فورين أفيرز: احذروا الجيل الرابع من الحرس الثوري.. أكثر تشددا تجاه إسرائيل
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
نشرت مجلة "فورين أفيرز" تقريرًا يناقش تصاعد التوترات بين إيران و"إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الهجوم الصاروخي الإيراني على تل أبيب زاد قوة الشباب المتشددين في الحرس الثوري الإيراني، خاصةً بعد الهجمات المتتالية على قادة حزب الله؛ حيث يسعى الجيل الأصغر لإزاحة القيادات التقليدية، مما يمكن اعتباره مؤشرًا على تزايد التشدد داخل إيران.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع اقتراب إيران و"إسرائيل" أكثر من الحرب شاملة، يمكن اعتبار الهجوم الصاروخي الباليستي الضخم الذي شنته الجمهورية الإسلامية على تل أبيب في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر نقطة تحول حاسمة، فبعد الانتكاسات المتتالية لطهران، لم يبق أمام المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خيار سوى الرد، والآن، باتت المنطقة مقبلة على صراع أكبر.
ورغم أن الهجوم الإيراني كان حتميًا، إلا أن خامنئي فاجأ العديد من المراقبين باتخاذه أحد أكثر الخيارات تطرفًا؛ فقد كان بإمكانه استخدام شبكة وكلائه لشن هجوم غير مباشر ضد "إسرائيل"، لكنه اختار أن يطلق مئات القذائف على ثاني أكبر مدينة في "إسرائيل" في واحدة من أكبر الهجمات بالصواريخ الباليستية في التاريخ.
لكن خامنئي اتخذ هذه الخطوة الجريئة لسبب ما، فالحرس الثوري الإسلامي، قوة خامنئي المسلحة المؤثرة والعقائدية المؤدلجة، ممزق بالانقسامات بين قادته المحافظين الأكبر سناً وصفوفه المتشددة الأصغر سنًا، فالجيل الأكبر يفضل ممارسة بعض ضبط النفس عندما يتعلق الأمر بـ"إسرائيل"، في حين يريد الجيل الأصغر استهداف عدو الجمهورية الإسلامية مباشرة، وعادة ما كانت النخبة الأكبر سنًا تتمتع بنفوذ أكبر لدى المرشد الأعلى، ولكن مع مقتل الكثير من قادة الحرس الثوري الإيراني وشركائه، اكتسبت الأجيال الشابة نفوذًا أكبر، وقد فعلوا ذلك من خلال التشكيك في كفاءة من هم أكبر منهم سناً، وأيضًا من خلال الإشارة إلى أن بعض نخب الحرس الثوري الإيراني هم في الواقع من أصول إسرائيلية، وبعد أن قتلت "إسرائيل" نصر الله، يبدو أن هذه المجموعة الأصغر سنًا هي من شكلت حسابات خامنئي، وهذا أحد الأسباب التي دفعته إلى شن هجوم 1 تشرين الأول/أكتوبر.
ومن المرجح أن تزداد قوة هؤلاء المتشددين الشباب في السنوات المقبلة، إذ لم يعد بإمكان خامنئي الاعتماد على الحرس القديم لإدارة إيران بعد الإخفاقات الاستخباراتية المتتالية، وحتى لو استطاع، فإن الوقت في صالح متشددي الحرس الثوري، فخامنئي يبلغ من العمر 85 سنة، والعديد من مستشاريه كبار في السن أيضًا، ويمكن للأجيال الشابة أن تنتظر شيخوختهم.
لذلك من غير المرجح أن تصبح الجمهورية الإسلامية أكثر سلمية في السنوات المقبلة، بل إنه من المحتمل أن تصبح أكثر قمعًا وعنفًا وتشددًا، بحسب المجلة الأمريكية.
إلى أقصى الحدود
وأفادت المجلة أن الحرس الثوري الإيراني يعد العمود الفقري للجمهورية الإسلامية؛ فقد تأسس في سنة 1979 لتوطيد النظام الديني الجديد في إيران، واكتسب سلطة في كل جوانب المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية والسياسية في البلاد، وبعد أن كان مجرد ميليشيا بسيطة نسبيًا، أصبح يسيطر الآن على أكثر من 50 بالمئة من الاقتصاد الإيراني، ووطد نفسه في بيروقراطية الدولة الإيرانية وهيمن على الوزارات الرئيسية، بما في ذلك وزارتي الداخلية والخارجية.
ويمتد أعضاء الحرس الثوري الإيراني إلى أربعة أجيال، وكان الجيل الأول يتكون في المقام الأول من الثوريين الإيرانيين الذين ينحدرون من عائلات محافظة ومتدينة فقيرة، وعندما تولى خامنئي السلطة كمرشد أعلى في سنة 1989، تقاعد معظم هذا الجيل أو تم استبعاده، فقد كان العديد من أعضائه مؤيدين لآية الله حسين علي منتظري لخلافة روح الله الخميني كمرشد أعلى لإيران، ولم يكونوا سعداء بصعود خامنئي، لكن الموالين للمرشد الأعلى الجديد تمسكوا به، وقد كافأهم بنفوذ اقتصادي كبير على إيران.
وانضم الجيل الثاني إلى الحرس الثوري الإيراني في العقد الذي أعقب الحرب العراقية الإيرانية، عندما توسع الحرس الثوري في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار المربحة بعد الحرب، وعلى عكس أفراد الجيل الأول الذين انضموا للحرس الثوري لأسباب أيديولوجية في المقام الأول، انضم أفراد هذه المجموعة سعيًا للثراء، وكان الكثير منهم غير مهتمين نسبيًا بالمبادئ الإسلامية الصارمة، ووفقًا لمذكرات الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني، أحد المقربين من الخميني، فإن حوالي 15 بالمئة فقط من الجيل الثاني صوتوا للمرشح الذي أيده خامنئي في الانتخابات الرئاسية سنة 1997.
وأشارت المجلة إلى أن هذا الافتقار في الولاء أثار قلق المرشد الأعلى، فبدأ العمل على جعل الحرس الثوري الإيراني مجموعة أيديولوجية أكثر وضوحًا؛ حيث زاد من الوقت الذي يقضيه الحرس الثوري الإيراني في ما يسميه "التدريب الأيديولوجي والسياسي" الذي يروج لعقائد خامنئي الشيعية المتشددة، وقد نجحت هذه الجهود، وأثبت أعضاء الحرس الثوري الإيراني الذين انضموا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين - الجيل الثالث من الحرس الثوري - أنهم مخلصون جدًا لمبادئ الجمهورية الإسلامية وحكمها، إذ لم يتورعوا مثلًا عن قمع الاحتجاجات الجماهيرية ضد النظام في سنة 2009.
وقد أبدى خامنئي رضاه عن هذا الولاء، وضاعف جهوده لزيادة النقاء الأيديولوجي داخل الحرس الثوري؛ حيث خصص وقتًا إضافيًا للتلقين السياسي، وأعاد صياغة كيفية قبول الأعضاء الجدد. كان الانضمام إلى الحرس الثوري سهلًا نسبيًا بالنسبة للإيرانيين ذوي الخلفية الدينية، ولكن بدءًا من سنة 2010، استبدلت المنظمة عملية تقديم الطلبات المفتوحة بأخرى كانت تتم عن طريق الدعوة فقط، وتم حصريًا تجنيد أولئك الذين تم فحصهم والموافقة عليهم مسبقًا، وكانت المعايير الأكثر أهمية لتلقي الدعوة هي التدين والولاء للمرشد الأعلى.
والنتيجة هي أن الجيل الرابع من الحرس الثوري الإيراني أكثر تشددًا من الجيل الثالث، ومثل أسلافهم، كان هؤلاء الأعضاء الأصغر سناً سعداء بقمع الاحتجاجات المناهضة للنظام، كما كانوا أيضًا متحمسين للانتشار في سوريا؛ حيث قاتلوا لدعم نظام بشار الأسد بحجة الدفاع عن المراقد الشيعية المقدسة، وأخيراً، سعوا بتشجيع من خامنئي وراء العناصر الأقل نقاءً من الناحية الأيديولوجية في الجمهورية الإسلامية الأوسع، بما في ذلك حسن روحاني، الرئيس الإيراني الأسبق.
الحصاد والغرس
أوضحت المجلة أن خامنئي أصدر بيانًا في سنة 2019 أعلن فيه أن الحرس الثوري الإيراني يجب أن يكون نموذجًا لجميع مؤسسات الدولة، وجادل بأن البيروقراطية الإيرانية يجب أن تكون "شابة ومتشددة عقائديًا"، وكلف ابنه وخليفته المحتمل، مجتبى، بمتابعة هذا الأمر، وكان كلا الرجلين يهدفان إلى تعزيز سيطرة خامنئي الشخصية على إيران وضمان انتقال سلس للسلطة بعد وفاته.
واستنادًا إلى بنود البيان، كانت عملية إعادة التنظيم التي نفذها مجتبى ناجحة؛ فقد بدأت البيروقراطية الإيرانية في توظيف وترقية الشباب المتشددين في الحرس الثوري، مما أدى إلى سياسات خارجية وداخلية أكثر تشددًا، لكن هذا التحول جاء مصحوبًا ببعض العيوب، فعلى الرغم من أن المسؤولين الجدد الذين تدربوا في الحرس الثوري كانوا يتمتعون بسيرة ذاتية أيديولوجية مناسبة، إلا أنهم لم يكونوا على مستوى مهمة إدارة الحكومة فعليًا، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الهيكلية في إيران، بما في ذلك اقتصادها المتعثر والكثير من الكوارث البيئية، واتسعت الفجوة السياسية بين النظام الإيراني والشعب الإيراني.
وبالنسبة لخامنئي، فإن تمكين المتطرفين الشباب كان له عواقب عكسية أخرى: فقد أدى إلى تعزيز الانقسامات داخل الحرس الثوري الإيراني نفسه. وبعد أن تم توجيههم من قبل خامنئي لملاحقة القادة الإيرانيين غير الأخلاقيين والأقل التزامًا بالتوجيهات الإسلامية، بدأ الضباط الأصغر سنًا في المنظمة بشن هجمات على بعض قادة الحرس الثوري، متهمين إياهم بالفساد نتيجة للمصالح المالية وبالتقاعس في تعاملاتهم مع الغرب. وقد أعلن البعض علنًا أن قادة الحرس الثوري، بما في ذلك علي شمخاني، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي، ومحمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، كانوا متورطين في الفساد.
وأوضحت المجلة أن تفاقم الأزمات في إيران أدى إلى دفع خامنئي للتساؤل عن مسار عمله. وبعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بشكل مفاجئ في حادثة تحطم مروحية في أيار/ مايو، سعى خامنئي لاستغلال الفراغ الناتج لتقليل تنفيذ برنامجه. وفي الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في البلاد، دعم القائد الأعلى ترشيح قاليباف، كجزء من جهوده لتسليم عجلة القيادة إلى مجموعة الحرس الثوري الإيراني الأكبر سنًا والأكثر خبرة.
وأضافت المجلة أن الأعضاء الأصغر سنًا، بما في ذلك من ميليشيا الباسيج، قد رفضو الانصياع لاختيار القائد الأعلى، حيث اعتبروا قاليباف رمزًا للفساد. وبدلاً من ذلك، دعموا سعيد جليلي، السياسي صاحب السجل الأنظف والآراء المتشددة، مما ساعده على الحصول على المركز الثاني في الجولة الأولى من الانتخابات، بينما جاء مسعود بيزشكیان في المركز الأول، وتم إقصاء قاليباف.
وأشارت المجلة إلى أن الجيل الأكبر من الحرس الثوري صُدموا بفقدان السيطرة، فقاموا بدعم بيزشكیان في جولة الإعادة مما ساعده على الفوز في المنصب. وحاول الرئيس الجديد، بدوره، تهميش المتطرفين الشباب من المستويات العليا في البيروقراطية الحكومية. لكن الصراع لم ينته بعد، حيث أصبح الجيل الأصغر من الحرس الثوري أكثر نفورًا من قيادته. ومن خلال الصراع مع "إسرائيل"، قد يكونون قد وجدوا وسيلة للرد.
توقع الأسوأ
وبعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بدأ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات ضد قوات الحرس الثوري الإيراني وشركائها؛ حيث استهدفت "إسرائيل" مسؤولين من الحرس الثوري والمليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، وقامت بإسقاط القيادة العليا لحزب الله. كما استهدفت منشأة قيادة تابعة لفيلق القدس في الحرس الثوري الواقعة في ملحق مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأفادت المجلة أن الهجمات أثارت غضب جميع أعضاء الحرس الثوري، لكن الأجيال الأصغر شعرت بالخيانة عندما رفضت طهران ضرب "إسرائيل" مباشرة بعد الهجمات الأولى. وحتى بعد إطلاق الحرس الثوري مئات الصواريخ والطائرات المسيرة في نيسان/ أبريل 2024، لم يكن العديد من المسؤولين الأصغر سنًا راضين، حيث اعتبروا أن الرد لم يُلحق أضرارًا حقيقية وكان رمزيًا إلى حد كبير.
وبينت المجلة أن بعض الأعضاء الأصغر سنًا في الحرس الثوري يعتقدون أن إيران قد ضبطت نفسها بدافع الخوف، بينما يعتقد آخرون أن هناك دوافع خبيثة تعيق البلاد. فبعد مقتل إسماعيل هنية في طهران واغتيال نصر الله في بيروت، استنتج الكثير من المتطرفين أن الأقلية في الحرس الثوري مخترقة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية. ووفقًا لهذا المنطق، فإن بعض كبار المسؤولين في الحرس الثوري مشغولون بجني المال لدرجة أنهم قد تم شراء ذممهم من قبل مسؤولين إسرائيليين، مما أدى إلى تقييد رد إيران.
وقد وضعت هذه المزاعم ضغوطًا كبيرة على خامنئي والقيادة العليا للحرس الثوري لتوجيه ضربات قوية ضد "إسرائيل"، وهو ما يفسر جزئيًا الهجوم الواسع الذي شنته إيران هذا الشهر. لكن الهجوم في 1 تشرين الأول/ أكتوبر، مثل الهجوم في نيسان/ أبريل، لن يسكت الأعضاء الأصغر في الحرس الثوري، بل قد يزيد من حماس المتطرفين. وقد يجد خامنئي هؤلاء الشباب محبطين، لكنه استنتج على الأرجح أن ادعاءاتهم صحيحة جزئيًا. فمن الصعب تصوّر عدم تعاون أي مسؤول من الحرس الثوري مع "إسرائيل" بعد مقتل هنية في انفجار قنبلة عن بُعد في منزل آمن يديره الحرس. لذا لن يكون أمام خامنئي خيار آخر سوى تطهير بعض من صفوفه العليا واستبدالهم بمسؤولين أصغر سنًا.
وقالت المجلة إن هذه الخطوة الحتمية ستؤدي إلى تفاقم الأزمات المستقبلية، سواء داخل إيران أو بين الجمهورية الإسلامية والعالم الخارجي. فعلى الصعيد الداخلي، عندما يصبح الحرس الثوري الإيراني أكثر تطرفًا وعدوانية، من المرجح أن تكون حملاته القمعية ضد المعارضين أكثر قسوة. وعلى الصعيد الدولي، سيقود الحرس الثوري الأكثر تطرفًا إيران إلى توسيع برنامج الصواريخ الباليستية، وزيادة دعم الميليشيات، والدفع باتجاه امتلاك أسلحة نووية. وستصبح طهران أكثر تصميمًا على تدمير "إسرائيل"، وإخراج القوات الأمريكية من المنطقة، وتقويض النظام الدولي الليبرالي.
وقد أعرب بعض المحللين عن أملهم في أن تصحح إيران مسارها بمجرد وفاة خامنئي، ولكن في الواقع، قد يسرع وفاته من هذا التطرف. وقد أثبت مجتبى أنه مؤيد للأجيال الشابة أكثر مما كان عليه والده. وحتى لو لم يخلفه نجل خامنئي، فإن مكائد المرشد الأعلى قد ضمنت فعلياً انتقال العباءة إلى رجل دين آخر متشدد أصغر سنًا.
واختتمت المجلة تقريرها قائلة إن الشيء الوحيد الذي قد يمنع إيران من أن تصبح أكثر تطرفًا هو انهيار النظام نفسه، وهو ما يبدو ممكنًا. فالجمهورية الإسلامية لا تحظى بشعبية كبيرة بين مواطنيها، وغالبية الإيرانيين يفضلون بالتأكيد حكومة مختلفة وعلمانية وأكثر سلامًا. ومع ذلك، فقد تمكن النظام من مواجهة عقود من الاحتجاجات الجماهيرية دون أن يتزعزع. وقد أثبت مرونة عالية في مواجهة كل التحديات، رغم أدائه الاقتصادي الكارثي. وفي الوقت الحالي، يبدو أن إيران أكثر تطرفًا أمر لا مفر منه، ولا ينبغي لأحد أن يتوقع شيئًا أقل من ذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران الحرس الثوري إيران امريكا الاحتلال الحرس الثوري صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرس الثوری الإیرانی الجمهوریة الإسلامیة فی الحرس الثوری من الحرس الثوری المرشد الأعلى تشرین الأول أکثر تطرف ا بما فی ذلک المجلة أن أدى إلى إلى أن فی سنة
إقرأ أيضاً:
هل يعد تفاوض حماس مع أمريكا تخابرا؟.. هذا ما يقوله القانون الثوري الفلسطيني
أثار وصف رئاسة السلطة الفلسطينية، للمفاوضات التي أجرتها حركة حماس، مع مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، بالتخابر، تساؤلات حول صحة هذا الاتهام بالنظر إلى طبيعة ما حدث من سعي الحركة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وتحقيق انسحاب الاحتلال من أرض فلسطينية.
وكان الناطق باسم رئاسة السلطة، قال في بيان إن "فتح قنوات اتصال مع جهات أجنبية وإجراء مفاوضات معها، دون تفويض وطني وبما يتعارض مع أحكام القانون الفلسطيني الذي يجرم التخابر مع جهات أجنبية".
وكانت حركة حماس والولايات المتحدة، أعلنتا عقد مفاوضات بشأن الأسرى الموجودين بحوزة المقاومة في قطاع غزة، وكشفت تقارير أن الحركة طالبت بثمن كبير مقابلهم بالإفراج عن أسرى فلسطينيين من المحكومين بالمؤبدات، لكن الاحتلال والأمريكان رفضا بعد موافقة مبدأية.
ويعد التخابر وفقا قانون العقوبات الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية لعام 1979، من أخطر الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام، وخاصة التخابر مع الاحتلال، باعتبار الفلسطينيين في حالة حرب وصراع مع عدوهم الأبرز في الأرض الفلسطينية بحسب القانون.
وتثار تساؤلات ما إذا كان كان تفاوض حماس مع الولايات المتحدة، تخابرا أم لا، وهو تكشفه العديد من بنود القانون التي توضح ما هي عملية التخابر.
ونستعرض في التقارير التالي عددا من بنود القانون الخاصة بالتخابر:
التخابر وفقا للقانون الفلسطيني، هو تعاون سري مع العدو، وتقديم معلومات سرية وحساسة لجهات معادية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، خاصة إذا كان التعاون يلحق ضررا بالأمن الوطني ومصالح الفلسطينيين.
المادة 131 من قانون العقوبات الثوري، تفصل في ماهية التخابر وعقوباته:
الإعدام لكل من سعى لدى دولة أو جهة معادية للثورة أو تخابر معها أو مع أحد ممن يعملون لمصلحتها للقيام بأعمال عدوانية ضد الثورة.
كل سعى لدى دولة أجنبية معادية أو تخابر معها أو مع أحد ممن يعملون لمصلحتها لمعاونتها في عملياتها الحربية أو للإضرار بالعمليات الحربية للثورة الفلسطينية.
المادة 140 من قانون العقوبات الثوري، يتحدث عن تفاصيل كذلك حول ماهية التخابر وعقوبة ذلك:
يعاقب بالإعدام كل فرد بالتالي:
ألقى سلاحه أو ذخيرته أو عدته بصورة شائنة أمام العدو.
تخابر مع العدو أو أعطاه أخبارا بصورة تنطوي على الخيانة أو أرسل إلى العدو راية المهادنة عن خيانة أو جبن.
أمد العدو بالأسلحة أو الذخيرة أو المؤن أو آوى أو أجار عدو ليس بأسير وهو يعلم أمره.
قام عن علم منه أثناء وجوده بالخدمة بأي عمل من شأنه أن يعرض للخطر نجاح أية عمليات تقوم بها قوات الثورة أو أية قوة من القوات الحليفة.
ووفقا للمواد التي وردت في القانون، في جرائم الخيانة والتخابر تتعلق بتقديم معلومات للعدو، أو مهادنته، بسبب الخيانة والجبن، أو الاتصال بجهة أجنبية، من أجل الإضرار بالثورة الفلسطينية، وهو ما لا ينبطق على التفاوض مع الولايات المتحدة، لتحقيق مصلحة فلسطينية بالإفراج عن الأسرى وإيقاف العدوان على قطاع غزة.
تفاوض وتنسيق أمني
الخبير في القانون الدولي، والرئيس السابق لمؤتمر فلسطينيي الخارج الدكتور أنيس القاسم، قال إن هناك فرقا شاسعا بين ما تقوم به السلطة الفلسطينية، وما يقوم به مفاوضو حركة حماس في الدوحة ولقائهم بالجانب الأمريكي.
وأوضح في تصريحات لصحيفة السبيل الأردنية، أن السلطة لا تفاوض الاحتلال، إنما تتلقى أوامر منه بالتنسيق أمني، واغتيال المقاومين وحصار مخيم جنين وإحراق المنازل.
وأضاف: "بينما المفاوض في الدوحة، يفاوض ليس العدو بصورة مباشرة، وإنما سيد العدو الولايات المتحدة، ومفاوضات الدوحة تأخذ وتعطي وتضغط ويضغط عليك وهذا طبيعي، وما يجري بين ندين وليست بين سيد وتابع له، وما يحدث في رام الله، أوامر تصدر لتنفيذ مهام أمنية لمصلحة الاحتلال".