غداة مناورة الصين.. تدريبات أميركية-فلبينية للرد على أي أزمة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
بدأ المئات من مشاة البحرية الأميركية والفلبينية، الثلاثاء، مناورات عسكرية تستمرّ 10 أيام في شمال الفلبين وغربها، غداة مناورات عسكرية صينية واسعة النطاق حول تايوان.
وتصاعد التوتر في الآونة الأخيرة بين الصين والفلبين الحليف العسكري للولايات المتحدة، على خلفية النزاع حول هذه الجزر، حيث تُطالب بكين بالسيادة الكاملة على بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك أجزاء تطالب بها الفلبين وفيتنام وإندونيسيا وماليزيا وبروناي، وتمر عبر هذا البحر تجارة تتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار سنوياً.
وأعلنت الحكومة الفلبينية أنّ سفينة دورية مدنية تابعة لها تعرّضت لأضرار طفيفة يوم الجمعة الماضي بعدما "اصطدمت بها عمدا" سفينة تابعة لـ"ميليشيا البحرية الصينية".
وقال مكتب مصائد الأسماك والموارد المائية الفلبيني، إنّ الاصطدام أدى لإتلاف الجزء الأمامي الأيمن من السفينة على بُعد حوالي 9 كيلومترات من جزيرة ثيتو.
وأعاد الطاقم الذي لم يُصب بأذى السفينة إلى الجزيرة المُتنازَع عليها في بحر الصين الجنوبي، بعد استكمال دوريته البحرية الروتينية.
وجزيرة ثيتو، التي تعرف باسم باجاسا في الفلبين وتبعد 451 كيلومترا عن البر الرئيسي، هي الكبرى بين 8 جزر من الشعاب المرجانية والمياه الضحلة تحتلها في أرخبيل سبراتلي.
وقال نازاريو بريغيرا المتحدث باسم مكتب مصائد الأسماك لوكالة فرانس برس، إن "ما فعلوه بنا يتعارض مع القانون الدولي وينتهك حقوقنا السيادية في بحر الفليبين الغربي"، مستخدما مصطلحا شائعا في مانيلا للإشارة إلى أجزاء في بحر الصين الجنوبي تعتبرها مانيلا تابعة لها.
وأشار إلى أنّ داتو كابايلو ثالث سفينة مملوكة لمانيلا تتعرّض لأضرار نتيجة مواجهة مع السفن الصينية هذا العام.
ويشارك في مناورات الثلاثاء أكثر من 1000 جندي أميركي وفلبيني، فيما تتمثّل القوات الأسترالية والبريطانية واليابانية والكورية الجنوبية بأعداد أقل.
من جهته، قال الكولونيل ستيوارت غلين ممثل مشاة البحرية الأميركية عند بدء المناورات في مانيلا، إن التدريبات ستسمح "للشركاء والحلفاء في المنطقة بالعمل معا من أجل التحسّن" والقدرة على "الرد على أي... أزمة أو حالة طوارئ".
وستشمل المناورات إطلاق نار حي على الساحل الشمالي لجزيرة لوزون الفليبينية الواقعة على بعد نحو 800 كيلومتر جنوب تايوان. وسيُجرى بعضها أيضا في جزيرة بالاوان المواجهة لبحر الصين الجنوبي.
وقال الجنرال فيسينتي بلانكو مدير الطرف الفلبيني في المناورات، للصحفيين، إنّ "هذه عقيدة دفاع ساحلي" يمكن بموجبها "لمعتدٍ محتمل أن يتحرّك نحو أراضينا"، مؤكداً "نحن لا نتدرّب للمشاركة في قتال".
وفي حديثه لقناة "الحرة" أمس الاثنين، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، ديفيد سيدني، إن التدريبات العسكرية التي أجرتها الصين قرب تايوان لا تشكل تهديدا على جزيرة ثيتو، لكنه دعا إلى موقف "حازم" يؤكد وقوف العالم إلى جانب الجزيرة.
وأضاف أن "قلق واشنطن من هذه التدريبات يطمئن تايوان حكومة وشعباً، بأن الولايات المتحدة جاهزة إذا ما قامت الصين بأي جهد لغزو تايوان".
وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتصف رئيسها لاي تشينج تي بأنه "انفصالي".
والاثنين أيضاً، أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها البالغ" إزاء التدريبات العسكرية المشتركة التي أجراها الجيش الصيني في مضيق تايوان وحولها، وفقا لبيان المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر.
وأشار سيدني إلى أن الصين تريد اختبار رد فعل العالم على أنشطتها في بحر الصين الجنوبي، وشدد على ضرورة وجود "رد فعل قوي" مفاده أن تايوان ليست لوحدها، و"إن كانت هناك توترات أخرى في الشرق الأوسط وأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة لن تنسى ولن تتجاهل أي عدوان على تايوان".
ونصح المسؤول الأميركي السابق بحل النزاع بين الصين وتايون بالطرق الدبلوماسية، ودعا في الوقت ذاته واشنطن لاتخاذ "رد قوي" تجاه الصين، لكنه لم يحدد نوع الرد.
وقالت وزارة الدفاع الوطني التايوانية، الاثنين، إن الصين استخدمت 125 طائرة عسكرية في التدريبات التي تستهدف تايوان، وهو عدد قياسي ليوم واحد، بحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وأضافت أنه تم رصد 90 طائرة، بما في ذلك طائرات حربية ومروحيات وطائرات مسيرة، داخل منطقة تحديد الدفاع الجوي لتايوان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بحر الصین الجنوبی فی بحر
إقرأ أيضاً:
محور الصين وروسيا وإيران يظهر قوته العسكرية في خليج عمان
نشرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية تقريرًا حول تحول المشهد الجيوسياسي بسرعة مذهلة، مع اهتزاز التحالفات الأطلسية التقليدية؛ حيث بدأ المحور الاستبدادي الذي يضم الصين وروسيا وإيران تمارينه العسكرية السنوية. وللسنة الخامسة على التوالي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن هذه المناورات بين الصينيين والروس والإيرانيين تتزامن مع ماراثون دبلوماسي في الشرق الأوسط في بداية هذا الأسبوع: حيث ستلتقي وفود من الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة بالسعودية، بينما يواصل الجيش الروسي الضغط العسكري على كييف بعد تقدمه الأخير في منطقة كورسك. كما ستكون واشنطن حاضرة في طاولة مفاوضات في الدوحة لمناقشة المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه من بكين يواصل القادة الصينيون عقد مؤتمرهم السياسي السنوي، كما حرصوا على تقديم القوة العظمى الآسيوية كمدافع رئيسي عن الاستقرار العالمي. وفي هذا السياق، أرسلت الصين إلى خليج عمان مدمرة صواريخ موجهة من طراز 052D وسفينة إمداد شاملة من طراز 903، وهما السفينتان اللتان شاركتا في شباط/ فبراير الماضي في مناورة بحرية أخرى مع البحرية الباكستانية.
وذكرت الصحيفة أن بيانًا صادرًا عن جيش التحرير الشعبي الصيني أوضح أن "تمرين حزام الأمان 2025 سيشمل تدريبات على مهاجمة الأهداف البحرية، والسيطرة على الأضرار، بالإضافة إلى عمليات البحث والإنقاذ المشتركة".
من جانبه، قال سونغ تشونغبينغ، المحلل العسكري في بكين، إن "التمرين سيجري في نقطة إستراتيجية حساسة بين مضيق هرمز والمحيط الهندي، ما يجعله طريقًا محوريًا لنقل الطاقة". وفي أوائل آذار/ مارس، أجرت سفن من أسطول البحرية الروسية في المحيط الهادئ، بما في ذلك فرقاطتان، تدريبات بالذخيرة الحية في الجزء الشرقي من المحيط الهندي.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المناورات، خصوصًا عند النظر إليها في سياق الاضطرابات العالمية الراهنة، تكشف مجددًا عن عمق العلاقة بين الصين وروسيا وإيران، لا سيما في ظل توجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نحو موسكو وتوتر علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، الذي دخل في سباق غير مسبوق لإعادة التسلح.
ولطالما دعمت الصين اقتصاد إيران المتضرر من العقوبات الدولية، عبر شراء النفط الإيراني بخصومات تصل إلى 25 بالمئة. كما قدمت حكومة شي جين بينغ مساعدات اقتصادية مماثلة لروسيا، حيث اشترت النفط من الأورال بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. من جانبها، زودت طهران موسكو، خلال أكثر من ثلاث سنوات من الحرب، بأسلحة متنوعة، من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
وقالت الصحيفة إن السلطات الإيرانية أكدت، قبل أيام، صحة المعلومات التي نشرتها عدة وسائل إعلام غربية بشأن مناقشة الولايات المتحدة وروسيا للبرنامج النووي الإيراني، وذلك عقب تقاربهما في القمة التي عُقدت في شباط/ فبراير بالسعودية. وبعد الاجتماع بين ممثلي واشنطن وموسكو، زار وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إيران، ثم توجه إلى بكين الأسبوع الماضي. من جانبه، أكد متحدث باسم الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين عرض التوسط بين طهران وواشنطن في المحادثات المتعلقة بالأسلحة النووية.
وفي سياق متصل؛ قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة صعّدت، يوم الأحد، من ضغوطها على إيران بإنهاء إعفاء من العقوبات كان يسمح للعراق بشراء الكهرباء من طهران. وكانت واشنطن قد منحت هذا الإعفاء عام 2018، بعد أن أعاد الرئيس السابق دونالد ترامب فرض العقوبات على إيران عقب انسحابه من الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه خلال إدارة باراك أوباما. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية: "تم اتخاذ قرار عدم تجديد الإعفاء لضمان عدم حصول إيران على أي درجة من التخفيف الاقتصادي أو المالي."
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب صرّح، الأسبوع الماضي، لقناة "فوكس نيوز" بأنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، قال فيها: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريًا أو من خلال إبرام صفقة. أنا أفضل إبرام صفقة، لأنني لا أسعى إلى الإضرار بإيران".
وبالتزامن مع المناورات العسكرية المشتركة بين الصين وروسيا وإيران في خليج عمان، التي ستستمر حتى يوم الخميس، انتقلت التحركات العسكرية، يوم الاثنين، إلى المحيط الهادئ، حيث بدأ الجيش الأمريكي ونظيره الكوري الجنوبي مناوراتهما السنوية، التي تركز بشكل خاص على تعزيز الجاهزية المشتركة لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية.