عربي21:
2025-04-30@03:37:29 GMT

روسيا تحذّر أصدقاءها من الذهاب بعيدا في منصة القرم

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

كلما انطفأت قضية شبه جزيرة القرم، تعود أوكرانيا إلى تعويمها في وسائل الإعلام. هذه المرة عاد الحديث عن هذا الملف من نافذة "منصة القرم الدولية"، التي أطلقتها أوكرانيا قبل سنوات من أجل محاولة استعادة شبه الجزيرة، لكن من دون طائل.

في حينه، أطلقت أوكرانيا ما اعتبرته "تنسيقا دوليا وشكلا استشاريا جديدا"، عنوانه "منصة القرم" بوصف تلك المنصة عنصرا من عناصر الرؤية الاستراتيجية لتحرير شبه الجزيرة، في محاولة منها لتعزيز الاهتمام الدولي بشبه الجزيرة.



وتقول كييف إنّ جهود المجتمع الدولي يجب أن تنصبّ على:

1- تحرير القرم.

2- رفض محاولات تغيير الحدود المعترف بها دوليا بواسطة القوة.

لكنّ برغم هذا الادعاء، فإنّ كييف تتجاهل "الأمر الواقع"، الذي يؤكد أنّ شبه الجزيرة قد أمست جزءا لا يتجزأ من الاتحاد الروسي.

أمّا الجديد اليوم، فهو ما يُتناقل من معلومات حول محاولات كييف، لاستقطاب ممثلين إضافيين من دول الشرق الأوسط والقارة أفريقيا، وذلك بغية حضّهم على المشاركة في القمّة البرلمانية الثالثة لـ"منصة القرم" المقرّر عقدها في 24 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي (بعد قرابة أسبوع)، وذلك بمدينة ريغا في لاتفيا، التي سبق أن استضافت الشهر الفائت 11 أيلول/ سبتمبر، القمة الرابعة لزعماء الدول المشاركة في منتدى "منصة القرم".

في حينه، كان أبرز المشاركين في القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال إنّ أنقرة كانت ضد انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، معتبرا أنّ عملية الضم أدت إلى "تعميق الضرر" الذي لحق بسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها، ومشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ دعم استقلال أوكرانيا هو الأولوية الدائمة لتركيا.

وبطبيعة الحال، رفضت موسكو هذا الكلام بأسلوب دبلوماسي لائق، إذ قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف إنّ "آراء روسيا وتركيا بشأن هذه القضية مختلفة تماما، لكنّ الجانب الروسي لن يتوقّف عن تذكير أنقرة بموقفه". وفي الوقت نفسه، أكد أنّ الكرملين "لن يتخلى عن محاولات الاستمرار بشرح وجهة نظره إلى أصدقائه وشركائه الأتراك".

وتاريخيا، كانت شبه جزيرة القرم جزءا من الإمبراطورية الروسية، وكذلك لاحقا، كانت جزءا من جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية. أما في شهر آذار/ مارس عام 2014، فقد أجرت شبه الجزيرة استفتاء، قال خلاله سكانها كلمتهم الحاسمة، واتخذوا قرارا طوعيا، قضى بعودة شبه جزيرة القرم إلى الحضن الروسي.

وبناء على ذلك، فإنّ موسكو تعتبر، اليوم وبشكل حاسم، أنّ قضية شبه جزيرة القرم قد تم إغلاقها بصورة نهائية مذّاك التاريخ، أي يوم تبنى سكان شبه الجزير هذا القرار الذين حققوه بصعوبة في استفتاء جرى "بعد الانقلاب غير الدستوري" في كييف في شباط/ فبراير 2014.

كما ترى موسكو أنّ هذا القرار قد أتاح لسكان القرم "التأكيد على إخلاصهم لتاريخهم وثقافتهم الروسية، وحقهم في التحدث بلغتهم الأم، بما في ذلك الأوكرانية ولغة تتار القرم"، وبالتالي فإن هذا الاستفتاء قد "جنّبهم الحرب الأهلية التي أشعلتها كييف فيما بعد في إقليم دونباس"، على حدّ توصيف المسؤولين الروس.

وعليه ترى موسكو اليوم أنّ المشروع الأوكراني الحالي هو مجرد "شعبويات" و"مسرحية منفصلة عن الواقع"، هدفها "إبقاء موضوع شبه جزيرة القرم قائما في فضاء الإعلام الغربي"، بينما مشاركة بعض الدول والمنظمات الدولية وممثليها في "منصة القرم"، هو بمنزلة تطاول على وحدة أراضي الاتحاد الروسي، ولا يُستبعد أن يؤدي هذا السلوك إلى تراجع العلاقات بين روسيا وبين تلك الدول.

كما يرى المسؤولون الروس أنّه من المستحسن لدول الشرق الأوسط وأفريقيا، تطوير التعاون مع "أكبر قوة نووية على الكوكب (روسيا)، والحفاظ على علاقاتهم دافئة معها"، وكذلك "عدم المشاركة في الاستفزازات التي يحاول أن تفتعلها كييف بلا أيّ جدوى تكتيكية أو استراتيجية".

وعليه، تشبّه دوائر القرار الروسي "منصة القرم"، من حيث الشكل والمضمون، بـ"مبادرة السلام الأوكرانية"، التي عُقدت في شهر حزيران/ يونيو الماضي في سويسرا، ولم تؤد إلى شيء، بل كانت "مشروعا أوكرانيا فاشلا" يضاف إلى لائحة الاخفاقات التي سجّلتها كييف في سجل وقف الصراع الدائر منذ أكثر من سنتين، وجل أهدافه هي: نشر أطروحات مناهضة لروسيا، لا أكثر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات القرم روسيا روسيا اوكرانيا القرم رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شبه جزیرة القرم شبه الجزیرة

إقرأ أيضاً:

آفاق مرعبة لخطة ترامب للسلام في أوكرانيا

ترجمة: أحمد شافعي

بعد أيام من التهديد بالتخلي عن محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، قدمت إدارة ترامب الأسبوع الماضي ملامح عامة لمقترح بإنهاء الحرب بين البلدين. فجاء المقترح الذي رآه الرئيس ترامب «مقترحا نهائيا» بمنزلة ضربة مباغتة لحلفاء أمريكا الأوروبيين، وذلك لسبب وجيه هو أنه يحابي المعتدي تماما.

وقد رفضته أوكرانيا بالفعل.

فضلا عما تردد عن تجميد المقترح للخطوط الحدودية القائمة، ومنعه أوكرانيا من الانضمام لحلف الناتو، ورفعه العقوبات المفروضة على روسيا منذ عام 2014 حينما ضمت إليها شبه جزيرة القرم، يعرض المقترح على موسكو هدية دبلوماسية من شأنها أن تمثل سابقة فائقة الخطورة: وهي الاعتراف الرسمي بسيطرتها على شبه جزيرة القرم.

ومن شأن القبول بسيطرة روسيا على أوكرانيا أن يخرق تقليدا متبعا من كلا الحزبين منذ ثمانية عقود، أي تقليد رفض تغيير الحدود الدولية باستعمال القوة. وقد صيغت هذه السياسة للمرة الأولى سنة 1940 بعد أن ضم الاتحاد السوفييتي إلى أراضيه ثلاثا من دول البلطيق هي إستونيا ولاتفيا ولتوانيا.

أصدر القائم بأعمال وزير الخارجية سومنر ويلز بيانا صار له من بعد أثر عميق على السياسة الخارجية الأمريكية والعلاقات الدولية. قال ويلز «إن شعب الولايات المتحدة يعارض الأنشطة العدوانية مهما تكن طبيعتها، مما يتم باستعمال القوة أو من خلال التهديد باستعمال القوة. وما لم يعد النظام الذي يضمن هذه المبادئ من جديد إلى حكم العلاقات بين الدول، فلن يكون من سبيل إلى الحفاظ على قاعدة الحضارة الحديثة ذاتها أي تحكيم العقل والعدالة والقانون». وتبع أكثر من خمسين بلدا أمريكا في رفض الاعتراف بالحكومات الهزلية التي نصبتها موسكو في هذه البلدان الثلاثة.

حافظت الولايات المتحدة على اتباع سياسة عدم الاعتراف حتى بعد أن تحالفت مع الاتحاد السوفييتي سنة 1941. في وقت تال من ذلك العام، أصدر الرئيس فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ميثاق الأطلسي، فقدما فيه تصورا لنظام العالم في ما بعد الحرب محكوما وفق المبادئ الليبرالية من قبيل تقرير المصير والديمقراطية والتجارة الحرة. كما عبر البلدان عن «رغبة في ألا يريا تغيرات إقليمية لا تتماشى مع رغبات ساكنيها التي يعبرون عنها في حرية». وعلى مدار أكثر من خمسين سنة بعد ذلك، بقيت الولايات المتحدة ملتزمة بروح إعلان ويلز ونصه، فاعترفت بحكومات دول البلطيق المشكلة في المنفى بوصفها صاحبة السيادة على الأراضي التي لم تكن لها سيطرة فعلية عليها.

وفقا لهذا، يأتي عرض الاعتراف الفعلي بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم ـ وفقا للخطة المقترحة من ترامب فيما يتعلق بمناطق أوكرانيا الشرقية ـ بمنزلة تنازل كبير. وبرغم أن القوات الروسية والمعدات العسكرية حقائق قائمة على الأرض لا يمكن تجاهلها، فإن تقديم الولايات المتحدة اعترافا رسميا بضم شبه جزيرة القرم يمثل انقلابا على سياسة كل رئيس أمريكي منذ روزفلت، ومنهم ترامب نفسه.

ففي عام 2018، أي في أثناء ولايته الأولى، أكد وزير الخارجية مايك بومبيو التزام الولايات المتحدة بعماد أساسي لا يشرعن التوسع الإقليمي بالاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضا روسية. وقال إنه «كما فعلت الولايات المتحدة في إعلان ويلز سنة 1940 فإنها تؤكد سياستها القائمة على رفض الاعتراف بإعلان الكرملين السيادة على الأرض التي استولت عليها بالقوة منتهكةً القانون الدولي». ولم يحدث في قرابة السنوات السبع التالية ما يبرر التنصل من هذا الالتزام بالمبدأ والتقليد المتبع.

ومن أسف أن المبادئ والتقاليد المستقرة لم تكن قط ذات تأثير كبير على اتخاذ ترامب للقرارات. وأكثر تفسيرات هذه الخطة المتعجلة افتراضا لحسن النية هو أنها نتاج نفاد صبر ترامب تجاه الدبلوماسية ورغبته في الفوز بجائزة نوبل. فلقد كرر الرئيس ترامب مرارا خلال حملته الرئاسية سنة 2024 أنه سوف ينهي الحرب في غضون أربع وعشرين ساعة من تنصيبه. ولما لم يحدث ذلك، كلف مبعوثا ـ هو الفريق المتقاعد كيث كيلوج ـ بحل الصراع في غضون مائة يوم.

والدافع الأرجح لاستسلام الرئيس ترامب المقترح للكولونيالية الروسية هو أنه انعكاس حقيقي لرؤيته للعالم، وانعكاس على وجه التحديد لمبدأ أن القوة هي التي تصنع الحق. وإما أن الرئيس ترامب لا يعلم أو أنه لا يبالي بأن هذا الصراع بدأ قبل إحدى عشرة سنة حينما بدأت روسيا غزوا لأوكرانيا دونما أي استفزاز مسبق. وكون هذا الأمر منافيا تماما للأخلاق، ناهيكم بمنافاته للشرعية، لا يمثل عاملا من عوامل حسابات الرئيس ترامب الجيوسياسية.

وبرغم تهديداته بالترشح لولاية ثالثة، فإن الرئيس ترامب في الحقيقة «بطة عرجاء» - بمعنى أنه: رئيس في ولايته الأخيرة - وهو ما يزيد من احتمالات اتخاذه قرارات هوجاء على المسرح العالمي. وشأن تهديداته بالاستيلاء على كندا وجرينلاند وقناة بنما، فإنه متعاطف مع فكرة استيلاء البلاد الكبيرة على البلاد الصغيرة، وتبدو أفعاله شديدة التقلب في مجال الشؤون الخارجية بصورة تتجاوز ما كانت عليه في ولايته الأولى. واحتمال أن يكون أول رئيس أمريكي يمنح الشرعية لضم بلد آخر احتمال حقيقي، ومرعب بالقدر نفسه.

ليست الحرب الأوكرانية ـ مثلما قال رئيس وزراء بريطاني آخر ذات يوم عن نزاع أوروبي على أرض سرعان ما تصاعد إلى الصراع الأشد تدميرا في كل ما رآه العالم ـ محض «شجار في بلد بعيد بين شعبين لا نكاد نعرف عنهما شيئا». ولذلك فإن الرضوخ لضم روسيا لشبه جزيرة القرم سيكون أمرا له عواقبه العالمية.

فسوف نرى أن دكتاتوريات أخرى ـ بعد أن شهدت الديمقراطية الرائدة في العالم تقر هذا الانتهاك الصارخ لأهم مبدأ حاكم للعلاقات بين الدول ذات السيادة ـ تجترئ على اتباع ذلك النهج.

ولقد قال لي رئيس إستونيا السابق توماس هندريك إلفيس إن «منح روسيا اعترافا عمليا بأراض محتلة سوف يكون رسالة إلى العالم مفادها: هيا، قوموا بغزو بلاد ذات سيادة، وغيروا الحدود، ولا بأس، لا بأس». ولو اعترفت الولايات المتحدة بشبه جزيرة القرم أرضا روسية، فسوف تنضم إلى ركاب أفغانستان وكوبا ونيكاراجوا وكوريا الشمالية وسوريا وفنزويلا.

والذين يؤيدون منح الشرعية لضم روسيا لشبه جزيرة القرم يرضون بألا ترجع الأراضي التي خسرتها أوكرانيا أبدا، شأن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في صراعات أخرى متجمدة.

غير أن مثل ذلك قيل في حق دول البلطيق. ففي أغلب فترة الحرب البادرة، كان احتمال استرداد إستونيا ولاتفيا ولتوانيا لاستقلالها بعيد المنال، إن لم يكن ضربا من الوهم المحال. ففي عام 1975، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه في حين يستبعد مسؤولون أمريكيون أن «يحدث سريعا اعتراف رسمي» بالاحتلالات السوفييتية، فإنهم يرونه أمرا «محتوما».

غير أن الولايات المتحدة وحلفاءها أصروا على رفض القبول بإخضاع دول البلطيق، وحينما انهار الاتحاد السوفييتي سنة 1991، تحررت هذه الدول. واليوم هي أعضاء في الاتحاد الأوروبي والناتو وفيها ديمقراطية ثابتة واقتصادات سوق وهي بلاد تزداد الثقة فيها على المسرح العالمي.

بعد إحدى عشرة سنة من الصراع الطاحن، يبدو مفهوما تماما أن يرغب الرئيس ترامب في إنهاء هذه الحرب. لكن عليه ألا يخلط بين وقف مؤقت للأعمال العدائية - وذلك غاية ما سيحققه اقتراحه - وبين السلام العادل والدائم. فما لم تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية صريحة (وهو ما يعني على الأرجح عضوية كاملة في الناتو)، سوف تنتظر روسيا اللحظة المواتية لغزوها من جديد.

وسواء أكان الرئيس ترامب ـ عند حدوث ذلك في السلطة أم لا، فإنه سوف يدمر ذكراه تدميرا.

مقالات مشابهة

  • وسط التصعيد في كييف .. دعوات أممية لاتفاق سلام فوري بين روسيا وأوكرانيا
  • نيبينزيا: روسيا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع كييف على الرغم من المشاكل المتعلقة بشرعية زيلينسكي
  • أوكرانيا وهنغاريا تتفقان على إطلاق مشاورات بشأن عضوية كييف في الاتحاد الأوروبي
  • ترامب يعرب عن اعتقاد أن زيلينسكي مستعد للتخلي عن شبه جزيرة القرم
  • ترامب يدعو روسيا لوقف الهجمات ويزعم أن زيلينسكي مستعد للتخلي عن القرم
  • ترامب: زيلينسكي مستعد للتنازل عن شبه جزيرة القرم لـ روسيا مقابل وقف إطلاق النار
  • ترامب: زيلينسكي مستعد للتخلي عن مطلب “استعادة” شبه جزيرة القرم
  • ترامب: زيلينسكي مستعد للتخلي عن شبه جزيرة القرم
  • آفاق مرعبة لخطة ترامب للسلام في أوكرانيا
  • ترامب ينتقد بشدة دعوات إعادة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا واصفا إياها بـ”السخيفة”