البوابة نيوز:
2024-10-15@19:28:44 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: "أبو عقل مسلوخ"

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تربّينا على قصص ظن الأهل أنها تمثل أصل دنيا الرعب، فلم يدركوا أننا سوف نواجه في حياتنا وقائع مرعبة يشيب لها ريش الغراب، ومن تلك القصص القديمة حكاية "أبو رجل مسلوخة" وهو شخص مشوه كريه المنظر، يأكل الأطفال غير المطيعين، فالطاعة والخضوع والخنوع هي الدرس الأول الذي يُرضع ويتعلمه مواليد الشرق الأوسط، بدءًا من التخويف وصولًا إلى "ابن الطاعة تحل عليه البركة".

 

هذا الدرس الذي ينتج أجيالًا تخشى التساؤل وبالتالي التمرد والابتكار، وبعد كل هذه السنين، اكتشفت أن "أبو رجل مسلوخة" الذي لم أره أبدًا، سوف يسير معنا في كل مراحل حياتنا، لكن المسلوخ فيه "عقله" لا "رجله"، لذلك كان وما زال مرعبًا أكثر من أي تخيل، مرعبًا وبشعًا في "النور" لا في "العتمة" التي كانت المرحلة الأولى لحضوره، فالنور قادر على كشف مواصفاته وتسلخاته وقبحه بوضوح لا يُطاق، ومن ملامح "أبو عقل مسلوخ"، وهو متعدد الأوجه والزوايا والبطن والظهر:

أولًا- هناك "صنم" رئيسي في حياته يتبعه عدد من "الأصنام"، لا يقبل المساس به أو النقاش حوله، إذا اقتربت منه، ظهرت أنيابه وتنجس لسانه فلا "اقتراب ولا تصوير"، ولا مسموح أن تطرح حوله أصغر سؤال، قد يكون هذا الصنم "نصًا" أو "طريقة" أو "مذهبًا" أو "فكرة" أو "شخصًا".

ثانيًا -  ينتمي إلى "فرقة ناجية" تملك كل "الحق" وكل "الصح" وكل "الإجابات" عن كل “الأشخاص والأشياء والمعاني”، ومن موقعه هذا "يحكم" على كل "الآخرين" و"المختلفين" و"الرافضين" حكمًا نهائيًا قاطعًا باتًا بلا رجعة ولا "تراجع"، فالكل خارج جنته في "جهنم وبئس المصير".

ثالثًا - تمتلئ التسلخات والتشققات والثنايا في هذا العقل بحشو من الهراء المتوارث والخرافات التي لا تنتهي. أكثرها يحقر ويهين ويذل "المرأة"، ويرى فيها مصدر كل شر ونقيصة ومصيبة، ويعلي من التفاهات ويمجد النكرات ويجري وراء أسخف "الترندات"، فيستحق بذلك موقعه المرذول في قعر الأمم، وحصوله على المركز الأول في تخلف الشعوب، لإهماله "العلوم" وتفوقه فقط في المحفوظ والمنقول والمقصوص.

انظر حولك لتجد مئات ممن تعرفهم من هذه النوعية ذات العقل المسلوخ، والمرعب حقًا، يكفي أن تلتقي في يوم بأصولي سلفي يرفض أن يرد عليك جملة "صباح الخير" لأنه لا يرى في الخير لونًا من السلام، أو أنه يظن أن الفروض والطقوس والكلمات لا السلوك هي الطريق لجني الحسنات بالأرقام، وأن طول "الذقن" تقوي أكثر من العمل الصالح، أو تجد قبطيًا يمثل مع أصحاب الاعتقاد بطبيعة المسيح الواحدة 2% من مسيحيي العالم البالغين 98%، والذين يؤمنون بطبيعتين للمسيح، وهو، خلافًا لغويًا بالأساس، يراهم جميعهم هراطقة، ولابد من إعادة معمودية أكثر من مليار شخص والا جميعهم في النار، وهو بمفرده منفردًا في الملكوت السماوي، ثم يهلل قائلًا "الله محبة"... يا ويلنا من هذه التسلخات.

إفيه قبل الوداع:
 أين عقلي؟ (اسم فيلم)
 بين الأطلال (اسم فيلم)

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: افيه روبير الفارس قصص الرعب القصص القديمة

إقرأ أيضاً:

لبنان الذي تريده أمريكا وإسرائيل

آفة الولايات المتحدة في إدارة الحرب في غزة منذ ٧ أكتوبر والآن في إدارة حرب لبنان هي وضع سيناريوهات مسبقة ولما تسميه اليوم التالي للحرب. هذه السيناريوهات تقوم على تقديرين إستراتيجيين كارثيين: الأول هو طرح أهداف غير واقعية والثاني هو طرح تسويات سياسية صفرية ينتهي الحال بأعدائها وقد خسروا كل شيء وينتهي بها الحال وقد كسبت هي وإسرائيل كل شيء.

عام كامل واليوم التالي للحرب لم يأت أصلا، بل وباتت نهايتها أبعد من ذي قبل بعد أن اتسع نطاقها فصارت حربين في فلسطين ولبنان بعد أن كانت في بلد واحد.

وحتى مع احتمال جدي لأن تصبح حربًا إقليميةً مدمرةً للجميع إذا ما تعدى الرد الإسرائيلي على إيران الخطوط الحمر فإن واشنطن لم تتوقف عن طرح حلول سياسية «لليوم التالي» أو «نهاية اللعبة» بالتعبير الأمريكي لا علاقة لها لا بواقع الحرب ولا بالمسار الفعلي الذي اتخذته ولا حتى بالخبرة المريرة لتجاربها وتجارب إسرائيل السابقة.

وضع الأمريكيون والإسرائيليون أربعة أهداف غير واقعية لحرب غزة هي أولا سحق المقاومة عسكريا، ثانيا نزع سلاحها والتأكد من أنها لن تشكل تهديدا لإسرائيل في المستقبل ولن تكون قادرة على شن هجوم آخر مثل هجوم ٧ أكتوبر. ثالثا إنهاء حكم حماس للقطاع وشطبها والجهاد من الخريطة السياسية الفلسطينية والمستقبل الفلسطيني. والهدف الرابع استعادة كل المختطفين الإسرائيليين أحياء والذين كانت المقاومة قد أسرتهم وعادت بهم للقطاع في عملية طوفان الأقصى.

وبنت على هذه الأهداف غير الواقعية سيناريو اليوم التالي تقوم فيه السلطة الفلسطينية بالعودة لإدارة القطاع وتقديم نموذج مماثل لنموذج الضفة الغربية يلبي كل مطالب إسرائيل الأمنية، كما افترض أن دولا عربية تساهم مرحليا في حفظ الأمن في غزة وستتحمل تكاليف إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل كما سيتم بعدها استئناف عملية تطبيع كبرى بين السعودية مع إسرائيل ويعقب هذا التطبيع الذي ستنضم له بعد ذلك دول عربية وإسلامية نشوء تحالف عسكري عربي - إسرائيلي موالٍ لأمريكا ومعادٍ لإيران.

عندما تنظر إلى هذا السيناريو لليوم التالي ستجده اختفى من الوجود ولن تجد القوة العظمى الوحيدة وقد نجحت في تحقيق ولو مشهد واحد يتيم منه. فالمقاومة الفلسطينية لم تنهزم حتى الآن.. ربما تكون ضعفت وتلقت ضربات منهكة لكنها لم تنته ومازالت تشن حرب عصابات شديدة الإيلام لجيش الاحتلال.

لم تستسلم المقاومة ولم يرفع السنوار الراية البيضاء ومازال المخطوفون تحت يديه بعد أن تناقصوا إلى حدود المائة. ويرجح جنرالات إسرائيل المجربين أن غزة ستعود كما كانت مستنقعًا يغوص الإسرائيليون في وحله ويخسرون فيه يوميا حياة العديد من جنودهم وقد يضطرون في النهاية للانسحاب المخجل أحادي الجانب كما سبق وأن فعل شارون عام ٢٠٠٥هربا من جحيم غزة. مازالت حماس هي الإدارة الحاكمة لقطاع غزة وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم فإن من يلعب الدور الأساسي حتى الآن في توزيع القدر الضئيل من المساعدات الذي يصل لغزة ويدير ما تبقي من قطاع أمني وخدمي وصحي للسكان هي حماس ولقد رفضت العشائر محاولات إسرائيل لتشكيل سلطة محلية عميلة.

في حرب لبنان تكرر أمريكا ومعها إسرائيل نفس التقدير الكارثي في اقتراح أهداف غير واقعية وبناء سيناريو اليوم التالي غير القابل للتحقيق.

كما افترضت إدارة بايدن - أن الدعم العسكري غير المحدود الذي قدمته لإسرائيل منذ ٨ أكتوبر متفوقة على أي إدارة أمريكية أخرى - سيحقق لها أهدافها فإنها تفترض الآن أن الأسلحة المتطورة ومنها القنابل القادرة على اختراق الأنفاق تحت الأرض التي زودت بها إسرائيل ومكنتها من اغتيال حسن نصر الله والصف الأول من قيادات حزب الله ستؤدي لسحق حزب الله ويمنحها بالتالي الفرصة لفرض سيناريو تحصل به على كل شيء وتخسر فيه المقاومة كل شيء.

في نشوة السكر بالاغتيالات وتدمير أجهزة الاتصال وغارات سلاح الجو الإسرائيلي نشأ الافتراض التالي: حزب الله انهار وخسر أكثر من نصف قوته الصاروخية وقوات النخبة لديه. سياسيا ليس له قيادة وتقطعت أوصال التنظيم وفقد نفوذه كليا في الجنوب وفي لبنان ولم يعد قادرًا على المواجهة. عندما انتقلت الحرب إلى الأرض وبدأت العملية البرية الإسرائيلية في الجنوب تبدى بوضوح أن الافتراض مبالغ فيه فقد تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر صعبة من دفاعات حزب الله، وتصاعدت وتيرة إطلاق الحزب للصواريخ بدلًا من أن تقل بعد اغتيال نصرالله ووصلت لأماكن في إسرائيل لم تصلها من قبل وخلفت خسائر حقيقية وأدخلت مليونين يوميا للملاجئ وبدا هدف إعادة سكان مستوطنات الشمال الذين هجّرتهم صواريخ حزب الله في العام الماضي أبعد من أي وقت مضى.

بعبارة أخرى فكما أن إسرائيل وأمريكا كفريق واحد فشلًا إستراتيجيًا في تحقيق أهدافهما في غزة وإن كانتا قد حققتا بعض الانتصارات التكتيكية فها كفريق يفشل إستراتيجيا أيضًا في لبنان وإن كان قد حقق انتصارات تكتيكية.

ما الذي تحاول واشنطن وإسرائيل عمله أو العبث به في لبنان؟ تحاولان استنادًا على مزاعم انكسار حزب الله أن تعيدا صياغة لبنان سياسيا من جديد وتعيدًا تشكيل خريطته السياسية وكأن المقاومة اللبنانية انتهت مع حسن نصرالله وفي هذا مبالغة كبيرة.

لم يعد الهدف تحت نشوة اغتيال نصرالله هو إعادة سكان الشمال الإسرائيلي ولا حتى إعادة حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني إنما بدأ سيناريو اليوم التالي يتدحرج إلى أهداف غير واقعية فبات يطالب بنزع سلاح حزب الله نزعا تاما ووضع قوات متعددة الجنسية تحل محل «اليونيفيل» تتولى تدمير ما تبقى من صواريخ حزب الله. إعادة تشكيل بنية الطائفة الشيعية وإنهاء قيادة حزب الله للطائفة والسعي لإقناع رئيس البرلمان اللبناني ورئيس حركة أمل نبيه بري؛ لكي يصبح زعيمًا للشيعة اللبنانيين مع ما يحتويه ذلك من احتمالات زرع بذور الفتنة القديمة بين حركة أمل وحزب الله.

البعض يريد حتى القفز على المتغيرات الديموغرافية التي جعلت شيعة لبنان الطائفة الأكبر عددًا فيريد العودة لاتفاق الطائف الذي صيغ في أوضاع مختلفة تماما.

تريد واشنطن وتل أبيب أيضًا الاستفادة مما يسمونه لحظة انهيار حزب الله في التسريع بانتخاب رئيس لبناني جديد معاد للمقاومة في تكرار صريح لانتخاب بشير الجميل رئيسًا في ظل الاحتلال الإسرائيلي. حتى القرار١٧٠١ لم يعد هو المطروح، المطروح بشكل موارب وتوافق عليه بعض أجزاء النخب المارونية التي استثمرت فيها إسرائيل وبعض النخب الإسلامية التي استثمرت فيها دول عربية حليفة لواشنطن هو أن يحل محله اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل ينهي تماما المقاومة وربما يبقي الأراضي اللبنانية المحتلة تحت يد إسرائيل.

سيناريو اليوم التالي يريد أن يهدي إسرائيل طرفًا عربيًا سابعًا يعقد معها سلامًا وتطبيعًا. بنك الأهداف غير الواقعي وسيناريو اليوم التالي في لبنان لا يتنافى فحسب مع سير المعركة وإنما يتناقض أيضا مع خبرات إسرائيل وأمريكا بالساحة اللبنانية. إسرائيل احتلت بيروت نفسها عام ٨٢ وأجبرتها المقاومة على الخروج عام ٢٠٠٠ بشكل مخز. وخاضت حرب الـ٢٠٠٦وخرجت بنفس الطريقة؛ وبالتالي حتى لو استطاعت في هذه الحرب احتلال شريط ضيق في الجنوب فستتحول لمصيدة لعمليات المقاومة وستخرج في النهاية. وانتخاب رئيس موال لها هو بشير الجميل لم يصمد سوى أسابيع وتجربة بناء جيش من العملاء لحراسة الحدود مثل جيش لحد انتهى نهايته المخزية. الولايات المتحدة نفسها مرت بتجارب شديدة السوء ففي زمن الحرب الأهلية جرى تفجير سفارتها وتفجير مبنى مشاة البحرية الأمريكية في بيروت ١٩٨٣ وقتل فيهما ٣٠٤ أشخاص واضطرت أمريكا بعدها للخروج من لبنان مجروحة الكرامة في 1984.

* حسين عبد الغني إعلامي وكاتب

مقالات مشابهة

  • بعد هجوم حزب الله على قاعدة غولاني.. إليكم القرار الذي اتّخذه الجيش الإسرائيليّ
  • بالفيديو.. ناقدة فنية: محمود ياسين أكثر الفنانين الذي قاموا بأدوار عن حرب أكتوبر
  • لبنان الذي تريده أمريكا وإسرائيل
  • الخيالة السلطانية تحقق نتائج متقدمة في فرنسا
  • عام من المساندة والدعم..الإمارات تواصل مد جسور الأمل لغزة
  • تعليق نارى من محمد هنيدى على حقيقة تدخله للصلح بين ياسمين والعوضي
  • ابن جلوي يتوج الفائزين بذهب فروسية الألعاب السعودية
  • نشرة الفن| رد صادم من هنيدي بعد المتداول عن ثروته الطائلة وتعليق مثير لنهال عنبر على أزمة تمثيل البلوجرز
  • محمد هنيدي مطلوب على جوجل بسبب نزار الفارس.. تفاصيل