صور- حمد بن صالح العلوي

احتفلت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة كتاب وأدباء محافظة جنوب الشرقية، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ممثلة في المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الشرقية، بتكريم الطلبة الفائزين في مسابقة الإبداع الأدبي لطلبة المدارس على مستوى محافظة جنوب الشرقية في نسختها الثانية لعام 2024.

رعى حفل التكريم المكرم المهندس ناصر بن محمد الهاجري عضو مجلس الدولة، بحضور أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشوى ممثلي ولاية صور، والمهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، ومديري العموم والإدارات والدوائر والمكاتب، ورئيس وأعضاء لجنة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمحافظة جنوب الشرقية، وأعضاء فريق لجنة جائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للإبداع الأدبي لطلبة المدارس، ومديري المدارس الفائزة والمشرفين والمشرفات بجائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للإبداع الأدبي، والطلبة المكرمين على مستوى المحافظة، وأولياء الأمور، وذلك بقاعة المشارق ببلدية جنوب الشرقية بصور.

وفي كلمته، قال الدكتور ناصر بن سعيد العتيقي رئيس لجنة كتاب وأدباء محافظة جنوب الشرقية، إن الاهتمام بتنمية المواهب ورعايتها هدف نبيل وغاية سامية تساهم في إعداد وإخراج جيل واع من كتاب المستقبل من هؤلاء الطلبة المبدعين.

وأشار الدكتور عثمان بن عبدالرحمن البلوشي مدير دائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي، إلى أن هذه الجائزة تؤكد أهمية تعليم اللغة العربية وتوثيقها مع القريحة الأدبية التي تكشفت لدى المعلم من طلبته، وتطبيق الأنشطة الصفية واللاصفية والتي تعزز المعلومة وتسمو بالموهبة، في إطار التواصل المحمود بين المدرسة والأسرة من خلال المتابعة الوالدية لهذه الموهبة والأخذ بيدها وتشجيعها"، مضيفا: "شارك في جميع مجالات الجائزة بفئتيها الناشئة واليافعين 66 مدرسة بين الحكومية والخاصة، بإجمالي 171 مشاركة، منها 48 في فئة الصغار و67 مجالات فئة الناشئة، و56 منها في مجالات فئة اليافعين، كما سجلت النتائج النهائية على مستوى المحافظة فوز 14 مدرسة منها 12 مدرسة حكومية ومدرستات خاصة".

وتضمن حفل التكريم عرض فلم قصير وإلقاء شعري ووقفة شكر، ثم قام المكرم راعي الاحتفال بتكريم الطلبة الفائزين في المسابقة

وتهدف جائزة الإبداع الأدبي إلى تعزيز قنوات التعاون والتواصل بين الجمعية ووزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية والمدارس، وإبراز أهمية العمل الأدبي لدى جميع فئات المجتمع، وخصوصا الطلبة والناشئة في المدارس، وتنمية روح التنافس بين الطلبة في حصد الجوائز الأدبية، بما يسهم في تجويد إنتاجاتهم الأدبية والارتقاء بمواهبهم وإبداعاتهم، وتشجيع الكتابات الأدبية لدى الطلبة الناشئة واليافعين، والعمل على إصدار الإنتاج الأدبي المتميز للفائزين في المسابقة، وتعزيز دور الجمعية في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي بأهمية الأدب لدى فئات المجتمع وخصوصا الناشئة.

واستهدفت الجائزة في نسختها الثانية 3 فئات من الطلبة وهي: فئة الصغار وتنافسوا في مجال المتحدث الواعد والإلقاء الشعري، ثم فئة الناشئة في التحدث بالفصحى والقصة القصيرة وأدب الرسائل والإلقاء الشعري، والفئة الثالثة هي فئة اليافعين في مجالات الشعر الفصيح والقصة القصيرة والنقد الأدبي في مجال الشعر .

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تبعات الانتقال إلى المدن وهجر القرى والأرياف

 

علي بن سالم كفيتان

هل غيَّر التوجه الاقتصادي الجديد قناعات الماضي بأن تصل التنمية مهما كانت تكلفتها إلى المناطق البعيدة وإلى الحلل والقرى والواحات والأرياف والمناطق الحدودية؟ وأن يُحافظ على هذا التواجد في كل ربوع عُمان، وذلك من مُنطلقات عدة؛ أبرزها: رفع مستوى الرفاه للإنسان أينما وُجِد في هذا الوطن، وترسيخ وجود العُمانيين في كل شبر من أرض عُمان، لحماية الأمن والسلم الاجتماعي، وعدم منح مساحات يُمكن أن يتحرك فيها العابثون.

وقد يغفل بعض المُخطِّطِين المُنكبِّين على حساب التكلفة المالية، عن أهمية وجود الإنسان وعن التكاليف غير المباشرة؛ ففي حال هجرة السكان لحللهم وقراهم وأريافهم وانتقالهم إلى البوابات الكبرى، ستكون هناك تبعات تفوق توفير بضعة آلاف من الريالات، وهي قيمة نقل الطلبة مثلًا؛ كونها لا تتطابق مع المعيار المالي المُجرَّد المُطبَّق في المدن، إضافة إلى إعادة النظر في جدوى بعض المدارس، مُقارنة بعدد طلابها؛ مما قد يقود تدريجيًا إلى غلق تلك المدارس، وهذا يعني دفع السكان إلى الانتقال أو العودة لمجتمع الحقل ورعي الماشية، ومن ثم عودة الأمية والبطالة في هذه المجتمعات التي تمسَّكت ببقائها في مناطق أصبحت غير جاذبة للعيش، وهذا بدوره ربما يقود لوقوع جرائم أو الانزلاق إلى مستنقع الأفكار غير السوية، فهل نحن مدركون لهذه التكاليف على المدى البعيد والمتوسط؟!

والثورة المحاسبية التي اكتشفناها مؤخرًا تقود الى الضبط المالي الصارم لكل شيء تقريبًا، لكنها تغفل جوانب أخرى قد تؤدي لانهيار كل ما جمعنا في أبواب أخرى تم إغفال حسابها ضمن دراسة الجدوى المحاسبية تلك. وهنا نُورِد أمثلة لتقريب الأفكار؛ إذ قبل فترة تواصل معي رجل لا تربطني به صلة من قبل، من قرية بلد سيت بوادي بني عوف التابعة لولاية الرستاق، بعد أن كتبتُ مقالًا عن زيارتي للقرية الحالمة في مطلع تسعينيات القرن الماضي برفقة رجل إنجليزي واصفًا طبيعة أهلها وكرمهم وتمسكهم بحقولهم في قلب ذلك الجبل الرمادي الشاحب، ووصفتُ بلد سيت بقلب أخضر صغير ينبض في جسد ذلك الجبل القاسي الذي لا تكاد ترى فيه علامة للحياة. أذكرُ أنَّ المتصل هنأني على هذا المقال واشتكى لي من انتقال أهل القرية إلى مدن الساحل المفعمة بالتنمية والخدمات، وتراجع الاهتمام بالحقول مع رحيل الشُيّاب الأولين، وتقلُّص أعداد الطلبة لأسباب كثيرة؛ أبرزها: وعورة الطريق، وضعف الخدمات. فكيف لنا اليوم أن نقارن تكلفة نقل الطلبة في هذه الواحة النادرة مع مدن كبرى مثل مسقط أو صحار؟ ونقرر جدوى التعليم من عدمه من الناحية المحاسبية البحتة. لا ريب أن هذا يُعد ظلمًا عظيمًا لكل التضحيات التي بذلها الأجداد لإبقاء نبض الحياة في هذا الطرف القصي من عُمان.

الأمر ذاته وصلني من أهالي قرية "دهق" الرابضة على سفح جبل القمر، بولاية ضلكوت في محافظة ظفار، بالقرب من الحدود مع اليمن، عندما أُغلقت مدرستهم قبل عام للأسباب المحاسبية ذاتها، رغم أن الأهمية الأمنية للولاية والانتقال الكبير لسكانها إلى ولاية صلالة حتى المتبقين الذين أصروا على التمسُّك بقُراهم أجبرتهم الحسبة الاقتصادية على الانتقال؛ فالمدرسة لم تعد ذات جدوى اقتصادية. لكن متى كان بناء المدارس والنهوض بالتعليم يُقاس بمسطرة الربح والخسارة؟! لهذا يجب إعادة النظر في مثل هذه الإجراءات وقياس تبعاتها من كل الجوانب وليس فقط من الناحية المالية، وخاصة في الحلل والقرى والأرياف والمناطق الحدودية، التي تتمتع بحساسية عالية، وتُشكِّل هجرة أهلها خسارةً كبيرة لكل ما تم بناؤه منذ نصف قرن، وجعل عُمان أيقونة التفرد بصمود الإنسان في بيئته، حتى أصبحت تلك القرى والحلل الصغيرة مزارات سياحية نُفاخر بها دول العالم.

لم أكن مُتفِقًا مع إلغاء نيابات ومراكز إدارية في جبال ظفار، وفقًا لذات الحسبة الاقتصادية البحتة، وإغفال الجوانب الأخرى المُهمة، التي كانت تُشكِّلُها، ووردني هذا الأسبوع اتصال من أهالي منطقة "ألسان" حول نقل عدد من أبنائهم من مدارسهم في الريف إلى المدينة، على أساس بعد وقرب المدارس عن سكنهم، والتوفير في وسائل النقل، وفق حسبة عدد الكراسي مع عدد الطلبة في كل حافلة، وقد لا يعلم من دعم هذا القرار أن سكان أرياف ظفار ينتقل معظمهم في الخريف إلى السهول وخاصة مربو الإبل والأغنام، ويعودون إلى الأرياف بعد انحسار الموسم الماطر، وقد تكون لهم مساكن في السهل والجبل؛ نظرًا لحركة ترحالهم الدورية مع مواشيهم منذ الأزل. هؤلاء الطلبة لم يذهبوا للمدارس حتى اليوم، ولم توافق مدرستهم الأم "ألسان" على استقبالهم؛ كونهم نُقلوا إلى مدارس المدينة. فمن المسؤول عن تعطيل تعليم هؤلاء الطلبة لأكثر من شهر واستمرار محنتهم؟ هل عُدمت الحلول وغابت المرونة لصالح المال؟

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أمير الشرقية يكرم الفائزين في مسابقة "مجسم وطن"
  • أمير المنطقة الشرقية يكرم الفائزين في مسابقة “مجسم وطن”
  • تبعات الانتقال إلى المدن وهجر القرى والأرياف
  • تكريم الفائزين بـ"جائزة الإبداع الأدبي" لطلبة المدارس بالوسطى
  • منافسات قوية بـ"بطولة السلة الثلاثية" لطلبة المدارس
  • تعليمية مسندم تكرم الطلبة المجيدين في مسابقة حفظ القرآن الكريم
  • متابعة احتياجات المدارس بجنوب الشرقية
  • تتويج الفائزين في مزاينة «نخبة ليوا للتمور»
  • تتويج الفائزين بـ «نخبة ليوا» وتغليف التمور