15 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: كشف الأزمة الأخيرة المتعلقة بنقص الكاز في العراق والجدل المحيط بمصفى كربلاء عن وجود مشكلات أعمق في القطاع النفطي في البلاد، تتعلق بالتخطيط وسوء الإدارة إلى جانب شبهات الفساد.

وهذه القضايا لا تؤثر فقط على إمدادات الوقود والكهرباء، ولكنها تهدد بشكل مباشر استقرار الاقتصاد العراقي ومستقبل الاعتماد على الموارد المحلية.

وأوضحت لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية النيابية أن الأزمة الحالية لنقص الكاز تعود إلى عدة عوامل، أبرزها توقف عمليات الصيانة في مصفى كربلاء ونفاد الخزين نتيجة استهلاك كميات كبيرة من الكاز في محطات الكهرباء خلال فصل الصيف.

الأزمة تفاقمت بسبب تذبذب تزويد الغاز من إيران، مما جعل محطات الكهرباء تعتمد بشكل أكبر على الكاز كوقود بديل.

وكشف عضو اللجنة علي سعدون اللامي أنه سيتم استدعاء المسؤولين في وزارتي الكهرباء والنفط، بما في ذلك وزير الكهرباء ومدير الدائرة الفنية في وزارة النفط، لمناقشة أسباب الأزمة وكيفية التصدي لها في المستقبل، خصوصاً أن تكرار انقطاع الغاز الإيراني يهدد استقرار تزويد الطاقة في العراق.

ومع ذلك، يبدو أن الأزمة لا تقتصر فقط على نقص الكاز، بل تتعداها إلى مشكلات أعمق تتعلق بمصفى كربلاء نفسه، الذي كان من المفترض أن يكون أحد الحلول لمواجهة الأزمات المتعلقة بإنتاج الوقود. وفقًا لما كشفه النائب السابق رحيم الدراجي، فإن مصفى كربلاء يعاني من مشكلات تقنية خطيرة قد تهدد مستقبل العراق الاقتصادي. الدراجي أشار إلى أن هذا المشروع الضخم الذي كلف الدولة العراقية مبالغ هائلة تأخر إنجازه لسنوات ويواجه الآن ما يزيد عن 60 مشكلة فنية، بالإضافة إلى شبهات فساد تتعلق بالمسؤولين عن تنفيذه.

أحد الجوانب المثيرة للقلق التي أشار إليها الدراجي هو تعامل وزارة النفط مع هذه المشكلات. بدلاً من محاسبة الشركة الكورية المسؤولة عن المشروع، قامت شركة نفط الوسط بإعفائها من العقوبات المالية المتعلقة بالتأخير، وسلمت لها الأموال بالكامل دون الالتزام بالإجراءات الضريبية المطلوبة. هذا التجاهل للمشكلات الفنية والمالية يُظهر ضعف الرقابة الحكومية ويفتح المجال للتلاعب بالمال العام، ما يزيد من الضغط على الاقتصاد العراقي ويهدد بإهدار ثروات البلاد دون تحقيق النتائج المرجوة.

في النهاية، يعكس تداخل هذه الأزمات عدم كفاءة إدارة الموارد الطبيعية في العراق وتفشي الفساد في المشاريع الحيوية. من الضروري اتخاذ إجراءات فورية ليس فقط لحل أزمة الكاز، بل لمراجعة كامل المنظومة النفطية ومحاسبة المسؤولين عن التأخير والتقصير في مشاريع ضخمة مثل مصفى كربلاء، لضمان أن الثروات الوطنية تُستغل بشكل يخدم مصالح المواطنين والاقتصاد الوطني.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: مصفى کربلاء

إقرأ أيضاً:

رويترز: واشنطن تهدد «الحكومة العراقية» بعقوبات مشددة!

كشفت وكالة رويترز، أن “إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تمارس ضغوطًا مكثفة على الحكومة العراقية لاستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق، وتطالبه باستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان، وإلا فإنها تهدد بفرض عقوبات، مشابهة لتلك المفروضة على إيران إذا لم يستجب للمطالب الأمريكية“.

وأضافت الوكالة، أن “إعلان وزير النفط العراقي، استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان، الأسبوع المقبل، سيشكل نهاية لنزاع دام نحو عامين أدى إلى قطع تدفق أكثر من 300 ألف برميل من النفط يوميا عبر تركيا إلى الأسواق العالمية”.

وأكد ممثلان عن الإدارة الأمريكية للوكالة، أن “الولايات المتحدة طلبت من الحكومة العراقية استئناف الصادرات”.

هذا “وتسعى واشنطن إلى تعويض النقص المحتمل في الصادرات الإيرانية، بعدما تعهدت بتقليص تدفقات النفط الإيراني إلى الصفر ضمن سياسة “أقصى الضغوط” التي تنتهجها ضد طهران، كما يمثل إقليم كردستان العراق، مصدرًا مهمًا للنفط، واستئناف صادراته قد يساعد في استقرار الأسواق النفطية وتقليل الاعتماد على إمدادات أخرى”.

وكان وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، أعلن قبل أيام، أن “صادرات النفط من إقليم كردستان ستُستأنف الأسبوع المقبل، في خطوة لحل نزاع استمر قرابة عامين بين بغداد وأربيل”.

وكانت تركيا “أوقفت تدفقات النفط من إقليم كردستان في مارس 2023، بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار كتعويضات لبغداد بسبب تصدير النفط الكردي عبر خطوط الأنابيب دون تصاريح رسمية من الحكومة الاتحادية بين عامي 2014 و2018”.

مقالات مشابهة

  • رويترز: واشنطن تهدد «الحكومة العراقية» بعقوبات مشددة!
  • مستشار حكومي ينفي وجود عقوبات أميركية بحال عدم استئناف تصدير نفط الإقليم
  • أمريكا تهدد حكومة السوداني بعقوبات اقتصادية في حال عدم تصدير النفط من الإقليم
  • واشنطن تخيّر بغداد: استئناف صادرات نفط الإقليم أو العقوبات
  • النفط السوري… رحلة 90 عاما من الاكتشاف إلى الأزمة
  • رويترز: واشنطن تضغط على بغداد لاستئناف صادرات نفط كردستان
  • رويترز: الولايات المتحدة تهدد العراق بفرض عقوبات بسبب نفط كردستان
  • هل تهدد الطاقة الشمسية شبكاتِ الكهرباء؟
  • دوري نجوم العراق.. الزوراء يحقق فوزاً صعباً على كربلاء
  • قانون “البصرة عاصمة العراق الاقتصادية”.. ماذا يعني؟