المصري مارك جمال: شغلي الشاغل أن أقدم أعمالا محببة إلى نفسي أشعر نحوها بالألفة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
في الأدب، تلعب الترجمة دورًا حيويًا في بناء جسور بين الثقافات، وتقدم النصوص من لغاتها الأصلية إلى جمهور أوسع.
من بين المترجمين الذين تميزوا في نقل العديد من الأعمال الأدبية اللاتينية بذكاء إلى العربية، يبرز اسم المترجم المصري مارك جمال، والذي قال عنه قراء كثر إنه أعاد إليهم الثقة بقراءة المزيد من الأدب اللاتيني بعد أن آثروا الابتعاد عنه.
حاز مارك جمال مؤخرًا على جائزة حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها التاسعة عن فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية عن رواية «خريف البطريرك» لغابرييل غارسيا ماركيز.
صدر لمارك جمال هذا العام ترجمات لأعمال أدبية عن الإسبانية، منها: (أن تلمس الكتب) لخيسوس مارتشامالو غارسيا، و(بينيه) لأديلايدا غارسيا موراليس، و(اختراع الكتب اللامتناهي في بردية) لإيريني باييخو.
في هذا الحوار، سنتعرف عن قرب على رحلة مارك جمال في ترجمة واحدة من أعظم روايات القرن العشرين، "خريف البطريرك" للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، والتحديات التي واجهها أثناء عملية الترجمة وكيف تغلب عليها خاصة أنها رواية تميزَت بالتفاصيل والتعقيدات السياسية والاجتماعية، كما سنتعرف على ترجمته للقصص القصيرة والشعر، وسنتناقش حول إمكانية الترجمة في توجيه ذائقة القارئ، وغيرها من المواضيع مع صاحب الـ٣٠ ترجمة حتى الآن "مارك جمال".
*********************************************
- فزت مؤخرا بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها التاسعة عن فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية عن رواية «خريف البطريرك» لغابرييل غارسيا ماركيز، وهي رواية تميزَت بالتفاصيل والتعقيدات السياسية والاجتماعية وغيرها... فحدِّثنا عنها.
• الحديث عن «خريف البطريرك»، ولا سيما عن التعقيدات التي تنطوي عليها، لا ينتهي. ومع ذلك، فلقد امتنعتُ طويلًا عن التطرُّق إلى ذلك من قريب أو من بعيد لسببَيْن. أولهما إيماني بأن العمل يتحدَّث عن نفسه. وثانيهما أنني لن أوفي المسألة حقها مهما قلت. ولكني رأيتُ أن من واجبي مشاركة القارئ بعضًا من تلك التفاصيل، ولو بصورة عابرة، بمناسبة الفوز بجائزة الشيخ حمد عن هذه الترجمة. على كل حال، ربما كانت «مئة عام من العزلة» أنجح روايات غابرييل غارسيا ماركيز وأكثرها شعبية، ولكن «خريف البطريرك» هي الأكثر نخبوية و«الأوفر حظًّا من التجريبيَّة»، «إنه الترف الذي سمح به لنفسه مُؤلِّف «مئة عام من العزلة» حين قرَّر أن يكتب ما يريد أخيرًا»، كما جاء على لسان غارسيا ماركيز، ولا يخفى على أحد أنها الرواية الأثيرة لنفسه من بين ما كتب.
*********************************************
- ما الصعوبات التي واجهَتك في هذه الترجمة؟
• لـ«خريف البطريرك» مفاتيح ومستويات كثيرة لا يتَّسع المجال لحصرها، من بينها المستوى الشعري: إذ تتميَّز هذه الرواية بلغة شعرية دفَّاقة يشقّ على المترجم نقلها من دون أن تفقد الرشاقة والزخم. بل إن غارسيا ماركيز قد وصف «خريف البطريرك» بأنها «قصيدة في عزلة السلطة»، و«مغامرة شعرية»، الشيء الذي نلمسه أيضًا في أبيات الشعر المُقتبَسة التي يطعِّم بها السرد، بلا أدنى إشارة إلى المصدر.
زد على ذلك الإحالات السياسية والتاريخية الحاضرة بقوة، فنرى المُؤلِّف ينسب جانبًا من صعوبة العمل إلى تلك «الحمولة الهائلة من الخيال التاريخي». ما يفسِّر كثيرًا من الإشارات العصية على الفهم بمعزل عن سياقها. ولا ننسَ الإحالات الدينية. إذ تكثر مواطن التناص بين «خريف البطريرك» والكتاب المُقدَّس، ونجد الرواية حافلة بالآيات والإحالات الدينية التي يوردها المُؤلِّف بين السطور بلا أدنى تصريح منه بذلك. الأمر الذي تطلَّب معرفة واسعة بالخلفية الدينية للكاتب والبحث المُطوَّل في المراجع ذات الصلة. أضف إلى ما تقدَّم الأساطير، والأغاني الشعبية، والموسيقى، وعنصر السيرة الذاتية الحاضر بقوة في الرواية (علمًا أن الكاتب قد استقى من تجاربه الحياتية قدرًا كبيرًا من تفاصيل الرواية، ما استلزم الاطلاع على سيرته الذاتية والكثير مما كُتِب عن حياته الشخصية في شتَّى المصادر)... وغير ذلك من الإحالات والصعاب والإشكاليات التي لا يتَّسع المجال لذكرها. ولذا أكتفي برؤوس الأقلام التي أشرتُ إليها بإيجاز.
*********************************************
- كيف تمكنت من التغلُّب على تلك الصعوبات؟ وكم استغرقت رحلة ترجمة «خريف البطريرك»؟ ضعنا في تفاصيل هذه الرحلة.
• لقد عكف غارسيا ماركيز على قراءة كل ما كُتِب عن ديكتاتور أمريكا اللاتينية على مدى سنوات طوال، واطَّلع على كل المستندات ذات الصلة، حتى يقدِّم للقارئ «توليفةً من طغاة أمريكا اللاتينية جميعًا»، على حدِّ قوله. وهكذا كان البحث الدؤوب الجاد واحدًا من أهم مفاتيح «خريف البطريرك»، كتابةً وترجمةً. فأنا لم أجد إلى ترجمة هذا العمل طريقًا أفضل من الاستغراق في البحث والقراءة المُتأنِّية والاطلاع على كل أعمال المؤلف وكل ما تيسَّر من لقاءاته وما كُتِب عنه وعن «خريف البطريرك» بشتى اللغات لمدة عام كامل. رحتُ أنقِّب عن الكلمة الواحدة في الأعمال الكاملة للمُؤلِّف. كما راجعتُ الترجمة مرات ومرات، حتى وصلت إلى نتيجة ترضيني، وإن يكُن في حينه. فأنا كلما عدتُ إلى ترجمة سابقة، لم أقنع بها أو أرضَ عنها. ربما كان ذلك شيئًا مُحبِطًا، وربما كان دليلًا على أن المترجم ما زال يتعلَّم ويكتسب خبرات ومعارف جديدة.
*********************************************
- هل أجريت تعديلات لضمان فهم أفضل للقارئ؟
• الترجمة لا تقبل التدخُّل أو التعديل. ولكن وفاء المترجم لا يعني النقل حرفًا بحرف وكلمةً بكلمة. فلا أضعف ولا أشدّ خيانة لروح النصّ الأصلي ولا أثقل على نفس القارئ من الترجمة الحَرفية. الترجمة عمل إبداعي لا يقتصر على النقل. وقد يقول قائلٌ: إن أجود الترجمات ما نقل روحَ النص نقلًا وافيًا. ولكن كيف نتحقَّق من ذلك؟ لعلّ انطباع المُتلقِّي خير دليل على وفاء الترجمة لروح النص الأصلي. ولا أنسى عندما قال لي إكتور آباد فاسيولينسي -صاحب «النسيان»، أول كتاب أترجمه- في زيارته إلى القاهرة: «لقد رأيتُ «النسيان» في أعين القُرَّاء باللغة العربية».
وبالعودة إلى «خريف البطريرك»، فلقد اجتهدتُ حتى أصل إلى الدقة التي أرضى عنها، وبذلتُ كل ما في وسعي كي أنقل إلى القارئ معاني النصِّ وموسيقاه، كما حرصتُ على مراعاة مستويات اللغة المُتعدِّدة على كثرتها. حتى الألفاظ النابية السوقية توخَّيتُ ترجمتها بلا تخفيف ولا مداراة، كما جاء في الأصل. وحتى المقاطع الركيكة الحافلة بالأخطاء المُتعمَّدة، الواردة على لسان الديكتاتور الذي لا حظّ له من التعليم، راعيتُ نقلها كما أراد لها المُؤلِّف، مع الإشارة إلى مواضع اللبس والغموض في الهوامش لضمان الفهم.
أتمنَّى أن أكون قد وُفِّقتُ إلى كلِّ ذلك، أو إلى شيء منه.
في جميع الأحوال، أرفض أن يتدخَّل المترجم في النص أو أن يفرض رأيه وتصوُّره الشخصي رفضًا قاطعًا. أما الهوامش، فضرورة يفرضها النصّ في بعض الأحيان، على الرغم من اعتقادي بأنها إضافة غير محمودة. ويشفع لها أن القارئ يملك مطلق الحرية في تجاوزها. زد على ذلك أنني لم أجِد بديلًا عن الهوامش أمام الغموض الذي يكتنف الرواية.
*********************************************
- حازت ترجمتك لـ«خريف البطريرك» على إشادة واسعة من النُقَّاد والقُرَّاء، كيف شعرت إزاء ذلك؟
• أشاد بهذه الترجمة قُرَّاء أعزَّاء أثق وأعتزّ برأيهم كثيرًا. ومع أنها لم تُقرَأ بالقَدْر الذي تستحقّ حتى الآن، فقَدَرُ الكلاسيكيات أن تعيش أبدًا. وعلى كل حال، «فلطالما كان أولئك الذين يعرفون أين ينظرون وكيف ينصتون قلةً قليلة، إنها الحقيقة. ولكن أفضل القصص تكفيها قلةٌ قليلة»، كما جاء في ختام رواية «متاهة بان» لـغييرمو دِل تورو.
*********************************************
- هناك قُرَّاء يقولون إنك أعدت إليهم الثقة بقراءة المزيد من الأدب اللاتيني بعد أن آثروا الابتعاد عنه، هل بوسع الترجمة أن توجّه ذائقة القارئ فعلا؟
• ممتن لثقة القُرَّاء وحبِّهم. لقد تذوَّق القارئ آدابَ أمريكا اللاتينية وإسبانيا أول ما تذوَّقها مُترجمةً بأيدي روَّاد المترجمين الذين أسير أنا وأبناء جيلي على خطاهم. وأرى في حركة الترجمة، وفي طبيعة آداب أمريكا اللاتينية وإسبانيا، ما يضمن استمرار هذه الصلة الوثيقة.
ومن جهة أخرى، نعم، أرى أن الترجمة قادرة على توجيه دفَّة الذائقة، فمتى وثق المُتلقِّي باختيارات المُترجِم، أصبح مُهتَمًّا بمتابعة إصداراته بغضّ النظر إلى اللون الأدبي الذي ينتمي إليه النصّ. وذلك شيء لمستُه في كثير من القُرَّاء.
*********************************************
- لا يشكرك القُرَّاء على النقل بذكاء إلى العربية وحسب، بل أيضا على الاختيار، وكنت قد قلت إنك تترجم ما تحب. أليست المسؤولية مضاعفة عندما لا تقتصر على الترجمة الجيدة، بل تمتدّ إلى دقة الاختيار أيضا؟
• صحيح. إنها مسؤولية أمام القارئ وأمام نفسي أولًا. ما يجعلني أشدّ حذرًا في اختياراتي. ولكني أرى في ثقة المُتلقِّي فرصةً لتقديم ألوان مختلفة من الأدب وأسماء جديدة لم تُترجَم حتى الآن. يهمّني أن يحبّ القُرَّاء ما أترجم، وأن تكون الترجمة نابعة عن اهتمام شخصي واقتناع في المقام الأول. تجدر الإشارة إلى أن المترجم قد لا يختار الأسماء الغنية عن التعريف ذات الشهرة الذائعة والنجاح الطاغي، ففي تلك الحالة غالبًا ما يبحث الناشر عمَّن يؤدِّي المهمة على أكمل وجه ويعهد إليه بالترجمة.
*********************************************
- يتجه القُرَّاء إلى الرواية أكثر من القصة ومع ذلك ترجمتَ قصصًا قصيرة، إلى أي مدى تشعر أنك تخوض تحديا في هذا السياق؟
* تصنيفُ العمل آخر ما يهمّني. أعود إلى الترجمات التي قدَّمتُها فأجد بينها الرواية والقصة والشعر والسيرة والمراسلات والدراسة والمقال... ولكني لم ألتفت إلى ذلك التصنيف يومًا. شغلي الشاغل أن أقدِّم أعمالًا مُحبَّبة إلى نفسي، أشعر نحوها بالألفة وأهتمّ بمشاركة الآخرين إياها. كما يهمُّني التنوُّع في الاختيارات، وتقديم ألوان جديدة لم تطرقها الترجمة إلى العربية، وأسماء لم تنَل ما تستحقّ من التقدير.
وعلى الرغم من ذلك، فربما تأثَّر قرار الناشر والقارئ بتصنيف الكتاب في بعض الأحيان. وهنا يكمن التحدِّي الذي أشرتِ إليه: في إقناع الآخرين بقيمة تلك الأعمال وأهميتها.
*********************************************
- كيف ترى ترجمة الشعر، وقد ترجمت قصائد لأنخل غونثالث؟ ما الفرق الذي تجده أو تكابده بين ترجمة هذا أو ذاك؟
• لطالما استنكرَت بعضُ الأصوات ترجمة الشعر، فهذا الجاحظ يقطع باستحالة ذلك في قوله: «والشِّعرُ لا يُستطاع أنْ يُترجَم، ولا يجوز عليه النقل. ومتى حُوِّل تقطَّع نظمُه، وبَطُل وزنُه، وذهب حُسنُه، وسقط مَوضِعُ التعجب». أما أنا فلا أرى اختلافًا جوهريًّا بين ترجمة الشعر وترجمة النثر. ولكن طبيعة النصِّ تفرض صعوبات بعينها، فالشعر يغلب عليه التكثيف، ويكتسب الإيقاع والموسيقى فيه أهميةً كبرى، أضف إلى ذلك أنه قد ينطوي على كثير من الغموض والإبهام، وقد يقبل تأويلات كثيرة... وغير ذلك من العوامل التي تفرض على المترجم صعابًا جمَّة وتعقيدات مضاعفة. قد لا يخلو النثر من تلك السمات، إلَّا أنها أكثر حضورًا وأشدّ سطوعًا في الشعر.
وربما قال قائلٌ: إن الشعر لا يُترجَم، ولكنه يُنظَم من جديد. أما لو «ذهب حُسنُه وسقط مَوضِعُ التعجب»، فربما أضفَت عليه الترجمةُ حُسنًا جديدًا يضاهي حسن النص الأصلي، وجعلَت فيه مواضع تعجب أخرى لا تختلف بالضرورة عن تلك الأصلية، وإنما تقابلها وتكافئها في اللغة والثقافة المُترجَم إليهما.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أمریکا اللاتینیة على کل
إقرأ أيضاً:
بنك مصر يقود تحالفًا مصرفيًّا لتمويل مشترك بقيمة 2.8 مليار جنيه لصالح "لاند مارك"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نجح تحالف مصرفي بقيادة بنك مصر بصفته المرتب الرئيسي الأولي ومسوق التمويل ووكيل التمويل ووكيل الضمان وبنك الحساب والمقرض، وبمشاركة كلٍ من إي جي بنك - البنك المصري الخليجي وبنك قناة السويس بصفتهم المقرضين، بمنح تمويل مشترك بمبلغ 2.8 مليار جنيه مصري لصالح شركة لاند مارك للتنمية والتعمير، وذلك بغرض تمويل جزء من التكلفة الاستثمارية لمشروع سكني متكامل الخدمات تحت مسمى"STEI8HT" بمدينة القاهرة الجديدة علي مساحة حوالي 375 فدانا ويقع المشروع في موقع استراتيجي بالقرب من مدينة الرحاب و مطار القاهرة بالقرب من المواقع الحيوية الهامة وعلي بعد 35 دقيقة من العاصمة الإدارية الجديدة، وقام بدور المستشار القانوني للبنوك مكتب Baker & Mckenzie .
وقد تم التوقيع بحضور هشام عكاشة – الرئيس التنفيذي لبنك مصر، وعاكف المغربي – الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك قناة السويس، ومُنية مدكور – مساعد العضو المنتدب لقطاعي الخزانة وتمويل الشركات الكبرى لـ إي جي بنك - البنك المصري الخليجي وأحمد حسين صبور – العضو المنتدب لشركة لاند مارك للتنمية والتعمير، وعمرو سلطان – رئيس مجلس ادارة شركة لاند مارك للتنمية والتعمير، وحسام الدين عبدالوهاب – نائب الرئيس التنفيذي لبنك مصر، ومحمد عبد المنعم – عضو مجلس إدارة شركة لاند مارك للتنمية والتعمير والرئيس التنفيذي للشئون المالية، ولفيف من قيادات البنوك والشركة.
وفي هذا السياق صرح هشام عكاشه " إن مشاركة بنك مصر في هذا التمويل تعد استكمالاً لدوره الرائد في دعم الاقتصاد المصري، وتماشياً مع خطة الدولة للتنمية العمرانية ضمن رؤية مصر 2030، هذا ويولي البنك أهمية خاصة لدعم شركات التنمية العقارية ويحرص على دعم ومساندة المطورين العقاريين، ويأتي هذا التمويل امتداداً لمشروعات القطاع العقاري الذي يعد من أهم القطاعات المؤثرة في الاقتصاد المصري، وينعكس النهوض به على كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى؛ لارتباطه بمجموعة كبيرة من الصناعات والأنشطة، وكذا الصناعات الوسيطة، والتي يحرص البنك على تمويلها في اطار استراتيجيته لدعم القطاعات الاقتصادية المختلفة لتوفير المزيد من فرص العمل في مختلف التخصصات بما يخدم بشكل عملي خطط التنمية المستدامة.
وأشاد عكاشة بدور فريق العمل ببنك مصر والتعاون مع فرق عمل البنوك المشاركة والذي أسفر عن اتمام التمويل بنجاح، مشيرا إلى أن بنك مصر يسعى دائما لتوفير سبل التمويل المتعددة في مجال التمويل العقاري، سواء للأفراد من خلال تمويل الوحدات السكنية، أو للمطورين العقاريين بما يتناسب مع احتياجاتهم المختلفة، وبخاصة في نطاق مدن المجتمعات العمرانية الجديدة للتخفيف من التكدس السكاني.
وقال المهندس أحمد حسين صبور "نحن فخورون بالشراكة الاستراتيجية مع تحالف مصرفي متميز بقيادة بنك مصر، والتي تمثل علامة فارقة في رحلتنا نحو تطوير مشروعات سكنية متكاملة الخدمات تعكس تطلعات عملائنا وتساهم في تعزيز التنمية العمرانية في مصر. نقدر الدور الكبير الذي لعبه تحالف البنوك في دعم رؤيتنا، ونتطلع إلى المزيد من الشراكات الاستراتيجية التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية الوطنية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030".
حيث أن المشروع يمثل دفعة قوية لقطاع التطوير العقاري المصري، حيث يسهم في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة أثناء فترة الإنشاء والتشغيل، ويعزز الطلب على الصناعات المرتبطة مثل مواد البناء والتشطيبات والتجهيزات.
ومن جانبه أوضح المهندس عمرو سلطان "أن هذا التمويل المشترك يأتي كخطوة هامة تعزز من قدرتنا على تحقيق طموحاتنا في إنشاء مشاريع متميزة تضيف بصمة واضحة على خريطة التطوير العمراني في مصر. ومشروع STEI8HT يعكس جوهر رؤيتنا في شركة لاند مارك، التي ترتكز على تقديم جودة عالية في التخطيط والتنفيذ، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الاستدامة وتلبية احتياجات السوق .وإن مشروع STEI8HT ليس مجرد مشروع سكني، بل هو رؤية للمستقبل تجمع بين الابتكار والموقع الاستراتيجي والخدمات المتكاملة لتلبية احتياجات مجتمعنا المتطور، ونحن سعداء بالثقة التي أولونا إياها، ونتطلع إلى تقديم نموذج فريد من نوعه يعكس التزام شركة لاند مارك (LMD) بالتطوير المستدام وتقديم قيمة مضافة للسوق العقاري المصري".
ويمثل مشروع STEI8HT استجابةً مباشرة للطلب المتزايد على المشروعات السكنية الفاخرة المخصصة للفيلات فقط، حيث يحتل المشروع موقعًا استثنائيًا كونه يُقام على آخر وأميز قطعة أرض متاحة في قلب القاهرة الجديدة، وهو ما يجعله فرصة استثمارية نادرة وغير قابلة للتكرار. وتعكس هذه الاستراتيجية رؤية شركة لاند مارك للتنمية والتعمير (LMD) في تقديم حلول سكنية راقية ومتكاملة تلبي تطلعات العملاء داخل مصر وخارجها، خاصةً المصريين المغتربين الراغبين في الاستثمار في عقارات متميزة بوطنهم.
ويعد STEI8HT مشروع استثماري ضخمً بإجمالي بتكلفة استثمارية تقدر بحوالي 15 مليار جنيه مصري، حيث يتمتع المشروع بموقف استثماري قوي مدعوم بحجم كبير من المبيعات المحققة حتى الآن، مما يعكس الإقبال الكبير من العملاء على هذا النوع من المشروعات السكنية. ويؤكد هذا الإقبال نجاح المشروع في تلبية احتياجات السوق المحلية والدولية، خاصةً مع تصميمه الفريد الذي يجمع بين الخصوصية والرفاهية والخدمات المتكاملة.
كما أن STEI8HT يساهم في تعزيز الاستدامة من خلال الاعتماد على تقنيات بناء صديقة للبيئة، وتوسيع المساحات الخضراء، واعتماد أنظمة طاقة متجددة، مما يعكس التزام الشركة بتقديم مشاريع ذات تأثير إيجابي على البيئة.
وفي هذا السياق، قال عاكف المغربي، أن تلك الشراكة تعكس حرص بنك قناة السويس على دعم مشروعات التطوير العقاري ذات القيمة المُضافة للاقتصاد الوطني، وأشاد بأهمية مشروع "STEI8HT"، كمشروع سكني مُتكامل الخدمات وفي موقع متميز، في تقديم رؤية عمرانية متكاملة تتماشى مع أهداف التنمية العمرانية وفقًا لرؤية مصر 2030.
كما أوضح "المغربي" أن بنك قناة السويس يحرص على تقديم الحلول التمويلية المتنوعة لدعم مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية، وبالأخص قطاع التطوير العقاري، لكونه أحد المحركات الأساسية للتنمية العمرانية والنمو الاقتصادي، لما له من تأثير مُباشر على الصناعات والأنشطة المرتبطة به والمُكملة له، وهو ما يُساهم في توفير فرص عمل جديدة، ويخدم بدوره خطط الدولة للتنمية الاقتصادية .
و صرحت منية مدكور، أن مشاركة "إي جي بنك" في هذا التمويل تأتي تماشياً مع التزامه بدعم التنمية الاقتصادية المستدامة في مصر، وأوضحت مدكور أن البنك يولي اهتماماً خاصاً بقطاع التطوير العقاري لما له من دور محوري في خلق فرص عمل ودفع عجلة النمو الاقتصادي. وأكدت مدكور اعتزاز البنك بالشراكة الاستراتيجية مع مجموعة لاند مارك التي اسفر عنها نجاحات عديدة في مجال المشاريع العقارية من خلال التعاون في إطلاق مشاريع سكنية وتجارية وادارية وسياحية. كما اكدت علي تقديرها للجهود الكبيرة التي بذلتها فرق العمل بجميع البنوك لإتمام هذا التمويل المتكامل بكفاءة واحترافية بهدف تعزيز دور القطاع المصرفي في دعم الاقتصاد المصري.
هذا وتؤمن البنوك المشاركة في التمويل بضرورة تضافر الجهود من أجل دعم خطط الدولة للنهوض بالاقتصاد الوطني، وتحرص على القيام بدورها الحيوي في مساندة كافة الأنشطة التي تساهم في خلق حياة أفضل للمواطن المصري.