الحرة:
2025-03-04@17:03:12 GMT

بين الأرقام والواقع.. ماذا تفعل البطالة في العراق؟

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

بين الأرقام والواقع.. ماذا تفعل البطالة في العراق؟

"مضى على تخرجي 8 سنوات، ومنذ اللحظة الأولى للتخرج، وحتى الآن، قدمت على العديد من الوظائف في القطاعين العام والخاص، لكن لم أكن محظوظة حتى الآن"، تقول لمياء صالح لـ"الحرة" وهي فتاة عراقية تنتظر الدخول إلى سوق العمل منذ سنوات. 

وبلغت نسبة البطالة، وفق آخر مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء، التابع لوزارة التخطيط العراقية عام 2021، 16.

5%، وسجلت نسبة البطالة بين النساء ارتفاعا بواقع 28%، بينما كانت لدى الرجال 14%".

وتوقعت وزارة التخطيط في 9 أكتوبر الحالي انخفاض نسب البطالة في البلد مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، لافتةً إلى أن المشروعات التنموية والنهضة الاقتصادية التي تنفذها الحكومة الحالية ساهمت بتراجع نسب البطالة.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، لوكالة الأنباء العراقية على أن "التوقعات تدل على إمكانية انخفاض نسب البطالة في العراق، خاصة في ظل المشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها حالياً"، مشيرا الى أن العراق شهد خلال السنتين الماضيتين بداية تنفيذ العديد من المشروعات الحيوية التي أسهمت بشكل كبير في توفير فرص عمل جديدة، وهو ما يساهم في خفض معدل البطالة.

ورغم أن مشكلة البطالة في العراق ليست جديدة، وتعود جذورها الى العقود الماضية، لكنها لم تكن ظاهرة خلال ثمانينيات القرن الماضي، إثر التعبئة العسكرية في البلد، الذي كان يخوض حربا ضد إيران، وبدأت هذه المشكلة تطفو الى السطح مع بداية التسعينيات مع العقوبات الاقتصادية الدولية التي فرضت على العراق لغزوه دولة الكويت.

العراق.. كشف سبب "رائحة الكبريت" المنتشرة منذ أيام أما مصدر هذه الرائحة في بغداد، فهو بحسب المعلومات التي وردت في المؤتمر الصحافي ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية (واع)، فهو مصفى الدورة ومحطة الطاقة الحرارة بالدورة ومحطة القدس في شمال بغداد والمحطات الكهربائية الأخرى، إضافة لمعامل الإسفلت والطابوق وعددها أكثر من 250، واستخدام بعض الكور لصهر منتجات النحاس وغيرها وحرق النفايات في النهروان ومعسكر الرشيد.

واشتدت أزمة البطالة بعد عام 2003، ويشهد البلد منذ سنوات موجات من الاحتجاجات التي ينظمها الشباب الباحثين عن العمل، وتصاعدت حدة هذه الاحتجاجات في أكثر الأحيان إلى إغلاق مؤسسات الحكومة والشركات من قبل المحتجين لتلبية مطالبهم، لكن دون جدوى. ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية عن أعداد العاطلين عن العمل، إلا أنه وبحسب نسبة البطالة تقدر أعدادهم بنحو 7 ملايين عاطل عن العمل.

وتمضي لمياء صالح بالقول: "أنا المعيلة الوحيدة لعائلتي، أمي ربة بيت وأبي متقاعد ومريض راتبه لا يكفي تغطية تكاليف علاجه، وأنا خريجة كلية الهندسة. رغم عملي الشاق وأدائي الممتاز في العمل، إلا أن الوظائف التي كنت أحصل عليها في القطاع الخاص لم تكن تناسب شهادتي وفي الوقت نفسه أصحاب العمل كانوا يستغنون عني بسهولة مقابل تعيين شخص آخر ذو نفوذ."

لم تنتظر لمياء الحصول على فرص العمل، بل حاولت خلال السنوات الماضية من إيجاد فرصة عمل لنفسها عبر ممارسة الاعمال اليدوية وبدأت تصنع الإكسسوارات، لكنها مجددا لم تتمكن من الاعتماد عليها في إعالة عائلتها، بسبب ما تعانيه الأسواق المحلية من كساد إلى جانب سيطرة البضائع المستوردة على السوق، وعدم وجود دعم حكومي للصناعات اليدوية.

لمياء ليست الوحيدة التي لم تتمكن من دخول سوق العمل رغم محاولاتها الحثيثة لذلك، حارث مثنى شاب عراقي هو الآخر تتشابه قصته مع لمياء، فقد مضى على تخرجه من معهد الإدارة والاقتصاد أكثر من 5 سنوات دون أن يحصل على وظيفة حكومية.

ويقول مثنى لـ"الحرة": "موضوع الحصول على وظيفة حكومية أمر ميؤوس منه بشكل كلي، حتى خريجي المجموعة الطبية لم يعودوا يتمكنون من الحصول على وظيفة حكومية، لذلك توجهت إلى القطاع الخاص وسوق الأعمال اليدوية، وواجهت مشكلة قلة الفرص في هذا القطاع أيضا وكذلك أجور العمل فيه كانت قليلة جدا."

انتقل مثنى خلال السنوات الماضية ما بين 4 وظائف، لكنه لم يتمكن من الاستمرار فيها لأسباب منها طول ساعات العمل وقلة الأجور وعدم وجود ضمان اجتماعي، وانتهى به المطاف منذ نحو عام بشراء دراجة نارية والعمل كعامل توصيل مع احدى الشركات.

من جانبه يؤيد الخبير الاقتصادي، نبيل التميمي توقعات وزارة التخطيط بانخفاض نسب البطالة، مضيفا لـ"الحرة"، "هناك نشاط تجاري متزايد منذ سنتين وموازنات استثمارية موجودة تنعكس تأثيرها على نشاط التجاري بشكل عام، خصوصا في قطاع البناء، الذي بدوره يحرك نشاط مجموعة أخرى من القطاعات"، لافتا الى أن الإنفاق الحكومي هو المساهم في عملية دفع النمو بالنشاط الاقتصادي على مستوى البلد وبالتالي يوفر وظائف ويقلل نسبيا من البطالة.

وحل العراق في المرتبة السابعة عربيا، الـ 33 عالميا ضمن قائمة الدول الأكثر بؤسا في العالم على "مؤشر هانكي للبؤس العالمي" لعام 2023، الذي صدر في 14 مارس 2024.

وبحسب المؤشر بلغ نسبة البؤس في العراق نحو 50.8، محددا معدلات البطالة عاملا أساسيا لهذه النسبة من البؤس الذي يشهده البلد.

ويتكون المؤشر الذي يصدره سنويا أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، ستيف هانكي، من قائمة مكونة من 157 دولة حول العالم هي الأكثر بؤسا استنادا على معدلات البطالة والتضخم ومعدل الإقراض والتغير في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: نسب البطالة البطالة فی فی العراق

إقرأ أيضاً:

رسائل تهديد.. ماذا يحصل بالعراق بعد اتصال روبيو بالسوداني؟

دفعت المحادثة الهاتفية التي جرت بين رئيس الوزراء العراقي ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم بالعراق، إلى الدعوة لعقد اجتماع طارئ لقادته للبحث في ما وصفوه بـ"رسائل تهديد" أمريكية للنظام السياسي في البلد.

وكان الوزير الأمريكي قد حثّ السوداني خلال اتصال هاتفي، الأربعاء، على الحدّ من النفوذ الإيراني الذي وصفه بـ"الخبيث"، وكذلك دعاه إلى ضمان استقلال العراق في مجال الطاقة، ولاسيما استيراد الغاز الذي يعتمد عليه الأخير بشكل كبير في إنتاج الكهرباء.

يأتي ذلك في ظل مواصلة السيناتور الجمهوري الأمريكي، جو ويلسون تغريداته على منصة "إكس" التي تحث إدارة ترامب على "تحرير" العراق من الهيمنة الإيرانية، ودعوته إلى أيقاف "تمويل العراق"، وقطع جميع المساعدات الأمريكية عنه "طالما أن إيران تديره"، وفق تعبيره.

اجتماع طارئ
وعلى وقع اتصال وزير الخارجية الأمريكي، فإن الإطار التنسيقي الشيعي الذي انبثت منه الحكومة الحالية، بصدد عقد اجتماع طارئ للبحث في مضمون كلام، ماركو روبيو، كونه يمثل "تهديد مباشر للنظام في العراق"، وفق تصريح للقيادي في "الإطار" عدي الخدران.

من جهته، أكد النائب في البرلمان عن الإطار التنسيقي، مختار الموسوي، لـ"عربي21" أن "الإطار بالفعل بصدد عقد اجتماع طارئ من أجل بحث اتصال وزير الخارجية الأمريكي مع رئيس الحكومة، وأنه تأخر بسبب رمضان، وربما يحصل اليوم مساء أو غدا".

ورأى الموسوي أن "تصرفات الولايات المتحدة واتصالات مسؤوليها يولد ضغطا على العراق، وهذا الأمر حالة غير صحيّة، وأن التدخلات الأمريكية أصبحت واضحة في جميع الشؤون العراقية".

وأكد النائب أن "الغاز الإيراني سيتوقف خلال الأسبوع الجاري بسبب الضغوط الأميركية، وسينقطع التيار كهرباء في البلاد، إضافة إلى أن طهران أيضا تطالب بديونها المترتبة على العراق من تصدير الغاز وهي مليارات الدولارات، بالتالي الحكومة تواجه ضغوطات من الطرفين".

ودعا الموسوي الإطار التنسيقي والحكومة العراقية التصدي للضغوطات الأمريكية، والوقوف بتحد أمام سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما فعل قبل أيام رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي.

وتابع: "لكن الحكومات العراقية منذ عام 2003 وحتى الآن لم تفلح في إنهاء أزمة الكهرباء، وانشغل
السياسيون في السرقات والفساد، بالتالي ما نعيشه اليوم هي تداعيات كل تلك المرحلة".

ونفى الموسوي الأنباء التي تتحدث عن أن سبب عودة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إلى بغداد بعد ثلاث سنوات الغياب، هو بدعوة من قادة الإطار التنسيقي من أجل توسيطه لدى الولايات المتحدة الأمريكية وتهدئة حدة سياساتها تجاه العراق.

وبحسب النائب، فإن "فترة حكم مصطفى الكاظمي أيضا كانت سيئة، ونحن اليوم نتحمل تبعاتها، وأن عودته إلى العراق هو للعمل السياسي ومن أجل المشاركة في الانتخابات المقبلة نهاية العام الجاري، وذلك بإسناد من عدة دول في المنطقة".

وقبل أن يعود الكاظمي، ظهرت إشارات إلى أن بغداد فقدت قدرتها على الاتصال بدوائر القرار الأمريكي، لذلك فإن "الدولة العميقة" بالعراق رأت في الأخير "الرجل القادر على إنقاذ السوداني والإطار التنسيقي"، حسبما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن سياسيين عراقيين (لم تسمهم).


عقوبات محتملة
وفي المقابل، قال غازي فيصل السكوتي مدير "المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية"، لـ"عربي21" إن "القوانين الأمريكية التي تتعلق بفرض عقوبات اقتصادية على إيران هي أيضا تتضمن عقوبات على كل من يتعامل معها من الدول والشركات والأشخاص لانتهاكه هذه العقوبات".

وبناء على ذلك، يرى السكوتي أن "العراق تنتشر فيه العديد من المصارف الوهمية وشبكات الجريمة المنظمة لتهريب النفط والسلاح، وتهريب الدولار إلى إيران، إضافة للعلاقات الوثيقة الاستراتيجية بين الفصائل المسلحة وبين الحرس الثوري الإيراني".

وبحسب السكوني، فإن "خمسة قواعد عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني والفصائل المسلحة تنتشر في العراق، وتتضمن أيضا مصانع لصواريخ كاتيوشا والطائرات المسيرة مما يعزز النفوذ العسكري الإيراني المهيمن على الأمن الوطني العراقي".

وأشار إلى أن "كل هذه البنية والهيكلية للفصائل المسلحة لخدمة انتشار النفوذ للاستراتيجية الإيرانية في العراق والشرق الأوسط الذي من المؤكد يشكل انتهاكا للقرارات والسياسات الأمريكية، ولقرارات البنك الفيدرالي تجاه العقوبات الاقتصادية التي تتعلق ببرنامج إيران النووي".

وأكد السكوتي أن "العراق يواجه خطر التعرض للعقوبات الاقتصادية الأمريكية نتيجة السياسات المالية التي تنتجها الحكومات العراقية واستمرار الضغوط الأمريكية على إيران".

وبيّن الخبير العراقي أن "الولايات المتحدة لن تسمح باستخدام العراق قاعدة لانتهاك العقوبات على إيران"، لافتا إلى أن "الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي يشن اليوم حملة واسعة النطاق تجاه تبعية العراق للغاز الإيراني لإنتاج الطاقة الكهربائية".

ورأى السكوتي أن "الحكومات العراقية في حالة العجز وغير قادرة على حل هذه التنظيمات المسلحة لوجود تضارب في الآراء والمواقف على صعيد الأحزاب في الإطار التنسيقي وعلى صعيد البرلمان، إذ تنضوي بعض هذه الأحزاب والفصائل في الإطار التنسيقي تحت قبة البرلمان".

وبحسب تقرير نشرته إذاعة "مونت كارلو"، الخميس، فإن وزير الخارجية الأمريكي أبلغ رئيس الوزراء العراقي خلال الاتصال، أن الولايات المتحدة بصدد فرض عقوبات على شخصيات سياسية مهمة في الإطار الشيعي، وهذه الشخصيات لها فصائل مسلحة.

وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن الوزير الأمريكي أبلغ السوداني أيضا بأن واشنطن بصدد فرض عقوبات على مؤسسات مالية ومصارف عراقية تقوم بتهريب الدولار إلى إيران.

ويأتي الاتصال بين السوداني وروبيو بالتزامن مع وقوع مشادة في مطار النجف الدولي- لأول مرة- بين قوة أمنية أمريكية وأخرى عراقية، بعدما منعت الثانية دخول الأولى والقيام بالتصوير، وكل هذه المعطيات تشير إلى توتر في العلاقة بين بغداد وواشنطن، وفق "مونت كارلو".

مقالات مشابهة

  • العراق يتلقى دعوة للمشاركة في أكسبو 2027 الذي ستنظمه صربيا
  • الأوهام الصهيونية بين التضليل والواقع: كيف يحول الإعلام هرطقات الاحتلال إلى مسلّمات؟
  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
  • بصمة كربونية عالية لهاتفك الذكي.. ماذا تفعل؟
  • التخطيط تعلن انخفاض نسبة البطالة إلى 14%
  • بطالة بثوب الوظيفة
  • وزير الداخلية: ما "العمل الجليل" الذي قدمه الفنانون للكويت؟
  • مختصون: ارتفاع معدل البطالة بين الشباب وخريجي الجامعات يتطلب حلولًا عاجلة
  • رسائل تهديد.. ماذا يحصل بالعراق بعد اتصال روبيو بالسوداني؟
  • نائب: الطبقة السياسية في العراق مجموعة من اللصوص ولن يستقر البلد بوجودهم