عربي21:
2024-10-15@16:17:25 GMT

نتنياهو عاد إلى المأزق

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

لا شك في أن تأخر الضربة المتوقعة من قِبَل الكيان الصهيوني، ردا على الضربة الموجعة التي كانت إيران قد وجهتها إليه، راح يزيد من صعوبة الانتظار، وذلك لما يعنيه ذلك من تأجيل لتقدير الموقف القادم، بسبب ارتباطه بنوعية الضربة المتوقعة وحجمها، ومن ثم الرد الإيراني عليها، وما سيتركه الأمران من مستقبل للصراع المحتدم على جبهتيّ غزة ولبنان.



يستعيد حزب الله قدرته على ترتيب وضعه القيادي والميداني، وعودته لامتلاك زمام المبادرة إلى مستوى ما كان عليه، قبل عمليات الاغتيال، ومرورها بالجريمة الغادرة المؤلمة التي عرفت باسم جريمة تفجير البيجرات وأجهزة اللاسلكي، وقصف عميق لا مثيل له، استهدف قائد المقاومة السيد حسن نصر الله. وهو ما أخذنا نشهده يوميا، منذ قرار جيش العدو اقتحام الجنوب، وردعه قصفا في العمق، بأشدّ مما كان يحصل من قبل.

فميزان القوى عاد إلى سابق عهده، وهو ما تشهد عليه أيضا نتائج الحرب البريّة في قطاع غزة. وقد عبّر أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسّام، في طلته مؤخرا بأن المقاومة ما زالت قادرة، ولأجل غير مسمّى، على مواصلة القتال، وبالمستويات نفسها، وأعلى، مما يؤكد أن نتيجة هذه الحرب ستكون انتصارا للمقاومة، وهزيمة مدويّة للكيان الصهيوني وداعميه الدوليين.

إن انتصار المقاومة يقاس بعدم تحقيق العدو لأهدافه، وبإنجازاتها العسكرية والسياسية، لأنه ما من انتصار حققته مقاومة في التاريخ القديم والمعاصر، أو حققه جيش مقابل جيش، ارتبط بعدد الخسائر التي قُدّمت، سواء أكان من الأهالي أم من المتقاتلين.

وذلك أن معيار الانتصار والهزيمة يقرر بميدان القتال، ومدى تحقيق الأهداف. وهذا كقانون عام، فكيف إذا كانت الخسائر في قطاع غزة، ارتبطت بأغلبيتها شبه المطلقة بحرب الإبادة التي لا تدخل في عداد الحرب، ولا في عداد أي صراع عسكري أو غير عسكري؛ لأن القانون الدولي والعرف العالمي للحرب والصراع، يعتبران الإبادة جريمة قائمة بذاتها ولذاتها، ولا يسمح بتسويقها، أو إقحام أي سبب يمكن أن يبرّرها أو يفسّرها.

إنها فقط جريمة، ولتسكت كل الأصوات التي تبرّر وقوعها لأي سبب من الأسباب، بغير ارتكاب الجريمة، ونقطة على السطر.

ولهذا، فإن معيار الانتصار في الحرب البريّة في قطاع غزة، أو الحرب العدوانية في لبنان، يبدأ بفشل العدو من تحقيق أهدافه، ويمر بما أنزلت به من ضربات، وأخيرا وليس آخرا، باضطراره لوقف القتال، ومن ثم خروج المقاومة منتصرة موضوعيا، كما جهارا نهارا.

على أن ثمة إشكالية في اللحظة الراهنة، في تحديد موقف نتنياهو واستراتيجيته. فمن جهة، يعلن أهدافا كالتي أعلنها في قطاع غزة، مما يجعلها تحمل سمة الدفاع إلى حد الادّعاء، أنه يقاتل من أجل وجود الكيان الصهيوني، أو الأهداف التي حدّدها في القتال الذي فتحت جبهته في شمال فلسطين ضد حزب الله، وهو إبعاده وراء الليطاني، وإعادة "نازحي" الغلاف إلى مستوطناتهم. وهي أهداف أقرب لأن يكون في شبه الدفاع.

أما من الجهة الأخرى، ولا سيما بعد نقله ثقل الحرب ضد حزب الله إثر عملية البيجرات، واغتيال الشهيد قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، فقد راح يضع أهدافا وصلت إلى القضاء على حزب الله، وإعادة تنظيم خريطة الشرق الأوسط، بأسرها، مما يعني أنه في حالة هجوم عام، كالذي فعلته بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى، أو أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية.

هنا نشأت الإشكالية في تحديد أين يقف نتنياهو، هل هو في الدفاع، أم هو في الهجوم العام المتوهم؟ لقد مضى على إعلان الهجوم العام في جنوب لبنان واستمرار قصف الضاحية حوالي عشرة أيام، من دون أن يتقدم خطوة واحدة ملموسة في احتلال جزء من الجنوب، ومن دون أن ينخفض قصف حزب الله، خطوة واحدة أقل، بل زاد عمقا، وصولا إلى حيفا وتل أبيب. وإذا أضفنا المعارك التي خاضتها المقاومة في غزة، خلال الفترة نفسها، يمكننا القول إن نتنياهو وأمريكا عادا للمأزق، فيما عادت المقاومتان الفلسطينية واللبنانية إلى أفضل مما كان عليه وضعهما المتقدّم السابق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حزب الله المقاومة لبنان نتنياهو لبنان إسرائيل غزة نتنياهو حزب الله مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

بيان غرفة عمليات المقاومة الأخير هو الأخطر منذ بدء الحرب على الجبهة اللبنانية

#سواليف

مع الدقائق الأولى لفجر هذا اليوم أصدرت #غرفة_عمليات_المقاومة بيانا هاما، وقد يكون مفصليا في مسار الحرب، أولا لأنه اعطى الرأي العام اللبناني والعربي صورة واضحة عن مجريات الميدان على جبهة #جنوب_لبنان، ومن خلال التفاصيل التي عرضها البيان، وشرح فيها محاولات الجيش الإسرائيلي للتقدم بكل قوة على عدة محاور ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع، وتمكن #المقاومون من تكبيد الجيش الإسرائيلي #خسائر في العتاد والارواح، وافشال خطط التقدم، وبهذا كشف البيان ان الصور التي بثها الاعلام العبري عن التجول بحرية في القرى الجنوبية اللبنانية لم يكن سوى دعاية لجمهوره الذي بدأ يتساءل بشكل ملحوظ عن جدوى هذه الحرب ونهايتها بعد ان انتهى مفعول استعراض #نتنياهو بإنجازات #الاغتيالات, وجاء في البيان بشكل جلي ان جيش الاحتلال فشل في السيطرة على أي من التلال الحاكمة التي حاول الوصول اليها، وانه وصل الى بعض المنازل على الحدود لالتقاط الصور.
اللافت كذلك في البيان أنه وضّح متانة التواصل وسلسلة اتحاذ القرارات العسكرية من قيادة المقاومة إلى غرفة العمليات وصولا لقادة المحاور على خطوط النار, أي انه قطع الطريق نهائيا على الآمال الإسرائيلية في ضرب منظومة القيادة والسيطرة لدى المقاومة، وقال بشكل واضح أن المقاومة استعادت المبادرة ونظّمت صفوفها وأحكمت خطوط التواصل بين القرار والتنفيذ الميداني.
لكن الأهم والأخطر في بيان غرفة عمليات المقاومة، هو الإشارة إلى اتخاذ الجيش الإسرائيلي منازل مدنية في المستوطنات المدن مراكز لتجميع الجنود والعتاد، وقال البيان “يتخذ الجيش الإسرائيلي من منازل المستوطنين في بعض المستوطنات شمال فلسطين المحتلة مراكز تجمع لضباطه وجنوده وكذلك تتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل احياء استيطانية في المدن المحتلة الكبرى كحيفا وطبريا وعكا وغيرها، هذه المنازل والقواعد العسكرية هي اهداف للقوة الصاروخية والجوية للمقاومة الإسلامية وعليه نحذر المستوطنين من التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظا على حياتهم وحتى إشعار آخر”.
هذه الجمل القصيرة في البيان هي بمثابة انتقال لمرحلة جديدة من الحرب، وهي إعلان من لبنان مقابل الإعلانات الشبيهة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي كذريعة لقصف وتدمير البيوت والبنايات في بيروت والضاحية والبقاع والجنوب، وقد يفهم من هذا الإعلان الذي لاحقا تم نشره باللغة العبرية على نطاق واسع، أن المقاومة سترد علـى المجازر الإسرائيلية وقصف البيوت في لبنان بالمثل، وأن البنايات ستكون هدفا في هذه المدن الكبرى، تماما كما بنايات الضاحية وبيروت ومدن البقاع وقرى الجنوب, أي أن حزب الله أعلن الانتقال إلى المرحلة الأخطر التي سوف تدفع فيها إسرائيل ثمنا باهظا بالارواح والممتلكات، ومعادلة التدمير بالتدمير أصبحت قاب قوسين، وهذا يعني دخول الحرب مرحلة كسر العظم، وعضّ الأصابع.
تصف أوساط لبنانية هذا البيان بأنه الأخطر وأن إسرائيل إذا لم تقرأ محتواه بشكل جيد فعليها أن تستعد لدفع فاتورة باهظة الكلفة.
وسائل الإعلام العبرية التقطت الرسالة، ووضعت هذه الجمل في البيان ضمن الأخبار العاجلة على شاشتها، ووضعت خرائط للمدن والأماكن التي يطالب حزب الله إخلاءها من السكان, وهذا سيطرح تحدي أمام حكومة نتنياهو التي وعدت المستوطنين في الشمال أن يعودوا إلى منازلهم في غضون أسابيع، وإذ بها الآن أمام مواجهة موجة أكبر من النزوح ومن المدن الرئيسية “عكا حيفا طبريا” وربما أبعد من ذلك.
البيان ختم كذلك بجملة هامة في السياق السياسي، وهي رسالة للداخل اللبناني والعربي وإسرائيل والولايات المتحدة والوسطاء، أن المقاومة تُعاهد روح الأمين العام السيد حسن نصر الله أن لا يعود مستوطن إلى الشمال حتى تتوقف الحرب في غزة ولبنان, وهذا ربط واضح لا يقبل التأويل بين غزة ولبنان، ورد على كل المحاولات وبعضها من داخل لبنان لفك الارتباط مع غزة، لكن المقاومة لن تتنازل كما هو واضح في البيان عن سقف وضعه الأمين العام الشهيد السيد نصر الله.
دخلت الحرب مسارا جديدا، وبدأت المقاومة بناء معادلة ردع بالنار وليس فقط بالتهديد، فقد رد حزب الله امس على الغارة التي استهدفت بيروت، بارسال مسيرات انقضاضية نحو تل ابيب انفجرت احدها في مبنى, ومنذ استهداف مدينة حيفا بالصواريخ قبل أربعة أيام انخفض منسوب الغارات الإسرائيلية على الضاحية وبيروت.
الأمر اللافت في المشهد كذلك، هو ما أعلنته مصادر عن موعد لتكريم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ” إسماعيل قاآني” يوم الاثنين المقبل, تقارير كثيرة تبناها الإعلام العربي وشاشات فضائية وصحف ومواقع كلها أكدت واسهبت من تأكيد مصادرها أن الجنرال قاآني قيد التحقيق، وأنه مشتبه به في الاختراقات التي حصلت في ايران ولبنان وسورية, وبعضها قال انه أصيب بأزمة قلبية اثناء التحقيق، وبعضها قال ان تحت التعذيب، وبضعها نشر ان هرب من ايران,. الخ, الان مع اعلان ايران تكريم قااني بارفع وسام من قبل المرشد الإيراني يوم الاثنين، يكون كل ما قيل من نسج الخيال،وتأليف في اطار الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل على محور المقاومة وتشارك فيها بشكل مباشر بعض وسائل الاعلام العربية، التي تصدر روايات من نسج الخيال وتستضيف ما يشبه المشعوذين للعب دور في حرب إعلامية ونفسية قذرة لا تصب الا في مصلحة إسرائيل,
لكن هذا الظهور المرتقب للجنرال قاآني لا يحجب الأسئلة المهنية في اطار المراقبة الإعلامية للاحداث، وأول تلك الأسئلة هي لماذا غاب قااني عن المشهد لمدة ليست قصيرة؟ ولماذا لم تنفي ايران مباشرة كل تلك الشائعات وتوقف الحملات المسعورة ؟ ولماذا لم يظهر قااني ولو بلقطة واحدة لدحض كل تلك الاقاويل؟
بعيدا عن التنجيم وفي سياق الاحتمالات، وربما كان الجنرال قااني في بيروت في يوم استهداف مقر عضو المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين؟ ربما احتاج وقت للخروج من المكان، والانتقال إلى طهران، خاصة أن إسرائيل فرضت طوقا ناريا حوله الى اليوم ومنعت فرق الإنقاذ من الاقتراب منه إذ صح هذا التبرير لغياب قاآني، قد نرى السيد هاشم صفي الدين حيا يرزق، ويتم الإعلان عن استلامه قيادة الحزب، لكن تظل هذه تكهنات.
لكن في سياق الأسئلة يبرز السؤال الأخير ما الذي يستدعي تكريم #الجنرال_قااني في هذه الظروف؟

مقالات مشابهة

  • كاتب سعودي يدافع عن عدوان الاحتلال على غزة ولبنان ويهاجم المقاومة
  • مسؤولون أمنيون إسرائيليون يكشفون “مفاجأة” عن المسيّرة التي هاجمت معسكر “جولاني”
  • بيان غرفة عمليات المقاومة الأخير هو الأخطر منذ بدء الحرب على الجبهة اللبنانية
  • نتنياهو: سنواصل ضرب حزب الله في كل لبنان بما فيه بيروت
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين استمرار تصاعد وتيرة جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة
  • هل فعل نتنياهو صالحا باغتيال حسن نصر الله؟!
  • الحسيني يكشف عن توقعه للنتيجة التي ستنتهي إليها الحرب بين حزب الله وإسرائيل
  • الحزب السوري القومي الاجتماعي يبارك عملية الاستهداف النوعية التي قام بها حزب الله للواء غولاني
  • الرئيس المشاط يبارك العملية النوعية لحزب الله التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الجنود الصهاينة