الحملات الانتخابية تضع كردستان العراق على صفيح ساخن
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
أربيل- يشهد إقليم كردستان العراق منافسة شديدة مع انتهاء المدة القانونية للحملة الدعائية، اليوم الثلاثاء، للانتخابات البرلمانية المقررة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي ستحدد تشكيلة برلمان الإقليم.
وتعطل العمل بالبرلمان منذ عامين بقرار من المحكمة الاتحادية في بغداد، وذلك لعدم التمكن من إجراء الانتخابات بسبب خلافات بين القوى الكردية.
وجرت الحملة الدعائية في ظل أجواء مشحونة وتصعيد متزايد بين الأحزاب الكردية واتهامات متبادلة بينها، خاصة بين الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني -الذي قاد حملته ابنه مسرور البارزاني- وبين الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي قاد الحملة رئيسه بافيل طالباني وهو نجل الزعيم الراحل جلال طالباني.
ووصلت حدة الحملة إلى أعلى الدرجات العدائية بينهما، مما ولد قلقا كبيرا لدى الشارع الكردي خشية أن تخرج الحملة من مسارها، وتصل إلى اشتباكات في الشارع بين أنصار الطرفين في محافظتي السليمانية وأربيل.
وفي تصريحات للجزيرة نت، قال الكاتب والصحفي عبد الحميد الزيباري إن الدعاية هذه المرة تختلف عن المرات السابقة، كون الحزبين الرئيسيين في الإقليم يخوضان هذه الانتخابات وهما مثقلان بمشاكل عدة برزت بينهما، وخاصة بعد انتخابات مجلس النواب العراقي في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021 عندما حصلت مشاكل بينهما على مناصب في الحكومة الاتحادية ورئاسة الجمهورية.
وأضاف أن هذه الخلافات تطورت خلال انتخابات مجالس المحافظات العراقية، والتي أدت إلى أن يشارك الحزبان -ولأول مرة- بقوائم سياسية مستقلة، ناهيك عن المشاكل بينهما داخل الإقليم، منها الخلاف بشأن قانون انتخابات برلمان كردستان ولجوء الاتحاد الوطني إلى المحكمة الاتحادية لحسم بعض الأمور، من بينها تقليص عدد مقاعد البرلمان من 111 إلى 100 مقعد.
ودفعت هذه المشاكل -في البداية- بالديمقراطي الكردستاني إلى الإعلان عن عدم مشاركته في الانتخابات متهما المحكمة الاتحادية بالانحياز إلى الاتحاد الوطني.
ولكن بعد تدخل بغداد ومراجعة المحكمة لبعض من قرارتها، ومن أهمها إعادة كوتا المكونات حيث كانت قد ألغتها في البداية لصالح شكوى الاتحاد الوطني الكردستاني، عاد الحزب الديمقراطي وشارك في الانتخابات بعد تأجيل موعدها لعدة أشهر.
ويواجه الاتحاد الوطني بقيادة بافيل طالباني، وأخيه قوباد، اتهامات خطيرة من الديمقراطي، خاصة بعد نشر مكتب إعلام الديمقراطي تسريبا هاتفيا بين الشقيقين يتحدثان فيه عن "التحضير لعمليات تزوير تهدف إلى توجيه نتائج الانتخابات لصالح الاتحاد الوطني الكردستاني".
ويشير التسريب أيضا إلى أن الاتحاد الوطني "يعمل بالتنسيق مع مجموعات شيعية في بغداد ومع جماعات موالية لدولة إقليمية، من أجل هندسة النتائج لصالحه". ويأتي ليزيد من حالة التوتر والشكوك حول نزاهة العملية الانتخابية، إذ يرى الديمقراطي الكردستاني أن هذه الخطط تهدف إلى عرقلة تقدمه المتوقع في الانتخابات.
ومنذ تأسيس برلمان كردستان في عام 1992، تمكن الحزب الديمقراطي من السيطرة على المشهد السياسي في معظم الانتخابات التي أجريت في الإقليم، ويرى خصومه أن نجاحه المستمر يُعد تهديدا لمصالحهم السياسية.
من جانبه، قال الباحث السياسي ياسين طه للجزيرة نت "كانت هذه الحملة شرسة للغاية على عكس الانتخابات السابقة، وأعتقد أن السبب في ذلك هو أنه لم تكن هناك انتخابات منذ 6 سنوات، ووقعت أحداث مهمة هذه الفترة، وولدت العديد من القوى السياسية الجديدة، فمن الطبيعي أن يكون أسلوب الخطابات مختلفا وقاسيا في أحيان كثيرة".
مستقبل معقدوبرأي المحلل طه، فمن غير المرجح أن تهدأ التوترات الحالية بعد الانتخابات، ويعتقد أن فترة معقدة تنتظر إقليم كردستان ربما ستستمر لأكثر من عام، ولن يتم تشكيل الحكومة بسهولة.
ويتابع "قد نقترب من الانتخابات البرلمانية العراقية التي ستجري في أكتوبر/تشرين الأول من العام القادم، وبذلك ستتدخل القوى الإقليمية في تشكيل حكومة إقليم كردستان، مما سيصعد من التوتر بين الأحزاب السياسية الكردستانية بالأخص الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني".
والمنافسة الحادة بين الحزبين لا تقتصر على الجانب الانتخابي فحسب، بل تعكس صراعا أعمق بشأن مستقبل الإقليم ومساره السياسي في السنوات القادمة. وهذا ما يُرى بوضوح في خطاب هذين الحزبين الغريمين.
وستتوزع مقاعد برلمان كردستان الـ100 حسب القانون الحالي للانتخابات بين أهم القوى الكردية المنافسة وهي: الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، وجبهة الشعب التي انشقت من الاتحاد بقيادة لاهور شيخ جنكي، ابن عم بافيل طالباني.
كما تضم الإسلاميين، حيث تمثلهم قوتان هما الاتحاد الإسلامي الكردستاني بقيادة صلاح الدين محمد بهاء الدين، وجماعة العدل الكردستاني بقيادة علي بابير، إضافة إلى حركة الجيل الجديد بقيادة المعارض شاسوار عبد الواحد، وجبهة الموقف بقيادة البرلماني السابق علي حمة صالح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاتحاد الوطنی الکردستانی الدیمقراطی الکردستانی
إقرأ أيضاً:
مفوضية الانتخابات: الانتخابات المقبلة ستكون “نزيهة بنسبة 100%”!
آخر تحديث: 15 أبريل 2025 - 11:41 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، اليوم الثلاثاء، اعتمادها نظامًا صارمًا لضبط الحملات الانتخابية وفرض عقوبات على المخالفين.وقال المستشار القانوني في مفوضية الانتخابات، حسن سلمان العطواني، : “في كل عملية انتخابية، تقوم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإعداد كل ما يتعلق بضمان نزاهة العملية الانتخابية، ومن بين هذه الأمور إعداد نظام خاص يُسمّى (نظام الحملات الانتخابية)، يُمنح رقمًا معينًا، ويتضمن مفردات تبيّن حقوق المرشح في ممارسة حملته الانتخابية، كما توضح الجوانب التي تستوجب فرض عقوبات على المرشح في حال خرق ضوابط الدعاية الانتخابية”.وأضاف: “ومع اقتراب العملية الانتخابية المقبلة، وبمجرد تحديد موعد انطلاق الدعاية الانتخابية، سيتم اعتماد نظام خاص ينظم هذه العملية ويحدد ضوابطها للمرشحين والأحزاب”.وأوضح العطواني: “ينبغي على جميع المرشحين، سواء أكانوا ضمن تحالفات أو أحزاب أو مرشحين أفرادًا، الالتزام بهذه اللوائح والضوابط، حيث تُفرض العقوبات المناسبة على كل خرق يُسجَّل في الدعاية الانتخابية، ويتم ذلك من خلال لجان الرصد التي ستكون منتشرة في عموم العراق، وفي المناطق التي ستُجرى فيها الانتخابات”.وتابع: “إذًا، من ضمن الثوابت الأساسية لعمل المفوضية وجود نظام خاص يُسمّى (نظام الحملات الانتخابية)، والذي تُحدَّد من خلاله كذلك العقوبات المناسبة لكل خرق انتخابي”.