الوجه الآخر للحرب على لبنان..النزوح الجماعي يحيي شبح الحرب الأهلية
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
استقبلت قرية مرجعيون ذات الأغلبية المسيحية في جنوب لبنان مدارسها وإحدى كنائسها في الشهر الماضي لإيواء عشرات الفارين من القصف الإسرائيلي لقرى مسلمة، ما يعيد للأذهان شبح الانقسام الطائفي في البلاد.
وقال 7 من القرية، إن بعض السكان يشعرون بالقلق، خشية أن يكون من بين النازحين مرتبطون بحزب الله، الذي يخوض حرباً ضد إسرائيل.لكنهم أرادوا الحفاظ على العادات المحلية المتمثلة في حسن الجوار، ولعلمهم أن الفارين من الهجوم الإسرائيلي المتنامي، لا مكان لهم يذهبون إليه.
ونجت مرجعيون من الهجمات الإسرائيلية على الحزب في العام المنصرم. لكن السكان سرعان ما شعروا بأن الحرب قد وصلت إليهم،فقد أفاد مصدران أمنيان وسكان محليون إن ساكنين مرجعيون، مدرس وشرطي، قتلا على مشارف القرية في ضربات بطائرات إسرائيلية دون طيار، استهدفت شيعياً على دراجة نارية. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم ذكر ثلاثة سكان، وفيليب العقلة كاهن مطرانية مرجعيون الأرثوذكسية، أن نازحاً كان يسعى إلى اللجوء إلى المطرانية أطلق النار في الهواء وهدد القائمين عليها بعد أن طُلب منه الانتقال إلى مكان آخر.
وسرعان ما تبخرت روح الترحيب في مرجعيون.
وقال العقلة: "ما فيك تجيب النار على بيتك"، معبراً عن مخاوف بعض السكان من تعرض القرية لضربات إسرائيلية بسبب النازحين.وأكد العقلة و6 من السكان، الذين طلبوا حجب هوياتهم، إن عشرات النازحين غادروا القرية بعدما طالبهم الأهالي بذلك، إلى جانب العديد من سكان البلدة المذعورين.
وتتألف تركيبة السكان في لبنان من أكثر من 12 طائفة دينية، وينقسم التمثيل السياسي على أسس طائفية. وزادت الانقسامات الدينية شراسة في الحرب الأهلية بين 1975 و1990 والتي خلفت نحو 150 ألف قتيل وجرت إليها دولاً مجاورة.
وتحدثت رويترز إلى أكثر من 10 مشرعين وسياسيين وسكان ومحللين قالوا، إن الهجوم العسكري الإسرائيلي في المناطق ذات الأغلبية الشيعية في لبنان، أبرز التوتر الطائفي، ما يشكل تهديداً لاستقرار لبنان، بعد أن تسبب في نزوح أكثر من مليون، إلى المناطق السنية والمسيحية.
وقالت المصادر، إن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مبان تؤوي أسراً نازحة غذت المشاعر السلبية، ما يثير المخاوف من أن إيواءهم قد يجعل مستضيفهم هدفاً.
وعبر العقلة عن أسفه لتزايد العداء الطائفي بالقول: "هلق، الآن الحواجز بترتفع والمخاوف بتزيد لأن ما فيه حدا يعرف وين رايحين؟
خاضت فصائل لبنانية مسلحة على صلة بجماعات دينية حرباً أهلية استمرت 15 عاماً، وانتهت بنزع سلاح الجميع باستثناء حزب الله الذي احتفظ بأسلحته للوقوف في وجه إسرائيل في الجنوب.
وانسحبت إسرائيل في 2000 من جنوب لبنان، لكن الحزب احتفظ بأسلحته. وخاض حرباً على الحدود ضد إسرائيل في 2006 قبل أن ينقل معركته صوب المعارضين السياسيين داخل لبنان في 2008، إذ عززت الاضطرابات في الشوارع صعوده.
وأدانت محكمة أممية أعضاء في حزب الله باغتيال رئيس الوزراء السني رفيق الحريري في 2005، بينما حمّلها معارضون مسؤولية اغتيال ساسة آخرين معظمهم من المسيحيين، والسنة.
وتحول حزب الله إلى قوة إقليمية بفضل دعم إيران، وانضم إلى الحرب في سوريا. لكن ذلك لم يمنعه من الحفاظ على سلطته القوية لصنع القرار داخل لبنان، بما في ذلك الرئاسة التي تقتصر على الطائفة المارونية وفق نظام تقاسم السلطة في لبنان، وهو المنصب الشاغر منذ 2022
ومع تأثر قاعدة الدعم الذي يحظى بها حزب الله بالضربات الإسرائيلية، أكد قادة لبنانيون بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أهمية الحفاظ على السلم الأهلي.
وحتى الأطراف المتنافسة مع ميليشيا حزب الله، مثل حزب القوات اللبنانية المسيحي، امتثلت إلى حد بعيد للدعوات للتهدئة بتخفيف حدة خطابها السياسي وحث أنصارها على تجنب إثارة التوتر.
ولكن على الأرض، لا يزال التوتر قائماً خاصةً في محيط المدارس التي يأوي إليها النازحون في بيروت. وقال سكان، إن أعضاء أحزاب متحالفة مع حزب الله يختارون المسموح لهم بالدخول والمغادرة والمواد التي يمكن إدخالها إلى أماكن الإيواء.
أما الطرق الرئيسية التي لم تكن تعج بالمارة إلا في ساعة الذروة فباتت الآن مزدحمة طوال اليوم بسيارات الفارين من القصف الإسرائيلي، ما شكل ضغطاً على البنية التحتية المتداعية بالفعل في المدينة.
وقال رئيس بلدية بطشيه ميشال خوري، التي تسكنها أغلبية مسيحية في بيروت، إن سكاناً منعوا يوم الجمعة شاحنة من تفريغ حاوية في مستودع مستأجر من خارج المنطقة، بسبب اشتباههم في أنها قد تحتوي على أسلحة لحزب الله.
وبيّن خوري "هناك توتر. الجميع خائف اليوم"، مضيفا أن الشاحنة أُبعدت دون تفتيشها.
وقال النائب الدرزي وائل أبو فاعور، إن على جميع الساسة من كل الأطياف العمل للحفاظ على الوحدة الوطنية. وأضاف، "بيروت يمكن تنفجر من ورا النازحين، من ورا الاحتكاكات، من ورا النزاع على الملكيات، من ورا كمان الضاحية كلها صارت ببيروت والجنوب، والبقاع".
وكان لبنان يعاني بالفعل من تداعيات انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب) 2020، والأزمة الاقتصادية المستمرة منذ 5 أعوام، التي دفعت مئات الآلاف إلى براثن الفقر، قبل أن يفتح حزب الله جبهة ثانية ضد إسرائيل في اليوم الموالي لهجوم حركة حماس على إسرائيل في7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ورداً على سؤال عن مخاطر النزاع الطائفي، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن لبنان "بلد هش". وأضاف "يمكن أن تتسبب أي صدمة في تراجع البلاد.. وإحداث مشاكل كبيرة، فما بالك بهذه الصدمة الكبيرة".
حزب الله تمثل أزمة النزوح تحدياً أيضاً لحزب الله، الذي افتخر دائما بتلبية احتياجات مجتمعه لكنه يواجه الآن احتياجات متزايدة واستجابة ضعيفة من دولة شبه مفلسة. وقال مسؤول لبناني، تحدث شريطة حجب هويته لحساسية المسألة، إن تخفيف حزب الله لموقفه من وقف إطلاق النار في لبنان، يعود في جانب منه إلى الضغوط الناجمة عن النزوح الجماعي. وكانت الجماعة تربط توقفها عن استهداف إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة.
وقال النائب عن حزب الله علي المقداد خلال زيارة لمدرسة تؤوي نازحين الأسبوع الماضي: "ناسنا وأهلنا مستعدين لأصعب الأوضاع وأصعب الظروف".و قال: "هذه المصيبة جمعتنا"، مضيفاً أن لبنان يصمد أمام "امتحان". لكن نعمت حرب، وهي شيعية فرت من بلدة حاروف الجنوبية مع عائلتها الكبيرة، قالت إن العيش في مدرسة أمر مرهق، وأن الناس يحتاجون إلى مزيد من الدعم من حزب الله والحكومة.
وأضافت "بدنا من السياسيين أن يدعمونا بهاي المرحلة اللي انجبرنا نكون فيها. يعني قد ما فيهم يعملوا مفاوضات حتى نخلص وترجع العالم إلى بيوتها بوقت أقل".
وذكر ملاك عقارات ومستأجرون محتملون أن أغلب النازحين المقتدرين تمكنوا من استئجار شقق للإقامة فيها رغم أن أصحاب العقارات غالباً ما يطلبون دفعة لا تقل عن ثلاثة أشهر مقدماً.وقال أربعة ملاك العقارات أو مستأجرين محتملين إن بعض الملاك يرفضون إيواء النازحين.
ويرسل ملاك آخرون إخطارات لمستأجريهم تحثهم على معرفة جيرانهم "والحد من الزيارات للحفاظ على سلامة الجميع"، وفق إخطارات اطلعت عليها رويترز. الحرب الأهلية
أعاد النزوح الجماعي، والتوتر المتزايد بين السكان إلى أذهان بعض اللبنانيين ذكريات انهيار الدولة، والاستيلاء الجماعي على المساكن أثناء الحرب الأهلية.
وقال أعضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي المتحالف مع حزب الله، وسكان محليون، إن منتسبين للحزب اقتحموا ما لا يقل عن 6 مبان سكنية، وفنادق في منطقة الحمرا ببيروت، وحولوها إلى أماكن إيواء. وقال مسؤولون في الحزب إنه حشد عشرات الأعضاء للاضطلاع بهذه المهمة.
وشاهد صحافي أعضاء من الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذين تسنى التعرف عليهم من خلال شارات الحزب، يحرسون مبنيين.
وقال وسيم شنتف، وهو عضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي ومسؤول هناك، إن أحد المبنيين فندق من 14 طابقاً خرج عن الخدمة بسبب الأزمة الاقتصادية، التي تعصف بلبنان منذ 5 أعوام، مضيفاً أنه يستضيف الآن 800 شخص.
وقال: "مافي دولة. صفر. نحنا عم نجي محل الدولة"، بينما كان أعضاء الحزب يوجهون حركة المرور ويفرغون شاحنة معونات بها مياه معبأة.
وأخلي مبنى آخر في مكان قريب من سكانه غير الشرعيين الذي أقاموا هناك منذ الحرب الأهلية اللبنانية. واقتحم أكثر من 200 فروا من الضربات الإسرائيلية المتصاعدة المكان نفسه، كما قالت ريبيكا حبيب، المحامية التي رفعت دعوى لإخراجهم. ونجحت في ذلك بعد أن أمنت السلطات لهم مكاناً للإقامة.
وقالت، "خفنا انو التاريخ عم بعيد نفسو".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان حزب الله بيروت لبنان إسرائيل وحزب الله بيروت الحرب الأهلیة إسرائیل فی فی لبنان حزب الله أکثر من من ورا
إقرأ أيضاً:
هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!
نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً تحت عنوان "خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة المعركة والمفاوضات"، وجاء فيه: ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، كلمة شاملة، تناول فيها رؤية الحزب للوضع الراهن في لبنان، ودرات الكلمة حول 3 محاور رئيسية: المعركة، والتفاوض، وما بعد الحرب، وتضمنت رسائل متعددة المستويات، وجهت بشكل خاص إلى إسرائيل، والمفاوضين على الساحتين المحلية والدولية، إضافة إلى الداخل اللبناني.تحدث قاسم عن المعركة في المحور الأول من كلمته، وأشار بوضوح إلى أن "على العدو أن يتوقع الرد على وسط تل أبيب إذا استهدف بيروت"، وأوضح أن المقاتلين مستعدون لخوض معركة طويلة، مع الحفاظ على القدرة على الوصول إلى الخطوط الأمامية، وإجراء التبديلات، وتوفير السلاح، وقال "سنظل في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة، وسنجعلها عالية باهظة، وسنرد اعتداء العدو ونحن في موقع الدفاع".
وفي المحور الثاني، تناول قاسم مسألة المفاوضات، مشيرا إلى استلامهم المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار، والذي قدموا ملاحظاتهم عليه، وأكد أن الحزب قرر عدم الخوض في تفاصيل الاتفاق عبر وسائل الإعلام، كما أوضح أن هناك تطابقا بين ملاحظات لبنان الرسمي وتلك التي قدمها الحزب، وأضاف أن "التفاوض يتم تحت سقفين رئيسيين: الأول هو وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والثاني ضمان الحفاظ على السيادة اللبنانية".
وفي المحور الثالث، قدم قاسم رؤية الحزب وخارطة الطريق لمرحلة ما بعد الحرب، موضحا مواقفه من خلال 3 رسائل أساسية:
الرسالة الأولى: أكدت استمرار حزب الله في تبني موقفه السابق قبل الحرب وهو سياسة المقاومة.
الرسالة الثانية: أعادت التأكيد والتذكير على ثلاثية "الجيش، الشعب، المقاومة"، مع الإشارة إلى أن الحزب معني بتسهيل انتخاب رئيس جمهورية ضمن الأطر الدستورية وتحت سقف اتفاق الطائف.
الرسالة الثالثة: التزام الحزب بالمشاركة في إعادة الإعمار.
مواقف حاسمة قال المحلل السياسي قاسم قصير، للجزيرة نت، إن كلمة نعيم قاسم جاءت لتأكيد مواقف حزب الله والمقاومة على الأصعدة العسكرية والسياسية والتفاوضية، موضحا أن "الكلمة حملت رسالة واضحة لكل من الداخل والخارج حول قوة الحزب وقدرته على الصمود، واستعداده لما بعد وقف الحرب، خاصة في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتمسك باتفاق الطائف، والمضي قدما في جهود إعادة الإعمار".
وأشار قصير إلى أن قاسم شدد على أن "فشل العدو في تحقيق أهدافه يعد انتصارا"، وأكد على قاعدة تكاتف الجيش اللبناني والشعب والمقاومة.
وفي ما يخص المفاوضات، أشار المحلل إلى أن الأمين العام لحزب الله ربط نجاحها برد فعل إسرائيل والجدية التي يظهرها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مشددا على ضرورة التفاوض تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية.
وأضاف قصير أن قاسم توجه إلى النازحين معبرا عن تقديره لتضحياتهم، وأوضح أن الحزب سيقوم بواجبه قدر الإمكان، داعيا إياهم إلى الصبر، وأكد على أن عملية إعادة الإعمار ستتم بالتعاون مع الدولة فور وقف العدوان.
التفاوض والنار يرى المحلل السياسي توفيق شومان، في حديثه للجزيرة نت، أن خطاب نعيم قاسم يمكن قراءته من 3 زوايا رئيسية، أولها تتعلق بالميدان وتجديد بنك الأهداف بصورة يومية، وهو ما تعكسه عمليات المقاومة المستمرة التي تستهدف مستوطنات جديدة ومواقع عسكرية متنوعة، تشمل الأعمال الأمنية، والتقنية، والاستخبارية، والعسكرية، واللوجستية، وصولا إلى تل أبيب.
يشير شومان إلى أن هذه العمليات تعكس قبول المقاومة بمعادلة "التفاوض تحت النار"، التي يسعى العدو الإسرائيلي إلى فرضها، إلا أن الخطاب يبرز بوضوح استعداد المقاومة لمواجهة هذه المعادلة بكل السبل الممكنة، بهدف إفشال مساعي إسرائيل لتوظيف العدوان لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات.
أما الزاوية الثانية فترتبط بالمفاوضات الجارية، التي تجري بالتنسيق والتناغم مع الدولة اللبنانية، ويوضح شومان أن خطاب قاسم اتسم بالتحفظ في التعليق على هذه المفاوضات، انتظارا لما ستسفر عنه زيارة آموس هوكشتاين إلى تل أبيب والرد الإسرائيلي المرتقب، وتأكيد قاسم استعداد المقاومة لخوض حرب طويلة إذا اختار العدو الإسرائيلي هذا السيناريو.
وبخصوص الزاوية الثالثة والمتعلقة بالوضع السياسي الداخلي، يشير المحلل إلى أن قاسم أكد التزام حزب الله باتفاق الطائف والعمل تحت سقفه، باعتباره عقدا سياسيا واجتماعياً وطنياً جامعاً، في إشارة واضحة إلى تمسك الحزب بالشراكة الوطنية المتوازنة والمتساوية، ويرى شومان أن هذا الموقف ينفي أي نية لاستثمار الخطاب السياسي داخليا، كما يُشاع في بعض الأوساط اللبنانية.
الميدان والسياسة من جهته، اعتبر الباحث والكاتب السياسي علي مطر، في حديثه للجزيرة نت، أن كلمة الشيخ نعيم قاسم تحمل دلالات مهمة تركز على محورين رئيسيين هما الميدان والمفاوضات، بالإضافة إلى رسائل مرتبطة بإدارة المشهد السياسي في لبنان بعد الحرب.
ففي الجانب الميداني، يوضح مطر أن الشيخ قاسم قدم شرحاً مفصلاً لنمط عمل المقاومة، مشيرا إلى اعتمادها أسلوب الدفاع المتحرك عوضا عن الدفاعات الثابتة التقليدية، كما بيّن قاسم أن المقاومة نجحت خلال شهرين في إحباط محاولات العدو الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم ميداني، مستشهدا باستمرار إطلاق الصواريخ والتصدي لمحاولات التوغل في مناطق مثل الخيام، وشمع، وأطراف بنت جبيل.
ووفقاً لمطر، تحمل هذه الرسالة تأكيدا على أن "العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه الإستراتيجية في القضاء على البنية العسكرية لحزب الله، التي ما زالت فاعلة ومستمرة في المواجهة".
وعلى صعيد المفاوضات، يشير الباحث مطر إلى أن الشيخ قاسم أكد حرص المقاومة على الوصول إلى اتفاق ينهي العدوان ويحفظ سيادة لبنان، بشرط عدم المساس بالتضحيات اللبنانية أو إخضاعها لشروط إسرائيلية، وأضاف أن القوة العسكرية على الأرض تُعتبر ورقة أساسية لتحسين شروط التفاوض لصالح المقاومة.
وفي سياق آخر، يلفت الباحث إلى أن قاسم حرص على الإشارة بشكل غير مباشر إلى قضايا حساسة، مثل طرح إسرائيل مفهوم "الدفاع عن النفس"، وهو ما يراه مطر تدخلا خطيرا في الشأن اللبناني، وانتهاكا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي.
يختم مطر تحليله للكلمة بالإشارة إلى أنّ حزب الله، كما أوضح أمينه العام، يعتزم استئناف حياته السياسية بشكل طبيعي بعد الحرب، مع العمل على تطوير قدراته بما يخدم المصلحة الوطنية وإعادة الإعمار. (الجزيرة نت)