مفتي الجمهورية يناقش تدريب الكوادر الدينية في أوزبكستان وتأهيلهم
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
عقد الدكتور نظير عيَّاد - مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- لقاءً ثنائيًّا مثمرًا مع الشيخ نور الدين خاليق نظروف، مفتي أوزبكستان ورئيس إدارة مسلمي أوزبكستان -اليوم الثلاثاء- على هامش المؤتمر العلمي الدولي "الإسلام دين السلام والخير"، الذي يُعقد في مدينتَي طشقند وخيوه بأوزبكستان.
وشهد اللقاء تبادلًا للتهاني والتبريكات، حيث هنَّأ مفتي أوزبكستان مفتي الجمهورية على تولِّيه منصبه الجديد، مؤكدًا الدَّور الكبير للأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في نشر الوسطية والتسامح في العالم الإسلامي.
أكَّد مفتي الجمهورية -خلال اللقاء- عمقَ العَلاقات المشتركة بين الدولتين، والتي توِّجت بمجموعة من الزيارات لقادة سياسيين وقيادات دينية ورجال أعمال، وكان من أبرز هذه الزيارات: زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أوزبكستان عام ٢٠١٨، والزيارة المتبادلة لفخامة رئيس أوزبكستان لمصر عام ٢٠٢٣، وزيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لحضور المؤتمر الدولي حول الإمام الماتريدي هناك، فضلًا عن مجموعة من اللقاءات الأخرى التي تؤكِّد عمق العلاقات بين البلدين، وهي عَلاقة ممتدة منذ مئات السنين من عهد أحمد بن طولون، ثم تأكَّدت مع الاستقلال، حيث كانت مصر أول دولة تعترف باستقلال أوزبكستان، ومصر هي الدولة الوحيدة التي يوجد بها سفارة لأوزبكستان في أفريقيا.
كما تناول اللقاء كذلك النقاشَ حول كيفية الاستفادة من الخبرات الكبيرة لدى القطاع الشرعي بدار الإفتاء المصرية ونقلها إلى علماء الإفتاء في أوزبكستان.
أوضح المفتي أنَّ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم -التي أنشأتها الدار عام ٢٠١٥- تعمل على توحيد الجهود لمواجهة التطرف والإرهاب، وتهدُف إلى توحيد الجهود الإفتائية في العالم الإسلامي، وتنسيق العمل بين دُور وهيئات الإفتاء المختلفة، حيث تأسَّست لخدمة المسلمين في كل مكان، وتقديم الرأي الشرعي الصحيح في القضايا المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية.
كما تطرَّق حديثُ المفتي أيضًا إلى دَور مركز سلام لدراسات التطرف والإسلاموفوبيا، الذي يعمل على دراسة أسباب التطرف وكيفية مكافحته، وناقش الطرفان سُبل تعزيز التعاون بين مركز سلام والإدارة الدينية لمسلمي أوزباكستان، ودعم تنفيذ التوصيات التي يسفر عنها المؤتمر العالمي الذي يُعقد تحت عنوان "السلام والخير"، والذي يهدُف إلى نشر قيم السلام والتسامح في العالم الإسلامي.
أشار المفتي إلى دَور وَحدة حوار بدار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أنها إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها دار الإفتاء المصرية بهدف تعزيز الحوار الفكري والاجتماعي، وتوضيح المفاهيم الدينية الصحيحة، والرد على الشبهات والأسئلة التي تطرح حول الإسلام.
من جهة أخرى تناول اللقاء سُبُل تعزيز التعاون بين المؤسستين الدينيتين في البلدين، حيث أكَّد الطرفان على أهمية التنسيق المشترك بين دار الإفتاء المصرية وهيئة كبار العلماء والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية، وبين المؤسسات الدينية في أوزبكستان، بهدف تحقيق التكامل والتعاون في المجالات الدينية والثقافية.
كما بحث الطرفان إمكانية نهوض دار الإفتاء المصرية بدَورٍ رائد في تدريب الكوادر الدينية في أوزبكستان وتأهيلهم، بما يساهم في بناء جيل من العلماء المؤهَّلين القادرين على مواجهة التحديات الفكرية والمعاصرة.
شدد الطرفان على أهمية تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ونشر قِيَم التسامح والتعايش السلمي، وذلك من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات والفعاليات المشتركة.
في ختام اللقاء، أكَّد الطرفان أهميةَ التعاون المشترك في مختلف المجالات، وضرورةَ تبادل الخبرات والمعارف بين المؤسستين، بما يُسهم في تعزيز التعاون الإسلامي ونشر قيم التسامح والوسطية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية هيئات الإفتاء في العالم مفتي أوزبكستان أوزبكستان الإفتاء المصریة مفتی الجمهوریة فی أوزبکستان فی العالم
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية ضيف شرف صالون الحداد الثقافي "حول دور الفتوى في تحصين الأفكار"
استضاف صالون الحداد الثقافي عددًا من المفكرين، وعلى رأسهم ضيف الشرف الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وألقى فضيلتُه كلمةً عن الفتاوى وتحصين الأفكار.
وقال المفتي عن تحصين الأفكار والفتاوي عددًا من المحاور كان من أبرزها:
- حديث عن قيمة العقل في الإسلام، وأبرز من خلال هذا المحور حديث الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه التفكير فريضة إسلامية، تميُّز الخطاب القرآني في تعامله مع العقل؛ مقارنةً بغيره من النصوص الدينية الكبرى، وذكره في سياقات تُعلِي من قدره وقيمته، وتُوجب العمل به، دون أن تكون الإشارة إليه عابرةً أو مُقتضبة، ثم استشهد فضيلته بعدد من الآيات التي توضح إبرازَ المنهج الإسلامي في تشريعاته الارتباطَ الجوهريَّ بين العقل والتكليف.
وتحدث د. نظير عياد عن وظائف العقل في الشريعة الإسلامية مبينًا أن الإسلام قد حدَّد للعقلِ مساراتٍ جوهريةً تُعززُ مناعتَه ضدَّ الانحراف، بدءًا من التفكُّر في الكون، مرورًا بفقه النصوص، ووصولًا إلى تحرير النفس من التبعيات غير العقلانية، وتَبرزُ هنا أهميةُ الفتوى الواعية في ترسيخ هذه الوظائف، عبر منهجيةٍ تجمع بين النص الشرعي وواقع العصر، لتحصين العقل من إفراط التشديد أو تفريط التساهل، وتوجيهه نحو فهمٍ رشيدٍ يحقق مقاصدَ الشريعة.
- وفي المحور الثالث أبرز مفتي الجمهورية حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل في الشرع أو العالم مبينًا أن الحواس تعدُّ أدواتٍ رئيسيةً للإدراك، وقد أودعها الله في الإنسان لحكمةٍ عظيمة، وهي مساعدته على فهم العالم من حوله، واستيعاب الحقائق التي توصله إلى الإيمان واليقين. ومن هنا، فإن تعطيل أي حاسة من الحواس -كالسمع أو البصر- يُعدُّ إفسادًا للحكمة التي خلقها الله من أجلها؛ لأن ذلك يؤدي إلى نقصٍ في الإدراك وتشويهٍ للوعي. لافتا إلى أنه إذا كان تعطيل الحواس البدنية أمرًا مرفوضًا عقلًا وشرعًا، فإن تعطيل العقل -وهو أرقى أدوات الفهم والإدراك- يكون أشد خطورةً وأعظم ضررًا. فالعقل هو الميزان الذي وهبه الله للإنسان ليفكر به، ويميِّز بين الحق والباطل، ويستدل به على وجود الخالق وقدرته. ومن يُعطل عقله أو يُعرض عن التفكير السليم، فقد أخلَّ بأمانة الله فيه، وضيَّعَ أعظمَ وسيلة للعلم والهداية.
وفي المحور الرابع إلى ذكر نماذج تاريخية، توضِّح كيفية ومدى تأثير الفتوى على العقل والفكر.
- وبيَّن في المحور الخامس تأثير الفتوى في الفكر والعقل الفردي والجماعي وذلك من خلال (فقه) الخوارج كنموذج على ذلك، موضحًا أن الفتوى الدينية تعد جسرًا بين النص الشرعي والواقع الإنساني، لكنها قد تتحول أحيانًا إلى سلاح ذي حدَّيْن: تُرشد إن استندت إلى العقل والعدل، أو تُضلَّ إن خضعت للعاطفة والظن. وقصة الخوارج مع عبيدة بن هلال تقدم نموذجًا حيًّا لتداخُل الفتوى بالعقل الجمعي، وكيف يمكن لرد فعل عاطفي أن يُحدث تحولًا جذريًّا في الفكر والسلوك دون مساءلةٍ عقلانية.
- ثم أخيرًا ذكر مفتي الجمهورية أ.د نظير عياد إلى بيان كيف يمكن للفتوى الدينية أن تُحصِّن الأفكار من الإفراط والتفريط، من التسيُّب والتشدُّد؟ لافتًا إلى أن ذلك يتحقق بعدة أمور من أهمها: التأسيس على مقاصد الشريعة وتجنُّب النظرة التجزيئية، وتوظيف القواعد الفقهية الكلية كضابط منهجي، واعتماد مبدأ سدِّ الذرائع وفتحها، وتفعيل الاجتهاد الجماعي المؤسسي، واشتراط الورع والأهلية في المفتي، ومراعاة العرف واختلاف الزمان والمكان.
وعلى هامش الصالون تم تكريم المفتي أ.د. نظير محمد عيّاد، تقديرًا لدوره وجهوده في نشر صحيح الدين وإعلاء قيم التسامح.
جاء ذلك بحضور كل من: أ.د. فياض عبد المنعم وزير المالية السابق، والشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، والشيخ مصطفى عبد السلام إمام مسجد سيدنا الحسين، والشيخ عبد العزيز معروف من مشيخة الأزهر، والأستاذ حسين القاضي من وزارة الأوقاف.