عربي21:
2025-04-01@09:55:44 GMT

نتنياهو عاد إلى المأزق

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

لا شك في أن تأخر الضربة المتوقعة من قِبَل الكيان الصهيوني، ردا على الضربة الموجعة التي كانت إيران قد وجهتها إليه، راح يزيد من صعوبة الانتظار، وذلك لما يعنيه ذلك من تأجيل لتقدير الموقف القادم، بسبب ارتباطه بنوعية الضربة المتوقعة وحجمها، ومن ثم الرد الإيراني عليها، وما سيتركه الأمران من مستقبل للصراع المحتدم على جبهتيّ غزة ولبنان.



يستعيد حزب الله قدرته على ترتيب وضعه القيادي والميداني، وعودته لامتلاك زمام المبادرة إلى مستوى ما كان عليه، قبل عمليات الاغتيال، ومرورها بالجريمة الغادرة المؤلمة التي عرفت باسم جريمة تفجير البيجرات وأجهزة اللاسلكي، وقصف عميق لا مثيل له، استهدف قائد المقاومة السيد حسن نصر الله. وهو ما أخذنا نشهده يوميا، منذ قرار جيش العدو اقتحام الجنوب، وردعه قصفا في العمق، بأشدّ مما كان يحصل من قبل.

فميزان القوى عاد إلى سابق عهده، وهو ما تشهد عليه أيضا نتائج الحرب البريّة في قطاع غزة. وقد عبّر أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسّام، في طلته مؤخرا بأن المقاومة ما زالت قادرة، ولأجل غير مسمّى، على مواصلة القتال، وبالمستويات نفسها، وأعلى، مما يؤكد أن نتيجة هذه الحرب ستكون انتصارا للمقاومة، وهزيمة مدويّة للكيان الصهيوني وداعميه الدوليين.

إن انتصار المقاومة يقاس بعدم تحقيق العدو لأهدافه، وبإنجازاتها العسكرية والسياسية، لأنه ما من انتصار حققته مقاومة في التاريخ القديم والمعاصر، أو حققه جيش مقابل جيش، ارتبط بعدد الخسائر التي قُدّمت، سواء أكان من الأهالي أم من المتقاتلين.

وذلك أن معيار الانتصار والهزيمة يقرر بميدان القتال، ومدى تحقيق الأهداف. وهذا كقانون عام، فكيف إذا كانت الخسائر في قطاع غزة، ارتبطت بأغلبيتها شبه المطلقة بحرب الإبادة التي لا تدخل في عداد الحرب، ولا في عداد أي صراع عسكري أو غير عسكري؛ لأن القانون الدولي والعرف العالمي للحرب والصراع، يعتبران الإبادة جريمة قائمة بذاتها ولذاتها، ولا يسمح بتسويقها، أو إقحام أي سبب يمكن أن يبرّرها أو يفسّرها.

إنها فقط جريمة، ولتسكت كل الأصوات التي تبرّر وقوعها لأي سبب من الأسباب، بغير ارتكاب الجريمة، ونقطة على السطر.

ولهذا، فإن معيار الانتصار في الحرب البريّة في قطاع غزة، أو الحرب العدوانية في لبنان، يبدأ بفشل العدو من تحقيق أهدافه، ويمر بما أنزلت به من ضربات، وأخيرا وليس آخرا، باضطراره لوقف القتال، ومن ثم خروج المقاومة منتصرة موضوعيا، كما جهارا نهارا.

على أن ثمة إشكالية في اللحظة الراهنة، في تحديد موقف نتنياهو واستراتيجيته. فمن جهة، يعلن أهدافا كالتي أعلنها في قطاع غزة، مما يجعلها تحمل سمة الدفاع إلى حد الادّعاء، أنه يقاتل من أجل وجود الكيان الصهيوني، أو الأهداف التي حدّدها في القتال الذي فتحت جبهته في شمال فلسطين ضد حزب الله، وهو إبعاده وراء الليطاني، وإعادة "نازحي" الغلاف إلى مستوطناتهم. وهي أهداف أقرب لأن يكون في شبه الدفاع.

أما من الجهة الأخرى، ولا سيما بعد نقله ثقل الحرب ضد حزب الله إثر عملية البيجرات، واغتيال الشهيد قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، فقد راح يضع أهدافا وصلت إلى القضاء على حزب الله، وإعادة تنظيم خريطة الشرق الأوسط، بأسرها، مما يعني أنه في حالة هجوم عام، كالذي فعلته بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى، أو أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية.

هنا نشأت الإشكالية في تحديد أين يقف نتنياهو، هل هو في الدفاع، أم هو في الهجوم العام المتوهم؟ لقد مضى على إعلان الهجوم العام في جنوب لبنان واستمرار قصف الضاحية حوالي عشرة أيام، من دون أن يتقدم خطوة واحدة ملموسة في احتلال جزء من الجنوب، ومن دون أن ينخفض قصف حزب الله، خطوة واحدة أقل، بل زاد عمقا، وصولا إلى حيفا وتل أبيب. وإذا أضفنا المعارك التي خاضتها المقاومة في غزة، خلال الفترة نفسها، يمكننا القول إن نتنياهو وأمريكا عادا للمأزق، فيما عادت المقاومتان الفلسطينية واللبنانية إلى أفضل مما كان عليه وضعهما المتقدّم السابق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حزب الله المقاومة لبنان نتنياهو لبنان إسرائيل غزة نتنياهو حزب الله مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يضع شروطا لإنهاء وجود الفلسطينيين بغزة.. هكذا ردت حماس

قالت وسائل إعلام عبرية، إن الاحتلال قدم مقترحا مضادا للمقترح القطري المصري، الذي أعلنت حركة حماس، دراسته بإيجابية والموافقة عليه، وينص مقترح الاحتلال على الإفراج عن نصف الأحياء والأموات من أسراه مقابل وقف إطلاق نار لمدة 50 يوما.

وأشارت القناة 13 العبرية، أن مقترح حكومة نتنياهو، جرى تقديمه بعد رفض مقترح الوسطاء بالإفراج عن 5 أسرى فقط، بينهم عيدان ألكسندر، وهو جندي جرى أسره من قاعدة عسكرية ويحمل الجنسية الأمريكية.

من جانبه قال نتنياهو، إنه على استعداد لمناقشة المرحلة الثانية، بشروط، خروج قادة حماس من قطاع غزة، وتسليم السلاح وفرض السيطرة على القطاع بالكامل، وتطبيق خطة ترامب للتهجير.

بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، إنه رغم المرونة التي قدمتها الحركة، في الرد على مقترح الوسطاء، في إطار المسؤولية الوطنية، إلا أن نتنياهو يعلن وبكل صلافة أنه لا ينوي وقف الحرب ولا زالت تراوده أحلام فاشية تجاه شعبنا وفي مقدمتها مشروع التهجير والقضاء على المقاومة ونزع سلاحها.



وشدد على أن الحركة لا تزال متمسكة بالاتفاق الموقع في 19 كانون ثاني/يناير الماضي، والعرض الأخير المقدم من الوسطاء لتجاوز الأزمة.

وأكد على أن ما فشل فيه نتنياهو وحكومة على مدار شهور بكامل قوته العسكرية، مدعوما من الغرب وحكوماته، لن يتمكن من تحقيقه مهما تلاعب في ملف المفاوضات على حساب أسراه، أو بالقوة الغاشمة، لأن بقاء شعبنا في أرضه ليس خطاً أحمر بل هو مسألة حياة أو موت.

وقال إن المقاومة وسلاحها بالنسبة لنا كشعب تحت الاحتلال، مسألة وجودية، لا سيما مع عدو لا يفهم إلا هذه اللغة، وسيفشل نتنياهو وحكومته ولكنه سيقود المنطقة كلها للدمار.

وأضاف: "نتوقع من الوسطاء الضغط على العدو للالتزام بالاتفاق، وعلى الولايات المتحدة أن ترفع الغطاء عن هذا العدوان، إذا كانوا معنيين بالاستقرار والهدوء في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • أبوبكر الديب يكتب: إقتصاد إسرائيل يدفع ثمن طموحات نتنياهو السياسية
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • نتنياهو يضع شروطا لإنهاء وجود الفلسطينيين في غزة.. وحماس ترد
  • نتنياهو يضع شروطا لإنهاء وجود الفلسطينيين في غزة.. هكذا ردت حماس
  • نتنياهو يضع شروطا لإنهاء وجود الفلسطينيين بغزة.. هكذا ردت حماس
  • نتنياهو: مستعدون للحوار لإنهاء الحرب بشرطين.. ولا تراجع عن التهجير
  • عائلات المحتجزين في غزة: نتنياهو يطيل الحرب للنجاة من لجنة التحقيق
  • في محاضرته الرمضانية الرابعة والعشرين.. قائد الثورة:المأزق الحقيقي للإنسان في الذنوب وهي تشكل تهديداً خطيراً على مستقبله الأبدي
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه في أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس