تبرأت من ماضيّ لكن.. ما السبيل للهروب من عثرات وزلات الأمس؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
سيدتي، السلام عليك وعلى قراء موقع “النهار اونلاين” ورحمة الله تعالى وبركاته، طيب هو مجلسكم الذي يجد فيه كل حائر طريق الصواب ليخرج من همومه وما يجرح فؤاده.
سيدتي، أنا شاب تائه وحائر لم أجد من بدّ سوى التواصل معك حتى أخرج من ضيق كبير أنا فيه . لا أخفيك سيّدتي أنه ولولا ثقتي في الله ثم أنت لما كنت قد فتحت أسارير قلبي لأبوح لك بما يخالجني.
كغيري من الشباب عشت الطيش بكل أنواعه وأشكاله، وإقترفت في وقت مضى بعض الزلات والأخطاء التي مسّت المقربين مني. وبعض من الجيران وأبناء الحي حيث أسكن. أمور بمرور الوقت تخليت عنها ولم أجعلها في خانة شخصيتي التي صقلتها من الصفر بأمور كلها إيجابية وفخر.
إلا أنني سيدتي صدمت بما أتعبني وأشقاني حيث أنني وجدت من يعيّرني ولم ينسى ما كنت عليه. حاضر يعلم الغائب وينشر عني ماض تبرأت منه وبدأت من جديد بما يجعلني مرحّبا بي أينما حللت. حياة لم أخطّط فيها لأن أجد السيئ من الناس بعد أن تحسنت وتغيرت.
وكأني بالماضي يأبى أنت يفارقني. قد تتصورين سيدتي أنّ هناك من كاد لي بعد أن تقدمت لخطبة فتاة أعجبتني. فوجدت والدها يمنحني قرار رفضه بسبب زلّة أكل عليها الدهر وشرب. وكأنيّ بالتائب لا تقبل توبته لدى الإنسان، والله وحده الغفور الرحيم. أناس تشكّك في صدقي وأخرون يضربون في نزاهتي وكأني بهم يصرّون أن أعود إلى ما كنت عليه.
أريد أن أعتزل العالم وأن لا يكون لي صلة أو إحتكاك بمن أحسبهم يكيدون لي ولا يرغبون في أنني أصبحت إنسانا سويا. فكطيف لي سيدتي أن أهرب من ماض لم يعد له وجود، وكيف لي أن أعانق الإستقرار؟
أخوكم ن.فريد من الغرب الجزائري.
أخي، يبقى الله الوحيد من يقدّر السجايا ويعرف النوايا، وحده الله من يغيّر ولا يعيّر. ووحده الإنسان من يعيّر ولا يتغير.
تبت أخي عن أخطاء وزلات باتت من الماضي ولم يعد لها وجود، تغيرت إلى الأحسن بعون الله وفضله. وبسبب نيتك الطيبة التي جعلتك تميز الصالح من الطالح. فإخترت لنفسك أن تحيا الأمان والستر ولا تعود لما كنت عليه قطّ. أمر لم يستحسنه من كان في قلبه لك ضغينة وحقد. فراح يسيء لك بطريقة جعلت من يتقبلك ينبذك بعد التذكير بماضيك الذي لم يكمن سيئا بالقدر المخجل والمخزي.
أتأسف لحال الناس الذين يلوحون في سمعة البشر وينسون أنهم بدورهم كتلة من العيوب والسيئات. وهذا الذي يجب أن تأخذه بعين الإعتبار من باب الخروج من هالة الأحزان التي أقحمت نفسك فيها.
عليك أن تنهي علاقتك بالماضي مرة واحدة وأن لا تعود له ما دمت قد أخلصت النية في التّخلي عما يشين من الطباع. أنت بين يديّ الله ويكفيك هذا، وهو وحده من يعلم بنواياك و يقبلك على ما أنت عليه ووحده من سيسوق إليك الزوجة الصالحة التي ستحيا معك. على الحلوة والمرة ويعطيك من نعمه ما يعوّضك عمّا ألمك وأتعبك. لا يمكنك أن تحيا بمنأى عن النّاس السيئة المتصيّدة للأخطاء. لذا عليك أن تتأقلم وتتعايش مع الكلّ وتكفيك ثقتك بنفسك وحسن توكّلك على الله.
ومن باب النصيحة عليك أن تقرأ هذه الكلمات….
فضح الذنب أمر مرعب، زوال الستر أيضا أمر مرعب، لا تتمادى فينتهي رصيدك من الستر، ولا تفضح أحدا فيفضحك الله في الدنيا والأخرة. كذلك، لا تشمت بمسلم ولا تفرح مصيبته. قال إبن القيم: من الكبائر الفرح بأذى المسلمين والشماتة بمصيبتهم، فاللّهم لا تحرمنا سترك، ولا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.
ردت:”ب.س”
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: ما کنت
إقرأ أيضاً:
«الشيخ خالد الجندي»: مصر البلد الوحيد في العالم التي سمعت كلام الله مباشرةً (فيديو)
فسر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مطلع سورة الطور، حيث قال الله تعالى: "والطور.. وكتاب مستور.. في رقٍّ منشور" (الطور: 1-3).
وأوضح أن "الطور" هو جبل الطور الموجود في جنوب سيناء بمصر، مؤكدًا أنه الجبل الذي تجلى الله له وكلم عنده سيدنا موسى عليه السلام، مما يدل على عظمة مصر ومكانتها الدينية.
كما أشار إلى أن مصر هي البلد الوحيدة في العالم التي سمعت كلام الله مباشرةً، وكانت ملجأً للأنبياء، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" (يوسف: 99).
أما عن معنى "كتاب مستور"، أشار إلى أن العلماء فسروها بأنها تشير إلى اللوح المحفوظ، موضحًا أن كلمة "مستور" تعني المكتوب في سطور، كما ورد في بعض التفاسير، مضيفا أن "مستور" في بعض المواضع تعني المحجوب والمخفي، وهو ما يدل على قدسية هذا الكتاب وكونه محفوظًا عند الله.
وأشار إلى أن الآيات الواردة في سورة الذاريات تكشف لنا تفاصيل ما حدث مع قوم لوط، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "قالوا إنا أُرسِلنا إلى قومٍ مُجرمينَ.. لِنُرسِلَ عليهم حجارةً من طينٍ.. مُسَوَّمةً عندَ ربِّك للمسرفينَ" (الذاريات: 32-34).
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن كلمة "مسوّمة" تعني مُعلَّمة، أي أن هذه الحجارة لم تكن عشوائية، بل كانت موجهة بدقة، كل حجر منها معروف وجهته ولمن سيصيب.
وأضاف: "هذه الحجارة كانت ذخيرة موجهة، وكل واحدة منها تحمل رقمًا وعلامة خاصة بها، مما يعني أنها لم تُرسل جزافًا، بل كانت معتمدة ومعدّة خصيصًا لهؤلاء القوم".
وأشار إلى أن قوم لوط لم يتعرضوا لعقوبة واحدة فقط، بل نزلت عليهم عقوبات متتالية. جعل الله عاليها سافلها، فقُلبت مدينتهم رأسًا على عقب، ثم أمطرهم بحجارة من سجيل، وهي حجارة طينية محروقة شديدة العقاب، لم يكن ذنبهم فقط في الفاحشة، بل جمعوا بين مشكلات عقدية تمثلت في الكفر، ومشكلات أخلاقية جسدتها الفاحشة، وسلوكيات اجتماعية سيئة مثل قطع الطريق والاعتداء على الآخرين وعدم توقير الضيفان، لم يكتفوا بذلك، بل حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرّم، وهذا جعل عقابهم مضاعفًا، فقد جمعوا بين الفساد الديني والفساد الأخلاقي.