا "يحكم" على كل "الآخرين" و"المختلفين" و"الرافضين" حكمًا نهائيًا قاطعًا باتًا بلا رجعة ولا "تراجع"، فالكل خارج جنته في "جهنم وبئس المصير".

ثالثًا - تمتلئ التسلخات والتشققات والثنايا في هذا العقل بحشو من الهراء المتوارث والخرافات التي لا تنتهي. أكثرها يحقر ويهين ويذل "المرأة"، ويرى فيها مصدر كل شر ونقيصة ومصيبة، ويعلي من التفاهات ويمجد النكرات ويجري وراء أسخف "الترندات"، فيستحق بذلك موقعه المرذول في قعر الأمم، وحصوله على المركز الأول في تخلف الشعوب، لإهماله "العلوم" وتفوقه فقط في المحفوظ والمنقول والمقصوص.

انظر حولك لتجد مئات ممن تعرفهم من هذه النوعية ذات العقل المسلوخ، والمرعب حقًا، يكفي أن تلتقي في يوم بأصولي سلفي يرفض أن يرد عليك جملة "صباح الخير" لأنه لا يرى في الخير لونًا من السلام، أو أنه يظن أن الفروض والطقوس والكلمات لا السلوك هي الطريق لجني الحسنات بالأرقام، وأن طول "الذقن" تقوي أكثر من العمل الصالح، أو تجد قبطيًا يمثل مع أصحاب الاعتقاد بطبيعة المسيح الواحدة 2% من مسيحيي العالم البالغين 98%، والذين يؤمنون بطبيعتين للمسيح، وهو، خلافًا لغويًا بالأساس، يراهم جميعهم هراطقة، ولابد من إعادة معمودية أكثر من مليار شخص والا جميعهم في النار، وهو بمفرده منفردًا في الملكوت السماوي، ثم يهلل قائلًا "الله محبة"... يا ويلنا من هذه التسلخات.

إفيه قبل الوداع:
 أين عقلي؟ (اسم فيلم)
 بين الأطلال (اسم فيلم)

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: افيه روبير الفارس قصص الرعب القصص القديمة

إقرأ أيضاً:

عمر أبو رصاع يكتب .. ما الذي يعنيه سالم الفلاحات ؟

#سواليف

كتب .. #عمر_أبو_رصاع

#سالم_الفلاحات لا يمثل شخص ولا كما قد يتوهم البعض ايقونة أو مشروع زعيم ما، فحتى الأيقونة والزعيم زينة تتمييز عن محيط، وفكرة متجاوزة نضالياً بالضرورة، فنحن لينا بحاجة زعامات ولا ايقونات، بل بحاجة لمن يشمر عن يواعده ويشتبك معنا في وحل الواقع الأليم.
الاستاذ سالم هو تعبير عميق عن معطيات لا يمكن المرور عليها هكذا ببساطة، لا أقول هذا بمناسبة صدور #حكم_السجن بحقه وإن كنت اغتنم هذه الفرصة لوضع الصورة كما اراها أمام الناس، وأرى أن من واجبي أن أفعل ذلك.


ما الذي يعنيه سالم الفلاحات إذن؟
أليس سالم الذي كان يوماً مراقب عاماً لجماعة الإخوان المسلمين؟ فأي صورة تريد إذن؟
نعم هو، وأستخدم هذه الصفة بالذات، لأن العديدين يتمركزون في قراءتهم لما يمثله سالم خلف هذه السمة، أكان بوعي وقصد سيء أو بحسن نية وبساطة، ليوضع الرجل بما يعنيه في برواز محدد لتصورات نمطية حول التوجه العام السياسي والمجتمعي الذي إلتصقت بالجماعة تاريخياً.
لا ينكر سالم منبعه الذي صدر منه وعنه بل وصل فيه تنظيماً إلى أرفع المواقع “مراقب عام”، لكنه بنهجه الصعب المعقد يدعوك وتلك الحال إلى إمعان النظر في خياراته العملية قبل أن تحكم على ما يعنيه ويمثله، وهنا تكمن القصة الأبرز والأهم.

مقالات ذات صلة تنفيذ حكم القتل تعزيراً بحق اردني في السعودية 2025/01/15


هل ندرك عملياً مدى تعقيد وصعوبة التحولات والانعطافات التي اتخذها سالم الفلاحات؟
ليس لأنك انقلبت ولا لأنك انسقت خلف اهداف خاصة وشخصية، بل لأنك قمت بمراجعات حقيقية ووصلت لقناعات بأن المقاربة نفسها يجب أن تختلف، وأن التغيير المراد لا يمكن تحقيقه بذات الأداة والأسلوب، لم يكن غريباً إذن أن تجد سالم الفلاحات الأشد حماساً لتجربة الحراك الشعبي، يجلس وسط تلك الحالة العفوية ويخلع عنه بُردُه ولا يجد غضاضة في أن يشتبك حوارياً مع عمر أبو رصاع الذي ما أنفك يستعمل وصف إسلاموي سياسي بدلاً من إسلامي مثلاً لا حصراً، ويقدم تصوراً متقدماً جداً لما تعنيه الدولة المدنية عنده لعموم الحراكيين في دارة المرحوم جميل الهلسة (أبو عمر) في رد واضح لا لبس فيه على من غمزوا في قناته من زاوية خلفيته السياسية.
هنا حيث وضع رهاناته واتخذ قراراً حاسماً بأن ما نريده هو دولة دستورية الشعب فيها هو المرجعية، دولة مستقلة القضاء، تدار فيها الأمور بنزاهة وشفافية وكفاءة، تبنى فيها الدولة بناء صحيحاً سليماً وتحترم الحقوق والحريات الخاصة والعامة، دولة عدل وإنتاج ورفاه قادرة قوية تحمل مشروعاً للانسانية، الكل فيها شريك حاضر له حقوق مكفولة، لهذا الأمر كان العنوان الذي اختمر ذو الدلالات العميقة “الشراكة”.
لا زعم ولا زعمنا أننا بتنا قادرين تماماً على تمثله تماماً، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، والكمال لله وحده، وما زال جدلنا محتدماً هادئ حيناً وحاداً أحياناً، لكنه عملي وعميق ومنتج، يبنى ويراكم عليه، طالما بقينا متمسكين بلحمة الشراكة الوطنية.
نعم هذا ما عناه ويعنيه سالم الفلاحات، عنوان للشراكة الحقيقية في مشروع نضالي تحرري جامع، من أجل استقلال القرار الوطني والسيادة والتقدم والعدالة والرفاه، تلك هي الدلالة الأبرز والأهم في مسيرة الرجل، وعنوان خطورته في الوقت عينه.
خطورته على من وماذا؟
على الذين يريدون الاحتفاظ بمكتسبات الوضع الراهن، ومنع البلد من أن يتقدم نحو خيار المستقبل بعنوانه الأهم عقلنة وعَملَنة (أي جعله عملي) الخطاب الأيديولوجي، سحب الفتيل من قنبلة اليأس والفشل، لحساب البديل الممكن العملي القابل للتطبيق والحياة والإنتاج.
دائماً تأتي طروحات سالم الفلاحات تحت عنوان مهم “ما الذي نختلف عليه فعلا؟” من زاوية محاصرة رقعة الاختلاف لحساب التوافقات المنتجة.
هذا مستقبل العمل السياسي، زمن الأحزاب الأيديولوجية ولَّى وانتهى، ليس لأن الأيديولوجيا ماتت بالضرورة، بل لأنها مشرب يمكن النهل من معينه لحساب فهم عملي واقعي أقدامه على الأرض ورأسه في السماء، فهم عصري ممكن وقابل للحياة.
ليست هناك خيانة إذن للايديولوجيا، بل محاولة صادقة لإنقاذها من براثن الانتحار على مذبح الجمود والتصورات المتعصبة المغلقة، ورفض الآخر و/ أو إلغائه.
سالم الفلاحات عنوان لهذا المشروع الطموح ولهذا قلت ليس فرداً إنما معنى مهم لمستقبل مختلف، ولهذا هو خطر جداً على الذين يريدون منع ميلاد البديل الممكن والعملي والتوافقي، البديل عصري بكل معنى الكلمة، وفي ذات الوقت تحضر أناه وهويته وأرثه في تشكيله وصياغته.
هكذا أرى الأستاذ سالم وأفهمه واتشرف بمشاركته والعمل معه، وهكذا اشتبك معه خلافاً وتوافقاً في ضوء هذا الفهم، ليس مطلوب منك أن تحب أو تكره سالم، بل أن تتقبله بصفته شريكك الجاد في مشروع التحرر الوطني، المستعد لأن يبذل أقصى الطاقة ليتوافق معك عليه، هذا إذا وفقط إذا كنت تؤمن بأن هذا المشروع ضرورة خلاص.
لم أكتب هذه الكلمات لكي ادافع عن الرجل ولا حتى لأنصفه، بل كتبتها لقناعتي بأن الكثير ممن لازالوا يقفون في المنطقة الرمادية، بحاجة إلى النظر من هذه الزاوية تحديداً.
الشراكة أو المنتظم السياسي الذي سيحتضن هذا المعنى ويعبر عنه مستقبلاً، هو خلاصة نضالتنا على مدى عقد ونصف في اشتباك عملي مضن جداً، هو مخاض نتطلع إليه بصفته الثمرة الناضجة للربيع العربي، بعد أن استفاد جدياً ونقدياً من تجربته، وطور نفسه كبديل وحل وأمل بمستقبل مشرق لشعبنا وبلادنا والأمة والإنسانية جمعاء.

مقالات مشابهة

  • عمر أبو رصاع يكتب .. ما الذي يعنيه سالم الفلاحات ؟
  • «الفارس الشهم 3» تغيث نازحي غزة من برد الشتاء
  • “الفارس الأول” يتصدر شباك التذاكر الروسي
  • الإمارات تقدم أدوية ومستلزمات طبية لتعزيز قدرة مستشفيات غزة
  • الإمارات تواصل دعم مستشفيات غزة بالأدوية والمستلزمات الطبية
  • ما الذي تتضمنه مسودة اتفاق وقف النار في غزة؟
  • إفيه يكتبه روبير الفارس: جوه البطيخة
  • الاحتفاء بالفائزين بألقاب "البطولة الكبرى لقفز الحواجز"
  • المري يحلّق بلقب بطولة الشراع الدولية لقفز الحواجز
  • المري يحرز لقب “دولية الشراع” لقفز الحواجز