مزاج الفنِّ التشكيلي (موسى عمر) رحل، وبعد (هزة الرحيل) فقدَتْ الفرشاة فارسها وحاديها، وبعد الغياب تلاشت الفكرة وخفَتَ بريقها، وأصبحت اللوحة التشكيلية باهتة، بعدما فقدَتْ طاقتها ووقود حركتها (موسى عمر)، تلاشت بعد ما أصابها الوجع وعطب الفواصل، وحتى قلوب الألوان أصبحت لا تنبض بالحُب والجَمال، وأصبحت بعض الوجوه شاحبة كصحراء قاحلة، بعد ما كانت غيمة (موسى عمر) تمطر على هذه الوجوه وتزهر وجناتها وتطرح حقولًا وسنابل.
موسى عمر قدَّم لعشَّاق الفنِّ التشكيلي لوحات تراقصت مع إيقاع معرضه الشخصي (أغنيات للشمس)، وقدَّم الراحل لجمهوره (قميص الأحلام) وهو عنوان معرضه الشخصي الذي أقامه في متحف بيت الزبير واستلهم الفنَّان (موسى عمر) أعماله في هذا المعرض من قصَّة النبي (يوسف عليه السلام).
المتابع لمَسيرة الفنَّان الراحل يجد بها وطنًا من (عاطفة)، فنَّان أخذ من الصَّمت حكمة ومن الفنِّ بسمة نثرها في صدر غيم الإنسانية لتتساقط مطرًا على أراضي عشَّاق ومتذوِّقي الفنِّ. (الراحل) سلك مسارًا مختلفًا عن البقية بعدما قام بتحويل المواد الخام (الخيش) إلى قِطَع فنِّية وهو طابع مغاير من حيث الشكل والمضمون، واصل في هذا المسار وأصبح علامة فارقة في عالم الفنِّ التشكيلي العُماني. الراحل (موسى عمر) يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، وتجربته الفريدة محفِّزة حرَّكت وجدان الشَّباب الذين يبحثون عن الملاذ الفنِّي الذي يساعدهم ويأخذ بأياديهم ويُعزِّز بدواخلهم روح العطاء والتحدِّي ومِنهم الفنَّان الشَّاب سالم السلامي كنموذج يحتذى به.
مَن قام بزيارة معارضه الشخصية والمشتركة يعرف قيمة أعمال هذا الفنَّان (الراحل) الذي قدَّم لجمهوره وعشَّاقه أعمالًا تسرُّ الناظرين والمتيَّمين بالفنِّ التشكيلي، حيث تجد في تفاصيل أعماله روحًا تساعدك على التدبُّر، تبحر من خلالها في عوالم الطُّهر والإعجاب ويقفز بك مؤشِّر الجَمال لِيقتنصَ من لُبِّ الدهشة إحساس الحُب والعطاء.
خالد بن خليفة السيابي ✱
✱ من أسرة تحرير «الوطن»
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: موسى عمر
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد الفنان محمد رضا.. سر إتقانه دور المعلم في السينما
نجح الفنان الراحل محمد رضا في ترك بصمة مميزة وفريدة في قلوب محبيه وجمهوره، لما اتسم به من خفة الظل وطلة كوميدية مبهجة، وتحل اليوم الموافق 21 ديسمبر ذكرى ميلاده، إذ ولد في مثل هذا اليوم من العام 1921 وبدأ حياته الفنية في نهاية الأربعينات من القرن الماضي، واشتهر بلعب دور المعلم سواء في السينما أوالتليفزيون.
علاقة صداقة جمعته مع عدد من المعلمينبرع الفنان الراحل محمد رضا في تمثيل دور المعلم حتى لقبه الجمهور بمعلم السينما المصرية، ويرجع السبب إلى اتقانه هذا الدور إلى صداقته العميقة بعدد من أشهر المعلمين في المناطق الشعبية التي امتدت لأكثر من 20 عاما، وفق لقاء إذاعي نادر له، إذ اقتبس منهم بعض المصطلحات والكلمات المتداولة بينهم، وكان يحرص على أخذ رأيهم في ملابسه وطريقة أدائه للدور: «كان ليا أصدقاء ولاد بلد معلمين كنت حريص يشوفوا أدواري ويقدمولي النصيحة».
وأضاف الراحل محمد رضا خلال لقائه الإذاعي، أن المخرجين كانوا يتركوا له حق تعديل الألفاظ والمشاهد التي يؤدي فيها دور المعلم، ودائمًا ما كان يحرص على تمثيل دور المعلم صاحب الدم الخفيف ويرفض دور المعلم الظالم الذي يتسم بصفات البلطجة أو الاعتداء على الآخرين: «كنت برفض دور المعلم الندل أو إللي بيمد إيده على حد».
أشهر أدوار الراحل محمد رضايُذكر أن الفنان محمد رضا ولد في أسيوط في 21 ديسمبر 1921، وحصل على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1938 كما حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1953، وتتلمذ على يد زكي طليمات ويوسف وهبي.
قدم الفنان الراحل مئات الأدوار فى السينما والمسرح والتلفزيون منها أفلام:« 30 يوم فى السجن، البحث عن فضيحة، العتبة جزاز، انت اللى قتلت بابايا، معبودة الجماهير، الزواج على الطريقة الحديثة، شادر السمك، الراقصة والطبال، البيه البواب»، كما قدم العديد من المسلسلات التلفزيونية منها:«ألف ليلة وليلة، علي بيه مظهر، الزنكلونى، كيف تخسر مليون جنيه، ساكن قصادى، يوميات ونيس».
وتوفى الفنان محمد رضا يوم 27 رمضان عام 1995 بعد تناوله طعام الإفطارعن عمر يناهز 74 عامًا.