اعتمدت وزيرة الثقافة، الدكتورة نيفين الكيلاني، برنامج الدورة 31 من مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية، ويقام بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة العامة لتنشيط السياحة وتنطلق فعالياته في الثامنة مساء الخميس 24 أغسطس وتتواصل على مدار 15 يوم متصلة حتى الخميس 7 سبتمبر.

وقال رئيس دار الأوبرا، الدكتور خالد داغر، إن مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء في دورته الـ31 تم تطويره ليتخذ شكلًا جديدًا يهدف إلى تقديم ألوان ابداعية جادة تناسب أذواق مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية، مضيفًا أن الفعاليات تشهد مشاركات أولى لعدد من الفنانين المصريين والعرب، إضافة إلى ثنائيات غنائية متنوعة وظهور لعدد من نجوم التسعينيات.

وأشار إلى أن عدد الفعاليات هذا العام يصل إلى 45 حفلًا، حيث يقام حفلين متتاليين على مسرح المحكى إلى جانب حفل يستضيفه مسرح خارجي تم استحداثه وإعداده لاستقبال الجمهور أثناء الدخول، موضحًا أنه تم وضع 5000 مقعد لضيوف الفعاليات إلى جانب شاشات ضخمة لنقل العروض تيسيرا على الجمهور، ومضيفًا أن مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء أحد أهم المحافل الراسخة التي تنظمها وزارة الثقافة ومنذ ميلاده عام 1990 نجح في تحقيق شعبية ضخمة بسبب تنوع وثراء محتواه الفني. 

يذكر أن برنامج فعاليات مسرح المحكى بمهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء في دورته 31 يشمل عروضًا لكل من عز الأسطول، ونسمة محجوب، ومجموعة التشيللو state of harmony، وفايا يونان، وأوركسترا القاهرة السيمفوني، وفريق وسط البلد، ونادية مصطفى، وهاني شاكر، وسيمون، وهشام عباس، ومنى بوركهارد، ومصطفى حجاج، ومصطفى شوقي، وغالية بن علي، ونجوم الأوبرا للموسيقى العربية بقيادة المايسترو محمد الموجي، وعلي الحجار، وكورال كلية التربية الموسيقية، وعزيز مرقة، وسعيد الأرتيست، ووليد توفيق، وهشام خرما، ولينا شاماميان، والمنشد احمد العمري، والشيخ ياسين التهامي، وعبير نعمة مع الفنان محمد محسن بمصاحبة سيني سيمفوني أوركسترا بقيادة المايسترو أحمد عويضة، ونسمة عبدالعزيز، ومدحت صالح بمصاحبة عازف البيانو عمرو سليم والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر، وكورال مركز تنمية المواهب، والموسيقار عمر خيرت بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو ناير ناجي، إضافة إلى عروض لفرق دولية بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الهوية والولاء في عصر السلطان صلاح الدين

11 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: سیروان عبدالكريم علي

إن الحجة القائلة بأن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب الأيوبي (1137-1193) فشل في المساهمة في القضية القومية الكردية تُسيء فهم السياق التاريخي الذي عاش فيه بشكل أساسي. إن تقييم الشخصيات التاريخية من منظور القومية الحديثة هو فرض للمفاهيم المعاصرة على عالم القرون الوسطى الذي كان منظمًا وفق مبادئ مختلفة تمامًا للهوية والانتماء.

خلال القرن الثاني عشر، عندما برز السلطان صلاح الدين الأيوبي، كان الناس في جميع أنحاء العالم الإسلامي يعرّفون أنفسهم في المقام الأول من خلال الانتماء الديني وليس الهوية العرقية أو القومية. إن مفهوم القومية كما نفهمه اليوم – بتأكيده على اللغة المشتركة والثقافة والسيادة الإقليمية – لم يكن موجودًا ببساطة. بدلاً من ذلك، كان الشرق الأوسط في العصور الوسطى متحدًا من خلال روابط الإيمان، مع الأمة (المجتمع الإسلامي) كمصدر رئيسي للهوية الجماعية.

كما يقول الشاعر المعاصر لصلاح الدين، ابن جبير في رحلته:
“وكان السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله قد وحد القلوب على التقوى، وجمع الشمل على الهدى”

كان عالم صلاح الدين عالمًا حيث كان الولاء السياسي موجهًا نحو السلالات و القبائل والسلطات الدينية بدلاً من الدول القومية. إنجازاته في توحيد مصر وسوريا تحت حكم الأيوبيين واستعادة القدس من الصليبيين في عام 1187 كانت مدفوعة بالحماس الديني والبراغماتية السياسية، وليس بالاعتبارات العرقية. على الرغم من أن صلاح الدين كان بالفعل من أصل كردي، فإن تطبيق التوقعات القومية الكردية الحديثة على أفعاله غير متزامن تاريخيًا بشكل أساسي.

وقد وصفه الشاعر ابن سناء الملك بقوله:
“أعدت بسيفك القدس الذي ضاع واسترجعت بالعزم أرض الأقصى
وما كان إلا الدين همك وحده فيا لك من سلطان عدلٍ ومن فتى”

هناك تحديات عدة في اتخاذ السلطان كرمز قومي للشعب كردي فعلى الرغم من السياق التاريخي، يجادل بعض العلماء والقوميين الكرد بأنه من الإشكالي المطالبة بصلاح الدين كرمز للقومية الكردية بأثر رجعي. هذه الحجة المضادة لها مزايا لعدة أسباب:

أولاً، على الرغم من أنه كان كرديًا عرقيًا، ولد في تكريت (في العراق الحديث)، إلا أن إنجازاته السياسية والعسكرية لم تُصاغ أبدًا من حيث الهوية أو التطلعات الكردية. طوال حياته المهنية، عمل في إطار الوحدة الإسلامية بدلاً من الخصوصية العرقية. كانت إدارته وجيشه متعددي الأعراق، بما في ذلك العرب والأتراك وغيرهم من المجموعات إلى جانب الكرد.

وقد ذكر المؤرخ ابن الأثير في كتابه “الكامل في التاريخ” أن السلطان صلاح الدين:
“كان يقرب إليه كل من يظهر منه الصلاح والديانة، لا ينظر إلى عرقه ولا أصله، بل إلى إخلاصه وتقواه”

وفي الوقت نفسه، هناك رأي آخر يشير إلى أن السلطان صلاح الدين اعتمد بشكل كبير على أبناء عشيرته وعلى الكرد في تأسيس دولته وجيشه، مما يعكس الطبيعة القبلية للولاءات السياسية في ذلك العصر، حيث كان من الطبيعي أن يعتمد القادة على دوائر الثقة الأقرب إليهم، بدءًا من العشيرة والقبيلة، ثم التوسع إلى التحالفات الأوسع.

ثانيًا، تكمن الأهمية التاريخية الأساسية للسلطان صلاح الدين في دوره كموحد للأراضي الإسلامية ضد الصليبيين وكمؤسس للسلالة الأيوبية. امتدت رؤيته السياسية عبر الحدود العرقية، مع التركيز على إنشاء كيان إسلامي موحد بدلاً من تعزيز المصالح الكردية على وجه التحديد.

ثالثًا، هناك القليل من الأدلة على أن السلطان صلاح الدين نفسه أكد على هويته الكردية كأمر ذي أهمية سياسية. المصادر المعاصرة التي تناقشه تركز على تفانيه الديني، وبراعته العسكرية، وفطنته السياسية بدلاً من خلفيته العرقية.

وقد وصفه القاضي الفاضل، وزيره ومستشاره، في إحدى رسائله:
“كان همّه نصرة الإسلام وحماية بيضته، لم يكن يرى فرقاً بين عربي وعجمي إلا بالتقوى، ولا بين شامي ومصري إلا بالعدل”

اليوم نرى رئيس جمهورية إيران الإسلامية ورئيس جمهورية العراق الفدرالية من أصول كردية، ويمثلون أحزابًا قومية. فلماذا لا يساهمون في تأسيس الدولة الكردية وانفصال الكرد من إحدى الدول برئاسة شخصية كردية؟ في حين من المفترض أن يكونوا قوميين بكل المعاني!

هذه المقارنة تكشف بوضوح عن التناقض في انتقاد السلطان صلاح الدين التاريخي. إن السياسة المعاصرة، مثل السياسة في العصور الوسطى، معقدة وذات طبقات متعددة. القادة السياسيون يعملون ضمن أنظمة مؤسسية ودستورية وجيوسياسية معقدة تتجاوز الانتماءات العرقية البسيطة. إن تولي قيادي كردي منصبًا رفيعًا في دولة غير كردية لا يعني بالضرورة “خيانة” للهوية الكردية، بل قد يعكس فهمًا أكثر دقة للسياسة كفن الممكن.

لذلك نرى بأن هذا الرأي القائم على انتقاد السلطان صلاح الدين لعدم تأسيس دولة كردية غير منطقي ويسيء إلى سمعة الكرد والإقليم ومبادئ الديمقراطية الكردية التي يسعى إليها برلمان وحكومة إقليم كردستان وشعبه. هذا النوع من التفكير الأحادي يتجاهل التعقيدات السياسية والتاريخية، ويضع معايير غير واقعية لتقييم الشخصيات التاريخية والمعاصرة.

إن حملة تشويه رأي المؤرخ المصري د. يوسف زيدان وإلغاء سفره إلى أربيل متعلقة بآرائه حول تأريخ السلطان، فعدم قبول رأيه تضر بسمعة إقليم كردستان سياسيا كمنطقة معروفة بالتعددية وقبول الآخر وقبول الرأي المخالف. مثل هذه الإجراءات تتناقض مع القيم الأساسية التي يسعى الإقليم لتمثيلها في العالم المعاصر.

نحن نوثق السلطان صلاح الدين الأيوبي كجزء من تاريخ الدولة الأسلامية الأموية، وله أكثر من تفسير ورأي. فهو كان شخصية سياسية قبلية ذات ولاء للدولة الإسلامية الأيوبية، بغض النظر عن القوميات المختلفة. وعندما ننظر إلى السياق التاريخي الكامل، يصبح من الواضح أن فهم شخصية مثل السلطان صلاح الدين الأيوبي يتطلب منا تجاوز التفسيرات الأحادية والبسيطة.

لذلك يتطلب التحليل التاريخي منا فهم الشخصيات في سياقها الخاص بدلاً من الحكم عليها وفقًا للمعايير القومية الحديثة. ويجب قراءة تاريخ السلطان صلاح الدين الأيوبي بناءً على قيم وهياكل سياسية من زمنه – حيث كانت الوحدة الدينية، وليس القومية العرقية، هي المبدأ المنظم للمجتمع. إن محاولة المطالبة بالشخصيات التاريخية أو انتقادها من خلال عدسة قومية بأثر رجعي يشوه فهمنا للماضي ويفرض توقعات غير معقولة على الجهات السياسية التاريخية والمعاصرة على حد سواء.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الهوية والولاء في عصر السلطان صلاح الدين
  • وزير الثقافة يشهد انطلاق الدورة الـ11 لمهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما»
  • العثورعلى جثة شاب تعرض الى تعذيب وحشي بـالتيزاب في صلاح الدين
  • مصطفى بكري: الجيش الليبي بقيادة حفتر صمام أمان في وجه الفوضى والمؤامرات
  • أحمد حلمي عن تكريمه بمهرجان هوليوود للفيلم العربي: فخور إني مصري بتكرم في أمريكا
  • الثقافة تدين العدوان الأمريكي على قلعة “القشلة” التاريخية في جبل نقم
  • مقتل وإصابة 15 شخصاً بنزاع عشائري عنيف في محافظة صلاح الدين
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قراراً بالتوافق حول “دور الماس في تأجيج النزاع” بقيادة دولة الإمارات
  • بقيادة الإمارات..الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قراراً بالتوافق حول «دور الماس في تأجيج النزاع»
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قراراً بالتوافق حول دور الماس في تأجيج النزاع بقيادة الإمارات