سرايا - في خطوة جريئة نحو تحسين صحة سكانها وتعزيز جودة الحياة، تسعى دولة نيوزيلندا لأن تصبح "خالية من الدخان" بحلول عام 2025. تعكس هذه المبادرة التزام الحكومة النيوزيلندية بتحقيق مستقبل خالٍ من المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين من خلال استخدام البدائل الحديثة منخفضة المخاطر مثل السجائر الإلكترونية، وتقدم نموذجًا يحتذى به للدول الأخرى في مجال مكافحة استهلاك التبغ التقليدي.



وتعتبر منظمة الصحة العالمية الدول "خالية من الدخان" إذا بلغت معدلات التدخين بها أقل من 5% بين البالغين. وبلغ معدل التدخين بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً فأكثر في نيوزيلندا 6.8% العام الماضي. وتعتقد الحكومة في نيوزيلندا أن المعدل من المقرر أن يصل إلى أقل من مستوى 5% بحلول عام 2025.

ولتحقيق هذا الهدف الطموح، تعتمد الحكومة النيوزيلندية على مجموعة من السياسات والإجراءات التي تشمل تنفيذ حملة "استخدام السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين" عام 2020 والتي ساهمت في استمرار انخفاض معدل التدخين في البلاد. وفي عام 2019، أطلقت وزارة الصحة النيوزيلندية موقعًا إلكترونيًا يسمى بـ “حقائق التدخين الإلكتروني"، بهدف إعلام المدخنين بأن التدخين الإلكتروني هو وسيلة ممكنة للإقلاع عن التدخين، لأنه لا يزال يوفر النيكوتين للمدخن، ولكن مع كمية أقل من المواد الكيميائية الخطرة التي تنتج من حرق منتجات السجائر التقليدية".

وبحسب جمعية السجائر الإلكترونية الكورية (KECA)، بدأت سلطات الحكومة النيوزيلندية في الاعتراف بالدراسات التي تُقدر أن التدخين الإلكتروني أكثر أمانًا من التدخين التقليدي بنسبة 95%، وبدأت برامج دعم عام مختلفة لاستخدام التدخين الإلكتروني لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين منذ عدة سنوات.
من جانبه، قال شين ريتي، وزير الصحة النيوزيلندي: " السجائر الإلكترونية ساهمت بشكل كبير في خفض معدلات التدخين بين البالغين وستظل "الأداة الأساسية" للقيام بذلك، باعتبارها أحد المنتجات المبتكرة التي تسهم في الحد من مخاطر حرق التبغ".

وهو ما تؤكده الأبحاث العلمية الحديثة، بأن دخان السجائر يحتوي على أكثر من 6000 مادة كيميائية منها 100 مادة كيميائيةً تعتبر سامة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالأمراض المتعلقة بالتدخين، وأن الدخان الناتج عن احتراق السجائر هو السبب الرئيسي وراء أمراض التدخين. فعند احتراق التبغ، فإن درجة الحرارة تتراوح من 900 إلى 950 درجة مئوية؛ مما ينتج عنه كميات كبيرة من المواد السامة والمسرطنة، أما في حال استخدام منتجات التبغ المسخن أو السجائر الإلكترونية، فلا تتجاوز درجات الحرارة حوالي 350 درجة مئوية؛ بما يؤدي إلى تفاعلات كيميائية وتدهور حراري أقل، والذي ينعكس على تقليل العديد من المواد السامة والمسببة للسرطان التي تنتج عن حرق التبغ في السجائر التقليدية.

وتتنوع منتجات التبغ البديلة الخالية من الدخان، وتشمل منتجات التبغ المسخن والتي تعتمد على تسخين لفائف التبغ فقط بدلا من حرقه، وتمنح الجسم النيكوتين المطلوب، وكذلك السجائر الإلكترونية التي تعتمد على تبخير السائل المضاف إليه محلول النيكوتين لتكوين رذاذ ذو نكهات مختلفة، بالإضافة إلى التبغ الممضوغ وهي أيضا تحتوي على النيكوتين ومصممة للاستخدام عن طريق "المضغ"، وأكياس النيكوتين، التي تستخدم عن طريق الفم أيضا، لكنها لا تحتوي على التبغ، وجميعهم لا ينتج دخانا أو رمادا حيث لا يعتمدون على الحرق.

بدورها، قالت ماريوا جلوفر، أستاذة الصحة العامة السابقة بجامعة "ماسي": "بعد أن أباحت نيوزيلندا ونظمت حملة التدخين الإلكتروني في عام 2020، شهدنا انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 43% في التدخين اليومي بين البالغين من 11.9% في عام 2020 إلى 6.8% في عام 2023. ونتيجة لذلك، أصبحت نيوزيلندا الآن في طريقها لتحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح" خالية من الدخان "بحلول عام 2025،"

في السياق ذاته، قال كيم دو هوان، نائب رئيس جمعية مكافحة التدخين في نيوزيلندا: "نجاح نيوزيلندا يقدم لنا نموذجاً مقنعاً للحد من معدلات التدخين وتعزيز الصحة العامة، كما أن الحملة الناجحة التي شنتها مدينة ويلينجتون ضد التدخين تشكل درساً يحتذى به، ويجب على الحكومة الكورية أن تبذل المزيد من الجهود وتتبنى استراتيجيات مماثلة لتحسين نتائج الصحة العامة بسرعة."

تجدر الإشارة إلى أن العديد من دول العالم مثل السويد واليابان والمملكة المتحدة تتبنى سياسة "الحد من المخاطر" لمواجهة خطر التدخين، باعتباره أزمة تهدد الصحة العامة للأفراد والمجتمعات، خاصة بعد ظهور منتجات التبغ البديلة والتي أثبتت الدلائل العلمية أهميتها كبديل أفضل، مع التأكيد على أن تلك المنتجات ليست خالية تمامًا من المخاطر، ولكنها قد تشكل بديلاً مناسبًا للمدخنين البالغين غير الراغبين في الإقلاع عن التدخين.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: السجائر الإلکترونیة التدخین الإلکترونی منتجات التبغ الصحة العامة بحلول عام 2025 عن التدخین فی عام

إقرأ أيضاً:

19.9 مليار دولار حجم سوق حلول التخزين الرقمي الآمن بحلول 2030

دبي (الاتحاد)
مع توغل الذكاء الاصطناعي وتعاظم دوره الجوهري في إعادة هيكلة الصناعات وكل مجالات الحياة، يصل حجم سوق التخزين الآمن إلى 19.9 مليار دولار بحلول العام 2030، وفق «ليكسر» العالمية المتخصصة في مجال حلول التخزين.
وكشفت الشركة عن حقبة جديدة من الابتكارات المستقبلية في مجال التخزين باستخدام الذكاء الاصطناعي في معرض جيتكس العالمي 2025، حيث عرضت حلولاً للذاكرة تعد الأخف وزناً والأكثر صلابة والأسرع في العالم.

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد يزور معرض "إكسباند نورث ستار 2025" إقالة توماسون من تدريب السويد

وقال فيصل عبيدة، المدير العام لشركة ليكسر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند: «لم تعد حلول الذاكرة التقليدية مناسبة لمتطلبات الذكاء الاصطناعي حول العالم حالياً، إذ إن المستقبل يتطلب حلولاً للتخزين ذات إمكانات عالية وبقدرات مختلفة تمكن المستخدم من التعامل مع البيانات بسرعة أكبر».
وأضاف أن الشركة طورت قدرات فائقة للتخزين، تتميز بأدائها السريع وبموثوقيتها التي ثبتت خلال الفترات الفائتة، ما جعلها أدوات ضرورية لا غنى عنها لمطوري الذكاء الاصطناعي ومنتجي الألعاب المحترفين، وللمتحمسين من مستخدمي أجهزة الحاسب الآلي أيضاً.

مقالات مشابهة

  • الإقلاع عن التدخين بعد الخمسين.. فرصة لحماية الذاكرة والوقاية من الزهايمر
  • نيوزيلندا تحذر: الدول الصغيرة في المحيط الهادئ تواجه ضغوطا من القوى العظمى
  • الاتحاد الأوروبي يخطط لحظر السجائر المفلترة دعمًا لخطة "الصحة العالمية"
  • خبراء دوليون يدعون إلى سياسات قائمة على الأدلة العلمية في مكافحة التدخين
  • أسعار السجائر اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025.. محلي ومستورد
  • 19.9 مليار دولار حجم سوق حلول التخزين الرقمي الآمن بحلول 2030
  • أسعار السجائر اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025.. محلي ومستورد
  • بالفيديو: أردوغان يقنع رئيسة الوزراء الإيطالية بترك السجائر
  • الصحة تواصل تفعيل منظومة القوى العاملة الإلكترونية “MANPOWER” بالشؤون الصحية بالقاهرة
  • الصحة تواصل تفعيل منظومة القوى العاملة الإلكترونية بمديرية القاهرة