خبير عسكري: 10 أسباب تمنع إسرائيل من تدمير النووي الإيراني
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
خلال الأسبوعين الماضيين، سادت في إسرائيل تقديرات بأن تل أبيب ستشن خلال أيام هجوما على مواقع إستراتيجية إيرانية، ردا على عشرات الصواريخ التي أطلقتها طهران على أهداف إسرائيلية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مما تسبب في إصابات وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي.
وفي ذلك الوقت، أعلن المسؤولون في إيران أن هذا الهجوم يعد ردا على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومجازرها في غزة ولبنان.
وتذهب تحليلات كثيرة وتقارير إعلامية إلى أن الرد الإسرائيلي على إيران سيكون "حازما وقويا"، بناء على الاجتماعات والمناقشات التي عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، غير أن تقارير تشير إلى مساع أميركية للتخفيف من قوة الرد الإسرائيلي ومنع التصعيد في المنطقة.
10 أسباب
ولبيان طبيعة هذا الرد، والسيناريوهات التي يمكن أن يكون عليها، يوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي -في مقابلة مع الجزيرة نت- 10 حقائق مهمة يمكن أن تشكل أساسا للوقوف على طبيعة الرد الإسرائيلي، وهي:
أولا- البرنامج النووي الإيراني يتوزع على جغرافية واسعة داخل الأراضي الإيرانية، بين ما يقارب 17 موقعا نوويا.وهذه المواقع تتألف من 4 مفاعلات نووية، و4 مصانع لتصنيع المياه الثقيلة، و4 مراكز أبحاث نووية، و3 مواقع لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى موقعين لتصنيع هيكل القنبلة ومفجره.
وهذا يعني أن هذا البرنامج النووي يتوزع على مساحة شاسعة من الأراضي الإيرانية، وهذا الأمر سيخلق تحديا كبيرا جدا أمام القوة الجوية الإسرائيلية، لأنه عندما تم تدمير البرنامج النووي العراقي كان يتواجد في منطقة واحدة، وكذلك في سوريا، ولكن في الحالة الإيرانية فيمكن أن يم تدمير أجزاء من برنامجها في مناطق معينة، أما بقية المناطق الأخرى فستبقى تعمل بفاعلية كبيرة.
ثانيا- إذا أرادت إسرائيل توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني فيجب أن يتزامن معها ضرب منظومات الدفاع الجوي ومنصات الصواريخ ومراكز الاتصالات ومنظومة القيادة والسيطرة من أجل شل إيران بشكل كامل بحيث تكون غير قادرة على التصدي للطائرات المغيرة.وهذا يعني أنه يجب على سلاح الجو الإسرائيلي أن ينقسم باتجاهين:
قسم لضرب أهداف عسكرية. قسم لضرب أهداف نووية تصل إلى أعماق أكثر من 70 إلى 100 متر داخل الأرض.فهل تستطيع إسرائيل تأمين الكميات اللازمة من هذه القنابل التي يمكنها اختراق هذه المفاعلات وهذه المواقع، بحيث تصل إلى هذا العمق وإحداث التدمير عبر ضربة واحدة؟ أم أنها تحتاج إلى القيام إعادة ضرب هذه المواقع مرتين أو 3 مرات؟
رابعا- إذا أرادت إسرائيل أن توجه هذه الضربة يجب عليها أن تؤمن مراحل عبور الطائرات من إسرائيل إلى الأهداف في الداخل الإيراني، وهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك موافقات من الدول التي ستمر هذه الطائرات من خلالها لتنفيذ هذه الضربات.وهذه النقطة تحديدا ستخلق تحديا كبيرا جدا أمام هذه الدول، إذ إن إيران ستقوم باكتشاف هذه الدول، وقد هددت سابقا بأن الأراضي التي ستستخدم لتسهيل عبور الطائرات الإسرائيلية أو القواعد التي تتواجد عليها ستعد هدفا بالنسبة لإيران، وهذا معناه أننا سنذهب إلى توسعة الصراع في المنطقة بشكل كبير.
خامسا- الطائرات التي ستقوم بهذه الضربة تحتاج إلى التزود بالوقود، وهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك أرض صديقة تستخدم أجواؤها من قبل هذه الطائرات للوقوف فيها وتزويد الطائرات بما تحتاجه من وقود.وهذا يعيدنا إلى مسألة موافقة هذه الدول على استخدام أجوائها لتأمين مظلة جوية للطائرات الإسرائيلية، وهذا سيفرض جهدا جويا كبيرا جدا على إسرائيل في توجيه هذه الضربة.
سادسا- أما تدمير أهداف اقتصادية تتعلق بمنشآت النفط، فإنه قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير في الأسواق العالمية، مما سيؤثر على الانتخابات الأميركية، وقد يؤثر هذا الخيار على استخدام منشآت النفط في دول الجوار بالنسبة لإيران.فهناك عدد من القواعد الإيرانية والأهداف العسكرية التي يمكن أن تكون الخيار الأمثل لإسرائيل في عملية الاستهداف، لأنه لا يمكن لإسرائيل أن تكون قادرة على توجيه ضربة مدمرة للبرنامج النووي الإيراني وهو موزع على مساحة جغرافية كبيرة.
تاسعا- لا توجد إمكانية وقدرة جوية كافية لدى إسرائيل لتنفيذ مثل هذه الضربة مع الأهداف العسكرية، وهذا يعني أنه إذا لم تشارك الولايات المتحدة في توجيه هذه الضربة، فإن إسرائيل لن تكون قادرة على تدمير الملف النووي الإيراني. عاشرا- الانتخابات الأميركية على الأبواب، وأي تصعيد إسرائيلي في المنطقة سيؤثر على هذه الانتخابات بشكل كبير.ورجح الخبير العسكري أن تلجأ إسرائيل إلى ضرب أهداف عسكرية كما أقدمت إيران على استهداف الداخل الإسرائيلي بضرب بعض القواعد العسكرية.
وختم الفلاحي تحليله للجزيرة نت بأن التحديات كبيرة جدا أمام إسرائيل وتشمل البعد الجغرافي وتوزيع البرنامج النووي الإيراني، والكثافة الجوية التي تحتاجها في تنفيذ هذه الضربة، خاصة أن الطائرات التي يمكن لها أن تحمل هذه القنابل لا تتواجد في إسرائيل بصورة كافية، ولذلك رجّح أن إسرائيل لن تذهب إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني إلا بمشاركة أميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البرنامج النووی الإیرانی هذه الضربة التی یمکن أن تکون یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: تدمير إسرائيل للمعدات الثقيلة في غزة يقضي على آمال العثور على المدفونين تحت الأنقاض
المناطق_متابعات
أكدت الأمم المتحدة تضاؤل آمال عائلات قطاع غزة في العثور على أحبائها المدفونين تحت أنقاض المنازل المدمرة، نتيجة تدمير الغارات الجوية الإسرائيلية للمعدات الثقيلة الرئيسية ما أدى إلى توقف جهود الإنقاذ والانتشال، مما زاد صعوبة الوصول إلى ما يقدر بنحو 11 ألف جثة ما تزال عالقة تحت الأنقاض.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي، أن الغارات الإسرائيلية تسببت في وقف جميع عمليات إزالة النفايات الصلبة والأنقاض، بعد تدميرها الجرافات ومعدات الحفر الأخرى التي كانت تستخدم حتى وقت قريب في الجهود المضنية لانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
أخبار قد تهمك الأمم المتحدة: عودة 1.4 مليون سوري إلى ديارهم 12 أبريل 2025 - 8:32 مساءً الأمم المتحدة: التجويع والعقاب الجماعي لسكان غزة يشكلان جريمتين بموجب القانون الدولي 11 أبريل 2025 - 1:16 مساءًوتقدر الأمم المتحدة أن نحو 92 % من جميع المباني السكنية في غزة (نحو 436 ألف منزل) قد تضررت أو دمرت منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.
ويبلغ حجم الأنقاض الناتجة نحو 50 مليون طن، وهي كمية هائلة من الأنقاض ستستغرق إزالتها عقودًا في ظل الظروف الحالية.
وتحذر المنظمات الإنسانية من أن التأخير في إزالة الأنقاض وانتشال الجثث لا يعمق الصدمة النفسية في جميع أنحاء غزة فقط، بل يهدد أيضًا بالتحول إلى كارثة صحية وبيئية.